الرابطة المحمدية للعلماء

الأدب المغربي.. قضاياه وظواهره

د. بنشريفة: الأدب المغربي أصيل ومتشبع بالروح الإسلامية ومتميز عن الأدب المشرقي

قال الدكتور “محمد بنشريفة”، عضو أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، في حوار حي على موقع الرابطة المحمدية للعلماء الجمعة الماضي (10 أكتوبر 2008) حول موضوع ” الأدب المغربي.. قضاياه وظواهره”، إن الأدب المغربي يتميز بأصالته وبتأثره الكبير بالمعاني القرآنية والحديثية التي نجدها في كثير من أشعار الشعراء ورسائل الكتاب، مضيفا أن الروح الإسلامية طبعت هذا الأدب نظرا لما عاشه المغاربة من جهاد طويل سواء في الدفاع عن حوزة الأندلس أو في الدفاع عن شواطئ المغرب.

وحول أسئلة بعض القراء عن أهم ما يميز الأدب المغربي عن نظيره المشرقي، أجاب الرئيس السابق لكلية الآداب بجامعة محمد الأول، أن ذلك يظهر في بعض الاستعمالات اللغوية والصور الشعرية، إضافة إلى تأثره ببيئته المحلية وبتطرقه لمواضيع ربما لم يتناولها المشارقة. ولم ينف الدكتور تأثر الأدب المغربي بالأدب المشرقي، وأنه قلده في بعض الأحيان، إلا أنه حافظ على خصوصياته كما تجلى ذلك في أشياء عديدة نجدها لدى دارسي هذا الأدب مثل “عبد الله كنون” في النبوغ المغربي والأستاذ “محمد بن تاويت التطواني” وفي دراسات أخرى كثيرة.

وأشار “بنشريفة”، وهو عضو الأكاديمية الملكية للتاريخ بمدريد وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بعمان، إلى أن كليات الأدب في المغرب لا تخرج أدباء شعراء أو كتاب، وإنما تخرج حسب برامجها دارسين للأدب بقدر محدود، ملاحظا أن الإبداع، وهو يطلق في الغالب على الإبداع الشعري والنثري، قليل لدى المغاربة، لكن إبداعهم سواء في القديم أو الحديث تمثل في النقد وفي الدراسات.

وبالرغم من ذلك، يقول الدكتور، إن الرواية والقصة الصغيرة عرفتا في المغرب الأقصى انتشارا وسلطانا في وقتنا الحالي، كما انه في مجال الشعر ظهر شعراء كبار من التقليديين مثل “الحلوي” و”علي الصقل” ، ومن الحداثيين برز مثل “أحمد المجاطي”، و”محمد الكنوني”، و”محمد بنيس”.

وتابع ضيف الحوار الحي على موقع الرابطة المحمدية للعلماء قائلا: إن هناك من المغاربة من ترشح لجائزة نوبل للأدب مثل المفكر “محمد عزيز الحبابي”، وإن هناك من المغاربة من فاز بجوائز عالمية في مجالات الأدب والنقد والشعر، بل إن المشارقة يعترفون اليوم بالأسبقية والتميز للنقاد المغاربة”.

وفي سؤال لأحد القراء حول الأدب الأمازيغي المغربي، أكد الدكتور أن الأدب المغربي المكتوب بلغة عربية خلال القرون الإسلامية أسهم فيه كثير من الأمازيغ بدءا من طارق بن زياد، وبعض الشعراء ـ من بعده ـ من أمثال “أبي العباس الجراوي”، و”المازوزين”، و”الفشتالي” من القدماء، و”أكنسوس” و”المختار السوسي” و”الحسن البونعماني” من المحداثين. ولا جدال ـ حسب الأستاذ بنشريفة ـ في أن التراث المروي باللغة الأمازيغية هو من الأدب المغربي الصميم، في أشعاره وأهازيجه وأمثاله وحكاياته، ومثله في هذا الأدب المروي بالعربية العامية.

وأثار بعض القراء مسألة ضعف الإنتاج الأدبي الصوفي المغربي في وقتنا الراهن، فأجاب “محمد بنشريفة”، أن السبب في ذلك يرجع إلى نظام التعليم الذي لم يعد منذ زمن يضع في برامجه نماذج للحفظ وللتعلم، إلا أنه مع ذلك يرى الدكتور بأن هناك مؤشرات تبشر بعودة النهل من ينابيع هذا الأدب متجلية في بعض الأعمال الفكرية الحالية. ومن الناحية التاريخية، يضيف الدكتور، أن الطابع الصوفي برز بشكل كبير في الإنتاج الأدبي المغربي مثمثلا في كتاب “التشوف” للتادلي، وفي كتاب “المستفاد” للكتاني، وكتاب “البادسي” في “صلحاء الريف”، وفي نظم “البردة” و”الهمزية”، وفي باب الأدعية والتوسلات، وفي باب ما يعرف بالمولديات..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق