مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

إخبار يتعلق بمناقشة أطروحة جامعية للباحثة نبيلة الزكري

 

ناقشت الطالبة الباحثة نبيلة زكري يوم أمس الأربعاء 20 دجنبر 2017 أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه في أصول الدين بتطوان (تكوين العلوم العقدية والفكرية في الغرب الإسلامي) بقاعة الندوات بالكلية. وقد أنجزت الباحثة هذه الأطروحة المعنونة بـ”تحفة الوارد والصادر في شرح العقيدة التوحيدية للجد سيدنا عبد القادر لأبي القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي (ت.1164هـ)”- دراسة وتحقيق، بإشراف الدكتور توفيق الغلبزوري والدكتور عبد الله السفياني، وبمناقشة كل من السادة الأساتذة: الدكتور محمد الشنتوف والدكتور سلام ابريش والدكتور عبد الله الشارف.
في بداية هذه المناقشة ألقت الباحثة نبيلة زكري مداخلة تضمنت تقريرا حول مضمون الأطروحة، عرضت فيه بالشكر للجنة المناقشة ولجمهور الحاضرين من الأساتذة والطلبة، مبينة أهمية البحث ودواعي اختياره باعتبار ما قام به الفاسي الحفيد في شرح العقيدة المشهورة «عقيدة أهل الإيمان» لجده الإمام عبد القادر الفاسي، وهي عقيدة كان قد وضعها المؤلف للعوام من النساء والصبيان، وانبرى من خلالها للرد على المتشددين في مسألة التقليد في الإيمان والتي ترتب عليها تكفيرُ العوام بغير حق، والتشكيكُ في صحة عقائدهم، سالكا فيها مسلك التيسير والرفق بالعوامِ، وعدم التشديد بالزج بهم في جزئيات الأسماء والصفات، ومباحث علم الكلامِ الفرعيةِ التي يصعب على العلماء فهمُها، مشيرة إلى أن مؤلفها الشيخ عبد القادر الفاسي يعتبر أحد أعلام المغرب الثلاثة المبرِّزين في المحافظة على نشر الثقافة الإسلامية وصيانتها، خاصة في علوم الفقه والعقائد. 
ثم بينت الباحثة محاور البحث وخطاطته مشيرة إلى أنها قسمته إلى قسمين اثنين:
– قسم الدراسة: وعرفت فيها بهذه العقيدة التي ألفها صاحبها للعوام والصبيان والنساء ولذلك جاءت مختصرة جامعة، ثم عرضت لمباحثه الأربعة التالية:
1- عصر الفاسي (الجد والحفيد)
2- تعريف بالأسرة الفاسية ودورها في إثراء العقيدة الأشعرية بالمغرب
3- سيرة عبد القادر الفاسي (الجد)
4- التعريف بسيرة المؤلف أبي القاسم بن أحمد بن عبد القادر الفاسي
وكان الهدف من هذه المباحث تغطية عامة للأحداث السياسية للفترة المدروسة، واستجلاء علاقة الفاسيين بالسلطة الحاكمة ومشاركتهم السياسية، وتتبع لبعض الظواهرِ الاجتماعية وانعكاس الكوارثِ والأزمات على المجتمع المغربي خلال القرنين الحادي والثاني عشر الهجريين. مع الوقوف على إبراز إسهام الملوك والسلاطين في تنشيط الحياة العلمية واهتمامهم بالعلم، هذا بالإضافة إلى الحديث عن وضعية العلوم العقدية والفكرية وأهم القضايا الكلامية التي شغلت بال المغاربة آنذاك، علاوة على ذكر أثر الزوايا في الإثراء الفكري والعقدي، والحديث كذلك عن الأسرة الفاسية ومكانتها العلمية وجهودِها في التأليف العقدي الأشعري ودور الزاوية الفاسية ووظائفِها العلمية والعقدية خلال العصر المدروس.. 
وإن كانت لجنة المناقشة قد أشادت في البداية بحزم الطالبة الباحثة وسمتها وخلقها، وما بذلته من جهد كبير في إخراج هذا العمل والتدقيق في المعلومات المستوفاة فيه، وخاصة من طرف المشرفيْن على البحث، إلا أن باقي أعضاء اللجنة -وخصوصا د. محمد الشنتوف-، أبدوا بعض الملاحظات المتعلقة بتنظيم بعض الفصول ووظيفية بعض المباحث داخل العمل ككل، ونبهوا على أن تحقيق أي مخطوط يحتاج فيه إلى معرفة قيمته العلمية والفائدة المجتناة من وراء إعادة إحيائه. 
– قسم التحقيق: وعملت فيه الباحثة على المقابلة بين النسخ الثلاث لمخطوط هذه العقيدة (وهي: نسخة الخزانة الملكية بالرباط، ونسخة الخزانة الملكية بمراكش، ونسخة المكتبة الوطنية بالرباط) بالإضافة إلى النسخة المطبوعة طبعة حجرية، واجتهدت كذلك في إخراج نص الكتاب كما وضعه مصنِّفه أو قريبا من ذلك وفق ما هو مقرَّر في  علم التحقيق وتبويبه ووضع عناوينَ مناسبةٍ له، وتوثيق النقول ونسب الآيات القرآنية لسورها وأرقامها وتخريج الأحاديث ونسب جُلِّ الأبيات الشعرية إلى أصحابها، ثم مع وضع فهارسَ فنيةٍ تعين القارئ على التعرف على محتويات الكتاب، هذا بالإضافة إلى تدوين بعض التعاليق التي لابد من إثباتها، وتتعلق غالبا بشرح بعض الألفاظ اللغوية والمصطلحات العقدية والصوفية، وبيان مواقف الفرق من أهم القضايا العقدية المذكورة في الشرح، وأيضا التعريفِ ببعض الأعلام-عدا المشهورين- الواردِ ذكرهم في النص.
ثم ختمت الباحثة هذه الأطروحة بوضع خلاصات للبحث ونتائجه عرضت فيه لتطور وازدهار العلوم العقدية في عصر الفاسي(الجد والحفيد) على تفاوت في ذلك حسب كل فترة زمنية، مبينة ما ساهمت به الزاوية الفاسيةُ في إنعاشِ المسار العلمي بفاس وما قامت به من وظيفة في نشر العقيدة الأشعرية. ثم تطرقت أخيرا لبيان بعض محتويات العقيدة الفاسية شملت تقاييدَ وأجوبةً عقديةً وفوائدَ جمة وتراجمَ وأحداثا تاريخيةً.
     وبعد تداول الأساتذة المناقشين لهذه الأطروحة قررت اللجنة منح الباحثة نبيلة الزكري درجة الدكتوراة بميزة مشرف جدا.
إعداد الباحث: منتصر الخطيب
 

ناقشت الطالبة الباحثة نبيلة الزكري يوم أمس الأربعاء 20 دجنبر 2017 أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه في أصول الدين بتطوان (تكوين العلوم العقدية والفكرية في الغرب الإسلامي) بقاعة الندوات بالكلية. وقد أنجزت الباحثة هذه الأطروحة المعنونة بـ”تحفة الوارد والصادر في شرح العقيدة التوحيدية للجد سيدنا عبد القادر لأبي القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي (ت.1164هـ)”- دراسة وتحقيق، بإشراف الدكتور توفيق الغلبزوري والدكتور عبد الله السفياني، وبمناقشة كل من السادة الأساتذة: الدكتور محمد الشنتوف والدكتور سلام ابريش والدكتور عبد الله الشارف.

في بداية هذه المناقشة ألقت الباحثة نبيلة زكري مداخلة تضمنت تقريرا حول مضمون الأطروحة، عرضت فيه بالشكر للجنة المناقشة ولجمهور الحاضرين من الأساتذة والطلبة، مبينة أهمية البحث ودواعي اختياره باعتبار ما قام به الفاسي الحفيد في شرح العقيدة المشهورة «عقيدة أهل الإيمان» لجده الإمام عبد القادر الفاسي، وهي عقيدة كان قد وضعها المؤلف للعوام من النساء والصبيان، وانبرى من خلالها للرد على المتشددين في مسألة التقليد في الإيمان والتي ترتب عليها تكفيرُ العوام بغير حق، والتشكيكُ في صحة عقائدهم، سالكا فيها مسلك التيسير والرفق بالعوامِ، وعدم التشديد بالزج بهم في جزئيات الأسماء والصفات، ومباحث علم الكلامِ الفرعيةِ التي يصعب على العلماء فهمُها، مشيرة إلى أن مؤلفها الشيخ عبد القادر الفاسي يعتبر أحد أعلام المغرب الثلاثة المبرِّزين في المحافظة على نشر الثقافة الإسلامية وصيانتها، خاصة في علوم الفقه والعقائد. 

ثم بينت الباحثة محاور البحث وخطاطته مشيرة إلى أنها قسمته إلى قسمين اثنين:

– قسم الدراسة: وعرفت فيها بهذه العقيدة التي ألفها صاحبها للعوام والصبيان والنساء ولذلك جاءت مختصرة جامعة، ثم عرضت لمباحثه الأربعة التالية:

1- عصر الفاسي (الجد والحفيد)

2- تعريف بالأسرة الفاسية ودورها في إثراء العقيدة الأشعرية بالمغرب

3- سيرة عبد القادر الفاسي (الجد)

4- التعريف بسيرة المؤلف أبي القاسم بن أحمد بن عبد القادر الفاسي

وكان الهدف من هذه المباحث تغطية عامة للأحداث السياسية للفترة المدروسة، واستجلاء علاقة الفاسيين بالسلطة الحاكمة ومشاركتهم السياسية، وتتبع لبعض الظواهرِ الاجتماعية وانعكاس الكوارثِ والأزمات على المجتمع المغربي خلال القرنين الحادي والثاني عشر الهجريين. مع الوقوف على إبراز إسهام الملوك والسلاطين في تنشيط الحياة العلمية واهتمامهم بالعلم، هذا بالإضافة إلى الحديث عن وضعية العلوم العقدية والفكرية وأهم القضايا الكلامية التي شغلت بال المغاربة آنذاك، علاوة على ذكر أثر الزوايا في الإثراء الفكري والعقدي، والحديث كذلك عن الأسرة الفاسية ومكانتها العلمية وجهودِها في التأليف العقدي الأشعري ودور الزاوية الفاسية ووظائفِها العلمية والعقدية خلال العصر المدروس.. 

وإن كانت لجنة المناقشة قد أشادت في البداية بحزم الطالبة الباحثة وسمتها وخلقها، وما بذلته من جهد كبير في إخراج هذا العمل والتدقيق في المعلومات المستوفاة فيه، وخاصة من طرف المشرفيْن على البحث، إلا أن باقي أعضاء اللجنة -وخصوصا د. محمد الشنتوف-، أبدوا بعض الملاحظات المتعلقة بتنظيم بعض الفصول ووظيفية بعض المباحث داخل العمل ككل، ونبهوا على أن تحقيق أي مخطوط يحتاج فيه إلى معرفة قيمته العلمية والفائدة المجتناة من وراء إعادة إحيائه. 

– قسم التحقيق: وعملت فيه الباحثة على المقابلة بين النسخ الثلاث لمخطوط هذه العقيدة (وهي: نسخة الخزانة الملكية بالرباط، ونسخة الخزانة الملكية بمراكش، ونسخة المكتبة الوطنية بالرباط) بالإضافة إلى النسخة المطبوعة طبعة حجرية، واجتهدت كذلك في إخراج نص الكتاب كما وضعه مصنِّفه أو قريبا من ذلك وفق ما هو مقرَّر في  علم التحقيق وتبويبه ووضع عناوينَ مناسبةٍ له، وتوثيق النقول ونسب الآيات القرآنية لسورها وأرقامها وتخريج الأحاديث ونسب جُلِّ الأبيات الشعرية إلى أصحابها، ثم مع وضع فهارسَ فنيةٍ تعين القارئ على التعرف على محتويات الكتاب، هذا بالإضافة إلى تدوين بعض التعاليق التي لابد من إثباتها، وتتعلق غالبا بشرح بعض الألفاظ اللغوية والمصطلحات العقدية والصوفية، وبيان مواقف الفرق من أهم القضايا العقدية المذكورة في الشرح، وأيضا التعريفِ ببعض الأعلام-عدا المشهورين- الواردِ ذكرهم في النص.

ثم ختمت الباحثة هذه الأطروحة بوضع خلاصات للبحث ونتائجه عرضت فيه لتطور وازدهار العلوم العقدية في عصر الفاسي(الجد والحفيد) على تفاوت في ذلك حسب كل فترة زمنية، مبينة ما ساهمت به الزاوية الفاسيةُ في إنعاشِ المسار العلمي بفاس وما قامت به من وظيفة في نشر العقيدة الأشعرية. ثم تطرقت أخيرا لبيان بعض محتويات العقيدة الفاسية شملت تقاييدَ وأجوبةً عقديةً وفوائدَ جمة وتراجمَ وأحداثا تاريخيةً.

وبعد تداول الأساتذة المناقشين لهذه الأطروحة قررت اللجنة منح الباحثة نبيلة الزكري درجة الدكتوراة بميزة مشرف جدا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق