د/عبد الرحيم السوني
باحث بمركز دراس بن إسماعيل
في الاصطلاح الصوفي:
والإنابة فى اصطلاح الصوفية، هي الرجوع من مخالفة الأمر إلى موافقته، فلا يجدك الله تعالى حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث أمرك[1]، وقد أورد الكلاباذي (ت380هـ) فى حدها، بعض الأقوال التي تتوافق مع المعنى العام للأصول القرآنية وأهمها[2]:
1- الإنابة إخراج القلب من ظلمات الشبهات.
2- الإنابة الرجوع من الكل إلى من له الكل.
3- الإنابة الرجوع من الغفلة إلى الذكر، ومن الوحشة إلى الأنس.
وفيما يلي ذكر لأهم أقوال الصوفية حول الإنابة:
من ذلك قولهم الإنابة: «هي صدق العبد في التوبة، فهي ثاني درجة التوبة»[3].
وقيل: «الإنابة: هي تقديم النفوس للحق، واستعطافها على الصواب»[4].
وقيل: «الإنابة: هي التزام الخدمة ، وبذل المهجة»[5].
وقيل: «الإنابة: هي الرجوع إلى الله تعالى بنسيان ما رُجع عنه»[6].
وقيل: «الإنابة: هي أن تخاف الله لقدرته عليك»[7].
وقال الشيخ أبو عثمان الحيري النيسابوري: «الإنابة: هي الرجوع إلى الله بالكلية، ظاهراً وباطناً سراً وعلناً»[8].
وقال الإمام القشيري: «الإنابة: هي صدق الإجابة، وأن يصحح مع الله حسابه.
[وهي] : ترك كل خطيئة والرجوع إلى الله سبحانه بالكلية .
[وهي] : التحسر على السالف، و التشمر في المستأنف .
[ وهي ] : توبة لا تُنقض وصحبة لا تُرفض »[9].
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: « الإنابة: الرجوع منه إليه حذراً ومن غيره إليه رغباً ، ومن كل تعلق إليه رهباً»[10].
وقال الشيخ أحمد بن عجيبة: «الإنابة: هي أخص من التوبة، لأنها رجوع يصحبه انكسار، ونهوض إلى السير»[11].
الهوامش:
[1] ـ لطائف الإعلام بإشارات أهل الإلهام، القاشاني، 1/248.
[2] ـ التعريفات، ص: 39.
[3] ـ عوارف المعارف، الشيخ عمر السهروردي، (ملحق بكتاب احياء علوم الدين، ج 5)، ص: 229.
[4] ـ زيادات حقائق التفسير، الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، ص: 155.
[5] ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، الشيخ أبو نعيم الاصفهاني، ج10، ص: 386.
[6] ـ جامع الأصول في الأولياء، الشيخ أحمد النقشبندي الخالدي، ج 2، ص: 341.
[7] ـ معالم الطريق إلى الله، السيد محمود أبو الفيض المنوفي، ص: 313.
[8] ـ زيادات حقائق التفسير، الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، ص: 123.
[9] ـ أربع رسائل في التصوف لأبي القاسم القشيري، قاسم السامرائي، ص: 61.
[10] ـ قلائد الجواهر، الشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي، ص: 71.
[11] ـ معراج التشوف إلى حقائق التصوف، الشيخ أحمد بن عجيبة، ص: 6 .