في مكان آخر، كنت حدثت القارئ عن المصنفات الأمهات في المذهب المالكي، وأبرزت قيمتها وأهميتها في الدراسات الفقهية المالكية، كما أبرزت اهتمام وعناية الدارسين بها قديما وحديثا، وتجلت لنا مظاهر تلك العناية في أكثر من جانب في : الشرح، في الاختصار، في التهذيب، إضافة إلى الجانب الأساس، وهو المدارسة، إذ كانت تشكل المادة الأساس التي قام عليها المذهب، ولن أعيد هنا الحديث عنها، كما لن أتحدث في هذا العنوان عن كل المصنفات التي أشارت إليها المراجع ووصفتها بالضخامة والبسط، لكثرتها أولا، ولأنها لم تصلنا ثانيا، أو ما يزال البحث يسعى جاهدا للعثور عليها، وإنما سأكتفي باستعراض ما تبقى من هذه الموسوعات محفوظا في بعض المكتبات المغربية منه ما هو تام، ومنه ما هو مبتور، ولكن يستفاد منه على أي حال في دراسة هذا المذهب، وهدفنا من إدراج هذا العنوان، إفادة القارئ بما هو موجود، وإبراز الجهد الذي بذله المغاربة في ميدان التأليف الموسوعي الذي قل نظيره في بعض المذاهب الأخرى، وإقامة الدليل على أن الفكر المغربي كان يتحرك بخطى ثابتة نحو نشر هذا المذهب، والتمكين له، ونصرته بمختلف الوسائل، ولا شك أن التأليف هو أبرز هذه الوسائل، إذ هو ضروري لنشر المذهب واستمراره، والمحافظة عليه، فبقدر ما ينشط أتباع أي مذهب، بقدر ما يحافظ على توسعه وذيوعه…
والموسوعات التي وقع عليها اختيارنا منها ما هو مطبوع متداول وهو لا يشكل إلا النزر اليسير، ومنها ما يزال مركونا في المكتبات ينتظر أن تمتد إليه يد الرعاية تحقيقا ونشرا، حتى يأخذ مكانته بين ما نشر، ولقد بدأنا في السنين الخيرة نشهد اهتماما واسعا، وإقبالا متزايدا على طبع هذا التراث، وهكذا أعيد طبع موسوعة الونشريسي الموسومة بالمعيار المعرب، والتي تقع في إثنى عشر مجلدا مع جزء مستقل للفهارس، كما طبع البيان والتحصيل لأبي الوليد ابن رشد (الجد) في ثمانية عشر مجلدا مع جزأين للفهارس.
وفهرس أخير في ثلاثة أجزاء، وطبع تمهيد الحافظ ابن عبد البر في أربعة وعشرين مجلدا مع مجلدين للفهارس، وتوجد قيد التحقيق موسوعتان أخريان هما: النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني، والذخيرة للقرافي، هذا إضافة إلى ما طبع من كتب هذا التراث الفقهي الذي لا يصل إلى حجم المؤلفات التي نخصها بالذكر، فمثلا طبعت نوازل ابن رشد، وأعيد طبع المقدمات الممهدات، وعدة البروق للونشريسي، ومعين الحكام لابن عبد الرفيع، وتنبيه الحكام لابن المناصف، وأحكام الشعبي وغيرها… ولكن هذا لايعنينا في هذا العنوان، فالذي يعنينا هي تلك المصنفات التي تقصت، أو كادت، المسائل الفرعية في المذهب، لذلك فكل ما سأذكره يتجاوز حجمه أربعة أسفار فما فوق بالحجم الذي يميل إلى الكبر، وهو ما أعنيه بالموسوعات، وسأذكر هذه المصنفات مرتبة ترتيبا زمنيا بحساب وفاة مصنفيها وهي:
1. التهذيب
لأبي سعيد خلف بن قاسم الازدي المعروف بالبرادعي، كان بقيد الحياة سنة 373هـ من حفاظ المذهب، تفقه بابن أبي زيد والقابسي وغيرهما، له تآليف عديدة أشهرها التهذيب الذي اختصر به المدونة وهذبها، يوجد من التهذيب نسخ متعددة في مختلف مكتبات العالم شرقا وغربا، منه نسخة كاملة في أربعة أجزاء تحتفظ بها خزانة القرويين تحت رقم320، ومنه نسخ أخرى في الخزانة الحسنية والخزانة العامة بالرباط وخزانة ابن يوسف بمراكش وغيرها، وعليه يطلق الكتاب اصطلاحا عند المالكية للتفريق بينه وبين الأصل (المدونة) بعد ما أصبح يطلق عليه المدونة تجوزا، وقد كان من الكتب المعتمدة في الفتوى عند المالكية، بل كان هو الكتاب المقرر في الدراسات الفقهية على مدار أربعة قرون من التاريخ، قبل أن يزحزحه من مكانه مختصر ابن الحاجب، وفيه نظم النابغة الشنقيطي:
واعتمدوا التهذيب للبرادعي وبالمدونة في البرادعي
2. النوادر والزيادات
ومختصر المدونة، كلاهما لابن أبي زيد القيرواني النفزي المتوفى سنة 386هـ، إمام المالكية في عصره، ووجه من ابرز وجوهها، وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله سمع من ابن اللباد والأبياني وغيرهما، وعنه كثير، له عدة مؤلفات يهمنا منها هنا: النوادر والزيادات، ومختصر المدونة، أما النوادر والزيادات الذي استوعب فيه فروع المالكية فتوجد منه عدة نسخ بعضها تام، وبعضها مبتور، ومن نسخه التامة نسخة أيا صوفيا وهي رائعة الخط متقنة النسخ، ومنه أجزاء في خزانة القرويين بفاس 3- 4- 9- 11، وقد شرع في تحقيقه، ونرجو الله أن يعجل بإتمامه وطبعه، وميزة هذا الكتاب أنه احتفظ لنا بوفرة من النصوص مأخوذة من الأمهات التي تعتبر في حكم الضياع، كالواضحة والموازنة والمجموعة…
والكتاب الثاني هو مختصر المدونة، وهو كتاب كبير الحجم كسابقه، إحدى نسخه تقع في سبعة عشر مجلدا، وهو موزع بين خزانة القرويين بفاس، بها الجزاء 2/3/4/5/6/12/13/14/16.وبالخزانة العامة بالرباط السفر الأول…
3. الجامع لابن يونس
لأبي بكر محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي المتوفى سنة 451هـ إمام حافظ لمذهب مالك، واحد الأربعة الذين عول عليهم خليل في ترجيحاتهم، اعتمد الناس على كتابه هذا حتى كانوا ينعتونه بمصحف المذهب لصحة مسائله، لا يزال كتاب الجامع هذا مخطوطا في عدة مجلدات بالخزانات المغربية، في الخزانة العامة بالرباط المجلدان: 4- 8، وبخزانة القرويين الجزء الأول والسادس مكرر، وبمكتبة دار الحديث منه سفر، وقد سألت الأستاذ الجليل الباحث الحجة في التراث المغربي سيدي محمد المنوني عفاه الله عن حجم الكتاب، فأفادني بأنه يقع في ثمانية أسفار تقديرا…
4. التمهيد والاستذكار
كلاهما لحافظ المغرب أبي عمر يوسف ابن عبد البر القرطبي المتوفى سنة 463هـ الإمام المجدد المجتهد صاحب التآليف النافعة الكثيرة، وكتابه التمهيد طبع والحمد لله، أما الاستذكار فلم يطبع منه إلا مجلدان، وهو كبير في حجم التمهيد شرح به الموطأ شرحا مستفيضا مرتبا على أصله بخلاف التمهيد، وهما معا يشكلان أهم مصدر فقهي حديثي في المذهب…
5. التبصرة
للإمام أبي الحسن علي بن محمد الربعي القيرواني المعروف باللخمي المتوفى سنة 478هـ الإمام الحافظ، العمدة في الفقه المالكي، تفقه بابن محرز والسيوري والتونسي، وبه جماعة منهم: المازري وأبو الفضل ابن النحوي وغيرهما كثير، وكتابه “التبصرة” حاذى به المدونة، جمع علما غزيرا، كان عليه المدار في التفقه، رغم ما انتقد عليه من كثرة اختياراته، وما يزال الكتاب مخطوطا تحتفظ به بعض الخزانات، سفر منه بالخزانة العامة بالرباط، وبالقرويين بفاس الأسفار: 2- 3- 6- 7. لكن السفر الأخير من نسخة مغايرة، وبالخزانة اليوسفية بمراكش السفر الثالث (انظر بحث الأستاذ الجليل سيدي محمد المنوني بعنوان: حضور المدونة الكبرى في المؤلفات والحلقات الدراسية المالكية، وهو بحث قدمه في ندوة القيروان)، واعرف أن قاضيا بغمارة يحتفظ في مكتبته بنسخة من التبصرة، اختلس جزء منها وبيع بتطوان في صيف 1975، وقد كانت التبصرة من الكتب المعتمدة في الفتوى، وفيها يقول النابغة الشنقيطي:
واعتمدوا تبصرة اللخمي ولم تكن لعالــم أمــي
لكنه مزق باختيــاره مذهب مالك لدى امتيــازه
6. المنتقى
لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي المتوفى سنة 494هـ الفقيه المحدث صاحب التآليف الكثيرة في الفقه والحديث، والكتاب مطبوع في سبعة أجزاء…
7. البيان والتحصيل
للإمام أبي الوليد ابن رشد القرطبي المتوفى سنة 520هـ زعيم الفقهاء، وأشهر وجوه المدرسة المالكية باتفاق، عرف بعمق النظر ودقة الفهم، وجودة التأليف، وكانت الدارية- كما قيل – أغلب عليه من الرواية، وذلك ما ساعده على فهم الفقه وتحصيله، وكتابه البيان والتحصيل شرح به العتبية لمحمد العتبي القرطبي المتوفى سنة 255هـ، وقد طبع أخيرا في ثمانية عشر مجلدا…
8. الإعلام بالمحاضر والأحكام
لابن دبوس أبي عبد الله بن احمد بن دبوس الزناتي اليفرني كان بقيد الحياة عام 511هـ وعنوان الكتاب كاملا هو: الإعلام بالمحاضر والحكام وما يتصل بذلك مما ينزل عند القضاة والحكام، وهو في أربعة أسفاره، يوجد منه بخزانة القرويين بفاس السفران الأول والرابع، ويشتغل بتحقيق جزء منه أحد الزملاء بالرباط.
9. التنبيه على مبادئ التوجيه
لأبي الطاهر إبراهيم بن عبد الصمد ابن بشير التنوخي المهدوي كان بقيد الحياة سنة 526هـ عالم جليل، وحافظ نبيل تفقه بالإمام السيوري وغيره، ومات شهيدا رحمه الله، وكتابه التنبيه شرح به المدونة، ما يزال مخطوطا بالخزانات المغربية، منه السفر الأول بالخزانة العامة بالرباط، والأجزاء: 1- 3- 4 بخزانة القرويين…
10. شرح التلقين
للإمام أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر التميمي المازري المتوفى سنة 536هـ أحد الأئمة المجتهدين في المذهب المالكي واسع الباع، كثير الاطلاع، أشاد بعلمه وذكائه ابن السبكي وابن دقيق العيد، وتعجبا منه كيف يدع الاجتهاد المطلق مع استجماعه أدواته، والحق أنه لو لم يكن للمالكية إلا هو لكفاهم، له عدة مؤلفات كلها جليلة القدر، أشهرها: شرح التلقين، شرح به تلقين القاضي عبد الوهاب البغدادي المتوفى سنة 422هـ. في عدة أسفار، وما يزال هذا الكتاب متناثرا في الخزانات المغربية وغيرها، يوجد منه مجلد بالخزانة العامة بالرباط وبالخزانة الحمزية الجزءان 1- 2 وبالقرويين الجزءان 14- 15 وبمكتبة ابن يوسف بمراكش السفر 6، وقد أفادني احد الزملاء أن نسخة منه كاملة توجد بإحدى مكتبات المملكة العربية السعودية، وقد تحدثت عن منهجية المازري في كتابه هذا في بحث آخر…
11. النهاية والتمام
للمتيطي أبي الحسن علي بن عبد الله المتيطي الجزيري الأندلسي المتوفى سنة 570هـ، فقيه كبير، له معرفة بالشروط وتحرير النوازل تولى قضاء شريش، وكتابه النهاية والتمام في معرفة الوثائق والأحكام، اعتمده الموثقون والمفتون، توجد منه بعض الأجزاء عند الخواص، وبالقرويين الجزء الثامن ضخم وعند احد أقاربي الجزآن 3- 4 (سفران ضخمان) ولا يعرف عدد أجزائه بالضبط، وقد اختصره ابن هارون، ونسخ هذا المختصر موجودة بكثرة، وقد كان هذا الكتاب معتمدا في الفتوى، وفيه قال النابغة الشنقيطي:
واعتمدوا المتيطي والزواوي مع ابن سهل عند كل زاوي
12. مناهج التحصيل
لأبي الحسن علي بن سعيد الرجراجي الإمام الحافظ الفقيه العمدة، ترجمه السوداني في النيل، (ص 200) ووصفه بالمهارة في العربية والأصلين، وكتابه “مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل” شرح به المدونة،معتمدا على ابن رشد وعياض واللخمي وأضرابهم، يوجد منه بالخزانة العامة بالرباط السفر الأخير، وبالقرويين يوجد السفر الأول (مكرر) والسفر الرابع، وكلا السفرين في حجم ضخم، كما تحتفظ الخزانة الحسنية بسفرين من نسختين مختلفتين، والرزية كل الرزية هي أن هذا الكتاب لم يهتم به المغاربة، مع انه يعتبر قمة في التأليف المقعد المؤصل، وقليلة هي الكتب التي نحت هذا المنحى، واعرف أن احد الطلبة يشتغل بجزء منه، فعسى أن يوفق في دراسة الكتاب، أما ترجمة صاحبه فقد أعيت الباحثين بدءا بصاحب المعيار إلى يومنا…
13. التقييد على تهذيب البرادعي
لأبي الحسن الصغير الغماري المعروف اصطلاحا بالمغربي، المتوفى سنة 719هـ أحد الفقهاء الكبار الذين خدموا المذهب تدريسا وإفتاء وقضاء وتأليفا، ولي قضاء تازة وفاس فأقام الحق على الرئيس والمرؤوس، وصفه ابن مرزوق بشيخ الإسلام وقال: ما عاصره مثله، ولا كان مثله فيما قارب عصره، انتهت إليه رياسة الفقه في وقته، له كتاب التقييد على تهذيب البرادعي في أسفار، لكن قال ابن مرزوق: نسخه مختلفة جدا، لأن طلبته هم الذين كانوا يقيدون ما يسمعونه منه أيام الدراسة، وأحسن تقييداته، ما قيده تلميذه الفقيه أبو محمد القروي وهو من أنجب طلبته، ويوجد من هذا التقييد أجزاء في خزانة القرويين تصل إلى أحد عشر جزءا، وهو الذي تممه ابن غازي المكناسي…
14. تنبيه الطالب لفهم كلام ابن الحاجب
لأبي عبد الله محمد بن عبد السلام الهواري التونسي المتوفى سنة 749هـ فقيه متبحر في المعقول والمنقول، تخرج على يديه جماعة أشهرهم ابن عرفة، وكتابه هذا شرح به مختصر ابن الحاجب الفرعي في أسفار كثيرة فاقت اثني عشر جزءا، توجد منه بخزانة القرويين الجزاء 2- 3- 5- 10- 12.
15. المختصر في الفقه المالكي
للإمام أبي عبد الله محمد بن عرفة الورغمي التونسي المتوفى سنة 803هـ أشهر فقهاء عصره على الإطلاق راسخ في الفقه المالكي ومجدد فيه، أخذ عن الشيخ ابن عبد السلام التونسي – سابق الذكر – وعنه خلق كثير منهم: البرزلي والأبي والرصاع… وثلاثتهم من قمم العلم، ألف تآليف عديدة في مختلف مجالات المعرفة الإسلامية، ومختصره الكبير يقع في خمسة أسفار ضخام تحتفظ الخزانة الحسنية بالرباط بنسخ منه كثيرة، وثلاثة نسخ بالقرويين، إضافة إلى ما يوجد بخزانات أخرى داخل المغرب وخارجه، وقد كان معتمدا في الإفتاء، وإليه يشير النابغة الشنقيطي بقوله:
واعتمدوا مختصر ابن عرفة كذا ابن مرزوق وعمن عرفه
16. جامع المسائل
لأبي القاسم بن احمد البرزلي التونسي المتوفى سنة 841 أو 843 أو 844هـ الفقيه الكبير الشهير، حافظ المذهب، تفقه بابن عرفة – سابق الذكر – ولازمه أربعين سنة، وكتابه هذا يسمى بجامع المسائل، ويعرف بأحكام البرزلي، يقع في أربعة أسفار، يوجد منه بالقرويين الثالث مكرر والرابع، كما توجد منه نسخ بالخزانة العامة بالرباط، والخزانة الحسنية… وقد اختصر هذا الكتاب أكثر من واحد، بعض مختصراته طبع جزء منه حديثا بليبيا…
17. المعيار المعرب
لأبي العباس الونشريسي التلمساني المتوفى بفاس سنة 914هـ حامل لواء المذهب والمنظر فيه، لم يكن له نظير في عصره، له عدة مؤلفات، أشهرها المعيار الذي جمع فيه فأوعى، وأحاط بالفقه المالكي أصلا وفرعا، طبع بفاس أوائل هذا القرن (1914) طبعة حجرية وأعيد طبعه أخيرا في اثني عشر مجلدا، وهو من الكتب المعتمدة رغم ما قيل في بعض مسائله، يقول النابغة الشنقيطي:
واعتمدوا المعيار لكن فيه أجوبة ضعفها بفيه
18. فتح الفتاح
لأبي علي الحسن بن رحال المعداني المتوفى سنة 1040هـ فقيه مدقق، وعالم محقق، نعت بصاعقة العلوم، له عدة مؤلفات، أكبرها حجما وأوسعها علما: شرحه لمختصر خليل الذي أسماه: “فتح الفتاح” في أسفار كثيرة يصل في بعض نسخه إلى عشرين مجلدا، منه نسخ بالخزانة الحسنية، وتوجد نسخ أخرى منه في مختلف الخزانات المغربية…
19. شرح المختصر
لمحمد بن قاسم جسوس الفاسي المتوفى سنة 1182هـ الفقيه المحقق المشارك، نعته الكوهن في فهرسه “بالمجتهد”له عدة تآليف، أكبرها حجما شرحه للمختصر الخليلي في تسعة أسفار، بقي منه بخزانة القرويين ستة 3 -5 -6 -7 -8 -9، وكلها بخط المؤلف، وإني لأعجب من أمر المغاربة، إذ عملوا على طبع شروح غيرهم للمختصر وأغفلوا شروح فقهاء بلدهم..!
20. نوازل التسولي
لأبي الحسن علي بن عبد السلام المدعو أمديدش، فقيه نوازلي ضليع، له مؤلفات عديدة، منها نوازله التي تقع في عدة أسفار، تحتفظ بها بعض الخزانات بالمغرب، كما توجد عند بعض الخواص، وبعض الأجزاء موجودة بالخزانة الحسنية، وسفر منه بالخزانة العامة بالرباط، ويشتغل بدراستها أحد الخريجين من دار الحديث الحسنية…
21. المعيار الجديد
لأبي عيسى المهدي بن الخضر العمراني الوزاني المتوفى سنة 1342هـ مفتي المغرب، وأحفظ أهل زمانه للمذهب المالكي، وله فيه آراء سديدة، مع مشاركة في غيره من الفنون، له عدة مؤلفات أكبرها حجما المعيار الجديد أو النوازل الكبرى، طبع في اثني عشر مجلدا طبعة حجرية، كما طبعت فتاويه الصغرى في أربعة أجزاء كبار طبعة حجرية وأعيد طبعها حديثا…
22. أوضح المسالك وأسهل المراقي
للشيخ محمد بن احمد الرهوني المتوفى بوزان سنة 1230هـ وقد طبع هذا الكتاب في ثمانية أجزاء…
على أن الموسوعات في المذهب المالكي كثيرة، بعضها يصل إلى أزيد من خمسين مجلدا، كما هو الشأن بالنسبة لكتاب الممهد للورياغلي، والذي ما تزال منه بعض الأجزاء مفرقة بين مكتبة القرويين بفاس، والخزانة الحسنية بالرباط، وخزانة ابن يوسف بمراكش، وربما كانت لنا عودة إلى الموضوع إن شاء الله.
