الرابطة المحمدية للعلماء

انبعاثات غاز الميثان تؤكد احتمال وجود حياة على الكوكب الأحمر..

حجم انبعاث الميثان الذي لوحظ على المريخ شبيه بذلك الموجود في مواقع ناشطة على الأرض

كشف باحثون أميركيون أنهم رصدوا انبعاثات موسمية لغاز الميثان على المريخ ما يعتبر إشارة إلى نشاط جيولوجي أو بيولوجي في باطنه، واصفين ذلك بأنه تقدم على طريق البحث عن وجود حياة على الكوكب الأحمر.

وحسب ما نقله موقع ميدل إيست أون لاين، فقد قالت عالمة جيولوجيا الفلك ليسا برات من جامعة إنديانا في بلومينغتون في مؤتمر صحافي “إنه أمر مشجع؛ لأنه لدينا الآن مؤشرات يمكننا أن نركز عليها للتفكير بشأن احتمال وجود حياة على المريخ”.

وأضافت برات المشاركة في الدراسة التي نشرتها مجلة ساينس في عددها الصادر في 16 يناير “أنها فكرة جيدة البدء في استكشاف المريخ من خلال البحث عن إمكانية وجود إشكال حياة تنتج الميثان”

وأوضح الباحثون “على الأرض تنتج الأجسام الحية أكثر من 90% من الميثان الموجود في الجو والـ10% الباقية مصدرها جيوكميائي. على المريخ قد يكون الميثان إشارة إلى أحد هذه الأنشطة”.

وحجم انبعاث الميثان الذي لوحظ على المريخ شبيه بذلك الموجود في مواقع ناشطة على الأرض، كما لفت عالم الكواكب مايكل موما مدير مركز البيولوجيا الفلكية في مركز غودارد سبايس فلايت التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” والمشرف على هذه الدراسة.

ويقر العلماء بـ”أن مصدر هذه الانبعاثات ما زال سراً”، مضيفين أن “عمر الميثان الذي رصدناه ما زال غير محدد ومصدره قد يكون قديماً او حديثاً”.

وقد تم تفحص فرضيتي المصدر الجيوكيميائي أو البيولوجي لكن لم يتم التوصل إلى أي توافق علمي.
وقال موما “أن هذا الميثان يقول لنا أن الكوكب الأحمر ما زال حياً، أقله في المعنى الجيولوجي”.وإن كانت أجسام صغيرة على المريخ هي مصدر الميثان، فهي موجودة على الأرجح على عمق كبير حيث هناك حرارة كافية ليكون هناك مياه في حالتها السائلة كما لفت العالم. فالمياه ضرورية لكل أشكال الحياة المعروفة وكذلك لمصادر الطاقة ووجود الكربون.

وعلى الأرض تعيش أجسام صغرية على عمق يتراوح بين 1,9 و3 كيلومترات تحت حوض ويتووترزراند في جنوب إفريقيا حيث يكسر النشاط الإشعاعي الطبيعي جزيئيات المياه ليحرر الأوكسجين والهيدروجين كما أوضح مايل موما.  وتستخدم هذه الأجسام الصغيرة الهيدروجين كمصدر طاقة.
وأضاف “قد يكون من الممكن أن تكون أجسام صغيرة مشابهة موجودة منذ مليارات السنين تحت طبقة مجلدة على المريخ حيث المياه السائلة، والإشعاعات التي تولد الطاقة وثاني أكسيد الكربون تعطي الكربون”.

والغازات مثل الميثان التي تتراكم في باطن المريخ قد تنبعث في الجو عبر انشقاقات تحدث خلال الفصول الحارة.
وفي وقت ما خلال مراقبتهم للمريخ التي بدأت في 2003، رصد الباحثون انبعاثاً كبيراً بحجم 19 ألف طن من الميثان، وهو حجم شبيه بتسربات هائلة لهذا الغاز لوحظت في محمية كول أويل بوينت الطبيعية في المحيط الهادئ قبالة سانتا بربارا في كاليفورنيا (غرباً)..
وقد استخدم هؤلاء الباحثون أجهزة منظار طيفي يعمل بالأشعة تحت الحمراء على ثلاثة تلسكوبات مختلفة على الأرض لتغطية نحو 90% من مساحة المريخ خلال ثلاث سنوات مريخية، أي سبع سنوات أرضية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق