مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

بنت حين الجكنية (ت.2011م) ونظم العشرون الواجبة

 

مولدها ونسبها(1):
ولدت الشيخة الفقية العابدة مريم بنت حين في حدود العام 1914م من أبيها القاضي المجاهد سيدي إبراهيم الملقب ديدي ولد محمد الأمين الملقب حين ولد عبد الله ابن عبد الجليل، و أمها أم كلثوم بنت نعمة هي أمها وأم شقيقها الفقيه الزاهد في ما سوى الله تعالى شيخ محظرة الواد الأبيض الشيخ أحمد سالم عليه رحمة الله، ولها من الأخوات لأب وأم فاطمة وعائشة وكذلك خديجة، وهي أيضا أخت الشيخ محمد السالم لأب الشيخ الذي علم القرآن لأغلبية أهل توانت وقد عرف بالكرم والتوسع مع الناس.
تزوجت في الصغر عدة مرات منها ابن عمها سيدي محمد ابن الإمام ابن عبد الجليل الجد الذي يجمعها به الذي هو أبو ابنها ولدته في العام 1924 تقريبا.
وسيدي محمد هذا أبو ابنها العلامة المجدد الذي قال فيه ابن أحمد الخديم:
بذاك قد صرح مفتي الزمن***عبد الإله ابن الإمام الجكني
شيوخها:
نشأت العالمة مريم بنت حين وتربت في أحضان أسرة آل حين العريقة الزلمطية الجكنية، أسرة العلم والكرم التي قال فيها الشاعر:
أيا آل حين لكم فضل وإحسان *** لم يبلغ الدهر ما بلغتم إنسان
وتعلمت على والدها أولا، وكان جل ما تعلمته من بطون الكتب حيث تطالع وتستنبط وتصحح على أبيها، الذي في آخر زمانه كان إذا أراد مادة من كتاب أمرها أن تقرأ له، ثم على ابن عمها أحمود ولد باب الذي علمها من الألفية في النحو والطهارة والصلاة من الشيخ خليل.
وتعلمت أيضا على ابنها من العبادات والعقيدة، حيث صار ابنها شيخا لها في العقيدة رسميا، وفي النحو والسيرة والفقه، بعد أن علمته في الصغر ما تيسر من القرآن ومختارات من شعر الحكمة، مثل كرم الضيافة والأخلاق الفاضلة والأمانة، وقد حدث حفيدها ابن الشيخ محمد يحيي أنها علمته هو أيضا في الصغر نفس المقاطع وقالت له: لقد علمت أباك هذا في نفس مرحلتك من العمر.
مكانتها العلمية:
حظيت مريم بنت حين بذكاء فائق وحافظة قوية، فالبرغم من قلة شيوخها فقد بلغت من العلم ما بلغت، حيث قال عنها محمود بن محمد المختار الشنقيطي: “كانت عالمة تحفظ كثيراً من المتون الفقهية وتفتي النساء في الحج والحيض، ولها ألفية في السيرة، ولها منظومات فقهية لبعض المسائل والنوازل، وكانت تشرح ألفية ابن مالك لبعض تلاميذ ابنها إذا لم يكن في البيت”(2).
تلامذتها:
أما تلامذتها فبالنسبة للنساء فجل نساء القبيلة والمعارف حيث كانت تدرسهم السيرة النبوية الشريفة وأغلبية نظم عبيد ربه في النحو.
 وهي شيخة العلامة عبد الله وابنه الشيخ محمد يحيي وكذلك باقي عياله، كما أنها علمت ابنتها أم كلثوم، وأبناءها وبناتها، حيث لم يخف أثر ذلك على تلك اﻷسرة الكريمة.
وتعد الشيخة مريم بنت حين شيخة لأغلبية طلاب ابنها المرحوم عبد الله حيث ظلت مقر مراجعة للجميع، تراجع مع هذا وتساعد هذا، والكثير من أهل العلم اليوم يقر بذلك.
تنقلاتها: 
لقد كانت ولاية تكانت هي محل الميلاد ولما فضل ابنها عبد الله ولاية لعصابة في العام 1982م قررت أن تلحق به، حيث صارت تتنقل بين بلدية الغايرة ومقاطعة كروا، وبعدما توفي العلامة عبد الله رحمه الله تعالى، مكثت مع أبنائه ما شاء الله، وبعد ذلك ارتحلت مع ابنتها أم كلثوم إلى منطقة آفطوط وتحديدا آكويده، مسقط رأس زوج أم كلثوم ومكثت معها مع أنها أحيانا تعود إلى كروا.
مؤلفاتها:
تركت العالمة الجليلة من المصنفات (نظم العشرون الواجبة) في العقيدة، وكان جل أشعارها وأنظامها في السيرة والمديح والأدعية والمتشابه والوعظ، مع أنها تكثر في شتى المواضيع.
ومن شعرها قولها:
تباعد عن العصيان إن كنت ذا عقل***وشمر لفعل الخير ناهيك من شغل
وقولها:
        يا نفس قد ولى الشباب وانطوى***وﻻ أرى لك انتباها وارعوى
وفاتها:
انتقلت العالمة مريم بنت حين الجكنية إلى جوار ربها سنة 2011م بآكويدة، وبها يوجد قبرها رحمها الله تعالى وجزاها خيرا على ما ربت وعلمت من أجيال.
نعي وفاتها بقلم إبراهيم بن محمد فضل الله بتاريخ 17/12/2011 بما نصه:
تأبين العالمة مريم بنت العلامة سيدي بن حين: انتقلت اليوم عن الدنيا إلى رضوان الله وجناته إن شاء الله العالمة العابدة بنت العلماء العباد وأمهم تلكم السيدة الفاضلة، من كانت حياتها بالمكارم والفضائل حافلة، السيدة بنت السادة مريم بنت العلامة سيدي بن حين، الذي عرف بالصدع بكلمة الحق ونصرة السنة والدين، ولاقى في سبيل ذلك البلاء المبين، وهي بالإضافة إلى ذلك أم العلامة الجليل المشهود له في العلم بطول الباع، وبحسن الفهم والخوف من الله والاتباع، العلامة الجليل والحبر الهمام، الشيخ عبد الله بن الإمام وإياه يعني شيخنا الشيخ محمد الحسن بن أحمد الخديم حفظه الله بقوله:
بذاك قد صرح مفتي الزمن*** عبد الإله بن الإمام الجكني
وهو فقيه فاق في الإحكام***ونـاظر لعلل الأحــكــام
طب إذا يسبر منها النـبضا ***وليس جامدا جمودا محضا
وكان لفقيدتنا الفاضلة تقبل الله منها الأثر الواضح في تربية ابنها المذكور فجزاها الله عن الإسلام والمسلمين بالخير العميم، ورزقها بذلك نضرة النعيم، والفوز بالنظر إلى وجه الله الكريم.
هي الأخلاق تنبت كالنبـات***إذا سقيت بماء المكـرمــات
تقــوم إذا تعـاهدها المـربي***على ساق الفضيلة مثمرات
فليس النبت ينبت في جـنان*** كمثل النبت ينبت في فــلاة
للفقيدة المذكورة آثار علمية خصوصا في السيرة النبوية، قاومت المستعمر بقلمها ونفعت الناس بهديها وعلمها.
فإلى أسرتها الكريمة وذويها ومحبيها نرفع أخلص التعزية وأصدقها، سائلين الله العلي القدير أن يبقي تلك البركة وذلك النور في الأسرة الكريمة إلى يوم القيامة، ولا زالت كما قال السموأل بن عاديا:
إذا سـيـد مـنـا خـلا قـام سـيـد ***قؤول لما قال الكرام فـعـــول

مولدها ونسبها(1):

ولدت الشيخة الفقيهة العابدة مريم بنت حين في حدود العام 1914م من أبيها القاضي المجاهد سيدي إبراهيم الملقب ديدي ولد محمد الأمين الملقب حين ولد عبد الله ابن عبد الجليل، و أمها أم كلثوم بنت نعمة هي أمها وأم شقيقها الفقيه الزاهد في ما سوى الله تعالى شيخ محظرة الواد الأبيض الشيخ أحمد سالم عليه رحمة الله، ولها من الأخوات لأب وأم فاطمة وعائشة وكذلك خديجة، وهي أيضا أخت الشيخ محمد السالم لأب الشيخ الذي علم القرآن لأغلبية أهل توانت وقد عرف بالكرم والتوسع مع الناس.

تزوجت في الصغر عدة مرات منها ابن عمها سيدي محمد ابن الإمام ابن عبد الجليل الجد الذي يجمعها به الذي هو أبو ابنها ولدته في العام 1924 تقريبا.

وسيدي محمد هذا أبو ابنها العلامة المجدد الذي قال فيه ابن أحمد الخديم:

بذاك قد صرح مفتي الزمن***عبد الإله ابن الإمام الجكني

شيوخها:

نشأت العالمة مريم بنت حين وتربت في أحضان أسرة آل حين العريقة الزلمطية الجكنية، أسرة العلم والكرم التي قال فيها الشاعر:

أيا آل حين لكم فضل وإحسان *** لم يبلغ الدهر ما بلغتم إنسان

وتعلمت على والدها أولا، وكان جل ما تعلمته من بطون الكتب حيث تطالع وتستنبط وتصحح على أبيها، الذي في آخر زمانه كان إذا أراد مادة من كتاب أمرها أن تقرأ له، ثم على ابن عمها أحمود ولد باب الذي علمها من الألفية في النحو والطهارة والصلاة من الشيخ خليل.

وتعلمت أيضا على ابنها من العبادات والعقيدة، حيث صار ابنها شيخا لها في العقيدة رسميا، وفي النحو والسيرة والفقه، بعد أن علمته في الصغر ما تيسر من القرآن ومختارات من شعر الحكمة، مثل كرم الضيافة والأخلاق الفاضلة والأمانة، وقد حدث حفيدها ابن الشيخ محمد يحيي أنها علمته هو أيضا في الصغر نفس المقاطع وقالت له: لقد علمت أباك هذا في نفس مرحلتك من العمر.

مكانتها العلمية:

حظيت مريم بنت حين بذكاء فائق وحافظة قوية، فالبرغم من قلة شيوخها فقد بلغت من العلم ما بلغت، حيث قال عنها محمود بن محمد المختار الشنقيطي: “كانت عالمة تحفظ كثيراً من المتون الفقهية وتفتي النساء في الحج والحيض، ولها ألفية في السيرة، ولها منظومات فقهية لبعض المسائل والنوازل، وكانت تشرح ألفية ابن مالك لبعض تلاميذ ابنها إذا لم يكن في البيت”(2).

تلامذتها:

أما تلامذتها فبالنسبة للنساء فجل نساء القبيلة والمعارف حيث كانت تدرسهم السيرة النبوية الشريفة وأغلبية نظم عبيد ربه في النحو.

 وهي شيخة العلامة عبد الله وابنه الشيخ محمد يحيي وكذلك باقي عياله، كما أنها علمت ابنتها أم كلثوم، وأبناءها وبناتها، حيث لم يخف أثر ذلك على تلك اﻷسرة الكريمة.

وتعد الشيخة مريم بنت حين شيخة لأغلبية طلاب ابنها المرحوم عبد الله حيث ظلت مقر مراجعة للجميع، تراجع مع هذا وتساعد هذا، والكثير من أهل العلم اليوم يقر بذلك.

تنقلاتها: 

لقد كانت ولاية تكانت هي محل الميلاد ولما فضل ابنها عبد الله ولاية لعصابة في العام 1982م قررت أن تلحق به، حيث صارت تتنقل بين بلدية الغايرة ومقاطعة كروا، وبعدما توفي العلامة عبد الله رحمه الله تعالى، مكثت مع أبنائه ما شاء الله، وبعد ذلك ارتحلت مع ابنتها أم كلثوم إلى منطقة آفطوط وتحديدا آكويده، مسقط رأس زوج أم كلثوم ومكثت معها مع أنها أحيانا تعود إلى كروا.

مؤلفاتها:

تركت العالمة الجليلة من المصنفات (نظم العشرون الواجبة) في العقيدة، وكان جل أشعارها وأنظامها في السيرة والمديح والأدعية والمتشابه والوعظ، مع أنها تكثر في شتى المواضيع.

ومن شعرها قولها:

تباعد عن العصيان إن كنت ذا عقل***وشمر لفعل الخير ناهيك من شغل

وقولها:

        يا نفس قد ولى الشباب وانطوى***وﻻ أرى لك انتباها وارعوى

وفاتها:

انتقلت العالمة مريم بنت حين الجكنية إلى جوار ربها سنة 2011م بآكويدة، وبها يوجد قبرها رحمها الله تعالى وجزاها خيرا على ما ربت وعلمت من أجيال.

نعي وفاتها بقلم إبراهيم بن محمد فضل الله بتاريخ 17/12/2011 بما نصه:

تأبين العالمة مريم بنت العلامة سيدي بن حين: انتقلت اليوم عن الدنيا إلى رضوان الله وجناته إن شاء الله العالمة العابدة بنت العلماء العباد وأمهم تلكم السيدة الفاضلة، من كانت حياتها بالمكارم والفضائل حافلة، السيدة بنت السادة مريم بنت العلامة سيدي بن حين، الذي عرف بالصدع بكلمة الحق ونصرة السنة والدين، ولاقى في سبيل ذلك البلاء المبين، وهي بالإضافة إلى ذلك أم العلامة الجليل المشهود له في العلم بطول الباع، وبحسن الفهم والخوف من الله والاتباع، العلامة الجليل والحبر الهمام، الشيخ عبد الله بن الإمام وإياه يعني شيخنا الشيخ محمد الحسن بن أحمد الخديم حفظه الله بقوله:

بذاك قد صرح مفتي الزمن*** عبد الإله بن الإمام الجكني

وهو فقيه فاق في الإحكام***ونـاظر لعلل الأحــكــام

طب إذا يسبر منها النـبضا ***وليس جامدا جمودا محضا

وكان لفقيدتنا الفاضلة تقبل الله منها الأثر الواضح في تربية ابنها المذكور فجزاها الله عن الإسلام والمسلمين بالخير العميم، ورزقها بذلك نضرة النعيم، والفوز بالنظر إلى وجه الله الكريم.

هي الأخلاق تنبت كالنبـات***إذا سقيت بماء المكـرمــات

تقــوم إذا تعـاهدها المـربي***على ساق الفضيلة مثمرات

فليس النبت ينبت في جـنان*** كمثل النبت ينبت في فــلاة

للفقيدة المذكورة آثار علمية خصوصا في السيرة النبوية، قاومت المستعمر بقلمها ونفعت الناس بهديها وعلمها.

فإلى أسرتها الكريمة وذويها ومحبيها نرفع أخلص التعزية وأصدقها، سائلين الله العلي القدير أن يبقي تلك البركة وذلك النور في الأسرة الكريمة إلى يوم القيامة، ولا زالت كما قال السموأل بن عاديا:

إذا سـيـد مـنـا خـلا قـام سـيـد ***قؤول لما قال الكرام فـعـــول

نظم العشرون الواجبة(3):

الحَمْدُ لِلَّـهِ وَصَلَّى اللهُ

 

عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْطَفَاهُ

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الْأَبْرَارِ

 

مَا كُوِّرَ اللَّيْلُ عَلَى النَّهَارِ

وَبَعْدُ فَاعْلَمْ أَنَّ خَيْرَ مُرْتَسَمْ

 

وَأَوْلَى مَا ذُو هِمَّةٍ رَامَ وَأَمّ

عِلْمٌ بِهِ مَعْرِفَةُ الرَّبِّ الْجَلِيلْ

 

بِوَاجِبٍ وَجَائِزٍ وَمُسْتَحِيلْ

فِي حَقِّهِ وَحَقِّ رُسْلِهِ الْكِرَامِ

 

عَلَيْهِمُ أَزْكَى الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ

إِذْ هُوَ بِاتِّفَاقِ كُلِّ السَّلَفِ

 

أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الـمُكَلَّفِ

فَمَرْتَبَةُ التَّقْلِيدِ فِي الْأُصُولِ

 

أَدْنَى الْـمَرَاتِبِ عَنِ الْفُحُولِ

لِأَنَّهُ لَابُدَّ فِيهِ مِنْ يَقِينِ

 

وَلَيْسَ ذَا دُونَ دَلِيلٍ يَا قَرِينِ

لِذَا نَظَمْتُ مِنْهُ لِلْمُرِيدِ

 

نَزْرًا بِهِ يَخْرُجُ مِنْ تَقْلِيدِ

وَلَسْتُ أَهْلًا لِلَّذِي قَصَدْتُ

 

لِأَنَّنِي فِي بَحْرِ جَهْلٍ غُصْتُ

لَكِنَّنِي أَرْجُو مِنَ الْـمُعِينِ

 

عَوْنًا يُصَاحِبُ لِيَوْمِ الدِّينِ

فَقُلْتُ وَالْعَوْن مِنَ الْوَهَّابِ

 

أَرْجُوهُ وَالتَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ

يَجِبُ لِلَّـهِ عَنِ الثِّقَاتِ

 

تَفْصِيلُ عِشْـرِينَ مِنَ الصِّفَاتِ

هِيَ الْوُجُودُ وَالْبَقَاءُ وَالْقِدَمْ

 

وَخُلْفُهُ الخَلْقَ وَوَحْدَةٌ تُؤَمْ

فِي الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ

 

ثُمَّ الْغِنَى الْـمُطْلَقُ خُذْهُ تَالِ

فَصِفَةُ الْوُجُودِ فِي الْـمَذْكُورِ

 

نَفْسِيَّةٌ تُدْعَى لَدَى الْـجُمْهُورِ

وَقِيلَ عَيْنُ الذَّاتِ فِي رَأْيِ أَبِي

 

الحَسَنِ الْأَشْعَرِي العَلَمِ الْأَبِي

أَمَّا الْبَقَاءُ فَهْوَ سَلْبُ اللَّاحِقِ

 

مِنْ عَدَمٍ وَقِدَمٌ لِلسَّابِقِ

وَقِيلَ غَيْرُ ذَاكَ وَهْوَ أَنَّهُمَا

 

نَفْسِيَّانِ كَالْوُجُودِ إِذْ هُمَا

طَرَفَاهُ فَالثَّانِي وُجُودٌ أَزَلَا

 

وَأَوَّلٌ بِآخِرٍ قَدْ أُوِّلَا

وَذَا ضَعِيفٌ وَالصَّحِيحُ الأَوَّلُ

 

كَمَا عَلَيْهِ الأَكْثَرُونَ عَوَّلُوا

ثُمَّ الْـمُخَالَفَةُ نَفْيُ الْـمِثْلِ

 

لِلْخَلْقِ كُلِّهِمُ فَخُذْ بِنَقْلِي

ثُمَّ انْتِفَا التَّرْكِيبِ مِنْ أَجْزَاءِ

 

وَنَفْيُ مِثْلِ ذَاتٍ ذِي الأَسْمَاءِ

لِوَحْدَةِ الذَّاتِ بَيَانٌ شَافِي

 

وَنَفْيُ مِثْلِ الْوَصْفِ مِنْ أَوْصَافِ

وَنَفْيُ وَصْفِهِ بِقُدْرَتَيْنِ

 

تِي وَحْدَةُ الصِّفَاتِ دُونَ مَيْنِ

وَوَحْدَةُ الْفِعْلِ انْفِرَادُ الوَالِي

 

بِكُلِّ فِعْلٍ مَا مِنَ الْأَفْعَالِ

ثُمَّ الْغِنَى الْـمُطْلَقُ  وَهْوَ عَن مَّحَلْ

 

وَعَنْ مُخَصِّصٍ لَهُ عَزَّ وَجَلّ

إِذْ ذَاتُهُ قَائِمَةٌ بِالنَّفْسِ لَا

 

تَحْتَاجُ لِلْمَحَلِّ حَاشَاهُ وَلَا

إِلَى مُخَصِّصٍ يُخَصِّصُ الْوُجُودْ

 

لِأَنَّهَا قَدِيمَةٌ بِلَا جُحُودْ

فَهْوَ سَلْبُ الِافْتِقَارِ مُطْلَقَا

 

وَالخَمْسُ مِنْ بَعْدِ الْوُجُودِ حَقِّقَا

هِيَ الصِّفَاتُ السَّلْبِيَّاتُ تُدْعَى

 

وَبَعْدَهَا الْـمَعَانِي تَاتِي سَبْعَا

وَهْيَ قُدْرَةٌ إِرَادَةٌ حَيَاةْ

 

عِلْمٌ كَلَامٌ بَصَـرٌ سَمْعٌ ثَبَاتْ

فَصِفَةٌ بِهَا إِيجَادُ الْـمُمْكِنِ

 

إِعْدَامُهُ وَفْقَ الْإِرَادَةِ اعْتَنِي

تُدْعَى لَدَيْهِمْ قُدْرَةٌ قَطْعًا وَقَدْ

 

تَعَلَّقَتْ بِمُمْكِنٍ عَقْلًا فُقِدْ

إِذِ التَّعَلُّقُ بِغَيْرِ ذَاكَ لَا

 

يَخْلُو عَنْ إِيجَادٍ أَوْ إِعْدَامٍ لِذَا

فَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِإِيجَادِ الْـمُحَالْ

 

فَهْوَ لَدَى أَهْلِ الْعُقُولِ يُسْتَحَالْ

وَإِنْ بِنَفْيِ وَاجِبٍ تَعَلَّقَتْ

 

فَذَاكَ مَرْدُودٌ كَمَا عَنْهُمْ ثَبَتْ

إِذْ وَاجِبٌ لَا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحَالٍ

 

وَمَا أَبَى الثُّبُوتَ عَقْلًا فَمُحَالْ

وَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِغَيْرِ ذَا وَرَدْ

 

تَحْصِيلُ حَاصِلٍ وَذَا عَقْلًا يُرَدْ

وَمَا تُخُيِّلَ بِوَهْمِ الْـجَاهِلِ

 

مِنْ أَنَّ ذَا نَقْصٌ فِي وَصْفِ الْفَاعِلِ

فَهْوَ قُصُورٌ مِنْهُ بَلْ هُو كَمَالْ

 

إِذْ غَيْرُهُ يُفْضِـي لِنَقْصٍ لَا مَحَالْ

وَهْوَ تَجْوِيزُ الشّـَرِيكِ لِلْقَدِيرْ

 

جَلَّ وَعَزَّ عَنْ شَرِيكٍ وَنَظِيرْ

كَذَاكَ تَجْوِيزُ انْعِدَامِ الذَّاتِ

 

لِوَاجِبِ الْوُجُودِ ذِي الصِّفَاتِ

أَمَّا حَقِيقَةُ الْإِرَادَةِ اعْتَنِي

 

فَمَا بِهِ تَخْصِيصُ بَعْضِ الْـمُمْكِنِ

بِمَا يَجُوزُ مِنْ وُجُودٍ وَعَدَمْ

 

أَوْ قَدْرٍ اَوْ وَصْفٍ وَنَحْوِ ذَا وَلَمْ

يَكُنْ لَهَا تَعَلُّقٌ فِي غَيْرِ مَا

 

لِقُدْرَةٍ مِنَ التَّعَلُّقِ افْهَمَا

لَكِنْ تَعَلُّقُهُمَا فِيهِ اخْتِلَافْ

 

فَقُدْرَةٌ بِعَدَمٍ بِلَا خِلَافْ

أَوْ ضِدِّهِ وَخَصَّصَتْ إِرَادَهْ

 

كُلَّ الَّذِي إِلَهُنَا أَرَادَهْ

عَنْ غَيْرِهِ بِعَدَمٍ أَوْ بِإِيجَادْ

 

 أَوْ قَدْرٍ اَوْ وَصْفٍ بِذَا تَمَّ الْـمُرَادْ

وَصِفَةٌ تُصَحِّحُ الْـمَعَانِي

 

لِـمَنْ بِهِ قَامَتْ عَنِ الْأَعْيَانِ

هِيَ الْحَيَاةُ وَهْيَ لَا تَعَلُّقُ

 

لَهَا وَشَرْطٌ فِي الْـمَعَانِي حَقَّقُوا

وَالْعِلْمُ مَا بِهِ انْكِشَافُ كُلِّ

 

شَيْءٍ بِمَا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ جُلِي

أَيِ انْكِشَافًا بَيِّنًا تَمَّ وَلَا

 

يَحْتَمِلُ النَّقِيضَ فِيمَا نُقِلَا

وَبِجَمِيعِ حُكْمِنَا الْعَقْلِي

 

لَهُ تَعَلُّقٌ فَلِلْعَلِي

عِلْمٌ بِكُلِّ وَاجِبٍ وَمُسْتَحِيلِ

 

وَبِجَوَازِ الْجَائِزَاتِ يَا خَلِيلِ

وَيَعْلَمُ ا لْـمَعْدُومَ أَ لَّوْ كَانَا

 

كَيْفَ يَكُونُ فَعَلَا مَوْلَانَا

وَالسَّمْعُ وَالْبَصَـرُ أَيْضًا بِهِمَا

 

يَنْكَشِفُ الْـمَوْجُودُ كُلًّا فَاعْلَمَا

وَبِجَمِيعِهِ تَعَلُّقُهُمَا

 

كَالْعِلْمِ فِي حَالِ انْكِشَافٍ وَهُمَا

كِلَا هُمَا فِي الِانْكِشَافِ بَايَنَا

 

تَعَلُّقَ الْعِلْمِ وَقَدْ تَبَايَنَا

ثُمَّ هُمَا مِنْهُ عَنِ الْأَعْيَانِ

 

دُونَ جَوَارِحَ فَخُذْ بَيَانِي

فَيُبْصِـرُ الذَّوَاتَ وَالْأَصْوَاتَا

 

ثُمَّتَ يَسْمَعُهُمَا ثَبَاتَا

ثُمَّ الْكَلَامُ صِفَةٌ عَظِيمَهْ

 

وَاجِبَةٌ لِرَبِّنَا قَدِيمَهْ

تُنَافِي لِلسُّكُوتِ وَالآفَاتِ

 

لَيْسَتْ بِأَحْرُفٍ وَلَا أَصْوَاتِ

وَلَا لَهَا إِعْرَابٌ اَوْ تَقْدِيمُ

 

أَوْ ضِدُّ ذَا تَنَزَّهَ الْقَدِيمُ

عَنْ نَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ

 

اللَّازِمَاتِ بِكَلَامِ الَّذَاتِ

وَمَا بِهِ خَيَالُ جَاهِلٍ بَهَتْ

 

مِنْ أَنَّهُ كَلَّمَ مُوسَى وَسَكَتْ

فَهْوَ جَهْلٌ وَاعْتِقَادُهُ جُحُودْ

 

جَلَّ الْإِلَهُ عَنْ سُكُوتٍ وَحُدُودْ

بَلْ حَيْثُمَا أَرَادَ رَبُّ الْعِزَّةِ

 

كَلَامَ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ اثْبُتِي

خَلَقَ فِي الْعَبْدِ الْإِلَهُ العَظِيمْ

 

مَعْنًى تَعَلَّقَ بِوَصْفِهِ الْقَدِيمْ

أَدْرَكَ فِيهِ بَعْضَ مَدْلُولِ الصِّفَهْ

 

وَبَعْدَ ذَا يُزِيلُهُ وَيَصْـرِفَهْ

ثُمَّ الْـحِجَابُ بَعْدَهُ يُرَدُّ

 

كَحَالِهِ كَانَ عَلَى مَا حَدُّوا

وَلَمْ تَزَلْ صِفَتُهُ الْقَدِيمَهْ

 

قَائِمَةٌ بِالذَّاتِ مُسْتَقِيمَهْ

فَبَانَ مِنْ ذَا أَنَّ كُلَّ مَا وَرَدْ

 

مِنَ التَّغَيُّرِ فَفِي الْعَبْدِ فَقَدْ

وَقَدْ تَعَلَّقَ الْكَلَامُ بِالَّذِي

 

تَعَلَّقَ الْعِلْمُ بِهِ فَلْتَحْتَذِي

ثُمَّ لَوَازِمُ الْـمَعَانِي يَا خَلِيلِ

 

سَبْعٌ وَهْيِ مِنَ الصِّفَاتِ لِلْجَلِيلِ

تُدْعَى بِمَعْنَوِيَّةٍ عَمَّنْ وَعَى

 

فَهَبْ لَنَا اللَّهُمَّ عِلْمًا نَافِعًا

وَهْيَ كَوْنُهُ مُرِيدًا وَقَدِيرْ

 

حَيًّا سَمِيعًا مُتَكَلِّمًا بَصِيرْ

وَعَالِـمًا فَلَازِمُ الْقُدْرَةِ قَا

 

دِرًا وَفَسّـِرْ بِهَا الْبَوَاقِي مُطْلَقَا

وَفِي الْـجَمِيعِ يَسْتَحِيلُ الضِّدُّ

 

لِرَبِّنَا وَذَاكَ فِيهِ حَدُّوا

لِأَنَّهُ يُعْرَفُ باِلْأَضْدَادِ

 

وَالنَّظْمُ قَدْ يَقْصُـرُ عَنْ مُرَادِ

فَهِذِهِ الْعِشْـرُونَ قَدْ دَلَّ الدَّلِيلْ

 

عَقْلًا وَنَقْلًا بِالْوُجُوبِ لِلْجَلِيلْ

دَلِيلُنَا عَلَى وُجُودِ الْكَافِي

 

حُدُوثُ عَالَـمٍ بِلَا خِلَافِ

لِأَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ مُرَجِّحِ

 

وُجُودَهُ عَنْ عَدَمٍ فَصَحِّحِ

إِذْ هُوَ لَا يَكُونُ رَاجِحًا بِحَالْ

 

دُونَ مُرَجِّحٍ لِأَنَّهُ مُحَالْ

وَيَسْتَحِيلُ أَيْضًا الرُّجْحَانْ

 

مَعَ التَّسَاوِي كُلُّ ذَا بُهْتَانْ

ثُمَّ الدَّلِيلُ لِـحُدُوثِ الْعَالَـمِ

 

حُدُوثُ ذَا مِنْ عَرَضٍ مُلَازِمِ

إِذِ التَّقَدُّمُ عَلَى الْـمُلَازِمِ

 

يُحَالُ فَانْظُرْهُ بِفَهْمٍ سَالِـمِ

وَكُلُّ مَا لَازَمَ حَادِثًا فَلَا

 

 يَكُونُ إِلَّا حَادِثًا كَمَا انْجَلَى

أَلَا فَذَا مُحَالٌ إِذْ مِنْهُ لَزِمْ

 

جَمْعُ النَّقِيضَيْنِ فَذَا الحَدَّ اغْتَنِمْ

لَوْ لَمْ يَكُنْ قَدِيمًا الْغَفُورُ

 

لَكَانَ حَادِثًا وَذَاكَ الدَّوْرُ

عَلَيْهِ لَازِمٌ أَوِ التَّسَلْسُلُ

 

وَذَانِ لَيْسَا يُعْقَلَانِ نَقَلُوا

فَوَجْهُ مَنْعِ الدَّوْرِأَنَّهُ اعْلَمَا

 

يَلْزَمُ مِنْهُ عِنْدَ مَنْ تَقَدَّمَا

تَقَدُّمُ الشَّـيْءِ مَعَ التَّأَخُّرِ

 

عَنْ نَفْسِهِ فَاصْغِ لَهُ وَحَرِّرِ

وَهْوَ أَنْ يَكُونَ زَيْدٌ مَثَلَا

 

خَلْفَ عَمْرٍو ثُمَّ عَمْرٌو اعْقِلَا

خَلْفَ زَيْدٍ إِذًا فَزَيْدٌ صَارَ فِي

 

تَقَدُّمٍ ثُمَّ تَأَخُّرٍ نُفِي

لِأَنَّهُ حِينَ إِيجَادِ عَمْرِو

 

قَدْ كَانَ مَوْجُودًا بِغَيْرِ نُكْرِ

وَأُلْزِمَ التَّأَخُّرَ الْـمَذْكُورَا

 

تَأَخُّرَ الْـمُوجِدِ عِي الْـمَسْطُورَا

أَمَّا التَّسَلْسُلُ فَحَيْثُ اقْتَرَنَا

 

بِأَزَلٍ فَهْوَ قَدِيمٌ عِنْدَنَا

وَفِي قَدِيمِ الذَّاتِ قَطْعًا يَسْتَحِيلْ

 

تَغَيُّرٌ وَهْوَ مُشَاهَدٌ خَلِيلْ

أَلَا فَهْوَ رَاجِعٌ لِلدَّوْرِ

 

عُذْنَا مِنَ الفُسُوقِ وَالْفُجُورِ

وَيَسْتَحِيلُ خَلْقُهُ لِنَفْسِهِ

 

لِعَجْزِهِ عَنْ غَيْرِهَا مِنْ جِنْسِهِ

وَكَوْنُ نُطْفَةٍ تُؤَثِّرُ فَمَا

 

يَمْلَؤُ ذُو عَقْلٍ بِمْثِلِهِ فَمَا

كَلَّا لَقَدْ أَفْصَحَ هَذَا الْعَالَمُ

 

عَنْ فِعْلِ رَبٍّ وَاحِدٍ لَا يَسْأَمُ

أَمَّا دَلِيلُنَا عَلَى الْبَقَاءِ

 

وَخُلْفِهِ الْخَلْقَ بِلَا امْتِرَاءِ

وَعَدَمِ افْتِقَارِ رَبِّنَا الْوَدُودْ

 

إِلَى مُخَصِّصٍ يُخَصِّصُ الْوُجُودْ

فَهْوَ دَلِيلُ الْقِدَمِ الَّذِي مَضـَى

 

أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ عَوْنًا وَرِضَى

لَوْ كَانَ مُحْتَاجًا إِلَى مَحَلِّ

 

لَكَانَ وَصْفَ ذَلِكَ الْـمَحَلِّ

وَالْوَصْفُ لَا يُوصَفُ بِالـمَعَانِي

 

وَوَجَبَتْ لِلَّـهِ بِالْبُرْهَانِ

لَوْ لَمْ يَكُنْ بِوَاحِدٍ لَـمَا قَدَرْ

 

جَلَّ جَلَالُهُ عَلَى خَلْقِ بَشـَرْ

وَلَا سِوَاهُ لِلتَّمَانُعِ الَّذِي

 

يَلْزَمُ مِنْ فِعْلِ الشّـَرِيكَيْنِ خُذِي

إِذْ حَيْثُمَا أَرَادَ وَاحِدٌ مُرَادْ

 

وَرَامَ عَكْسَهُ الشَّـرِيكُ فِي الْـمُرَادْ

أَيُّهُمَا بِمَا أَرَادَ نَفَذَتْ

 

إِرَادَةٌ عَجْزُ شَرِيكِهِ ثَبَتْ

وَمَا عَلَى الْـمِثْلِ عَلَى الـمُمَاثِلِ

 

يَجُوزُ فَأَبْطِلْ حُجَّةَ الْـمُجَادِلِ

وَيَسْتَحِيلُ الْعَجْزُ فِي الْإِلَهِ

 

فَهَبْ لَنَا التَّوْفِيقَ يَا إِلَهِي

دَلِيلُ قُدْرَةٍ مَعَ الْإِرَادَةِ

 

وَالعِلْمِ وَالْـحَيَاةِ عِنْدَ الثِّقَةِ

هُوَ وُجُودُ عَالَمٍ دُونَ مِثَالْ

 

فَخَلْقُهُ بِدُونِ قُدْرَةٍ مُحَالْ

وَلَيْسَ لِلْقُدْرَةِ تَأْثِيرٌ يُعَدّ

 

فِي غَيْرِ مَا أَرَادَهُ البَرُّ الصَّمَدْ

ثُمَّ الْإِرَادَةُ بِدُونِ الْعِلْمِ

 

لَيْسَ لَهَا التَّأْثِيرُ خُذْ بِفَهْمِ

ثُمَّ الْحَيَاةُ فِي الْجَمِيعِ شَرْطُ

 

عَلَى الَّذِي الـمُوَحِّدُونَ خَطُّوا

وَلَيْسَ ذَا التَّرْتِيبُ فِي الْحَقِيقَةِ

 

بَلْ فِي التَّعَقُّلِ بِغَيْرِ مِرْيَةِ

وَالسَّمْعُ وَالْبَصَـرُ وَالْكَلَامُ

 

بِالنَّقْلِ مَعْ كَمَالِهِ تُرَامُ

وَاعْلَمْ بِأَنَّهُ تَعَالَى وَعَلَا

 

لَيْسَ عَلَيْهِ وَاجِبُ فِعْلٍ وَلَا

تَرْكٌ وَجَازَ فِعْلُ كُلِّ مُمْكِنِ

 

أَوْ تَرْكُهُ لِلْوَاحِدِ الـمُهَيْمِنِ

لَكِنْ مَا أَخْبَرَ أَنَّهُ يَقَعْ

 

فَالانْتِفَا فِيهِ لَدَيْهِمُ امْتَنَعْ

كَرَحْمَةِ الْـمُطِيعِ أَوْ عِقَابِ

 

ذِي الذَّنْبِ نَجِّنَا مِنَ الْعَذَابِ

وَلَوْ يَشَا عَكَسَ الْأَمْرَ أَوْ رَحِمْ

 

جَمِيعَهُمْ أَوْ بِعِقَابِهِمْ حَكَمْ

وَوَاجِبٌ لِلرُّسْلِ بِالْإِطْلَاقِ

 

أَمَانَةٌ وَالصِّدْقُ بِاتِّفَاقِ

كَذَاكَ تَبْلِيغٌ فَطَانَةٌ مَعَا

 

سَلَامَةٍ مِنَ الْـمُنَفِّرِ اسْمَعَا

وَيَسْتَحِيلُ الضِّدُّ مِثْلُ الْكَذِبِ

 

وَكَالْخِيَانَةِ وَفِعْلِ الرَّيْبِ

كَذَاكَ كَتْمُهُمْ لِبَعْضِ مَا نَزَلْ

 

عَلَيْهِمُ فَفِي جَنَابِهِمْ خَطَلْ

وَالْبَيْعُ وَالنِّكَاحُ فِي الْكِرَامِ

 

جَازَا وَمَا خَفَّ مِنَ السِّقَامِ

لَا كَالْعَمَى وَلَا كَدُودٍ وَجُذَامْ

 

فَقَدْ عَلَا عَنْ ذَاكَ مَنْصِبُ الْكِرَامْ

وَقَعَتِ الْأَعْرَاضُ بِالْكِرَامِ

 

تَسْلِيَةً لِسَائِرِ الْأَنَامِ

كَذَاكَ لِلتَّشْـرِيعِ وَالزَّيَادَهْ

 

لَهُمْ فِي الْأَجْرِ يَا لَهَا زِيَادَهْ

دَلِيلُ صِدْقِ الرُّسْلِ تَصْدِيقُ الصَّمَدْ

 

إِيَّاهُمْ بِمُعْجِزَاتٍ لَا تُعَدّ

كَذَاكَ أَمْرُهُ لَنَا بِالْاِقْتِدَا

 

بِهِمْ دَلِيلُ عِصْمَةٍ فِيمَا بَدَا

لَوْ كَتَمُوا لَجَازَ كَتْمُنَا وَقَدْ

 

لَعَنَ مَنْ كَتَمَ رَبُّنَا الصَّمَدْ

قَدْ تَمَّ ذَا بِمَنِّ ذِي الْإِنْعَامِ

 

وَالْـحَمْدُ لِلَّـهِ عَلَى التَّمَامِ

ثُمَّ صَلَاتُهُ مَعَ السَّلَامِ

 

عَلَى الَّذِي اصْطَفَى مِنَ الْأَنَامِ

بِجَاهِهِ أَرْجُو مِنَ الْـمَوْلَى الْعَلِي

 

غُفْرَانَهُ وَصَفْحَهُ عَنْ زَلَلِي

وَعِيشَةً مَرْضِيَّةً مِنَ الْحَرَامِ

 

نَقِيَّةً يَتْبَعُهَا حُسْنُ خِتَامِ

وَاللُّطْفَ إِنْ مِنِّي الطَّبِيبُ طَلَا

 

وَإِلَّا مِنْ حَيْثُ دَافِنِي تَوَلَّى

 

 

                                             أعده الباحث: د. يوسف الحزيمري


الهوامش:


(1) استفدنا هذه الترجمة من الأخت الفاضلة الباحثة النجاة السالم، وهي تلميذة للشيخة مريم بنت حين.

(2) بتصـرف من بحث الشيخ محمود بن محمد المختار الشنقيطي، لماذا الشناقطة يحفظون؟، مجلة البيان، ع: 135،(السنة: 13)، ذو القعدة – 1419هـ/مارس – 1999م.

 

(3) نسخة المخطوطة التي اعتمدنا عليها في التخريج توجد ضمن مجموعة من المخطوطات الموريتانية المتواجدة بجامعة فريبورغ بألمانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق