وحدة الإحياءقراءة في كتاب

إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا بول ريكور وعلاقتها بالعلوم الإنسانية والاجتماعية.. نحو تأسيس هيرمينوطيقا للحوار

صدر حديثا للدكتور حسام الدين درويش كتابا بعنوان: “إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا بول ريكور وعلاقتها بالعلوم الإنسانية والاجتماعية: نحو تأسيس هيرمينوطيقا للحوار“. عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وقد سبق أن صدر للكاتب عدد من الدراسات في المجلات العربية المحكمة وكتابان بالفرنسية:

Paul Ricœur; la problématique de la méthode et le déplacement herméneutique du texte à l’action et à la traduction: Vers une Herméneutique du dialogue.

Paul Ricœur et la problématique de la méthode dans l’herméneutique: Interpréter ; comprendre et expliquer dans les théories du symbole, du texte, de la métaphore et du récit .

وقد تم نشر الكتاب في طبعته الأولى (يونيو 2016) ببيروت، ويشتمل على مقدمة وثلاثة أقسام وخاتمة.

القسم الأول تحت عنوان: إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا الرموز والعلامات عند ريكور. ويتضمن ثلاثة فصول وخاتمة: الفصل الأول عالج إشكالية المنهج وتأسيس الفينومينولوجيا الهيرمينوطيقية. والفصل الثاني اهتم بالصراع المنهجي في التحليل النفسي الفرويدي وانطلاقا منه قدم تأويلا وتفسيراً تيليولوجيا وأركيولوجيا. أما الفصل الثالث فقد عنونه بـ: “نحو هيرمينوطيقا عامة للرموز صراع الأركيولوجيا والتيليولوجيا”.

أما القسم الثاني فقد انتظمت فصوله تحت عنوان: إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا ريكور للنص والسرد. وقد تضمن فصلان وهما: الفصل الرابع الذي انصب على إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا النص. والفصل الخامس: انطلق من النص إلى السرد وقد تناول بالتحليل إشكالية المنهج في نظرية السرد.

وأخيرا القسم الثالث وقد اختار له المؤلف عنوان: التوسعات المتتالية لهيرمينوطيقا النص الريكورية: الفهم والتفسير في العلوم الإنسانية والاجتماعية وفي هيرمينوطيقا الخطاب الشفهي. وقد تم تقسيمه إلى فصلين، الفصل السادس تحت عنوان: إشكالية المنهج في العلوم الإنسانية والاجتماعية امتداد الهيرمينوطيقا الريكورية إلى نظريتي الفعل والتاريخ. الفصل السابع: نحو تأسيس هيرمينوطيقا للخطاب الشفهي والحوار انطلاقا من الهيرمينوطيقا الريكورية. وقد انتهى الكتاب بخاتمة وبيان مصطلحات فرنسي عربي ومصطلحات عربي فرنسي ولائحة المراجع وفهرس عام.

والمتصفح لمحتويات الكتاب يلحظ أنه جدير بالقراءة، فالكتاب يحلل إشكالية المنهج في هيرمينوطيقا بول ريكور مع توضيح علاقة هذه الإشكالية وهذه الهيرمينوطيقا مع العلوم الإنسانية والاجتماعية. هذا إلى جانب محاولة الإجابة عن سؤال: إلى أي حد نجح ريكور في التأسيس النظري للعلاقات والترابطات بين الميدان الفلسفي من جهة، وميداني اللاهوت والعلم من جهة أخرى دون الوقوع في الخلط بين هذه الميادين وتجاوز الحدود الفاصلة بينهما نسبيا؟

وقد تساءل الباحث في مقدمة الكتاب عن مفهومي الفهم والتأويل داعيا إلى تطويرهما إلى الأفضل، باعتبارهما من المباحث الهامة التي تنشغل بهما الهيرمينوطيقا. وأنهما كذلك مترابطان في الهيرمينوطيقا وفي العلوم الإنسانية والاجتماعية. ومن الفهم والتأويل ينتقل الباحث إلى توضيح موقف ريكور من العلاقة بين الفلسفة والدين. والعلاقة بين الهيرمينوطيقا الريكورية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وفي هذا الصدد يقول الباحث: يسعى هذا الكتاب إلى القيام بدراسة تحليلية نقدية لمشروع الفلسفة الريكورية التي تقوم على حوار دائم وعلاقات وثيقة بين الفلسفة والعلم عموما، والعلوم الإنسانية والاجتماعية خصوصا، مع التأكيد على ضرورة المحافظة على الحدود والتخوم الفاصلة بين هذه الفروع المعرفية والمميزة لها.

ذ. مصطفى ودادي

باحث مساعد بالوحدة العلمية للإحياء/الرابطة المحمدية للعلماء 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق