مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

الصَّحابي الجليل: أبو لُبابة الأنصاري رضي الله عنه

اسمه ونسبه وولادته:

هو الصّحابي الجليل، أبو لُبَابة بن عبد المنذر الأنصاري، المدني، واسمه بَشير بن عبد المُنذر، وقيل: رِفاعة بن عبد المنذِر، بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس. ويقال: إن رفاعةَ ومبشراً أخواه. وهو أحد الصحابة الذين غلبت كُنيتهم على اسمهم[1].

وحكى العَسكريّ أنه قيل في اسمه: بُشير بالضّم، وقيل: يُسير بمثناتين من تحت مضمومة ثم مهملة، وحكى الزمخشري في تفسير سورة الأنفال أن اسمه مروان[2].

وأمّه نسيبة بنت زيد، بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك[3].

فضله:

ورد في فضل هذا الصّحابي الجليل بعض الآثار، منها ما روى عبد الرزاق في مصنفه عن الزهري أنّ أبا لُبابة لمّا تاب الله عليه قال: (يا نبي الله، إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، حسبت أنه قال: أجاورك وأنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يجزئك من ذلك الثلث يا أبا لبابة)[4].

وروى الطبراني في المعجم الصغير، والبيهقي في السنن الكبرى، عن أبي لبابة قال: (استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: ” اللهم اسقنا، اللهم اسقنا “، فقام أبو لبابة، فقال: يا رسول الله، إن التّمر في المرابد، قال: وما في السّماء سحاب نراه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عرياناً يسد ثعلب مربده بإزاره “. قال: فاستهلّت السماء فأمطرت، وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:، ثم طافت الأنصار بأبي لبابة يقولون له: يا أبا لبابة، إن السماء والله لن تقلع أبداً حتى تقوم عريانا، فتسد ثعلب مربدك بإزارك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ” فقام أبو لبابة عريانا؛ فسد ثعلب مربده بإزاره، قال: فأقلعت السماء)[5].

وهو أحد الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، وتابوا فتاب الله عليهم، وكانوا ستّة: أبو لبابة، وأوس بن خدام، وثعلبة بن وديعة، وكعب بن مالك، ومرارة، رضي الله عنهم[6].

جهاده في سبيل الله:

شارك سيّدنا أبو لُبابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدّة غزوات، ومنها: غزوة بدر، ويقال: رده النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين خرج إلي بدر من الرّوحاء، واستعمله على المدينة، وضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها، ثم شهد أحداً وما بعدها، وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في الفتح[7].

رواياته للحديث النبوي الشريف:

تشرّف سيّدنا أبو لبابة الأنصاري بالمثول بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الوحي، كما روى عن عمر بن الخطاب[8].

 وروى عنه: ابناه السائب، وعبد الرحمن، وعبد الله بن عمر، وسالم بن عبد الله، ونافع مولى ابن عمر، وعبيد الله بن أبي يزيد، وعبد الله بن كعب بن مالك، وسلمان الأغر، ورواية بعض هؤلاء عنه مرسلة لعدم إدراكهم إياه[9].

وفاته ومقبره:

توفي أبو لُبابة رضي الله عنه في خلافة عثمان، وقيل: في خلافة علي، وقيل: في خلافة معاوية، وهو أحد النقباء ليلة العقبة[10].

ويقال: مات في خلافة علي. وقال خليفة: مات بعد مقتل عثمان، ويقال: عاش إلى بعد الخمسين[11].

—————————————————————————————————–

[1] تهذيب التهذيب: 12/214. و: تاريخ الإسلام للذهبي:2/196.

تهذيب التهذيب:12/214.  [2]

[3]  طبقات خليفة بن خياط: 152.

[4]  أخرجه عبد الرزاق في مصنفه:9/74. وأحمد في مسنده:25/27.

[5]  أخرجه الطبراني في المعجم الصغير:1/236. والبيهقي في السنن الكبرى:3/494.

[6]  معرفة الصحابة لابن منده:1/365.

[7]  تهذيب التهذيب: 12/214.

[8]  نفسه: 12/214.

[9]  تاريخ الإسلام للذهبي: 2/196.

[10]  تاريخ الإسلام للذهبي:2/196.

[11]  الإصابة: 7/289.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق