مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

القدرية وأصل التسمية

قال أبو الحسن الأشعري:

«فإن قالوا: لم سميتمونا قدرية؟ قيل لهم: لأنكم تزعمون في أكسابكم أنكم تقدرونها وتفعلونها مقدرة لكم دون خالقكم.
والقدري هو من ينسب ذلك لنفسه، كما أن الصائغ هو من يعترف بأنه يصوغ دون من يزعم أن يصاغ له، والنجار هو من يدعي أنه ينجر دون من يعترف بأنه ينجر له ولا ينجر شيئاً.
وكذلك القدري من يدعي أنه يفعل أفعاله مقدرة له دون ربه، ويزعم أن ربه لا يفعل من اكتسابه شيئاً.
فإن قال: يلزمكم أن تكونوا قدرية لأنكم تثبتون القدر . قيل لهم : نحن نثبت أن الله تعالى قدر أعمالنا وخلقها مقدرة لنا ولا نثبت ذلك لأنفسنا.
فمن أثبت القدر لله تعالى وزعم أن الأفعال مقدرة لربه لا يكون قدرياً، كما أن من أثبت الصياغة والنجارة لغيره لا يكون صائغاً ولا نجاراً.
ولو كنا قدرية بقولنا إن الله فعل أفعالنا مقدرة لنا لكانوا قدرية بقولهم: إن الله تعالى فعل أفعاله كلها مقدرة له.
ولو كنا بقولنا: إن الله قدر المعاصي قدرية لكانوا بقولهم: إن الله قدر الطاعات قدرية . فلما لم يكن كذلك بطل ما قالوه».

 

[ “اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع”

تأليف الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري،

ص:90/91 ، صححه وعلق عليه الدكتور: حمودة غرابة –

مدير المركز الثقافي الإسلامي بلندن – مطبعة مصر/طبعة:1955]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق