مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةأعلام

العلامة عبد المجيد الزبادي (1163هـ) وجوانب عنايته بالسيرة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم

تقديم:

   يعد العلامة عبد المجيد بن علي  المنالي الزبادي (1163هـ)، من فضلاء فقهاء المالكية، ومن الأدباء  البارزين، الذين لهم مشاركة في علوم عدة، ومنها: علم السيرة النبوية، لأجل ذلك سأحاول في هذا المقال التعريف بالعلامة عبد المجيد الزبادي، وعن بعض جوانب عنايته بالسيرة النبوية وهذا أوان الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق:

  التعريف الموجز بالعلامة عبد المجيد الزبادي([1])

    هو: عبد المجيد بن علي بن محمد بن علي المنالي نسبة،الزبادي لقبا، وكنيته: أبو محمد، هذا ولم تشر المصادر المترجمة له إلى تاريخ ولادته.

أخد عن ثلة من العلماء الأعلام؛ كأبي عبد الله المسناوي ( 1136هـ) ([2])، وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس (1182هـ) ([3])، وأبي عبد الله ميارة الصغير (1144هـ) ([4])… وغيرهم. وسافر للحج عام 1158هـ، فحج وزار ، ولقي العلماء والأخيار، وأخذ عنهم وألف في ذلك رحلته.

أثنى عليه العلماء بجميل الأوصاف  منهم: العلامة القادري (1187هـ) قال: “كان غزير العلم، واسع الحلم، سابغ الفضل والكرم، مراعيا للذمم والحرم، واسع الخلق والصبر والتواضع، والتلطف، مع الدين المتين، والمحبة في جانب أهل العلم والدين، وله مهارة في علم اللغة، إمام فيه، حافظا شوارده ودقائقه، وله الباع الطويل في علم الطب، وفي مباشرته ..” ([5])  ، وقال العلامة محمد بن جعفر الكتاني  (1345هـ): “الفقيه العلامة العلم، وركن السيادة المستلم، جامع أشتات الفضائل والمفاخر، ومنظم غرر المناقب والمآثر، نخبة المحافل، وسلالة القادة الأفاضل، الصوفي اللغوي، العروضي الأديب، الناظم الناثر ، المشارك الأريب، العارف بالله تعالى، المربي النفاع”([6])، وقال أيضا: ” كان –رحمه الله- غزير العلم، واسع الحلم، صائما قائما، قانتا لله، ذاكرا مذكرا، حافظا للسنة، عارفا بها، جامعا بين الشريعة والحقيقة، كريم المعاشرة، جميل المذاكرة، سابغ الفضل والكرم، واسع الخلق، والصبر ، والتواضع، والتلطف، مع الدين المتين، ..” ([7])، وقال العلامة محمد بن مخلوف (1360هـ) قال: ” الفقيه العلامة العلم، ركن الشريعة، المتسلم جامع شتات الفضائل والمفاخر ، ومنظم غرر المناقب والمآثر ،الصوفي اللغوي الأديب الناظم الناثر المشارك الأريب من بيت نبيه معروف بالفضل” ([8]).

مات رحمه الله بالطاعون يوم الجمعة الحادي عشر من شهر شعبان عام ثلاثة وستين ومائة وألف. هـ ([9]).

بعض جوانب عنايته بالسيرة النبوية

اشتهر العلامة عبد المجيد الزبادي المنالي بالأدب واللغة ، وتصدر للتدريس ونشر العلم، وكان للسيرة النبوية النصيب، ومن جملة العلوم التي كانت تؤخذ عنه في هذا العلم؛ شمائل الترمذي، ودلائل الخيرات للجزولي، والشفا للقاضي عياض، والهمزية والبردة للبوصيري ([10])

وللمترجم رحمه الله أشعار وموشحات، أكثرها في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم، ذكر بعضها محمد الأخضر في الحياة الأدبية ([11]).

من ذلك قصيدته الموسومة بـ: نيل المنى وبلوغ السول، بالتعلق بجناب الرسول عليه صلوات لا تحول ولا تزول، وهي قصيدة ميمية في مدح النبي ﷺ، فرغ من نظمها في شهر جمادى الثانية سنة: 1147، توجد نسخة مخطوطة منه بدار الكتب المصرية تحت رقم: 524 ضمن مجموع مطلعها:

عرج بكاظمة وانزل بذي سلم***وعج لذا الأثل بين الضال والسلم ([12]).

    وخلاصة القول أن العلامة  عبد المجيد بن علي  المنالي الزبادي يعد من العلماء البارزين في اللغة والأدب ولهم مشاركة في مختلف العلوم ومنه علم السيرة النبوية من خلال الآتي:

اعتناؤه بجناب النبي صلى الله عليه وسلم وقد أكثر من القصائد في مدح  النبي صلى الله عليه وسلم.

تدريسه لعلم السيرة النبوية.

اعتناؤه بالتأليف في فن السيرة النبوية.

فرحم الله العلامة الأديب عبد المجيد المنالي الزبادي برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته والحمد لله رب العالمين.

 ************

هوامش المقال:

 ([1]) من المصادر التي رجعت إليها في ترجمته الآتي : نشر المثاني (4 /78-79)، شجرة النور الزكية (2 /326-327)، سلوة الأنفاس (2/ 207-208) ، الأعلام للزركلي (4 /149 )،  الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية (ص:246 فما بعدها)، علماء فاس في اللغة (ص: 70).

([2]) ترجمته وبعض مصادرها في الأعلام (6/ 13).

([3]) ترجمته وبعض مصادرها في الأعلام (7 /8).

([4]) ترجمته وبعض مصادرها في الأعلام (6/ 11).

([5]) نشر المثاني (4 /78).

([6]) سلوة الأنفاس (2/ 207).

([7]) سلوة الأنفاس (2 /207).

([8]) شجرة النور الزكية (2/ 326).

([9]) الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية (ص: 252).

([10]) من مقال: عبد المجيد الزبادي بقلم الأستاذ : عبد القادر النكادي منشور في مجلة دعوة الحق عدد 09 و 10 ص: 120.

([11]) الحياة الأدبية (ص:249). 

([12]) فهرس دار الكتب المصرية (3/ 428).

*************

لائحة المصادر والمراجع:

الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين المستشرقين. لخير الدين الزركلي، ط 15/ 2002، دار العلم للملايين لبنان.

الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية. لمحمد الأحضر. دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء. ط1/ 1977م.

سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس. لمحمد بن جعفر بن إدريس الكتاني.  تحقيق: عبد الله الكامل الكتاني- حمزة بن محمد الطيب الكتاني- محمد حمزة بن علي الكتاني. دار الثقافة الدار البيضاء. ط1 /1425هـ- 2004مـ

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية. لمحمد بن محمد مخلوف. تحقيق: علي عمر. مكتبة الثقافة الدينية القاهرة. ط2/ 2012م.

علماء فاس في اللغة والنحو. لـ: د.عزيز الخطيب- و د. الحدين زروق و د. عبد اللطيف الخلابي. دار الكتب العلمية بيروت.

فهرس الكتب العربية الموجودة بدار الكتب المصرية. مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة. ط1/ 1345هأ – 1927م.

مقال: عبد المجيد الزبادي بقلم الأستاذ : عبد القادر النكادي دعوة الحق، السنة .09، العدد 09 و10 / يوليوز- غشت 1966م.

نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني. لمحمد بن الطيب القادري. تحقيق:  محمد حجي- أحمد التوفيق. مكتبة الطالب الرباط ط1/ 1407هـ- 1986م.

*راجع المقال الباحث: يوسف أزهار

Science

دة. خديجة أبوري

  • أستاذة باحثة مؤهلة بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق