الرابطة المحمدية للعلماء

في تقييم صورة السيرة النبوية في الخطاب الديني والأدب الغربي

د. سعيد المغناوي: نتحمّل مسؤولية علمية في معالم صورتنا لدى الآخر

ما هي صورة السيرة النبوية في الخطاب الديني والأدب الغربي؟ وما هي صورتها في مناهج التعليم ومختبرات البحث الغربية؟ وأية مناهج تعتمدها المدارس الغربية في دراسة السيرة النبوية؟

تطلب الجواب على هذه الأسئلة وغيرها بطبيعة الحال، أن يُخصّص ركن “حوار حي”، الذي يبثه موقع الرابطة المحمدية للعلماء على شبكة الإنترنت، زوال الخميس 10 يونيو من خلال استضافة الدكتور سعيد المغناوي، رئيس فريق البحث في السنة والسيرة وقضايا الإعجاز بكلية الآداب، فاس ـ سايس، والذي توقف بداية، عند صعوبة التدقيق في أولى المؤلفات التي حرّرت عن السيرة النبوية في الغرب، على اعتبار أن هناك من يقول بأن المؤلفات الغربية الأولى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ظهرت بعد الحروب الصليبية، وهناك من يقول بأن هذه الكتابات بدأت أيام المسلمين في الأندلس وقد صنفها بعض المسيحيين الذين عاشوا تحت حكم المسلمين هناك، وطبيعة الكتابات الأولى عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الغربيين الأوائل كانت متعصبة.

بالنسبة للجدوى من تأسيس هذا الفريق العلمي، فلا تخرج، كما هو واضح، من معرفة كيف ينظر إلينا الآخر وكيف ينظر إلى رموزنا الدينية، لأنه، يضيف الضيف الكريم، إن لم يكن على صواب فيجب أن نُبيّن له الحقيقة، مستشهدا بالذي صدر عن الملحق الثقافي الألماني أثناء انعقاد ندوة السيرة النبوية في الكتابات الألمانية، وسمع منا كثيرا من الحقائق قائلا متعجبا: “لم أكن أعلم كل هذه الأمور”، ومستشهدا أيضا ببكاء مستشرقة أمريكية بعد مشاركتها في ندوة السيرة النبوية في الكتابات الأمريكية.

كما أخبر الدكتور سعيد المغناوي الجمهور المتصفح، أن فريق الباحث الذي يترأسه، سوف يُنظم ندوة حول السيرة النبوية في الكتابات الشنقيطية بموريتانيا، حيث تأكدت استجابة باحثين من دول أخرى لهذه الفكرة من ماليزيا وسلطنة عمان والسودان والجزائر، وتندرج هذا الندوة العلمية المرتقبة، ضمن مشاريع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بدليل سلسلة الندوات التي نظمها فريق البحث في السنة والسيرة وقضايا الإعجاز، وأيضا، بسبب الدعم الذي يحصل عليه الفريق في كل سنة، من عميد الكلية ورئيس الجامعة إضافة إلى الجماعة الحضرية لفاس، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة ومؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء، بحكم الدعم الإعلامي الذي تقدمه لهذه الحلقات، ويكفي أنها كانت دوما سباقة لنشر أوراق ندوات فريق البحث والمؤسسة الجامعية بشكل عام.

وتقاطعا مع موضوع الندوات العلمية المُخصّصة لموضوع الترحال مع السيرة النبوية العطرة، توقف المتدخل عند إحدى أهم الخلاصات التي جاءت في آخر هذه الندوات، وتتعلق بدعوة المسلمين بإنجاز موسوعة السيرة النبوية في الكتابات الغربية، وأن تُخصّص حلقة للكتابات الهولندية (مثلا) حول السيرة النبوية وأخرى للكتابات الروسية، مضيفا أن فريق البحث بصدد دراسة هذه الخيارات، بالتعاون مع الباحثين الأوروبيين المعنيين من جهة، وأيضا، بالتعاون والتنسيق مع أبناء الجالية المغربية بالخارج.

من الأسئلة الهامة التي طرحت في الحوار الحي، ذلك المرتبط بالتفكير الجدي في تأسيس معاهد للدراسات الاستشراقية، حيث كان الضيف واضحا في هذا المقام، من خلال التأكيد على صعوبة تحقيق فريق البحث لهذا المطمح، لاعتبارات عدة، أهمها أن مشروع كهذا يحتاج إلى طاقات، وربما يمكن تنفيذه مثلا من طرف منظمة “الإيسيسكو” أو رابطة العالم الإسلامي، لأن هذه المؤسسات والهيئات لها إمكانيات لفعل ذلك، في حين أن فريق البحث يسهر بالكاد على تنظيم بعض الندوات وتأليف معجم لما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحد الآن أنجز الفريق، معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باللغة الفرنسية، وما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باللغة الألمانية، وفي المرحلة الثانية سيقوم بدراسات تحليلية لما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغات أخرى، أما سبب الانطلاق من المؤلفات الصادرة باللغتين الفرنسية والألمانية، فمرده أن أبرز المدارس الاستشراقية التي اهتمت بالسيرة النبوية كانت المدرسة الفرنسية والمدرسة الألمانية، وتأتي بعدهما مدارس أخرى منها المدرسة الإسبانية والمدرسة الإيطالية.

وجب تذكير المتلقي الكريم في الأخير، أن فريق البحث سالف الذكر، أنشأ  موقعا إلكترونيا حيث نجد فيه محاضرات حول السيرة النبوية للعلامة سيدي محمد بن حماد الصقلي، وهي محاضرات كرسي السيرة النبوية بجامع القرويين بفاس، وفي الموقع أيضا نُتابع أخبار ما يقوم به الفريق من دراسات حول السيرة النبوية في الكتابات الغربية، وعنوان الموقع هو (www.sira.on.ma)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق