وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أعلام وأدباء مدينة القصر الكبير

الحلقة الخامسة :  الولي الصالح  سيدي أحمد التلمساني التجاني 

العلامة الفقيه اللغوي

د.عبد القادر محمد حسن الغزاوي

 

هو الولي الصالح  العلامة الفقيه اللغوي أبو العباس احمد بن عبد الرحمان بن عثمان التلمساني العبد الوادي التجاني. لم أقف له على ترجمة كاملة، ولا على تاريخ ومكان ولادته، ونشأته وتعليمه، وكذا العلماء والفقهاء الذين تتلمذ علي يديهم وأخذ عنهم، باستثناء بعض المعلومات القليلة التي وردت في بعض كتب التراجم والأولياء. وقد عاش الشيخ الفقيه القاضي أبو العباس التلمساني في أواخرالقرن العاشر الهجري، القرن السادس عشرة الميلادي، وبداية القرن الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادي، خلال عصر الدولة السعدية ( 915-1069هـ / 1510- 1658م). ويعد الولي التلمساني من العلماء والفقهاء الذين وفدوا على مدينة القصر الكبير، وعاش بها  إلى أن وافته المنية بنفس المدينة  سنة  1018هـ / 1610م وأقبر بها.

 كانت له علاقة وصحبة مع بعض علماء وفقهاء مدينة القصر الكبير منهم  أبو عبد الله محمد الكنيكسي وأبو العباس الهشتوكي ، وقد سافر رفقتهما إلى الشرق للإفادة والاستفادة، حيث قضوا  به مدة غير محددة وغير معروفة. وكذلك كانت له صحبة مع العالم الجليل الشيخ أبو المحاسن الفاسي الفهري، المولود بمدينة القصر الكبير سنة 937هـ/ 1531م  والمتوفي بمدينة فاس سنة 1013هـ /1605م، يقول عبد الله الفاسي الفهري: (وكان له صحبة مع الشيخ أبي المحاسن الفاسي وملازمة ، وسمع منه وانتفع به، وقفت على كتاب الشيخ أبي المحاسن بخط ولده أبي العباس يخاطبه فيه، ويشهد له بالمحبة ، قائلا فيه : وقد وصلنا مكتوبكم ، وأنتم تذكرون فيه ما انطوت عليه ضمائركم من المحبة لجانبنا، فلا شك أن ذلك أمر لا تحتاجون فيه إلى تعريفنا به،  ولا يقبل منكم سواه، ولا ينبغي لكم غيره، لأنكم منا بمنزلة الولد ونحن لكم بمنزلة الوالد لما بيننا وبين أسلافكم من المحبة والصداقة التي ما عاملوا بها أحدا معاملة، ولا يخفاكم ذلك، فإنكم وعيتم ذلك كله، فنسأل الله إعانتك على القيام بما ينبغي فيما فيه أقامك، وأن يريك الحق حقا ويرزقك إتباعه، ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه، وأن يجعلك لأسلافك خليفة في الخير، إنه على ما يشاء قدير).(1).

  وذلك نتيجة العلاقة الخاصة التي  كانت للشيخ أبي المحاسن مع أهل مدينة القصر الكبير، تقول الأستاذة  نفيسة الذهبي : ( … كما نلاحظ أن العلاقة مع أهل القصر قد اتخذت طابعا حميميا…).(2).

  خلال إقامة الولي التلمساني بمدينة القصر الكبير ونظرا لعلمه وثقافته عمل قاضيا، يقول الأستاذ الحاج عبد السلام القيسي: (تولى الشيخ أبو العباس العبد الوادي التلمساني قضاء مدينة القصر الكبير أواخر القرن العاشر الهجري، وكان عالما فاضلا عارفا باللغة والنحو، وصف بالفقيه اللغوي، وكان من أصحاب الشيخ أبي المحاسن الفاسي، صحبه ولازمه وسمع منه وانتفع به وقد خاطبه الشيخ الفاسي في كتاب له إليه بأنه منه بمنزلة الولد، وهو له بمنزلة الوالد لما بينهما وبين أسلافهما من المحبة والصداقة، وكان سكان المدينة يجلونه، وما يزال يحظى بذلك الإجلال والاحترام بعد وفاته والي يومنا هذا ) .(3).

  لما مات الولي العلامة القاضي التلمساني بمدينة القصر الكبير دفن بها، وضريحه معروف ومشهور، يقع بشارع الزنيدية قرب السوق المركزي. وقد أصاب قبره والقبة الخراب والإهمال، فالضريح يحتاج إلى الإصلاح والترميم  والعناية.

 

المراجع :

 1 - كتاب الإعلام بمن غبر من أهل القرن الحادي عشر. تأليف عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان الفاسي الفهري. الصفحتان  92 و93 . الطبعة الأولى 2008م .

2 – كتاب الزاوية الفاسية التطور والأدوار حتى نهاية العهد العلوي الأول. تأليف نفيسة الذهبي. الصفحة رقم 157 . الطبعة الأولى . السنة 2001 م .

3 – مخطوط : تراجم أشهر أولياء وصلحاء مدينة القصر الكبير. تأليف عبد السلام القيسي الحسني. رقم الترجمة 11.

4 - كتاب مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن . تأليف محمد العربي بن يوسف الفاسي الفهري .  دراسة وتحقيق الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني .الطبعة  الأولى . السنة 2008 م.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق