مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات وأبحاث

الحَدِيث فِي العَهْد السَّعدي: ـ بعض من نماذج الإجازات الحديثية ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

   تمهيد:

الحمْد لله ربِّ العَالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد الأولين والآخِرين، وعلى آل بيْته الطَّيبين الطَّاهرين، وصَحابته الغُرِّ المَيامِين.

وبعد؛ فقد عرف العهد السَّعدي في المغرب الأقصى نهضة حضارية في جميع المناحي: السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية…الخ.

ومن أهمها على الإطلاق النهضة العلمية التي تتجسد في العناية بالعلم، والعلماء، وإنشاء المكتبات، وتحبيس الكتب وغير ذلك، ومن العلوم التي ازدهرت في ذلك العصر: علوم الحديث والرواية، خاصة: فن الإجازات الحديثية.

 ولأهمية الموضوع خصصت له هذا المقال للحديث عن بعض الإجازات الحديثية التي أُجيز بها العلماء، وسمعوها من أعلام الرواية في العصر السعدي.

فأقول وبالله التوفيق:

من بين الإجازات الحديثية التي أجيز بها العلماء في العهد السعدي الآتي:

1- إجازة عبد الرحمن سُقين لأحمد المنجور الفاسي فيما سمعه أو حدث به من كتب الحديث: الموطأ، والصحيحين، والسنن الأربعة، وجميع المصنفات الحديثية التي أجيز بها سقين من المشرق مؤرخة عام: 955هـ[1].

2- إجازة أحمد المنجور للسلطان أحمد المنصور الذهبي جميع ما سمعه من الصحيحين ، والموطأ، وجامع الترمذي، وسائر مصنفات الحديث، والفقه، والأصول، والكلام، والمنطق..مما رواه هو عن شيوخه المغاربة في إجازاتهم له مؤرخة في أواخر رجب عام 989هـ[2].

3- إجازة إمام الدين الخليلي بمدينة مراكش لأحمد بن القاضي لجميع مصنفات الحديث التي سمعها من شيوخه المشارقة العرب والعجم مما سمعه من مشايخ القدس، ومصر، والحرمين، وحمص، وحماة، وحلب وأنطاكية، وطرابلس الشام، والقسطنطينية، وطرابلس الغرب، وتونس، والجزائر، مؤرخة في 5 محرم عام 999هـ[3].

4- إجازة أبي القاسم الفجيجي بفجيج لأحمد ابن أبي محلي جميع ما قرأه أو رواه عن شيوخه المغاربة والمشارقة من كتب الحديث كالصحيحن، وغيرها مؤرخة في 28 ذي القعدة عام 1008هـ[4].

5- إجازة أحمد بابا السوداني بمدينة مراكش لأحمد المقري في الموطأ، والصحيحين، والشفا، وغيرها من الكتب الستة، وسائر مصنفات الحديث التي يرويها بسنده السوداني المتصل بكبار المحدثين المشارقة مؤرخة في 15 ربيع الثاني عام 1010هـ[5].

6- إجازة محمد القصار بمدينة فاس لمحمد بن أبي بكر الدلائي في الصحيحين، والشفا، وغيرها من الكتب الستة التي يرويها بواسطة عن الإمام سقين بسنديه المشرقي والمغربي مؤرخة في أول ربيع الثاني عام 1012هـ[6].

7- إجازة عبد الرحمن التمنارتي بمدينة المحمدية لجميع الطلبة الذين حضروا درسه الحديثي بالجامع الكبير ذلك اليوم، ومن بينهم ولداه محمد وأحمد مؤرخة في 28 رمضان عام 1036هـ[7].

وفي الختام أحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعان ووفق على إتمام هذا المقال حول: “الحديث في العهد السعدي ـ بعض من نماذج الإجازات الحديثية ـ” ، فله الشكر على ما أنعم، وله الثناء على ما أعطى، لا أحصي ثناء عليه، وصلى اللهم على نبينا محمد

وعلى آله وصحبه  وسلم تسليما كثيرا.

***************

هوامش المقال: 

[1] ـ  انظر نصها في فهرسة المنجور (ص: 10).

[2] ـ  انظر نصها في فهرسة المنجور (ص: 10).

[3] ـ  الحركة الفكرية (1 /104).

[4] ـ  الحركة الفكرية (1 /106).

[5] ـ انظر نصها في روضة الآس (ص: 305-3012).

[6] ـ انظر نصها في الزاوية الدلائية لمحمد حجي (ص: 278-279).

[7] ـ انظر نصها في الفوائد الجمة للتمنارتي (ص: 200 – 201).

************

جريدة المصادر والمراجع:

الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين: د. محمد حجي، مطبعة فضالة، 1398هـ/1978م.

روضة الآس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين مراكش وفاس: لأحمد المقري، المطبعة الملكية، الرباط،  ط2، 1989م.

الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي: محمد حجي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط2، 1409هـ/1988م.

فهرس أحمد المنجور: ت: محمد حجي، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر بالرباط، 1396هـ/1976م.

الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة. التمنارتي: أبو زيد عبد الرحمن بن محمد. تحقيق: اليزيد الراضي، تقديم: محمد المنوني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2: 1428 /2007.

راجعت المقال الباحثة: خديجة أبوري

د. محمد بن علي اليــولو الجزولي

  • أستاذ باحث مؤهل بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق