الرابطة المحمدية للعلماء والإيسيسكو تطلقان الجزأين الثاني والثالث من موسوعة تفكيك خطاب التطرف
أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الجزأين الثاني والثالث من موسوعة “تفكيك خطاب التطرف” (الطبعة الأولى 1446هـ/2024م)، والطبعة الثانية من الجزء الأول (1446هـ/2024م). وذلك في لقاء علمي، يوم الجمعة 20 شتنبر 2024م، بمقر الإسيسكو، حضره عدد من السفراء والدبلوماسيين والمسؤولين والأكاديميين والباحثين والخبراء والمفكرين، والطلبة الباحثين.
ويعد إصدار هذه الموسوعة العلمية ثمرة الشراكة الاستراتيجية بين المؤسستين، التي من أهم أهدافها التمنيع الفكري للشباب المسلم من مختلف خطابات التطرف والكراهية، ومختلف السلوكيات الخطرة.
والموسوعة جهد أكاديمي يعتمد مداخل معرفية وأسس منهجية متعددة، سعيا من المؤسستين لتحقيق أكبر درجات الفهم والاستيعاب والتفسير بغاية بلورة خطاب بديل وناجع في سياقنا المعاصر، منطلقه ومصدره الوحي؛ قرآنا كريما وسنة نبوية.
وتأتي موسوعة تفكيك خطاب التطرف، تعزيزا للمبادرات التي تستهدف، تجلية الجوهر الصافي لديننا الحنيف، وتنقيته من الشوائب التي يروم إلصاقها به الغالون، والمبطلون، والجاهلون مصداقا لقول رسول ﷺ: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» رواه البيهقي، وذلك بتقديم المفاهيم الشرعية بطريقة آمنة، وناجعة، ووظيفية، خالية من «الألغام».
وقد تم تقسيم الموسوعة إلى ثلاثة أجزاء متكاملة؛ فبعد إصدار الجزء الأول سنة 2021م، تم إعداد الجزأين الثاني والثالث، وذلك وفق التقسيم الآتي:
- الجزء الأول: في تفكيك الخلفيات الفكرية لخطابات التطرف
- الجزء الثاني: في محورية المداخل العلمية والأسس المعرفية لمواجهة التطرف ونقض مقولاته
-الجزء الثالث: حقيبة بناء قدرات التمنيع من التطرف العنيف الأسس المعرفية والوظائف البانية.
بالإضافة إلى التكامل العلمي والتعاضد المفاهيمي بين المحاور المكونة للموسوعة، حفلت أجزاء الموسوعة بمجموعة من الأبحاث المتخصصة، فبعد الجزء الأول الذي تناول بالدراسات والبيان الخلفيات الفكرية لخطاب التطرف. اختص الجزء الثاني ببيان لأهم محددات المواجهة الثقافية والفكرية لظاهرة العنف والتطرف؛ القصد من ذلك الإسهام في بناء استراتيجيات الوقاية والتمنيع من دعاوى الغلو والتطرف.
فيما شكلت محاور الجزء الثالث من هذه الموسوعة بمجموعها حقيبة بناء قدرات التمنيع من التطرف العنيف، مع بيان الأسس المعرفية لهذه المكونات التي يتكامل فيها التربوي التعليمي مع الفكري الوجداني، والرقمي والتقني في أفق تحقيق عدد من الوظائف البانية والتدابير التعليمية التي ينبغي نقلها، وتربية الناشئة عليها، في إطار مشروع تربوي يتسم بوضوح الرؤية والغايات، وتماسك الوسائل والمناهج، أملا في محاصرة خطابات الكراهية والعنف والتطرف
وقد استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها تقديم عام للسفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري، أوضح فيه أن الموسوعة خطوة كبيرة في مسارات تطوير أدوات فكرية ومعرفية تسهم في تعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية وتقديم مقاربات معرفية جديدة تعالج الجذور الفكرية للتطرف.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد الأستاذ الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، على الحاجة الماسة لهذا النوع من "المشاريع الفكرية الداعية إلى الاعتدال ونبذ العنف، لا سيما في سياق عالمي محتدم من حيث انتشار العنف والكراهية". وأوضح أن الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء قد توافقتا، في هذا الصدد، "على انتهاج المسار الأصوب في مواجهة ما يلينا من جوائح الإرهاب، والعمل على إنتاج هذه الموسوعة"، معربا عن أمله في أن يكون هذا العمل "خير معين على إنقاذ ناشئتنا وشبابنا والإنسانية جمعاء من براثن هذا الداء العضال، وخلص إلى أن "التعاون وتضافر الجهود يظل أفضل سبيل لمواجهة العنف والتطرف والكراهية، باعتبارها آفات أخلاقية واجتماعية لا تعترف بحدود ولا جغرافيا، وهي ليست وصما على بلادنا ومنطقتنا"، داعيا كل المتدخلين إلى المساهمة الفعلية في محاربة الأفكار الظلامية ونشر قيم السلم والتعايش.
من جهته، قال الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن هذه الموسوعة "جاءت من أجل المساهمة في توضيح السردية الأصيلة للدين في مواجهة المغالطات"، مبرزا أن "تحريف المعاني والتعامل مع النصوص بدون علم أدى إلى انتشار التطرف وإراقة الدماء البريئة". وأشاد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، في هذا الصدد، بالشراكة التي تجمع بين الرابطة المحمدية للعلماء ومنظمة الإيسيسكو، "والتي أثمرت هذا العمل الضخم الذي من شأنه الإسهام في إعادة تأطير أغلب المفاهيم الدينية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة".
عقب ذلك، جاءت كلمة فريق تحرير وتنسيق الموسوعة، حيث قدم الدكتور محمد المنتار، رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، عرضا حول أبرز ما تضمنه الجزء الأول من الموسوعة، وكذا ما تضمنه الجزء الثاني، مركزا على الأسس المعرفية والمرتكزات المنهجية المعتمدة في تفنيد آليات الفكر المتطرف ونقض مقولاته، فيما استعرض الدكتور عبد الصمد غازي، رئيس مركز الرصد والدراسات الاستشرافية بالرابطة المحمدية للعلماء، محاور الجزء الثالث من الموسوعة، ولا سيما ما يتعلق بالأسس المعرفيّة والوظائف البانية، من خلال مقاربة التمنيع المعتمدة في الموسوعة، وما تنبني عليه هذه المقاربة من سبل بناء مناعة لدى أفراد المجتمعات في مواجهة الفكر المتطرف.
جدير بالذكر أن موسوعة تفكيك خطاب التطرف، تضم بأجزائها الثلاثة، مجموعة من الأبحاث والدراسات المتخصصة التي تسعى إلى تفكيك المنظومة الفكرية التي يرتكز إليها خطاب التطرف، متخذة من التحليل العميق للنصوص والأفكار منهجا لكشف التحريفات والتأويلات المغلوطة التي يستخدمها الخطاب المتطرف لتبرير العنف والإرهاب.
كما تعد الموسوعة عملا علميا جادا، يعكس الشراكة الاستراتيجية بين الرابطة المحمدية للعلماء ومنظمة الإيسيسكو، وكذا التزام المؤسستين بالتعاون في مجالات العلم والثقافة، بهدف تعزيز الوعي الديني والفكري، ودعم البحث العلمي، ونشر القيم الإسلامية الوسطية، مما يعكس نموذجا فعالا للتعاون بين المؤسسات العلمية والثقافية بما يخدم العلم في مواجهة التحديات المعاصرة.
ويمكن تحميل والاطلاع على الأجزاء عبر الروابط الآتية:
الجزء الأول: موسوعة تفكيك خطاب التطرف_الجزء الأول
الجزء الثاني: موسوعة تفكيك خطاب التطرف_الجزء الثاني
الجزء الثالث: موسوعة تفكيك خطاب التطرف_الجزء الثالث