الرابطة المحمدية للعلماء

القراءات القرآنية في المغرب

د. الفريسي: “نحن نتفاءل بمستقبل علم القراءات القرآنية في ظل هذه الصحوة الإسلامية والاهتمام بالأصول الدينية والثقافية للأمة”

قال الدكتور عبد الفتاح الفريسي، مدير دار القرآن الحاج البشير بالرباط، ورئيس مركز الأندلس للدراسات القرآنية، إن الاهتمام بالقراءات القرآنية هو في حقيقته اهتمام بأصل الشرع وأساسه، إذ لا يتصور فهم سليم لمعاني ومقاصد الدين بغير قراءة سليمة للنص المتعبد بتلاوته. ومن ثم فطلب علم القراءات واجب من الواجبات الكفائية على المسلمين.

وأوضح الفريسي الذي كان في حوار مباشر مع زوار موقع الرابطة المحمدية للعلماء الخميس الماضي 26 فبراير 2009، إن الصحوة الدينية -اليوم- في حاجة ماسة إلى اعتماد القرآن الكريم باعتباره الأصل الأصيل في بلورة خطاب ديني يقوم على الأسس الإسلامية ويستشرف المستقبل من خلالها.

 وفي هذا السياق بين الدكتور الفريسي أن  الحكمة من نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف: هو تحقيق التيسير الذي هو أحد سمات الشريعة الإسلامية، فلغات العرب ولهجاتهم متعددة، وقد أجاز الشارع لهم أن يقرأوا القرآن تبعا لذلك، بشروط بينها العلماء، وتتلخص في:
– موافقة المصحف العثماني ولو احتمالا؛
– موافقة العربية ولو بوجه؛
– صحة السنة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أما عن أصح القراءات سندا وأفصحها قراءة، فقد أشار د. الفريسي إلى أن  القراءات الصحيحة هي التي تضمنت أسباب الصحة (وهي الشروط الثلاثة التي ذكرت في ما سبق)، وأضاف  أن المشهور من القراءات الصحيحة اليوم سبع قراءات: قراءة نافع، وابن كثير، وأبو عمرو البصري، وابن عامر، وعاصم، وحمزة والكسائي، وزاد العلماء ثلاثة قراءات أخرى ليصبح ما صح من القراءات الصحيحة عشرة، وما عداها، فهو شاذ وضعيف.

وأما عن الفرق بين التفسير التقليدي والقراءات، فلا شك أن القراءات أحد العلوم المهمة التي يحتاجها المفسر؛ لأن الاختلاف في القراءة له أثره البالغ في اختلاف المفسرين وتعدد مذاهبهم.
وحول واقع القراءات القرآنية في المغرب،  أكد ضيف الحوار الحي أن هناك مؤشرات عديدة تجعلنا نتفاءل بمستقبل علم القراءات القرآنية في ظل هذه الصحوة الإسلامية والاهتمام بالأصول الدينية والثقافية للأمة.

والحق ـ يضيف الضيف ـ أن المغرب اشتهر دائما بخدمة القرآن وعلومه، حتى شاع المثل القائل: أنزل القرآن بمكة وحفظ بالمغرب، كما أن أهل المغرب اليوم مؤتمنون على جزء من القرآن وذلك باعتمادهم على رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، والتي لا تقرأ بشكل رسمي ومتخصص إلا في هذا البلد، فينبغي التنبيه إلى وجوب المحافظة عليها والعمل على الاستمرار في تبنيها.

وعن سؤال حول أثر القراءات القرآنية في تزكية الإيمان يرى د. الفريسي  أن للقراءات القرآنية  أثر واضح وجلي في تزكية الإيمان؛ إذ أن كل وجه من وجوه القراءات يحيل القارئ على وجه من وجوه الوحي، وصورة من صور مراد -الله تعالى- من كلامه، والمتمعن في أوجه القراءات يلامس بعمق ألوانا من الوحي ولوحات فنية رائعة من كلام رب العالمين، فيتجدد بذلك الإيمان وتزكى النفس.

أما قضية الانسجام الصوتي في مبحث القراءات القرآنية، فيرى الضيف أن أحد أسباب اختلاف القراء، وتعدد وجوه قراءاتهم؛ لأن التعدد له مقاصده المتعددة، ومن بينها قضية تحقيق التناغم الصوتي وانسجامه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق