تجربة إعلامية لمسلمين ألمان تحت شعار “لنتكلم الآن”
"المسلم - جيل المستقبل".. موقع إلكتروني متخصص في شؤون الشباب الألماني المسلم
يُشرف فريق من الشبان الألمان المسلمين على إدارة تحرير موقع "المسلم – جيل المستقبل". وتتميز هذه التجربة الصحافية الناشئة الموجهة للشباب بالمزج بين القضايا الاجتماعية والدينية وهي تجربة واعدة، ولو أنها لا تخلو من التحديات.
وتتأسس هذه التجربة الإعلامية على الشعار التالي: "إذا لم يكن الآن، فمن نكون إذاً ؟... لنتكلم الآن!"، وهو الشعار الذي يرفعه العاملون في الموقع الموجه للشباب المسلم الذي يعتبر الأول من نوعه وكان إطلاقه منذ بضعة أشهر.
وتلاحظ فاطمة كامور وهي شابة في العشرين من عمرها وتدرس علوم الإعلام في جامعة دويسبورغ، في تصريحات أدلت بها لموضع "قنطرة" الذي اقتبسنا منه الخبر، أنها كشابة مسلمة لا تشعر أن هنالك ما يمثلها في الإعلام الألماني الواسع الانتشار، مضيفة أن تناول الإعلام لقضايا المسلمين والإسلام مكثف، لكنها تلاحظ "نحن نشكل مادة يتناولها الإعلام ونريد أن ندلي بدلونا أيضا". وأضافت بأن الشباب المسلم ليس لديه حتى الآن إعلام يمكن القول بأنه يمثله. وحول دوافع خوضها لهذه التجربة الإعلامية أوضحت كامور "انضمامنا لهيئة التحرير مهم جدا، لأننا مسلمون، ولكن الأهم لكوننا ألمانا مسلمين، ولذلك كان اختيار عنوان" المسلم ـ جيل المستقبل"، الجيل الذي يمكن القول بأننا نمثله". وتستدرك فاطمة، إحدى صحافيات الموقع: "إننا لسنا الجيل الثالث أو الثاني، بل نحن جيل المستقبل الذي ينتظر أن يقدم شيئا في ألمانيا"، مبرزة أن الرصيد المشترك لهذا الجيل كونه ينطلق من اللغة الألمانية كأساس مشترك.
وتلاحظ الشابة كامور بأنه أمر جديد ومثير للاهتمام أن يرى المرء أيضا فتيات يرتدين الحجاب وشبانا ذوي سحنة سمراء في ألمانيا ويبدون وكأنهم في بلدهم الأصلي. وبالنسبة لها فإن تناول قضايا مثل بطولة كأس العالم أو منع البرقع أو أوضاع المسلمين في أوروبا، هذه القضايا تجعل المجلة الموقع المفضل للشباب المسلم، بل تعتبر برأي فاطمة "أفضل مجلة للطلاب والتلاميذ".
وحول طريقة تناول المواضيع التي يتم اختيارها من قبل هيئة تحرير الموقع، توضح كامور أن"المهم بالنسبة لنا، هو إيجاد توازن بين دوافعنا كمسلمين والبعد المجتمعي" وأشارت في هذا الصدد إلى أن قارئ الموقع يجد مواضيع عديدة تتناول الإسلام ولكن أيضا مشاريع اجتماعية وأحداث راهنة، بالإضافة إلى زاوية للترفيه وهنالك صفحة خاصة بالطبخ والمأكولات الحلال.
وتتألف أسرة تحرير موقع" المسلم - جيل المستقبل" من سبعة محررين وتتراوح أعمارهم ما بين 19 و30 عاما، ولديهم تجارب في مجال التدوين والصحافة المكتوبة، ويجتمعون مرة في الأسبوع عبر الهاتف بفضل خدمة "سكايب"، لمناقشة المواضيع التي يرغبون بتناولها، وبحث الأبعاد التي تثير اهتمام قراء الموقع الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و30 عاما، سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك.
جدير بالذكر، أن تجربة الموقع بدأت في مستهل العام الحالي كموقع الكتروني ومنذ شهر ماي الماضي صدرت أيضا كمجلة مطبوعة، وبالنسبة لفاطمة تايه وهي فتاة في الثالثة عشرة، من مدينة كولونيا، فقد اطلعت على المجلة وتقول" عندما يكتب مسيحي أو آخرون عن المسلمين، هنالك دائما مواضيع سلبية، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمور في الإسلام" مشيرة إلى ضرورة أن يتولى المسلمون الكتابة عن أوضاعهم، وهي تعتبر أن الكتابة عبر الانترنت "وسيلة مهمة جدا".