مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

الإمام عبد العزيز بن موسى العبدوسي حامل لواء المذهب

إعداد: دة.أمينة مزيغة.

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

 

 الإمام الحافظ الفقيه العالم الجليل المحدث المتقن الجامع المتفنن، الذي اعترف حفاظ وقته بأنه أحفظ أهل الأرض، هو حامل لواء المذهب في وقته شيخ الإسلام وابن شيخ الإسلام أبي عمران العبدوسي الفاسي نزيل تونس من بيت اشتهر بفضله وعلمه، وسلم له الأئمة الأعلام.

     أعجب به علماء تونس وأمراؤها لمّا ورد عليهم، فصار جميع العلماء يحضرون دروسه، ويستفيدون منه مدة نحو عشرين سنة.

وقد كتب لهم ابن مرزوق يقول: “يرد عليكم حافظ المغرب، فكان كما قال، بل عجبوا منه ولم يسمعوا بمثله لا في تونس ولا في بجاية ولا غيرهما، فقد كان البرزلي مبرزا على أقرانه في حفظ الفقه بتونس، وكان المشذالي في بجاية، وما كان أحد منهما يشبهه فضلا عن أن يدانيه”، قال أبو عبد الله المفتي بتونس: “تركت درسي وحضرت درسه فرأيت شيئا لا يدركه إلا بعناية ربانية، موقوف على من رزقه الله الحفظ، ينفق منه كيف يشاء، قال: “لازمناه حضرا وسفرا وعلمنا طريقه تفكرا ونظرا، فلا يقدر على طريقه إلا من حاز فطنة كاملة الاستواء”.

    فمن طريقته إذا قرأ المدونة فاستمَع لما يوحى، يبتدئ على المسألة من كبار أصحاب مالك، ثم ينزل طبقة حتى يصل إلى علماء الأقطار من المصريين والإفريقيين والمغاربة والأندلسيين وأئمة الإسلام وأهل الوثائق و الأحكام حتى يكل السامع، وينقطع عن تحصيله المطالع، وكذا انتقل إلى الثانية وما بعدها، هذا بعض طريقه في المدونة.

  وأما إذا ارتقى إلى كرسيه، فترى أمرا عجبا، ينتفع به من قُدر له النفع من الخاصة والعامة، يبتدئ بأذكار وأدعية مرتبة لذلك يكررها كل صباح يحفظها، ويأتونها من كل فج عميق يتسابقون في حفظها، وبعد ذلك يقرأ القارئ آية فلا يتكلم بشيء منها إلا قليلا، ثم يفتتح فيما يناسبها من الأحاديث النبوية، وأخبار السلف وحكايات صوفية، وسير شريفة نبوية وصحابية وأخبار التابعين وتابعيهم، ثم بعدها يرجع إلى الآية وربما أخذ في نقل الأحاديث فيقول: الحديث الأول كذا والثاني كذا والثالث كذا إلى المائة فأزيد حتى يختمها، ثم كذلك في المائة الثانية ونشك في المائة الثالثة، ويأتي في نظر ذلك ونقلها بأمر خارق للعادة، هكذا فعل في مسجد القصر وغيره، وكان الناس يتسابقون إلى المواضع قبل الصبح رجالا ونساء يتزاحمون عليها وفي خارج المسجد أكثر مما في داخله وصوته جهير يُسمع الكل.

    قال الونشريسي في تحليته: إنه الفقيه الحافظ المدرس الصدر الراوية المعتبر الأرفع الأفضل”.

وقال الشيخ الرصاع: ” شيخنا الإمام العلامة المحدث الصالح الرباني”

    وذكر الشيخ أبو عبد الله الراعي في كتابه (انتصار الفقير السالك) أنه لما وصل صاحب الترجمة سئل عن مالك والشافعي فقال للسائل: أين قبر الشافعي؟ فقيل بمصر العتيقة، وقال أين قبر مالك؟ فقيل: بالمدينة، فقال: بينهما مابين قبريهما”.

   توفي رحمه الله في تونس في التاسع والعشرين من ذي القعدة عام سبعة وثلاثين وثمانمائة.

 

من مصادر الترجمة:

الفكر السامي 585 الترجمة رقم 669.

شجرة النور الزكية 1/363 الترجمة رقم: 944.

نيل الابتهاج 1/298 الترجمة رقم: 325.

توشيح الديباج 108 رقم الترجمة: 119.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق