انطلاق أشغال مؤتمر الفن في الفكر الإسلامي، بعمان
انطلقت اليوم الأربعاء بعمان أشغال مؤتمر الفن في الفكر الإسلامي الذي ينظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية وكلية العمارة والفنون الإسلامية التابعة لجامعة العلوم الإسلامية العالمية الأردنية بمشاركة 22 باحثا من تسعة بلدان عربية.
ويهدف هذا المؤتمر المنظم على مدى يومين إلى الاطلاع على المنظور الإسلامي في قضايا الفن وموضوعاته وممارساته وإعادة الاعتبار لموقع الفن في الفكر الإسلامي بوصفه واحدا من التجليات المتميزة للإنجاز الحضاري الإسلامي من خلال تحديد المفهوم الإسلامي للفن وبيان حدوده وخصائصه وتمثلاته في مختلف ميادين الإبداع في العلم والأدب والعمران.
وقال مدير المشاريع في وزارة الثقافة الأردنية أحمد راشد في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن العلماء يمكنهم القيام بدورهم المحوري في دراسة مجمل قضايا الفنون وإعلان رؤية متكاملة تتوافق مع روح العقيدة المبنية على العلمية والواقعية والموضوعية وتحاكي متطلبات العصر والتقدم في شتى المجالات.
وأضاف أن الفن بأنواعه وأشكاله المتنوعة مكون رئيسي من مكونات الثقافة لما له من دور في بناء الذوق الفني والوعي بالقيم الجمالية للإبداع والروائع الفنية على امتداد تاريخ الحضارة العربية الإسلامية الطويل مشيرا إلى أن "الفن الإسلامي برغم تقدمه إلا أن كثيرا من الدراسات والبحوث التي تناولته هي دراسات غربية استشراقية".
من جهتها أكدت اللجنة التحضيرية في كلمتها أن فكرة المؤتمر تنطلق من أهمية الدور الحضاري الذي قام به الفن الإسلامي في تشكيل الهوية وإتاحة الفرصة أمامها لتثبت قدرتها في تشكيل الفعل الإنساني مشددة على أن هذا التشكيل لا يمكن أن يتحقق إلا بالتمثل الكبير لمفهوم الوعي المتقدم أو الوعي اليقظ الذي يتطلب إدراكا صحيحا لمعطيات التطور التاريخي ونظرة موضوعية تجاه الذات واستثمارا للطاقة الفكرية لتشريح الواقع ورصد مكوناته.
وأشارت إلى أن الحديث عن الفن يرتبط ب "الأمن الفني الفكري" إذ لا بد من تحديد تصور واضح عن طبيعة العلاقة بين التبعية والتخلف والسكون من جهة والكينونة والانعتاق والتطور والإبداع من جهة أخرى معتبرة أن الانعتاق المعرفي بحاجة للعقول المبدعة والمبتكرة والناقدة وإلى التكيف الإبداعي الذي "يمكننا من مواكبة التغير".
ويتناول المؤتمر الذي يقام على هامشه معرض للفنون الإسلامية يشارك فيه فنانون ومؤسسات من داخل الأردن وخارجه مواضيع تتعلق على الخصوص ب(الفكر الاسلامي المعاصر وعلم الجمال) و(فلسفة الفن في الحضارة الاسلامية في ضوء منهج الفصل والوصل) و(معنى الفن الاسلامي) و(فن التصوير بين التشريع الاسلامي والإبداع الحضاري) و(مقاصد الفن الاسلامي) و(جهود المستشرقين لدراسة الفنون الإسلامية) و(مفاتيح الجمال في الفلسفة الإسلامية ومقارنتها بالفلسفات الغربية) و(تحولات المصطلح في لغة الفن الإسلامي).