مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويفهارس

الشروح والأنظام الصحراوية على المقدمة الأجرومية

ما أن صنف الشيخ الإمام محمد ابن أجرّوم الصنهاجي الفاسي([1]) مقدمته في علم النحو، والتي اشتهرت بعده باسم الأجرومية حتى وقع القبول عليها من العام والخاص، ولم يزل الانكباب عليها مستمرا والانتفاع بها متواصلا؛ سواء بالحفظ والاستظهار أو المدارسة والاستشهاد، فانتشر فضلها بين الطلاب والتلاميذ في معاقد العلم ومحاضره في الغرب الإسلامي، لا بل في بلاد الإسلام كلها.

وطالت العناية صعيد التأليف كذلك، فاحتفى العلماء بها تصنيفا وشرحا ونظما وتعقيبا واحتذاء، وتنافسوا في تحبيبها لطلابهم، لما امتازت به من حسن العبارة وقرب المعنى وجودة الترتيب والنظام، وارتضوها أوّل المتون النحوية للتلاميذ قبل أن يلجوا ألفية الإمام ابن مالك الذي توفي يوم ولد ابن أجروم، حتى غدت الأجرومية بالنسبة للألفية كالمقدمة الممهدة، والفاتحة الميسِّرة.

وسهمُ علماء الصحراء في هذا الباب كبير، ونصيبهم فيه مبارك عظيم، ما يدل على الرتبة السامية للنحو العربي في عيونهم، حتى إنه يقدمونه على الفقه أحيانا، ويعرِبُ عن المكانة الرفيعة للمقدمة الأجرومية في قلوبهم.

وقد تنافس المؤلفون في هذا القطر في خدمة النحو العربي بالانكباب على متن المقدمة، بالشرح أولا، ثم بالنظم ثانيا، ثم بشرحِ ذلك المنظوم عليها ثالثا على عادة كثير من علماء الصحراء إذ ينظمون ثم يشرحون ما نظموا.

هذا، وقد ذكر الخليل النحوي في كتابه الشهير “شنقيط المنارة والرباط” فائدة حسنة، فقال عند حديثه عن علم النحو لدى الشناقطة: “ويروى أن محم (محمد) سعيد بن تكدي اليدالي الذي درس في تافيلالت (سجلماسة) بالمغرب وعاش في القرن العاشر الهجري، كان أول من جلب النحو إلى منطقة القبلة (جنوب البلاد)، ولذلك سمي “النحوي”، وسمي عدد من أعلام البلاد من بعده باسمه([2])، وذكر ذلك أيضا صاحب كتاب الشعر والشعراء في موريتانيا قائلا: “لم تكن علوم النحو واللغة والعروض ذات انتشار قبل بداية القرن الحادي عشر، فالشيخ محمد اليدالي يذكر أن محمّد سعيد بن تَكَّدِ هو أول من أدخل النحو إلى القبلة”([3]).

ولهذه الفائدة ما يعززها؛ إذ أغلب الشروح والأنظام الصحراوية على الأجرومية التي بلغتنا لم تعرف الانتعاش الكبير حتى بداية القرن الحادي عشر -رغم وجود بوادر التأليف حولها في العاشر مع أندعبد الله بن سيد أحمد بن محمد الغيث المحجوبي -. بينما ابتدأت حركة التأليف على الأجرومية في صحراءِ درعة وسوس منذ القرنين التاسعوالعاشر، كشرح الأجرومية لسعيد بن سليمان الكرامي السملالي (ت 882)([4])، وعبد الله بن محمد بن مسعود الدرعي التمگروتي المتوفي حوالي 980ه الذي ألف الحلل الموشَية في شرح القصيدة الأجروميَّة([5])، ثم أحمد بن عبد الله بن يعقوب السملالي المتوفى 1093ه، الذي له شرح على الأجرومية كذلك([6]).

ونقدم بين يدي القارئ في هذه المقالة أشهر الشروح والأنظام الصحراوية على الأجرومية، جمعناها من متفرّق الإشارات في الكتب والمؤلفات والخزائن والتراجم، ورتبناها قدر المستطاع حسب تاريخ وفيات أصحابها أو تاريخ نسخها، ولا شك أن غير هذه التصانيف موجود، فما تضمه الخزائن في الصحراء إلى الآن غير معدود.

  1. شرح الأجرومية، لعبد الله، الملقب بأند عبد الله بن سيدي أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن الفقيه عثمان بن محمد بن يحيى بن تنمر الولاتي (ت 1037ه)([7]).
  2. الفتوح القيومية في شرح الاجرومية لأحمد بابَ بن محمد التنبكتي (ت 1044ه)([8]).
  3. شرح الأجرومية،للحاج السالك بن المسومي([9]).
  4. نظم الأجرومية المعروف بـ: (عبيد ربه)، لمحمد بن أبَّ الغلاوي (ت 1160ه) ([10])، وهو الذي مال إليه الشناقطة ووضعوا عليه الشروح العديدة.
  5. شرح نظم الأجرومية،لمحمد المختار بن الطيب بن أجميلي، كتب سنة 1120ه([11]).
  6. شرح على منظومة محمد عبيد ربه على منثور ابن أجروم،لعيسى بن محمد المختار الداودي الولاتي،كتب سنة 1120ه([12]).
  7. شرح نظم الأجرومية،لهارون سيس([13]).
  8. شرح نظم الأجرومية، لمروان بن سيدي محمد بن محمد يحيى الولاتي([14]).
  9. شرح الأجرومية، لأحمد الجيد البرتلي الولاتي (ت 1218ه)([15]).
  10. شرح الأجرومية، للطالب بن محمد الشيخ العابد (ت 1219ه)([16]).
  11. شرحان على الأجرومية مطول وموجز، لعثمان بن اعمر بن سيداتي اليونسي الولاتي (ت 1227ه).
  12. النفحة القيومية بتفسير الأجرومية، لسيديَّ بن المختار بن الهَيبَ بن أحمد دَوله بن أبابك (سيديا الكبير) (ت 1284ه/ 1868م)([17]).
  13. منظومة في النحو عقد بها منثور ابن أجروم، للسالم بن المصطف بن آبودا (توفي حوالي: 1300ه/ 1883م)([18]).
  14. المنبه على عبيد ربه، (وهو شرح نظم عبيد ربه)، لمحمد عالي بن سيدي بن سعيد الديماني (ت 1310ه)([19]).
  15. نظم الأجرومية وشرحه،لـمُحمد يحيى (الوَلاتي) بن مُحمد المـُختار بن الطالب عَبد الله النفاع بن أحمد حاج (ت 1330ه/ 1912م)([20])، أتم نظمه في مدينة كلميم وشرحه في الرباط.
  16. شرح على الأجرومية في النحو، لمحمد (باي) بن سيدي أعمر بن الشيخ سيدي مَحمد الخليفة بن الشيخ سيدي المختار (ت 1347ه/ 1928م)([21]).
  17. نظم الأجرومية، مُحمد المختار بن مُحمد يحيى (الوَلاتي) بن محمد المختار (ت. 1352ه/ 1933م)([22]).
  18. طرة ابن أجميل على الأجرومية، لمحمد المختار بن أجميل، نسخت سنة 1400ه([23]).
  19. نظم الحطاب مُحمد يحيى بن سيدي مُحمد بن مُحمد بن مُحمد بن سليمة اليونسي (ت 1354ه/ 1936م) عَقَدَ به متمات الأجرومية([24]).
  20. شرح نظم محمد بن أبَّ الغلاوي التواتي للأجرومية المعروف باسم “عبيد ربه”، لمحمد يحيى بن سيدي مُحمد بن مُحمد بن مُحمد بن سليمة (ت. 1354ه/ 1936م)([25]).
  21. شرح الأجرومية (لم يكمله)، للطالب بن عبد الله بن محمد ناجم (ت. 1355ه/ 1936م)([26]).
  22. شرح نظم الأجرومية المسمى عبيد ربه، لمحمد حبيب الله بن ما يابى الجكني (ت 1364ه، وقيل 1363)([27]).
  23. شرح على نظم الأجرومية المسمى عبيد ربه ، مُحمد المختار بن أحمدُّ بن انبالّه (ت 1364ه/ 1944م).([28])
  24. شرح على الأجرومية، للمختار بن عبد المالك (ت 1385ه/ 1965م)([29]).
  25. احمرار على نظم الأجرومية في النحو، للسادات بن محمد محمود بن حين (ت. 1406ه/ 1986م)([30]).
  26. شرح الأجرومية، لأحمد بابُ (حباب) بن سيدي محمد بن أحمد بابُ ين عبد الباقي بن محمد (اشوين) بن بوسيف (ت 1408ه/ 1987م)([31]).
  27. شرح أجروم بالتزام إعراب البيت، لسيدي بن سعيد أحمد باب، ألفت سنة 1978م([32]).
  28. شرح الأجرومية، محمد بن محمد العيدي (بدّيدّي) بن العالم بن حيبلَّ (ت 1412ه/ 1992م)([33]).
  29. تحفة ذوي الألباب على نظم الأجرومية في الإعراب، لأحمد بن محمد بن الطالب بن علي بن الطالب أحمد (ت 1417ه/ 1996م)([34]).
  30. شرح شواهد شرح الشيخ سيديا للأجرومية، لمحمد بن المصطفى بن مُحمد سيدينا (ت 1418ه/ 1998م)([35]).
  31. كشف الغيوم على شرح ابن أجروم، للزين بن محمد المختار (خطري) بن الشيخ بن محمد الأمين بن الإمام (ت 1419ه/ 1998م)([36]).
  32. نظم الأجرومية في النحو (باللهجة الحسانية)، لمحمد الحافظ بن السالك بن محمد بن الشيخ أحمد (من) بن الشيخ محمد الحافظ([37]).
  33. شرح على متن الأجرومية، لمحمد البوصيري بن سيدي المختار (ت ق.14ه/20م)([38]) .
  34. شرح على الأجرومية، مُحمد المختار بن الطيب بن اجميلِّ (ت 1423ه/ 2002م)([39]) .
  35. نظم الأجرومية، لمحمد بن أبي بكر الكيهيدي([40]).
  36. شرح على منظومة الأجرومية في النحو، لمحمد بن السالك بن الشيخ بن فحفُ([41]).
  37. القطوف الدانية على نظم الآجرومية، لعبد الله ولد ابراهيم ولد عبدات([42]).

([1]) محمد بن محمد بن داود الصنهاجي، النحوي الفقيه البركة الصالح، عرف بابن أجروم، وعلى القول بأن معنى أجروم الشريف أو الصوفي أو ذو البركة، (أگُرَّام)، فإنه أجروم، والبعض يجعلها بالمدّ (آجروم)، ولد 672، درس بفاس وأخذ عن الإمام محمّد بن يوسف أبو حيّان النّحوي الغرناطي صاحب البحر المحيط في التّفسير. والإمام أبي عبد الله محمّد بن القصّاب، محمّد بن عبد الرّحيم بن عبد الرّحمن بن الطيّب أبو القاسم القيسي الضّرير، وغيرهم، وعنه ابنه عبدالله بن محمّد أبو محمّد، أحمد بن محمّد بن شعيب أبو العبّاس الجَزنائي الطّبيب، محمّد بن عليّ بن عمر بن يحيى بن العربي الغسّاني النّحوي، محمّد بن أحمد بن يعلى الحسني، وغيرهم، توفي سنة (723هـ). انظر ترجمته في بغية الوعاة، وشذرات الذهب، والضوء اللامع، جذوة الاقتباس، وسلوة الأنفاس، وشجرة النور.

([2]) شنقيط المنارة والرباط للخليل النحوي، منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس 1987 (ص: 206).

([3]) الشعر والشعراء في موريتانيا لمحمد المختار ولد اباه، منشورات دار الأمان الرباط، الطبعة الثانية 2003.  (ص: 38).

([4]) سوس العالمة للمختار السوسي، مطبعة فضالة 1960م. (ص:178)

([5])انظر الاعلام للزركلي (4/128).

([6]) سوس العالمة (ص: 214).وأما الشروح السوسية الأخرى على المقدمة الأجرومية فذكر بعضها المختار السوسي في سوس العالمة كشرح الاجروميةلأَحْمَد بن عبد الله بن يعقوب (ص:184)، شرح آخر للحبيب السُّچْرَادِي الجراري (ص:206)، وآخر للحسن بن الطيفور الساموچني (ص:198)،وآخر لمحمد بن سعيد القاضي (ص:181)،وآخر لمحمد بن الطيفور الاسغاركيسي (ص:198)،وآخر لمحمد بن مبارك المحجوبي الكدسي الرسموكي (ص:191). وفي خلال جزولة شرح أحمد بن علي البعقيلي  وشرح الأجرومية لأبي سعيد السملالي. انظر خلال جزولة للمختار السوسي، طبعة تطوان المغرب (4/17) و (2/113). ومن الأنظام السوسية على الأجرومية: نظم الأجرومية للعلامة سيدي صالح بن عبد الله الصالحي المسمى الدرة الإلغية في شرح المقدمة الأجرومية، مطبوع بعنوان الحقائق المكللة والدرة الإلغية.

([7]) يبدو أن تاريخ الوفاة الذي ذكره المختار بن حامد في كتاب حياة موريتانيا (937ه) سهو، فإن البرتلي في فتح الشكور قال: “كان حيا عام سبعة وثلاثين وتسعمائة، وتوفي في السابع أو الثامن بعد ثلاثين والألف”انظر فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، لأبي عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر البرتلي، محمد ابراهيم الكتاني ومحمد حجي. منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر. دار الغرب الإسلامي بيروت ط 1981. (ص159).(ص: 64).انظر حياة موريتانيا (ص: 64).

([8]) حياة موريتانيا (الجزء الثاني: الحياة الثقافية)، الدار العربية للكتاب، دون تاريخ الطبع (ص: 65)

([9]) مخطوط مسجل بموقع جامعة FREIBURG الألمانية، تحت رقم  1434

([10]) انظر ترجمته وافية في الدرة الكيفانية في شرح نظم عبيد ربه للأجرومية، أبو عبد البر محمد توفيق بن عمار الكيفاني، دار الصميعي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2011. (ص: 39)، وانظر ايضا المخطوط المسجل بموقع جامعة FREIBURG الألمانية، تحت رقم2468.

([11]) مخطوط مسجل بموقع جامعة FREIBURG الألمانية ، النسخة تحت رقم  1373

([12]) المصدر نفسه، النسخةتحت رقم 833 ، ونسخة أخرى تحت رقم 1374.

([13]) المصدر نفسه، النسخة تحت رقم  1643

([14]) المصدر نفسه، النسخة تحت رقم  1182

([15]) حياة موريتانيا (الجزء الثاني: الحياة الثقافية) ، الدار العربية للكتاب، دون تاريخ الطبع (ص: 64).

([16])شنقيط المنارة والرباط(ص: 619).

([17]) المجموعة الكبرى الشاملة لفتاوى ونوازل وأحكام أهل غرب وجنوب غرب الصحراء، ليحيى ولد البراء (2/136).

([18]) المجموعة الكبرى (2/99).

([19]) المجموعة الكبرى (2/220)، وشنقيط المنارة والرباط (ص: 622).

([20]) الرحلة الحجازية لمحمد يحيى الولاتي، تحقيق محمد حجي، (ص: 87). وموسوعة يحيى ولد البراء (2/ 292). وشنقيط المنارة والرباط (ص: 604).

([21]) المجموعة الكبرى (2/205). و المنارة والرباط (ص: 618).

([22]) المصدر نفسه (2/281).

([23]) مخطوط مسجل بموقع جامعة FREIBURG الألمانية، تحت رقم1580، ونسخة أخرى تحت رقم 1650.

([24]) المجموعة الكبرى (2/289). انظر أيضا شنقيط المنارة والرباط،. (ص: 604).

([25]) المجموعة الكبرى (2/290). وشنقيط المنارة والرباط (ص: 620).

([26]) المجموعة الكبرى (2/155).

([27]) أعلام الشناقطة (ص326) والمجموعة الكبرى (2/209)

([28]) المجموعة الكبرى (2/275). ومخطوط مسجل بموقع جامعة FREIBURG الألمانية، تحت رقم1098.

([29]) المجموعة الكبرى (2/118).

([30]) المصدر نفسه (2/97).

([31]) المصدر نفسه (2/34).

([32]) مخطوط مسجل بموقع جامعة FREIBURG الألمانية، تحت رقم: 1552

([33]) المجموعة الكبرى (2/265).

([34]) المصدر نفسه (2/57).

([35]) المصدر نفسه (2/283).

([36]) المصدر نفسه (2/96).

([37]) المصدر نفسه (2/208).

([38]) المصدر نفسه (2/207).

([39]) المصدر نفسه (2/279).

([40]) شنقيط المنارة والرباط (ص: 620).

([41]) المجموعة الكبرى (2/82).

([42]) طبع عن مكتبة الإصلاح، نواكشوط موريتانيا طبعتين آخرهما سنة 2018.

ذ. وديع أكونين

  • باحث بمركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراوي بالرابطة المحمدية للعلماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق