- الحلقة الثانية -

                                                             الدكتور مصطفى مختار   

                                                              باحث في مركز علم وعمران 

بتوجيه من: الدكتور جمال بامي

                                                     مدير المركز المذكور     

      تلقى بعض أعلام بادية أنجرة علم الفلك الذي لم يواظب على نماءه العلمي، فتحول إلى علم تطبيقي محدود. وأخذ جزء منهم علم الحساب المتحول بدوره إلى علم تطبيقي محدود تمثل في علم المواريث [65] عند عدولهم [66] أو في غيره [67].

      وفي هذا الصدد، تلقى سيدي محمد بن أحمد الوليدي الأنجري، دفين مدشر تافزة بربع البرقوقيين، بأنجرة [68]، علم الحساب عن بعض أحبار يهود تطوان المغاربة، فمهر فيه [69]. وأثرى به مدرسة العدد التي أسهمت في تنمية الدرس القرآني، بشمال المغرب عامة، وببادية أنجرة خاصة [70]. حيث "وُجِد بخط يده رمزيّة البدور السبعة بالعدد، فرغ منها يوم الجمعة تاسع ربيع الثاني عام 1319 هـ وكتب في خاتمتها: (..كملت الرمزية المباركة لقراءة البدور السبعة على يد كاتبها محمد بن الفقيه أحمد بن عبد السلام بن محمد الوليدي أصلا، الأنجري سكنا، التفزي دارا ومنشأ، الرحموني الحسني، وكان الفراغ منها يوم الجمعة تاسع ربيع 2 عام 1319 هـ)" [71].

   وبذلك مزج المترجم بين علم الحساب التطبيقي وعلم القراءات الشرعي الذي أخذه بمدشر تافزا، ومدشر حسانة، ببادية أنجرة، ودار ابن قرّيش، ببادية بني حزمار [72]. ولعله استثمر هذا المزج العلمي خلال مجالس درسه، بدار ابن قرّيش، وفاس [73]، مثل ما مزج بين المهارة العلمية ومهارة الرماية، بالدار نفسها [74].

وإذ أسهم المترجم في إثراء مدرسة العدد، بشكل نمّى الدرس القرآني، بشمال المغرب، شارك سيدي محمد بنعليلو الأنجري، والد العدل سيدي عبد السلام بنعليلو، آتي الذكر والترجمة، في الإثراء العلمي نفسه [75].

   وتلقى سيدي محمد تاج الدين بن عبد القادر ابن عجيبة، دفين مدشر الزميج، بأنجرة [76]، مبادئ الحساب، بالمدشر نفسه [77]، وعلم الفرائض [78] المتصل بالحساب الذي يبدو أنه استثمره خلال عمله [79] بعد مسير تعلّمي [80] أو خلال تأليفه كتابا في علم الوثائق [61] المتصل بمهنة العدالة المعتمدة على علم المواريث.

    وأتقن سيدي عبد الرحمن الأزمي علم الحساب [82]. ولعله استثمر ذلك للاشتغال بخطة التوثيق الشرعي [83] التي اشتهر بها بعض أهله [84].

    واستظهر سيدي الحاج بن الهاشمي البقاش الأنجري، دفين مقبرة المجاهدين، بطنجة [85]، أرجوزة القلصادي في الحساب بين يدي الفقيه المهدي الرباطي، بمدشر لشهبة، أنجرة [86]، وعلم الفرائض، بما يشمله من علم المواريث [87]، عن شيخه [88]، مازجا بين علم الحساب، والعلوم الشرعية [89] وعلم السلوك [90].

     ولعله نسخ بعض منظومات علم الحساب ضمن ما نسخه [91] أو لعله استثمر أبجديات هذا العلم خلال تدريسه، ببادية أنجرة، وفحص طنجة [92]. حيث يبدو أنه تلقى عنه هذا العلم، بأنجرة، العدل محمد الرغيوي، والعدل محمد قروق [93].

     وتلقى سيدي علي بن أحمد الشعيري الأنجري، دفين مقبرة تطوان [94]، علم الفرائض الشامل لعلم المواريث [95]، ببادية بني كرفط، عن الفقيه محمد بن أحمد الطيب الكرفطي [96]، بحسب ما يبدو، وعلم الحساب، بالمعهد الديني من تطوان [97]. ومن الراجح أنه عمل بهما خلال عمله تدريسا وقضاءً [98] بعد أخذه مختلف العلوم، ببادية أنجرة، بمدشر الفَحَّامِين من فرقة الغابويين، وقرية بوعبّاد، ثم ببني كرفط، فالمعهد الديني التطواني [99].

    وتلقى سيدي محمد السراج ببادية غمارة وأنجرة، أرجوزة القلصادي في علم الحساب، وعلم الفرائض [100] الشامل لعلم المواريث، مستثمرا ذلك خلال اشتغاله بخطة التوثيق الشرعي [101]. حيث عين عدلا، بإشراف المحكمة الابتدائية من تطوان [102]. وظل يزور بليونش رفقة أصدقائه العدول للراحة والاستجمام، مترددا على صديقه العدل الحاج محمد المجاهد [103].

    وتلقى سيدي محمد بن محمد العثماني، دفين مقبرة تطوان [104]، بعض قواعد علم الحساب [105]، والفرائض [106]، الشاملة لعلم المواريث [107]، عن سيدي عبد السلام بن عبد القادر ابن عجيبة [108]، بزاوية جده، بمدشر الزميج [109]، وعن سيدي أبي الشتاء الصنهاجي، وسيدي العباس المسطاري، بفاس [110]، وعن سيدي محمد بن عبد الصمد التجكاني، بتطوان [111]. ويظهر أنه استثمر ما تلقاه لينخرط في سلك التوثيق الشرعي، عدلا بالمحكمة الابتدائية، بتطوان [112].

      ويبدو أنه درَس علم المواريث الشرعي، وهو من مهام المهنة المذكورة، خلال مسيره التعلمي، بأحد كتاتيب حومة العيون من تطوان، وأحد مداشر حوزها، وقرية الزميج الأنجرية، وبلاد بني يدر، وفحص طنجة، وفاس، وتطوان [113]. ولعله عمل بالعلم التطبيقي نفسه، خلال عمله في التدريس والقضاء [114].

      وأخذ سيدي محمد بن محمد الحسّاني الأنجري، دفين مقبرة مرشان، بطنجة [115]، مبادئ علم الحساب عن والده سيدي محمد بن العياشي الحساني، بقرية طالع الشريف من فرقة البحرويين، ببادية أنجرة [116]. ولعله استثمر رصيده من علم الحساب ليصبح عدلا، بقرار وزيري [117]، خاصة وأنه مطلع على علم الفرائض [118] الشامل لعلم المواريث [119]. ولعله عمل بهذه العلوم خلال تأدية مهامه الشرعية والعلمية [120] بعد تلقيه مختلف العلوم، بقرية طالع الشريف، وخميس الساحل، ومدشر الزميج، وفاس [121].

      وتلقى سيدي المختار الحسّاني الأنجري، الفرضي الحيسوبي، علم الفرائض الشامل لعلم المواريث، عن سيدي أحمد بوزيد الأنجري، بمدشر عين حمراء [122]. ولعله عمل بعلم الحساب، المسمى به، خلال اشتغاله بالتجارة مدة طويلة [123].

      وتلقى سيدي أحمد بن محمد بنيابة الأنجري مبادئ الرياضيات والهندسة عن سيدي محمد البقَّاش السعيدي، بجامع الباشا، بتطوان [124]. ولعله عمل بهما خلال أداء مهماته [125] بعد تلقٍ علمي متنوع، بقرية مَرسى مُوسى، ببادية أنجرة، ومدشر الحَوْمة، وحاضرة تطوان، وبليونش [126].

يتبع...

الإحالات:

[65]  مادة أسرير، - سوس، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[66] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص7، وص74، وص75، وص77.

[67] مثل علم الجدول. عد إلى: المرجع ذاته، ص9، وص29، وص65، وص67.

[68] عام 1320 هـ: نفسه، ص11.

[69] نفسه، ص9.

[70] نفسه، ص10. قابل بـ: المرجع ذاته، ص65.

[71] نفسه، ص10- 11.

[72] نفسه، ص9.

[73] نفسه، ص9، وص10.

[74] نفسه، ص9.

[75] نفسه، ص65.

[76] عام 1342 هـ: نفسه، ص17.

[77] نفسه، ص13.

[78] عمدة الراوين في تاريخ تطاوين، ج5، ص248.

[79] نفسه؛ وتراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص14.

[80] عمدة الراوين، ج5، ص248؛ وتراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص13.

[81] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص17.

[82] نفسه، ص87.

[83] نفسه.

[84] تراجم أعلام أنجرة، ص83؛ ومادة الأزمي، أسرة، محمد ابن عزوز حكيم، في: معلمة المغرب، ج3، ص361.

[85] عام 1403 هـ: تراجم أعلام أنجرة، ص94.

[86] نفسه، ص91.

[87] استأنس بـ: تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص103، وص105.

[88] تراجم أعلام أنجرة، ص91.

[89] نفسه، ص90- 92.

[90] نفسه، ص92- 93.

[91] نفسه، ص94.

[92] نفسه، ص93.

[93] نفسه.

[94] عام 1403 هـ: نفسه، ص99.

[95] استأنس بـ: تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص103، وص105.

[96] تراجم أعلام أنجرة، ص97.

[97] نفسه.

[98] نفسه، ص97، وص98- 99.

[99] نفسه، ص96- 98.

[100] خلاصة تاريخ سبتة، ص14، وص15؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص102؛ وسلسلته الثانية، ص52؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص146، وص147.

[101] تراجم أعلام أنجرة، ص102، وص104؛ وسلسلته الثانية، ص52، وص55

[102] خلاصة تاريخ سبتة، ص18؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص104، وص106؛ وسلسلته الثانية، ص53، وص55؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص158.

[103] تراجم أعلام أنجرة، ص105؛ والمرجع نفسه، السلسلة الثانية، ص54.

[104] عام 1410 هـ: إسعاف الإخوان الراغبين، محمد ابن الحاج السلمي، مطبعة الخليج العربي، 2016 م، ص156؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص115.

[105] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة 2، ص70؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص135.

[106] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة 2، ص70؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص135.

[107] استأنس بـ: تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص103، وص105.

[108] إسعاف الإخوان الراغبين، ص154؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص111.

[109] عمدة الراوين، ج5، ص249؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص18- 19.

[110] إسعاف الإخوان الراغبين، ص155؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص112.

[111] إسعاف الإخوان الراغبين، ص155؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص113؛ والفقيه التجكاني، محمد الحبيب التجكاني، مطبعة آنفو، د. ت، ص57، وص62.

[112] إسعاف الإخوان الراغبين، ص156؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص114؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص146.

[113] إسعاف الإخوان الراغبين، ص154- 155؛ ومشاهير علماء المعاهد الدينية، ص65- 66؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص110- 113؛ والمرجع نفسه، السلسلة الثانية، ص69- 72؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص134- 138.

[114] إسعاف الإخوان الراغبين، ص155- 156؛ ومشاهير علماء المعاهد الدينية، ص66؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص113- 114؛ وسلسلته الثانية، ص69، وص72- 80؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص131- 133، وص138، وص139- 145.

[115] عام 1412: تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص85.

[116] نفسه، ص81.

[117] نفسه، ص81، وص82، وص85.

[118] نفسه، ص81.

[119] نفسه، ص103، وص105.

[120] نفسه، ص82.

[121] نفسه، ص81- 82.

[122] نفسه، ص95.

[123] نفسه، ص96.

[124] نفسه، ص99.

[125] نفسه، ص100.

[126] نفسه، ص97- 100.