مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

الصَّحابي الجليل: أبو ثَعْلَبَة الخُشَنِي رضي الله عنه

اسمه ونسبه وولادته:

هو الصحابي الجليل، أبو ثَعلبَة الخُشَني، أحد الصّحابة الذين غلبت كُناهم على اسمهم، وقد اختُلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيراً، فقيل: جُرْهُم، بضم الجيم والهاء بينهما راء ساكنة. وقيل: جُرْثُم مثله، لكن بدل الهاء مثلثة. وقيل: جُرْهُوم كالأول لكن بزيادة واو، وقيل: جُرْثُوم كالثاني بزيادة واو أيضاً. وقيل: جُرْثُومَة مثله؛ لكن بزيادة هاء في آخره، وقيل: زيد، وقيل: عمر، وقيل: سق، وقيل: لاسق بزيادة لام أوَّله، وقيل: لاسر براء بدل القاف، وقيل: لاس بغير راء، وقيل: لاَ شُوم، بضم المعجمة بعدها واو ثم ميم، وقيل: مثله، لكن بزيادة هاء في آخره. وقيل: الأشق، بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وقيل: الأشر مثله؛ لكن بدل القاف راء، ومنهم من أشبع الشين بوزن أَلاَحِين، وقيل: ناشر، بنون وشين معجمة ثم راء، وقيل: ناشب، بموحدة بدل الراء؛ وقيل: غُرْنُوق.

واختُلف في اسم أبيه؛ فقيل: عمرو، وقيل: قيس، وقيل: ناسم، وقيل: لاسم، وقيل: لاسر، وقيل: ناشب، وقيل: ناشر، وقيل: جرهم، وقيل: جرهوم، وقيل: حِمْيَر، وقيل: جرثوم، وقيل: بزيادة هاء، وقيل: جلهم، وقيل: عبد الكريم[1].

وهو منسوب إلى بني خُشَين، واسمه وائل بن النَّمِر بن وبَرَة بن تَغْلِب بن حُلْوان بن عِمْران بن الْحَاف بن قُضاعة[2].

إسلامه وجهاده:

وورد في قصّة إسلامه أنّه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى حُنين، فأسلم، وضرَب له بسهمه، وبايع بيعة الرضوان، وأرسله إلى قومه فأسلموا[3].

وقال أبو الحسن بن سُمَيْع: بلغني أنَّه كان أقدم إسلاماً من أبي هريرة، وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقاتل بصفين مع أحد الفريقين، ومات في أول خلافة معاوية، كذا قال؛ والمعروف خلافه.

وقال أبو علي الخَوْلاَني: كان ينزل دَارِيا، وأخرج ابن عساكر في ترجمته، من طريق محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ قال: قال ناشرة بن سُمَيّ: ما رأينا أصدق حديثا من أبي ثعلبة! لقد صدقنا حديثه في أفنية الأودية؛ قال علي: وكان لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى السماء فينظر كيف هي، ثم يرجع فيسجد.

وعن أبي الزاهرية قال: قال أبو ثعلبة: إني لأرجو الله ألا يخنقني كما أراكم تخنقون عند الموت. قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد، فرأت ابنته في النوم أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة فنادت: أين أبي؟ فقيل لها: في مصلاه، فنادته فلم يجبها، فأتته فوجدته ساجداً، فأنبهته، فحركته، فسقط ميّتاً[4].

 

 

رواياته للحديث:

يعدّ الصحابي الجليل أبو ثعلبة الخُشني من رواة الحديث النبوي الشريف، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن معاذ بن جبل، وأبي عُبَيْدَة ابن الجراح.

وروى عنه: جُبَيْر بن نُفَيْر الحضرمي، وحَبِيب بن صُهَيْب، وأبو الزَّاهرية حُدَيْر بن كُرَيْب، وحُمَيْد ابن عبد الله المُزَني، وسعيد بن المُسَيِّب، وعبد الله بن عمرو ابن العاص، وعبدالرحمن بن سَابِط، وعُرْوة بن رُوَيم اللَّخْمِي، وعطاء بن يزيد الليثي، وعُمَير بن هانئ، وأبو عبيد الله مسلم بن مِشْكَم، ومكحول الشَّامي، وناشرة بن سُمَي اليَزَنِي، وأبو إدريس الخَوْلاني، وأبو أسماء الرَّحْبِي، وأبو أُمَيَّة الشَّعْبَاني، وأبو رجاء العُطَارِدي، وأبو قلابة الجَرْمِي[5].

وفاته ومقبره:

توفي أبو ثعلبة الخُشني بالشام سنة خمس وسبعين في أول خلافة عبد الملك بن مروان[6]. وقيل: مات في أوّل إمرة معاوية. وقيل: مات في إمرة يزيد[7].

[1]  طبقات ابن سعد. 7/416. ومعجم الصحابة لابن قانع:1/159. وتهذيب الأسماء واللغات:2/199. و الإصابة:7/50.

[2]  الإصابة: 7/50.

[3] تهذيب الكمال:33/167.

[4]  انظر تاريخ داريا للخولاني:36. الإصابة: 7/51.

[5]  تهذيب الكمال: 33/167.

[6]  الطبقات لابن سعد: 7/416.

[7]  الاستيعاب:1/269.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق