مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

الصّحابي الجليل: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 

 

 

بقلم: يونس السبّاح

اسمه ونسبه وولادته:

هو الصحابي الجليل، سيّدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عدِي بن كعب بن لؤي، بن غالب بن فهر. وأمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص[1]. خال المؤمنين، من أملك شباب قريش عن الدنيا[2]. ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي فيما جزم به الزبير بن بكّار[3].

إسلامه:

أسلم I مع أبيه سيدنا عمر بن الخطاب، وهاجر،  وعُرض على النبي صلى الله عليه وسلم ببدر فاستَصغره، ثم بأُحُد فكذلك، ثم بالخندق فأجازه، وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة كما ثبت في الصحيح[4].

ذريته:

كان لعبد الله بن عمر  رضي الله عنه من الولد اثنا عشر، وأربع بنات، وهم: أبو بكر, وأبو عبيدة, وواقد, وعبد الله, وعمر, وحفصة, وسودة, وأمهم صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن كسي، وهو ثقيف، وعبد الرحمن, وبه كان يكنى، وأمّه أم علقمة بنت علقمة بن ناقش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، وسالم, وعبيد الله, وحمزة, وأمهم أم ولد, وزيد, وعائشة, وأمهما أم ولد, وبلال, وأمه أم ولد، وأبو سلمة, وقلابة, وأمهما أم ولد [5].

بعض من صفاته:

كان آدم طوالاً له جُمة مفروقة تضرب قريباً من منكبيه، يقصّ شاربه، ويشمّر إزاره، يصفّر لحيته، وقد أعطي قوة في العبادة[6].

 وكان رضي الله عنه، شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكلّ ما تأخذ به نفسه، حتى إنه ترك المنازعة في الخلافة مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له، ولم يقاتل في شيء من الفتن، ولم يشهد مع علي شيئاً من حروبه، حين أشكلت عليه، ثم كان بعد ذلك يندم على ترك القتال معه. وكان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الحج، وكان كثير الصدقة وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا.

وكان رضي الله عنه إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرّبه لربه، وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك! فيقول ابن عمر: من خدعنا بالله انخدعنا له[7].

وكان من التمسك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم بالسبيل المبين، وأعطي المعرفة بالآخرة، والإيثار لها حق اليقين، لم تغيره الدنيا، ولم تفتنه، كان من البكائين الخاشعين، وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصالحين[8].

روايته للحديث النبوي الشريف:

يعد سيدنا عبد الله بن عمر من المكثرين لرواية الحديث، وذلك لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة جلوسه بين يديه، والأخذ عنه، وممن روى عنهم من كبار الصحابة:

أبو بكر، وعمر، وعثمان، وأبو ذر، ومعاذ، وعائشة وغيرهم.

وروى عنه: جابر، وابن عباس، وغيرهما، وبنوه: سالم، وعبد الله، وحمزة، وبلال، وزيد، وعبد الله، وابن أخيه حفص بن عامر. ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأسلم مولى عمر، وعلقمة بن وقاص، وأبو عبد الرحمن النهدي، ومسروق، وعبد الرحمن بن أبي ليلى في آخرين. وممن بعدهم مواليهم: عبد الله بن دينار، ونافع، وزيد، وخالد بن أسلم، ومن غيرهم: مصعب بن سعد، وموسى بن طلحة، وعروة بن الزبير، وبشر بن سعيد، وعطاء، ومجاهد، وابن سيرين، والحسن، وصفوان بن محرز، وآخرون[9].

اتباعه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم:

عرف عن سيدنا عبد الله بن عمر شدة الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة الاهتداء بهديه، لدرجة أنه كان يحفظ ما سمع منه عليه الصلاة والسلام، ويسأل من حضر إذا غاب عن قوله وفعله، وكان يتبع آثاره في كل مسجد صلى فيه، و يعترض براحلته في طريق رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عرض ناقته، وكان لا يترك الحج، وكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[10].

وفاته:

بعد حياة حافلة بالجهاد في سبيل الله، والقرب من الله تعالى، والحرص على اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، توفي سيدنا عبد الله بن عمر وهو ابن ست وثمانين سنة، وقيل: أربع وثمانين سنة. وقيل: توفي سنة أربع وسبعين. ودفن بالمحصَّب، وقيل: بذي  طوى. وقيل: بسَرِف. قيل: كان مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم على قول من يجعل مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد المبعث عشر سنين، لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين، وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة[11].

 


[1]  الطبقات لابن سعد: 4/142.

[2]  معرفة الصحابة لأبي نعيم: 3/1707.

[3]  الإصابة: 4/155.

[4]  أسد الغابة: 3/236. والإصابة: 4/155.

[5]  معرفة الصحابة لأبي نعيم: 3/1707.

[6]  نفسه: 3/1707.

[7]  أسد الغابة:3/236.

[8]  معرفة الصحابة لأبي نعيم: 3/1707.

[9]  انظر تهذيب الكمال: 15/327. الإصابة: 4/155.

[10]  أسد الغابة: 3/236. الإصابة: 4/155.

[11]  أسد الغابة: 3/236. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق