الأمير تشارلز: “الإسلام إرث نبيل وهدية ثمينة لباقي العالم”
الأمير تشارلز: "الإسلام إرث نبيل وهدية ثمينة لباقي العالم"
نداء من ولي العهد البريطاني من أجل الاقتداء بالتعاليم الإسلامية في الشأن البيئي
دعا ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز أمير بلاد الغال، العالم بأسره إلى الاقتداء بالتعاليم الإسلامية في إطار الجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة، مؤكدا في خطاب ألقاه مؤخرا بجامعة أكسفورد أمام ثلة من الشخصيات الدينية والسياسية والعلمية، أن تدمير البيئة من قبل الإنسان، تتنافى والتعاليم الدينية، خاصة في الإسلام.
وأضاف الأمير تشارلز، في خطابه الذي تمحور حول موضوع "الإسلام والبيئة"، أن الممارسات التي أدت إلى تدهور البيئة "تتجاهل التعاليم الروحية، مثل تلك التي جاءت في الإسلام، كما شجب ولي العهد البريطاني غياب البعد الروحي في النموذج الاقتصادي المعاصر القائم على الاستهلاكية، وبعد تسليطه الضوء على تعاليم الإسلام الداعية إلى تحقيق الانسجام بين الإنسان وبيئته، مبرزا أن القرآن الكريم يؤكد على الرابط الوثيق بين الإنسان والطبيعة، وأضاف أن "القرآن يقدم رؤية متكاملة للكون، حيث الدين والعلم والروح والجوهر تتظافر مكتملة لتشكل جزءا لا يتجزأ من وعي حي واحد".
وبعد استشهاده ببعض الآيات القرآنية، أوضح الأمير تشارلز أن التعاليم الإسلامية تقدم الطبيعة والكون كجزء من "الكرم الإلهي" اتجاه الإنسان، داعيا إلى العودة إلى القيم التقليدية للمحافظة على البيئة، مشيرا إلى "أن نمط العيش التقليدي في الإسلام يسعى أساسا إلى الوسطية، باعتبارها نموذجا يتيح الحفاظ على التوازن في العلاقات"، ومضيفا أن الإسلام حذر من أن هناك حدود لعطاء الطبيعة، وقال "إن الأمر لا يتعلق بحدود تعسفية، بل حدود وضعها الله، ولا ينبغي للمؤمنين تخطيها".
جدير بالذكر، أن "مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية"، الذي نظم هذا اللقاء، أُحدث سنة 1985 كمركز مستقل تابع لجامعة أوكسفورد العريقة، تحت رئاسة الأمير تشارلز، من أجل النهوض بالدراسات حول الإسلام والعالم الإسلامي، ويُسير المركز مجلس إدارة يضم علماء ورجال دولة من عدة بلدان، فضلا عن ممثلي جامعة أوكسفورد، وقد أكد الأمير تشارلز في هذا الصدد أن "المركز يقدم إسهاما ثمينا في النهوض بفهم العالم الإسلامي"، مبرزا أن هذه المهمة "تكتسي أهمية كبرى في العالم الذي نعيش فيه وتتزايد فيه الارتباطات باستمرار"، كما شدّد على أن "العلاقة بين الإسلام والغرب تكتسي أهمية الآن أكثر من أي وقت مضى.
ومن جهة أخرى، يوفر المركز بامتياز فضاء للقاء بين العالمين الإسلامي والغربي كمكان للتعلم والمعرفة، وهي الصبغة التي ساهمت في الشهرة الكبيرة التي تحظى بها هذه المؤسسة على الساحة الدولية.