الرابطة المحمدية للعلماء

منظمة العفو الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة

الاتهام وجهته بناءً على دراسة ميدانية أجراها خبير بريطاني في الأسلحة بعد دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ

اتهمت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، إسرائيل، بارتكاب جرائم حرب قائلة: إن استخدامها لقذائف الفوسفور الأبيض في مناطق مكتظة بالسكان في غزة غير مشروع ويعد جريمة حرب.

والفوسفور الأبيض مادة شديدة الإحراق تشتعل بوميض ساطع جدًا ولفترات طويلة. وتستخدم المادة في أحيان كثيرة لصنع ستائر دخان لكن يمكن استخدامها أيضًا كسلاح يسبب حروقًا بالغة إذا لامس الجلد.

وقالت دوناتيلا روفيرا، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية في بيان: “مثل هذا الاستخدام المكثف لهذا السلاح في أحياء سكنية مكتظة بالسكان في غزة بالرغم من آثاره غير المتناسبة وتأثيره على المدنيين هو جريمة حرب.”

وزارت روفيرا المدرسة التي قالت الأمم المتحدة إنها تعرضت إلى نيران دبابة إسرائيلية مما تسبب في مقتل طفلين وقالت إنها أدركت من خلال مشاهدتها الطريقة التي اتبعتها القوات الإسرائيلية في الهجوم على قطاع غزة، وذلك على الرغم من أنه لم يمض على وصولها إلى المنطقة سوى وقت قصير.

وأضافت روفيرا قائلة: ” هذا جزء من خطة عايناها من قبل عندما يتعلق الأمر باستهداف مواقع تجمع فيها المدنيون واستخدام صنف من الأسلحة لا ينبغي استخدامه قرب تجمع للمدنيين، لقد عاينا هذا، وأنا أخشى أن نعاين المزيد خلال الأيام المقبلة. لكنه من المؤكد أن ما رأيناه منذ وصولنا إلى هنا مثير للقلق الشديد.”

وكان خبراء في القانون قد ذكروا أن القانون الدولي يقول: إن الاستخدام غير المتناسب لأي سلاح في منطقة مزدحمة بالمدنيين يمكن أن يكون أساسًا لتوجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وليست منظمة العفو أول من اتهم إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض. فقد وجهت منظمة هيومان رايتس ووتش (مراقبة حقوق الإنسان) نفس الاتهام في العاشر من يناير في أوج العدوان الصهيوني على غزة، كما ذكرت الأمم المتحدة أيضًا أنها تعتقد أن هذا النوع من الذخيرة قد استخدم.

لكن اتهامات منظمة العفو وجهت بناءً على دراسة ميدانية أجراها خبير بريطاني في الأسلحة بعد دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ.

وذكر خبير الأسلحة كريس كوب سميث الذي زار غزة ضمن فريق تابع لمنظمة العفو ضم أربعة أفراد أنه عثر على أدلة على نطاق واسع على استخدام المادة الحارقة.

وقال كوب سميث في بيان: “رأينا شوارع وأزقة تنتشر فيها أدلة على استخدام الفوسفور الأبيض منها قطع اسفينية الشكل ما زالت تحترق وبقايا القذائف والعبوات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي.”

وأضاف: “الفوسفور الأبيض سلاح مخصص لصنع ستائر دخان (لتغطية) تحركات القوات في ميدان المعركة. إنه شديد الإحراق ويشتعل بمجرد ملامسة الهواء وتأثير انتشاره يدعو إلى عدم استخدامه مطلقًا في مناطق مدنية.”

وذكرت منظمة العفو أن من أكثر الأماكن تأثرًا باستخدام الفوسفور الأبيض مجمع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابع للأمم المتحدة (أونروا) في غزة.

وقصفت إسرائيل المجمع يوم 15 يناير وألحقت به أضرارًا واسعة النطاق، مما أسفر عن استشهاد عشرات النساء والأطفال الذين كانوا يحتمون فيه من العدوان الصهيوني المجرم. واتهمت الأمم المتحدة جيش الاحتلال في ذلك الحين باستخدام الفوسفور الأبيض.

ويقول جون جينج مدير العمليات في وكالة غوث اللاجئين الفلسطنيين (أنروا) إن الأهم الآن هو إيجاد وسيلة لإيصال المساعدات إلى القطاع.

وقال لبي بي سي أمامنا عملية استعادة العافية وإعادة بناء ضخمة ” ولا يمكن لأي منها أن ينطلق بدون فتح المعابر.”

وقال إن أولوية الأولويات الآن هي التزود بالماء خاصة وأن حوالي 500 ألف محرومون من الماء منذ بداية الحرب. وأضاف قائلا إن أعدادا كبيرة تفتقر إلى الطاقة.

وقال جينيج كذلك إن الأونروا تريد إعادة فتح مدارسها إلى حيث التجأ 50 ألف شخص. ويقدر عدد من أفقدهم القصف مساكنهم بعشرات الآلاف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق