المدحة النبوية في شعر محمد بن صالح الصحراوي (1241 هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اعتنى المغاربة بمدح خير البرية، وكانت لهم العناية الفائقة، والجودة العالية في صناعة شعر المديح، لتمسكهم بالجناب النبوي الشريف، وتعظيمهم لمقامه، وحبهم له صلى الله عليه وسلم، فعبروا عن ذلك بالكتابات الشعرية في المدحة النبوية، وقد برز كثير من العلماء المغاربة في هذا الميدان، ولا تكاد تجد جهة من الجهات المغربية، إلا وقد برز شاعر في المديح النبوي الشريف.
إن من جهات المملكة العلوية الشريفة المعتنية بفن المديح، جهة الصحراء المغربية، فقد اعتنى علماء هذا القطر بهذا الفن، وسالت أقلامهم، ودونوا الدواوين، ومن هؤلاء الأعلام: العلامة محمد بن صالح الروداني الصحراوي، الذي أبان عن علو كعبه في فن المديح، وسأتناوله في هذا المقال من خلال الآتي: أولا: ترجمة موجزة عن مَحمد بن صالح الرودني الصحراوي، ثانيا: المدحة النبوية في شعر مَحمد بن صالح الصحراوي.
أولا: ترجمة موجزة عن مَحمد بن صالح الروداني الصحراوي[1]
إن العلامة الشاعر القاضي أبو عبد الله مَحمد بن مَحمد (فتحا فيهما) بن صالح الفيلالي[2]، أصلا الصحراوي مولدا، الروداني دارا، ولد بالساقية الحمراء، وأخذ عن والده، ثم انتقل إلى مكناس، وفاس، وغيرهما، وأخذ عن جلة من العلماء، وقد لازم الشيخ العلامة أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي (المتوفى سنة: 1175هـ)[3]، قال فيه الصحراوي في مقدمة الديوان: "قد كان الشيخ رضي الله عنه في هذه الآفاق المغربية قطب رحاها، بل شمس ضحاها، عليه تدور مشكلات مسائلها وفتاويها، فيزيح غياهب الأشكال عن سائلها وراويها، وذلك في جميع ما بين تلمسان وتوات وفاس ومراكش وسوس وما يواليها إلى الساقية الحمراء وبواديها، ومن بالأرض الجنوبية من الزوايا المشتغلين بتدريس العلوم في مساجدها ونواديها، كان أهل تلك البلاد كلها يردون عذب بحار علومه، ويستضيئون بمصابيح ثواقب فهومه، وقد شاهدنا ذلك كله أيام مصاحبته ولزومه"[4].
أرخ وفاة الشاعر محمد بن صالح الصحراوي تلميذه العلامة محمد العربي الدمناتي سنة: 1241هـ في: سمط الجوهر، وجعل نسبه هكذا: "محمد بن صالح الذكروني الرداني دارا"[5].
وأرخ وفاته العلامة المختار السوسي بعد: 1230هـ في: المعسول، وجعل نسبه هكذا: "محمد بن صالح"[6]، وبعد: 1233ه في: خلال جزولة، ورجالات العلم العربي في سوس، وجعل نسبه هكذا: "محمد بن صالح"[7].
وأرخ وفاته العلامة عبد السلام ابن سودة في: إتحاف المطالع مرة في وفيات سنة: 1175هـ، وجعل نسبه هكذا: "محمد بن صالح الروداني السوسي "[8]، ومرة في وفيات سنة: 1241هـ، وجعل نسبه هكذا: "محمد بن محمد بن صالح السجلماسي الصحراوي الروداني"[9].
وأرخ وفاته العلامة محمد المنوني سنة: 1241هـ في: المصادر العربية لتاريخ المغرب، وجعل نسبه هكذا: "مَحمد بن مَحمد بن صالح السجلماسي ثم الصحراوي نزيل تارودانت"[10].
وبهذه السنة، أي: 1241هـ تحققت وفاته، كما أثبتها تلميذه محمد العربي الدمناتي، الذي قال: "المتوفى في الرابع والعشرين من رمضان المعظم عام واحد وأربعين ومائتين وألف"[11]، وكما قال المؤرخ عبد السلام ابن سودة: "تحققت أنه توفي في الرابع والعشرين من رمضان عامه"[12]، ولا إشكال في عمود نسبه، فهو: "محمد بن صالح"، الذي: "ينسب لجده: صالح، وبه عُرف". كما قال العلامة عبد الرحمن الشجتيمي[13].
ثانيا: المدحة النبوية في شعر محمد بن صالح الصحراوي
لقد كان العلامة القاضي مَحمد بن صالح الصحراوي عالما بارعا متبحرا في كل فن من فنون علوم الشريعة، وكان كاتبا، بليغا، منطقيا، شاعرا مفلقا، رفيع القدر، علامة كبيرا ، وأديبا شهيرا، من أكبر الشعراء في وقته[14].
له ديوان شعر، قال المختار السوسي: "وقفت على ديوانه بخط يده، كما وقفنا له أيضا على قواف أخرى"[15]، وقال: "كتب مقدمة لديوانه الذي هو اليوم في ملك آل ابن المصلوت الرودانيين فأعارونيه، وهو الآن تحت يدي"[16].
قال العلامة محمد المنوني: "صدره بعشرين قصيدة في المديح النبوي، وعقب بـ: 26 قصيدة ومقطوعة في مدح السلطان مولاي سليمان، وللديوان مقدمة موسعة عن ترجمة الشاعر، وشيخه أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي، والمقدمة مع أكثر الأشعار لها خلاصة وافية في المعسول 6/32_52، وأما أصل الديوان بمقدمته فلا يزال مخطوطا في خزانة خاصة بتارودانت"[17].
ذلك أنه لما أصيبت بلاده الساقية الحمراء بمجاعة شديدة سنة: 1212هـ، نظم قصائد في مدح نبي الله المصطفى صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وفي مدح السادة شرفاء الأسرة العلوية أسباط رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتغاء وجه الله تعالى ورجاء رحمة منه وفضلا، وفي ذلك يقول المختار السوسي: "هذا وقد قضى لنا وعلينا الملك الخلاق، الفعال لما يريده بخلقه على الدوام والإطلاق، باستيطان الساقية الحمراء فأقامني فيها وهي وما والاها من أفضل وأمرأ الأرض الجنوبية من الصحراء، مع أنها واد قليل الماء واسع الأرجاء، ينزلها أهل العمود فوجا فوجا، ولا قرية فيها ولا ساقية ولا سوق تساق إليها السلع وتزجى، وإنما ينزلها أهل المواشي فيسيمون أنعامهم بواديها وبواديها، ثم يرتحلون فلا يبقى من الفئة أنيس بناديها يناديها، وأرضها طيبة جدا تصلح فيها الزروع، وتطفح باللبن فيها الضروع، تحرث بفيض الأمطار وإن قليلا فيها، لكنها لطيبها فيض واحد يكفيها، ولنا من ضرب الكامل الثاني في وصف الحال التي لا نخفيها:
فأقامنا فيها الإله سنينا **وحبا العبيد مع البنات بنينا
وأنالنا من فضله نعما بها ** جما فغادره الزمان منينا
ولقد شاهدت أقواما كانت عندهم المؤن من الإبل والغنم، فأفناها القحط في عام واحد وماتت جوعا ولم ينفع أحدا منهم ما أقتنى منها واغتنم، وكانت مدة إقامتي بالساقية الحمراء ونواحيها نحو الأربعين سنة، وما شغلني الله فيها وله الحمد والشكر إلا بالسيرة الحسنة، فلا يهمني إلا ستر عرضي واكتساب حسنة، وبذلك أوصاني الشيخ أدام الله عليه رحمته، وأكد به علي كما في آخر إجازته المستحسنة، فبنيت بعون الله خيمة كبيرة جعلتها مسجدا للصلاة والضيف، لا أفارق فيه صلاة الجماعة في الصيف والشتاء وغيرهما في خصب أو مجاعة، وأستأجر فيه دائما مؤدبا للصبيان، يعلمهم القرآن، وما تيسر عليه من مسائل ديننا الناسخ لجميع الأديان، فقرأ أولادي كلهم والحمد لله القرآن، وما تيسر من العلم الواجب كفاية أو على الأعيان.
وقد وسع الله تبارك تعالى من فضله علينا ببركة رضى الوالدين والأشياخ ويمن العلم، فكنت من أكثر أهل تلك البلاد ماشية كعادتهم، وكلهم لي ذوو محبة وسلم، ثم إن مالك الملك سبحانه وتعالى بعدله تعالى وهو القهار الغالب قضى على تلك البلاد بالشصوب وعلى أهلها بالمساغب، فكثر الهول والهرج، وفرت المراقيل وبقي العرج، وصار بعض أهلها لبعض ما بين محارب مشاغب وسارق وغاصب وناهب، وبقي الضعفاء والمساكين بين حائر بائر غاص بريقه ليس له بناغب، وهلك جل أهل العمود، إلا صبابة سلمت من ذلك الخمود، وتفرق من بقي منهم شذر مذر، وذهبوا شغر بغر، ولجئوا إلى أهل المدر والحضر، بعد فناء ما كان بأيديهم من الأنعام ذوات العهن والشعر والوبر، وذلك من أول سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف إلى آخرها، وفي الثالثة عشرة بعدها تليها، فتفضل علينا ربنا الكريم بحفظ صريمة من الإبل أبقاها لنا، وحفظها من النهاب والسراق فلم نبال بما أتلفه الجدب والنهب من الخيل والغنم والإبل ولا هالنا، بل قنعنا من الغنيمة بالإياب، وفرحنا بسلامة الرقاب، ولم نلو على اقتضاء من سارق ولا غاصب ولا نهاب، بل رأينا بالهام من ربنا ألا ينقذ ورطتنا، وينعش سقطتنا، إلا أن نقصد سادتنا، الأشراف الكرام أئمتنا، إذ بهم قديما عمر الله وأسعد سجلماسة بلدتنا، رجاء أن يحنوا إلى غريب من وطنهم شيخ كبير ضعيف فيرحموا دالتنا، ويجبروا بكرمهم ووافر فضلهم عيلتنا، فقيل لنا: لا سبيل إليهم إلا بهدية حسنة محبوبة لديهم، فجعلت أستخير الله تعالى ليالي وأياما راجيا أن يلهمني ويشرح صدري لما أبلغ به لديهم مراما، وصرت أتوسل إليه بحق وجهه العلي العظيم، ثم بأحب خلقه وأكرمهم عليه، نوره التام الأكمل سيدنا ومولانا محمد المصطفى الكريم، عليه وعلى آله وجميع أتباعه وذريته أفضل الصلاة وأزكى التسليم، أن يلهمني تحفة مباركة مبلغة للود من سادتنا الأشراف، خصوصا خليفته في أرضه، ظله الوريف، الذي يأوي إليه الخلائق لاسيما أمثالنا الضعاف، فناجأني لسان الإحسان واللطف والتوفيق، من ربنا الكريم المنان) الخ.
يعني أن لسان الغيب ناجاه بأن أفضل ما يهديه للسادة الشرفاء هو قصيدة في مدح جدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال: وإن عنده (آلات المدح وهي ما حصلت من علوم الأدب الاثني عشر، فاستعملها في خدمة سيد البشر بمدحه الذي شاع التقرب إلى الله تعالى به ثم إليه صلى الله عليه وسلم وعلى آل وذريته الطيبة وذاع وانتشر)، إلى أن قال: (ولما وجب جواب لسان السر المذكور الذي أرشد وهدى إلى الإهداء بالمديح المحمود المشكور أجبته مستعينا بالله تعالى في جميع الأمور، فقلت له: لبيك خير مناجي، قد ألهمت رشدا مدح بدر الدياجي:
هو المصطفى نور الإله الذي به ** محا ظلمات الشرك بعد الهياج
فبادرت مسرورا لمدح شفيعنا ** وأعددته ذخرا إليه احتياجي
فمدحي له كنزي وعزي وغنيتي ** وفوزي وحرزي من مخوف يفاجي
مفاتيح أبواب الخيور جميعها ** مديح رسول الله فهو خراجي
به منه أرجو الود وهو هديتي ** بها في حمى خير الأنام اندراجي
فمهما قرعت بابه بمديحه ** أفاض على الخير ملء الفجاج"
وهذه القصيدة الجيمية الافتتاحية جاءت في سبعة وعشرين بيتا[18].
والديوان أورد شيئا منه العلامة محمد المختار السوسي، وتحدث عنه بإسهاب، وعدد أبيات كل قصيدة على حدة سواء في المدحة النبوية، أو المدحة السلطانية[19].
وهذا تفصيل قصائد المدحة النبوية الشريفة في ديوان الشاعر مَحمد بن صالح الصحراوي، وعددها: ثمان عشرة قصيدة:
1-القصيدة الأولى: قصيدة دالية من البحر الطويل، وهي ثمانية وسبعون بيتا، مطلعها:
عليك صلاة الله يا خير مرسل ** وتسليمه والآل مع كل مقتد
المديح في الشفيع محمد ** قصير فكثر منه ما شئت وازدد
تنل منه ما ترجوه من كل مقصد ** وبالفوز تحظى اليوم منه وفي غد
فما زائد في البحر صب لمثمد ** بلجته أو زائد رشف ممغد
فلا مدح إلا والمحاسن فوقه ** ولا شرح إلا دون معنى (محمد)
عليه صلاة الله في كل لحظة ** وتسليمه والآل مع كل مقتد[20]
2-القصيدة الثانية: قصيدة رائية من البحر المديد وهي خمسة وخمسون بيتا، مطلعها:
يا الفخر من غير حصر ** يا عظيم القدر في كل عصر
يا جميل الخلق والخلق يا من ** خصه المولى بأعظم قدر
يا إمام المرسلين جميعا ** يا شفيع الخلق في يوم ذعر[21]
3-القصيدة الثالثة: قصيدة فائية من البحر البسيط، وهي اثنان وخمسون بيتا، مطلعها:
مدح الرسول أورث الشرفا ** من لرياض معانيه النهى صرفا
والتقط الزهر من أوصاف من غرفا ** من بحر أسراره الفياض من غرفا
سيد كل الورى ملجأ من اقترفا ** مفيد أهل البرا ملجأ من اعترفا
عليه أزكى الصلاة والسلام بلا ** حدو آله والأصحاب والشرفا
يا منبع الجود يا نور الوجود أغث ** مستجديا حائرا عن رشده انحرفا[22]
4-القصيدة الرابعة: قصيدة لامية من البحر الوافر، وهي سبعة وستون بيتا، مطلعها:
مدح خير الخلق تعلو ** لنا رتب إذا ما انحط فعل
فللمختار عند الله فضل ** رفيع لم تطأ أدناه نعل
قد اعترفت بذاك الفضل رسل ** فنحن بامتداح علاه نعلو
فقل في المصطفى ما شئته من ** عظيم المدح فهو لذك أهل[23]
5-القصيدة الخامسة: قصيدة نونية من البحر الكامل، وهي تسعة وستون بيتا، مطلعها:
المجد المدائح تحسن ** ولطالما نظمت حلاه الألسن
لما رأت درر المحاسن جمة ** وسقت له منها قلائد تعسن
لمحمد خير الورى الهادي الذي ** قادت له كل المحاسن أرسن[24]
6-القصيدة السادسة: قصيدة بائية من البحر الهزج، وهي تسعون بيتا، مطلعها:
أبتغي قربى ** لخير العجم والعرب
شفيع الخلق في الكرب ** ملاذ الجيش في الحرب
*طليق الوجه في الضيق الـ ** كثير الطعن والضرب[25]
7-القصيدة السابعة: قصيدة قافية من البحر الرجز، وهي مائتان وخمسة آبيات، مطلعها:
بمدح الهاشمي المتقي ** تنل بكنزه المنى وترتقي
وسع له خزانة القلب النقي ** وكثرن من دره المؤتلق
فخير ما به الموفق وقي ** حب محمد غياث الموبق
خير الورى المشفع المصدق ** سيد كل من مضى ومن بقي
صلى عليه ربنا مسلما ** وآله وصحبه والمتقي[26]
8-القصيدة الثامنة: قصيدة حائية من البحر الرمل، وهي مائة بيت، مطلعها:
الأمداح قلبي يشرح ** وبذكر الهاشمي الفرح
أحمد المحمود من لا يبرح ** في صلاح وفلاح يسرح
مذ أتانا زال عنا الترح ** إذ به الأوزار عنا تطرح
*خير ساع في انتفاع منقذ ** من وقاع في بقاع تلفح
*فهو هاد لرشاد شافع ** في معاد بمراد يسمح[27]
9-القصيدة التاسعة: قصيدة عينية من البحر السريع، وهي مائة وأربعة وعشرون بيتا، مطلعها:
مدح المصطفى يرفع ** أهوال حشر شمسه تسفع
نبينا المختار من يدفع ** أهوال حشر شمسه تسطع
خير الورى أنفع من ينفع ** بكل خير دام لا يقطع
من قد بدا واسطة الخلق في ** إيجاده من نوره يبدع
من قرن الله اسمه باسمه ** في كلمة التوحيد إذ توضع[28]
10-القصيدة العاشرة: قصيدة جيمية من البحر المنسرح، وهي خمسة وستون بيتا، مطلعها:
المدح في الرسول رجا ** كم أورث القلب نوره سرجا
فأسال به فتح كل ما ارتتجا ** من كل مستصعب تنل فرجا
واسطة الخلق في وجودهم ** ويمنه عنهم نفى الحرجا[29]
11-القصيدة الحادية عشر: قصيدة سينية من البحر الخفيف، وهي خمسة وعشرون بيتا، مطلعها:
من مدح من طاب ارسا ** أحمد المصطفى أعلا نفسا
وكفاني الخفيف من بحر فضل ** ساحل البحر للسلامة مرسى
فكمال الرسول بحر خضم ** من يخضه ارتدى من العجز لبسا[30]
وكذلك جرى على هذا النمط وعلى النحو الذي بينه أولا في التمهيد إلى أن أكمل قصائد مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة قصيدة.
ثم أورد بعد ذلك أنه مسبوق بهذه الطريقة للبغدادي (المتوفى سنة: 662 هـ) صاحب الوتريات المعروفة، وللأديب المغربي الشهير أبي الحكم مالك بن المرحل (المتوفى سنة: 699 هـ)، وأورد أبياتا من قصائد في نفس الموضوع لهذا الأخير[31].
وصفوة القول: لقد برز في الأرض الجنوبية من آفاق المملكة المغربية العلامة الشاعر القاضي مَحمد بن مَحمد بن صالح الصحراوي، الذي كان رضي الله عنه قطب رحاها، وشمس ضحاها، وكان أهل تلك البلاد كلها يردون عذب بحار علومه، ويستضيئون بمصابيح ثواقب فهومه، لما كانت له من عناية بمدح الجناب النبوي الشريف وسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، ومدح أسباطه من السلالة الشريفة العلوية.
***************
هوامش المقال
[1] ) ترجمته في: سمط الجوهر في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر ص: 99، الحضيكيون لعبد الرحمن الشجتيمي ص: 115، المعسول 6 /32_52، خلال جزولة 4/ 116_119، رجالات العلم العربي في سوس ص: 98 كلها للمختار السوسي، إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع لعبد السلام ابن سودة 1/ 15-140، المصادر العربية لتاريخ المغرب لمحمد المنوني 2 /56، معلمة المغرب بقلم: محمد الحاتمي 16 /5508-5509.
[2] ) كما في افتتاح ديوانه كما نقله المختار السوسي في المعسول 6 32.
[3] ) ترجمته في: طبقات الحضيكي 1/ 116، مع بقية مصادرها في هامش التحقيق
[4] ) نقلا من المعسول 6 /32-33.
[5] ) سمط الجوهر في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر ص: 99.
[6] ) المعسول 6/ 32.
[7] ) خلال جزولة 4/ 116، رجالات العلم العربي في سوس ص: 98.
[8] ) إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع 1/ 15.
[9] ) إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع 1/ 140.
[10] ) المصادر العربية لتاريخ المغرب 2 /56
[11] ) سمط الجوهر في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر ص: 99.
[12] ) إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع 1 /140.
[13] ) الحضيكيون ص: 115.
[14] ) انظر الثناء عليه في مصادر الترجمة السابقة.
[15] ) المعسول 6 /32.
[16] ) سوس العالمة ص: 226، وقريب من هذا في خلال جزولة 4/ 116_119.
[17] ) المصادر العربية لتاريخ المغرب 2/ 56
[18] ) المعسول 6 /40_42.
[19] ) المعسول 6 /32_52.
[20] ) المعسول 6 /44.
[21] ) المعسول 6 /44-45.
[22] ) المعسول 6 /45.
[23] ) المعسول 6 /45.
[24] ) المعسول 6 /45-46.
[25] ) المعسول 6/ 46.
[26] ) المعسول 6/ 46.
[27] ) المعسول 6 /47.
[28] ) المعسول 6 /47.
[29] ) المعسول 6 /47-48.
[30] ) المعسول 6/ 48.
[31] ) المعسول 6/ 49.
*********************
جريدة المراجع
إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع لعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة المري، تحقيق: محمد حجي، دار الغرب، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1417 /1997.
الحضيكيون لعبد الرحمن بن عبد الله الجشتيمي، منشورات المجلس العلمي المحلي لتارودانت، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء- المغرب، الطبعة الأولى: 1431 /2009.
خلال جزولة لمحمد المختار بن علي بن أحمد السوسي، المطبعة المهدية، تطوان- المغرب، (د-ت).
رجالات العلم العربي في سوس لمحمد المختار بن علي بن أحمد السوسي، اعتناء: عبد الوافي المختار السوسي، مؤسسة التغليف والطباعة والنشر، طنجة- المغرب، الطبعة الأولى: 1409 / 1989.
سمط الجوهر في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر لمحمد العربي الدمناتي، تحقيق: محمد أفيلال، مطبعة الخليج العربي، تطوان- المغرب، الطبعة الأولى: 2018.
سوس العالمة لمحمد المختار بن علي بن أحمد السوسي، مطبعة فضالة، المحمدية- المغرب، 1380/ 1960.
الطبقات لمحمد بن أحمد الحضيكي، تحقيق: أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء- المغرب، الطبعة الأولى: 1427 /2006.
المصادر العربية لتاريخ المغرب الفترة المعاصرة: 1790_1930(ج2) لمحمد بن عبد الهادي المنوني المكناسي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، جامعة محمد الخامس، مطبعة فضالة، المحمدية- المغرب، 1410 /1989.
المعسول (الجزء: 6) لمحمد المختار بن علي بن أحمد السوسي، مطبعة النجاح، الدار البيضاء- المغرب، 1382/ 1963.
معلمة المغرب لمجموعة من الأساتذة الباحثين، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا- المغرب، 1426 /2005.
راجع المقال : خديجة ابوري