الرابطة المحمدية للعلماء

المؤتمر التاسع

1404 هـ، 1984 م – الرشيدية

بعد ثلاث سنوات خلت على تشريف علماء المملكة المغربية للمنطقة الشمالية عموما ولمدينة الناظور على وجه التحديد، بجعلها مقر انعقاد مؤتمرهم الثامن، يأتي دور المناطق الجنوبية لتسعد بدورها بوجود العلماء بين ظهرانيها، ولتكن هذه المرة مدينة الرشيدية عاصمة إقليم تافيلالت عرين الدولة المغربية وموطن الأسرة العلوية المنيفة.

فبتاريخ 28 و29 جمادى الثانية 1404 الموافق 31 مارس وفاتح أبريل 1984 انعقد بمدينة الرشيدية المؤتمر التاسع لرابطة علماء المغرب بمشاركة وفود أعضاء الرابطة وفروعها الممثلة لجميع أقاليم المملكة، تحت شعار قوله تعالى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.

وقد حضر هذا المؤتمر عدد كبير من الشخصيات المدعوة، ورجال السلطة، والهيئات المنتخبة، وممثلو الحكومة، وعامل صاحب الجلالة على الإقليم، واعتذر عن حضور الجلسة الافتتاحية سيادة مستشار صاحب الجلالة السيد أحمد بن سودة ومعالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري، لغيابهما عن المغرب في الوفد الرسمي الذي سافر إلى كوناكري لتشييع جنازة الرئيس الراحل احمد سيكوتوري.

وفي صباح يوم السبت غصت قاعة الشبيبة والرياضة عن آخرها بالحاضرين المتابعة أعمال الجلسة الأولى التي افتتحها السيد الأمين العام لرابطة علماء المغرب الأستاذ عبد الله كنون بكلمة رحب فيها بالحاضرين، وأعلن افتتاح أشغال المؤتمر التاسع للرابطة، ثم تعاقب على منصة الخطابة كل من السيد عامل الإقليم، ورئيس الفرع المضيف، ليأخذ السيد الأمين العام الكلمة من جديد، حيث ألقى خطابا عبر فيه عن فرحته وحبوره، وسعادته وسروره ، بتجمع العلماء في هذا الإقليم، شاكرا رجال السلطة العليا والمحلية، على تميهدهم السبيل، وتذليلهم العقبات في وجه المؤتمرين، كما تطرق إلى ما أصبح عليه حاضر العالم الإسلامي، واضعا أصبعه على مكامن الداء، وواصفا في الوقت نفسه الدواء، كما تطرق إلى منجزات الرابطة خلال الثلاث سنوات الفاصلة بين المؤتمرين :(8 و9) واستنكر في خطابه الحرب الدائرة بين الدولتين الشقيقتين العراق وإيران، مناديا بأعلى صوته، ومناشدا المتحاربين الكف عن الاقتتال وحقن الدماء ومعلنا تضامنه المطلق مع الإخوان المجاهدين في فلسطين وايريتيريا والأفغان والفلبين، داعيا إلى مؤازرتهم، والجهاد إلى جانبهم، وبعده تناول الكلمة الشاعر مولاي العربي العلوي، والأستاذ سعيد بوركبة رئيس جمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية، لترفع الجلسة الافتتاحية إلى ما بعد الظهر، حيث تم تشكيل لجان المؤتمر، وفي اليوم الموالي وصل على متن طائرة خاصة الاستاذ أحمد بن سودة مستشار صاحب الجلالة، والدكتور عبد الكبير العلوي المدغري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ليحضرا أعمال الجلسة الختامية التي افتتحها السيد الأمين العام، فأعطيت الكلمة للسيد مستشار صاحب الجلالة الذي نقل إلى المؤتمرين مباركة صاحب الجلالة للمؤتمر، وتنويهه بأعمال الرابطة في سائر الميادين، وهكذا تعاقب على منصة الخطابة كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والعلامة الرحالي الفاروق مستشار رابطة العلماء، ومقررو لجان المؤتمر، الذين كانت توصياتهم تقابل بالتصفيق الدال على الموافقة، ومما جاء في خطاب معالي وزير الأوقاف قوله: (إننا في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نريد أن نجعل عملنا قائما على التخطيط والدراسة العلمية، وعلى التجديد في المناهج والطرق، وعلى تحريك جميع الكفاءات إقليميا ووطنيا، والاستفادة من جميع الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة في وطننا العزيز من أجل القيام بعمل لا يهتم بالظرف والمناسبة فقط، وإنما يتطلع إلى مستقبل، ولا شك أن رابطتكم ستشارك في هذا العمل، لأن هدفنا واحد، هو خدمة هذا الدين وإعلاء كلمة الله، وإن لنا في خطاب جلالة الملك حفظه الله ونصره بمناسبة رياسته للدورة الأخيرة للمجلس الأعلى للمجالس العلمية بالرباط منهجا محكما وبرنامجا منظما وتوجيها ساميا سنتمكن به ونسير عليه في كل خطوة وفي كل وقت لنضمن لعملنا النجاح).

ثم ألقى العلامة الشيخ محمد حدو أمزيان بيان الرابطة العام، الذي اقترح السيد أحمد بن سودة أن يطلق عليه “بيان الرشيدية” معبرا في الوقت نفسه عن اغتباطه بالتوصيات التي خرج بها المؤتمرون.

وقد وردت على المؤتمر برقيات من السادة: الدكتور عز الدين العراقي وزير التربية الوطنية، والدكتور محمد فاروق النبهان مدير دار الحديث الحسنية، والأستاذ أبو بكر القادري، وعبد الله العلوي السليماني وكيل جلالة الملك بمحكمة الاستيناف بمكناس، واعتذروا فيها عن عدم حضورهم ، وعبروا عن مشاعرهم المخلصة، ومتمنياتهم الصادقة بالنجاح والتوفيق للمؤتمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق