مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

الانتصار للشعر والشعراء في نَضْرة الإغْرِيض في نُصْرة القَرِيض للمظفر بن الفضل العلوي المتوفى سنة (656 هـــ) ( الحلقة الرابعة)

فضل الشعر ومنافعه وتأثيره في القلوب:

يُعْلي المظفرُ من مَنزلة الشّعر، ويتحدثُ عن مكانته في الحياة العربية، وكيفَ كانَ يَرفعُ مِن قدر العَربيّ كما يرفعُ من شأن الشّاعر، حيث يعوضُه شعرُه عن دُنوّ نَسَبه أو ضآلة شأنه، ويتيح له في الحياة الاجتماعية أرفع المنازل.

فالشعر ديوانُ الأدب وفخرُ العرب وبه تُضربُ الأمثالُ ويَفتخرُ الرجالُ على الرجال، ولولاه لضاعتْ جَواهرُ الحِكَم وتهدَّمت مَباني الفَضل، وانطمست أعلامُ الكرم ودَرَسَت آثارُ النِّعم. فقد ماتَ سُحَيْمٌ عبدُ بني الحَسْحاس، وكان له ذِكْرٌ أضْوعُ من المِسك، ولولا الشعرُ لما عُرف، وكم في بني حامٍ مِن مَجهول لا يُذكر ولا يُشكر. وقد قيلَ إن إبراهيمَ بنَ المهديّ لما اعتذرَ إلى المأمون، قال للمأمون في جواب قوله له: أنتَ الخليفةُ الأسْوَدُ: وأمّا كَوني أسْوَدَ فقد قالَ عبد بني الحسحاس:[1]

أَشْعَارُ عبدِ بَنِي الحَسْحَاسِ قُمْنَ لَهُ /// يَوْمَ الفَخَارِ مقامَ الأصلِ والوَرِقِ

إِنْ كُنْتُ عبدا فَنَفْسِي حُرَّةٌ كَرَما /// أَوْ أَسْوَدَ اللَّونِ إنِّي أَبْيَضُ الخُلُقِ

فقال المأمون: لوددت أنهما لي بجميع مُلكي، يعني البيتين.

ولَولا زُهيرٌ لَما ذُكِرَ هَرِمٌ ولا جَرى بمَدحِه قَلمٌ، وهذا جرير مع ضِعَةِ أصلِه، وخُمولِ جَدِّه وأبيه، قد رفَعَه شِعرُه، ولقَد شُيِّدَ بذِكْرِه ذِكرُ يَربوع، وشُهِر اسْمُه في المحافِلِ، وضاهى الفرزدقَ وجاهَرَه بالأهاجي وعاداه، ولولا الشعرُ لكان بنَجْوَة عن مُجاراة مثلِه، حتى ذَكَرَ الفرزدقُ آباءَه، وقال: [2]

أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ  ///  إِذَا جَمَعَتْنَا يَا جَرِيرُ المَجَامِعُ

ولقد كانت العربُ تَعُدُّ الشعرَ خَطيرا، وترى الشاعرَ أميرا، فإذا نَبغَ في القَبيلةِ شاعرٌ هُنِّئَت به وحُسِدَت مِن سَبَبِه؛  لأنه يُنافحُ عَن أنسابها ويُناضل عن أحسابها:[3]

كَمْ كَانَ في الأَوْسِ مِن أميرٍ   ///  مَاتُوا جَميعا سِوَى عَرَابَهْ

أَحْيَاهُ بعدَ المَمَاتِ بَيْتٌ   ///    لِشَاعِرٍ إِذْ دَعَا أَثَابَهْ

لَعَلَّهُ كَانَ في الذُّنَابَى   ///    فَرَدَّهُ الشِّعْرُ في الذُّؤَابَهْ

ونجدُ قولَ ابن جبلةَ في أبي دُلَف العِجْلي كَيفَ رَفَعَه على ضَعَةِ بَيتِه ودَناءَةِ بني عِجْلٍ فإنّك لا تَجدُ فيهم مَمدوحاً سواه، وفيه يقولُ:[4]

إِنَّمَا الدُّنيَا أَبُو دُلَفٍ   ///    بَيْنَ بَادِيهِ وَمُحْتَضَرِهْ

فَإِذَا وَلَّى أَبُو دُلَفٍ   ///    وَلَّتِ الدُّنْيَا عَلَى أَثَرِهْ

وكان أبو الصقر بنُ بُلبل لا يُعدُّ من ذوي الأصولِ الثابتة، حتى مَدَحَه ابنُ جُرَيج بقَوله: [5]

قَالُوا أَبُو الصَّقْرِ منْ شَيْبَانَ قُلْتُ لَهُمْ   ///   كَلَّا لَعَمْرِي ولكن مِنْهُ شَيْبَانُ

وَكَمْ أَبٍ قَدْ عَلَا بابنٍ ذُرَى شَرَفٍ   ///   كَمَا عَلَا بِرَسُولِ الله عَدْنَانُ

وَلَمْ أُقَصِّرْ بِشَيْبَانَ التي بَلَغَتْ   ///    بهَا المَبَالِغَ أَعْرَاقٌ وَأَغْصَانُ

وكان بنو قُرَيعٍ يُدْعَوْنَ أنفَ النّاقةِ فيَغْضَبونَ لذلكَ ويَسْخَطون منه، فَلمّا مَدَحَهم الحُطَيئَة بقَوله: [6]

قَوْمٌ هُمُ الأَنْفُ وَالأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ   ///   وَمَنْ يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا

رَضوا بِه وصارَ من أكبر مَفاخرِهم، ولولا الشعرُ لعَدُّوه مِن أقبحِ ألقابهِم.

ولما هَجا الحطيئةُ بني العَجلانِ اسْتَعْدَوْا عليه عُمَرَ بنَ الخَطّاب فقالوا هَجانا وشَعَّثَ مِن أعراضِنا، قالَ عُمَر: وما قالَ؟ قالوا: قال فينا: [7]

إذَا الله عَادَى أَهْلَ لُؤْمٍ ودِقَّةٍ   ///   فَعَادى بَني العَجْلَانِ رهطَ ابنِ مُقْبِلِ

قال عُمرُ دعا عليهم، قالوا إنه قال:

قُبَيِّلَةٌ لا يَغْدِرُونَ بِذِمَّةٍ    ///    ولا يَظْلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ

قال عمر: هؤلاء قومٌ صالحون ليتَني منهم وليتَ آلَ الخَطّاب كانوا منهم، قالوا إنه قالَ:

وَلَا يَرِدُونَ المَاءَ إِلَّا عَشِيَّةً    ///   إِذَا صَدَرَ الوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلِ

قال عمرُ: ذاك أخفُّ للزحام وحينئذٍ يصفو الماءُ ويطيبُ الوِردُ، قالوا إنه قال:

وَمَا سُمِّيَ العَجْلَانُ إلَّا لقِيلهِم   ///   خُذِ القَعْبَ وَاحْلُبْ أيُّها العَبْدُ واعْجَلِ

فقال عمرُ: سيدُ القوم خادمُهم وأصغرُهم شَفْرَتُهم، قالوا إنه قالَ:

تَعَافُ الكِلَابُ الضّارياتُ لحومَهُم   ///    ويَأْكُلْنَ مِنْ كَعْبِ بنِ عَوْفٍ ونَهْشَلِ

فقال عمرُ: كفى ضَياعا من تأكلُ الكلابُ لحمَه، قالوا: يا أميرَ المؤمنين ليس هذا من عَمَلِك فلو أرسلتَ إلى حَسّانَ بنِ ثابتٍ فسألتَه، فأرسَلَ إلى حَسّانَ فسَأله: أهَجاهُم؟ قال: لا يا أميرَ المؤمنين ولكن سَلَحَ عليهم [8].

وتَهدَّدَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم من حَفظَ قَصيدَةَ الأفْوه الأوْديّ وضَمنَ له النّارَ، أنَفَةً مِن الهجاء وغَضَباً مِن مَواقع نبلهِ، وسَمع صلى الله عليه وسلم رَجلا يُنشدُ: [9]

كَانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضَة فَتَلَفَّقَتْ   ///   فالمُحُّ خَالِصُهَا لِعَبْدِ الدَّارِ

فغضبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال لأبي بكر رضي الله عنه: أهكذا قالَ الشاعرُ؟ قالَ لا يا رسولَ الله إنما قال:[10]

يا أيُّها الرَّجلُ المُحَوِّلُ رَحْلَهُ   ///   هَلَا نَزَلْتَ بآلِ عَبْدِ مَنَافِ

الضَّاربينَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ  ///   والقَائِلِينَ هَلُمَّ للْأَضْيَافِ

الخَالِطِينَ فَقِيرَهُمْ بِغَنِيِّهِمْ   ///  حَتَّى يَعُودَ  فَقِيرُهُمْ كَالكَافِي

عَمْرو العُلَى هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ   ///    وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ

كَانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضَة فَتَفَلَّقَتْ   ///   فَالمُحُّ خَالِصُهَا لِعَبْدِ مَنَافِ

ففرحَ صلى الله عليه وسلم حتى بَرقَت أساريرُ وَجهِه.

وروى هشامُ بنُ عروةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ عبدَ الله بنَ رَواحةَ أن يَرتَجِلَ شعراً فقال:[11]

أَنْتَ النبُّي ومَنْ يُحْرَمْ شَفاعَتَهُ  ///   يومَ الِحسَابِ فَقَدْ أَزْرَى بِهِ القَدَرُ

فَثَبَّتَ الله ما آتاكَ مِنْ حَسَنٍ  ///  تَثْبِيتَ مُوسَى ونَصْرا كالّذِي نُصِرُوا

فقال صلى الله عليه وسلم: وأنت فثَبَّتك الله يا بْنَ رواحَة.

ومن تأثير الشعر أن هشامَ بنَ الوليد كان قد وَلَّى عبدَ الرحمن ابنَ حزم الأنصاريَّ المدينةَ، فقالَ الأحوصُ: [12]

لا تَرْحَمَنَّ لحَزْمِيٍّ مَرَرْتَ بِهِ   ///  يوماً وَلَوْ أُلْقِيَ الحَزْمِيُّ في النَّارِ

النَّاخِسِينَ بِمَرْوَانٍ بِذِي خُشُبٍ    ///     والدَّاخِلِينَ عَلى عُثْمَانَ في الدَّارِ

فلما سمعَ هشامٌ شعرَ الأحوص عَزَلَ عَبدَ الرحمن عن المدينة وأمَرَ بقَبض ضِياعِهم وأموالهم، فلما وَلِيَ المنصورُ دخلَ عليه بعضُ أولادِ بني حَزم فقالَ: يا أميرَ المؤمنين لنا سِتّون سنةً ما أخذنا عطاءً ولا وَصَلْنا إلى شيء من أموالِنا لقولِ الأحوصِ، وأنشدَه البيتين فتأثّر لهما وقالَ: إذاً واللهِ تَحمدُ العاقبةَ عند بني هاشم، اكتُبوا برَدِّ ضِيَاعِهِم والقَبضِ على ضِياع بني أميةَ وتسليمِها إليهم ليستغلّوها ستينَ سنةً، ثم أمَرَ له بعَشرة آلافِ دينارٍ صلةً.

ومن تأثير الشِّعر في الأنفُس الأبيّةِ أنّ الظّاهرَ الفاطميَّ بمصرَ كان قد عَزَلَ عن وزارتِه أبا القاسم ابن المغربيّ، وانفصل عن البلاد المصرية واتصل ببلاد ميَّافَارقين (أشهر مدينة بديار بَكر)، واستوزرَ بعدض المغربيِّ عليَّ بنَ أحمدَ الجَرْجَرَائي، فكان المغربيُّ يُواصلُ التِّهاميَّ بالصِّلات والملاطَفاتِ حتى قَدِمَ عليه ومَدَحَه بقصيدة أولُها: [13]

فُؤَادِي الفداءُ لَها من قُبَبْ   ///   طَوَافٍ عَلى الآلِ مِثْلَ الحَبَبْ

ثم قال فيها:

فَمَنْ مُبْلِغٌ مِصْرَ قَوْلا يَعُمُّ  ///   ويخْتَصُّ بالملِكِ الـمُعْتَصَبْ

لَقَدْ كُنْتَ في تَاجِهِ دُرَّة   ///    فَعُوِّضَ مَوْضِعَهَا الـمُخْتَلَبْ

فَإِنْ سُدَّ مَوْضِعُهَا لم يُسَدَّ    ///  وإنْ نِيبَ عن مِثْلِهَا لم يُنَبْ

إذا اغْتَرَبَ اللَّيْثُ عن خِدْرِهِ    ///   غَدَا الشَّاءُ فيه يَلُسُّ العُشُبْ

أَتَيْتُكَ مُمْتَدِحا للْوِدَاد   ///   ولْم آتِ مُمْتَدِحا للنَّشَبْ

فبَلَغَ الجرجائيَّ قولُه فما زال يُعمِلُ الحيلةَ حتى قَدِمَ التِّهاميُّ مصرَ فحَبَسَه وطالَ حَبْسُه، وله أشعارٌ كثيرة قالَها في مَحْبسِه مُتَنَدِّماً على قُدومِه مُعتذِراً من بادرةِ مَنظومِه، فمِن ذلكَ:

لِنَفْسِكَ لُمْ لا عُذْرَ قَدْ نَفِدَ العُذْرُ   ///  بِذَا حَكَمَ المَقْدُورُ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ

فلما طالَ حبسُه أشارَ الجرجرائيُّ إلى غلامِه لبيب أن يَقتُلَه في مَحْبسِه فدَخَل إليه لَبيبٌ ليلاً فخَنَقَه، ولولا الشعرُ لما تَأثَّرَ به تأثُّرا حَمَلَه على قَتْلِ النَّفْسِ والخلودِ في نارِ جهنمَ.

وكان زهير قد بلغ الغايةَ في مدح هرِم بن سنان بن حارثة حتى ضربت العرب المثل بهرِمٍ في الجود لقول زهير:[14]

إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حَيْثُ كَانَ وَلـــ   ///   ـــــــكِنَّ الجَوَادَ، عَلَى عِلَّاتِهِ، هَرِمُ

هُوَ الجَوَادُ الذي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ   ///    عَفْوا، وَيَظْلِمُ أَحْيَانا فَيَظَّلِمُ

وقد أجمَع أهلُ العلم بالشّعر أن أمْدَحَ ما قالَته العَربُ قولُ زهير:[15]

قَدْ جَعَلَ الـمُبْتَغُونَ الخَيْرَ مِنْ هَرمٍ /// والسَّائلونَ إلى أبْوابِهِ طُرُقا

إِنْ تَلْقَ يوما عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِما /// تَلْقَ السَّمَاحَةَ مِنْهُ والنَّدَى خُلُقا

فأفرط هرِمٌ في عَطائه والبذل له حتى أن هَرِماً ما أقْسَمَ أنّ زهيرا لا يسلم عليه إلا أعطاه المال والإبل، فترك زهير السلام على هرم إبقاءً وحياء من إفراطه في العطاء، فكان زهير يمر بالنادي فيقول: ألا أنعموا صباحا ما خلا هرما وخيركم تركت. هكذا كان الشعراء يستحيون من صلات الممدوحين وإحسان المنعمين كما قال المعري:[16]

لو اخْتَصَرْتُمْ من الإحسانِ زُرْتُكُمُ   ///    والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفْرَاطِ في الخَصَرِ

ولما دخل أبو الحسن عليُّ بنُ محمد التِّهاميُّ على حسّان بن جراح الطائي صاحب الشام أنشده كلمتَه التي يقول في أولها:[17]

هَلِ الوَجْدُ إلَّا أَنْ تَلُوحَ خِيَامُهَا    ///   فَيَقْضِي بإِهْدَاءِ السَّلَامِ ذِمَامُهَا

فلما بلغَ إلى قولَه:

أَلَا إِنَّ طَيًّا للمكارمِ كَعْبَةٌ   ///   وحَسَّانُ منها ركنُها ومَقامُها

تَقِلُّ لكَ الأرضونَ مُلْكا وأَهْلُها   ///  عبيدا فهل مُسْتَكْثَرٌ لَكَ شَامُهَا

وَهَبَه مَدينةَ حَماةَ وأعمالَها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1]نضرة الإغريض، ص:  294

[2]ديوان الفرزدق برواية وشرح ابن السكيت، ص: 360

[3]نضرة الإغريض، ص:  298

[4]نفسه، ص:  299

[5]الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، المرزباني، ص:  352-353

[6]ديوان الحطيئة، ص:45

[7]نضرة الإغريض، ص: 302، والأبيات في العمدة 1: 52

[8] «وكان عمرُ رضي الله عنه أبصرَ الناس بما قالَ النّجاشي، ولكن أرادَ أن يَدْرأ الحَدَّ بالشُّبهات، فلمّا قالَ حَسّانُ ما قالَ سَجَنَ النَّجاشيَّ، وقيل: إنه حَدَّه» (العُمدَة)

[9]ديوان حسان بن ثابت، ص: 121

[10]نضرة الإغريض، ص:  304

[11]نفسه، ص: 307- 308

[12]البيتان في العمدة، 1: 64

[13]نضرة الإغريض، ص:  342-343-344

[14]ديوان زهير بن أبي سلمى، ص: 115

[15]نفسه، ص: 77

[16]نضرة الإغريض، ص: 341

[17]نفسه، ص: 341

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق