مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

التعريف بمراحل تطور المذهب المالكي ومدارسه ومصادره الفقهية وأصوله[7]

الدكتور عبد الله معصر

رئيس مركز دراس بن إسماعيل 

رابعا: المدرسة المغربية ( القيروان-تونس فاس)

يعتبر علي بن زياد مؤسس المدرسة التونسية بأجلى مظاهرها، فهو الذي بث في المغرب المالكية، فعمت جميع أقطاره بدون استثناء، وهو وإن شاركته المدرسة المصرية، فهو الذي دل عليها، ولولاه ما قصد سحنون ابن القاسم، فالتكوين الأولي للمالكية بإفريقية إنما هو لابن زياد[1].

وقد تمخضت مدرسة تونس عن مدرسة مالكية أخرى هي مدرسة فاس والمغرب الأقصى التي تأسست على يد الإمام دراس بن إسماعيل الذي كان أول من أدخل مدونة سحنون مدينة فاس، وكان الحلقة الأولى في سلسلة الفقهاء التي امتدت ألف سنة، فتقوم بها مركز نابِه من مراكز التوجيه الإسلامي، اعتزت به فاس بين عدوتيها، عدوة القرويين، وعدوة الأندلس[2].

وهذه المدرسة وإن تأخر ظهورها، إلا أنها أصبحت فيما بعد الممثل للمذهب المالكي في المغرب العربي عامة، والأندلس خاصة، بعد استقرار المهاجرين من علمائه في أنحاء المغرب العربي[3].

ويقوم منهج هذه المدرسة على الاعتماد على فقه الموطأ المؤسس على الدعائم الصحيحة من الحديث والآثار، وغير ذلك مما وقف عليه الإمام مالك الذي بنى مذهبه على ما عليه الجماعة بالمدينة المنورة، مع تصحيح الروايات، وبيان وجوه الاحتمالات، وتتبع الآثار، وترتيب أساليب الأخبار، وضبط الحروف على ما وقع في السماع[4].

ومن أعلام هذه المدرسة علي بن زياد والبهلول بن راشد، وأسد بن الفرات، ودراس بن إسماعيل[5]، وابن أبي زيد القيرواني[6]، وابن القابسي[7]، وابن اللباد،[8] وغيرهم.

الهوامش:

 


[1] -مقدمة موطأ علي بن زياد للشيخ النيفر ص29 .

[2] -أعلام الفكر الإسلامي ص36 واصطلاح المذهب ص74 .

[3]  -اصطلاح المذهب ص75 .

 4-أزهار الرياض ج3ص22 وأعلام الفكر الإسلامي ص61 ومقدمة الشيخ النيفر لموطأ زياد ص46[4]

5-دراس بن إسماعيل،كنيته أبو ميمونة،من أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك وأصحابه،توفي سنة 357هـ ترتيب المدارك ج6ص81 .

[6]– ابن أبي زيد القيرواني،أبو محمد،إمام المالكية في وقته،وجامع مذهب مالك،وشارح أقواله،توفي سنة 386هـ ترتيب المدارك ج6ص215.

[7] – ابن القابسي:أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري له تآليف بديعة توفي سنة 403هـ انظر ترتيب المدارك ج7ص92 .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق