وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أعلام وأدباء العدوتين الرباط و سلا

الحلقة السابعة عشر : محمد بن الطاهر المير السلاوي 

ذة. رشيدة برياط

 

أبو عبد الله محمَّد الطاهر المير السلاوى: العلامة المحدّث أستاذ الأساتذة وقدوة الفقهاء الجهابذة الجامع بين العلم والعمل. أخذ عن الشيخ محمَّد بن عبد الهادي مدينة وأجازه بما في ثبتي أبي العباس الصباغ وأبي الحسن السقاط في جمادى الأولى سنة 1195هـ وعن الشيخ محمَّد بن عبد الصادق الششتي وأجازه بما في ثبت الشيخ الصباغ سنة 1195هـ، وعنه أخذ جماعة وأجاز الشيخ إبراهيم الرياحي بما في الثبتين سنة 1219هـ وتعرف به حين وقد على سلطان المغرب سنة 1218هـ سفيراً من قبل الأمير حمودة باشا باي وتقدم في ترجمة السلطان مولاي محمَّد بن عبد الله أنه كان من أهل مجلسه يدرس الحديث ويخوض في معانيه ويؤلف مع من شاركه من أفاضل العلماء[1]

  كان رحمه الله فقيها علامة، محققا عارفا بالحديث والتفسير، دينا مجتهدا في الطب، وهو من علماء حضرة السلطان سيدي محمد بن عبد الله الذين كانوا يؤلفون الحديث على مقتضى إشارته، وكانوا أهل مجلسته، ويسردون ويخوضون فيما يجمعه ويستخرجه من كتب الحديث التي جلبها من المشرق كمسند الإمام أحمد، ومسند أبي حنيفة وغيرهما وكان مفتيا ذا خط رائق، وقفت على بعض فتاويه[2].

  ولما حج بيت الله الحرام وزار قبر نبيه عليه الصلاة والسلام، لقي مشايخ تلك الآفاق وشهدوا بفضله وعلو مقامه على الإطلاق، وأجازه الشيخ الفاضل عمر بن عبد الصادق المالكي الششتري الاسكندري، وقيد له الإجازة بحط يده مؤرخة في سادس جمادى الأولى من عام سبعين ومئة وألف، ولما رجع من رحلته جلس للتدريس والإفتاء، وكان يدرس التفسير[3]..لفأ

   وأما عن وفاته، جاء في كتاب إتحاف المطالع: وفيه (عام عشرين ومائتين وألف) توفي محمد بن الطاهر المير التلمساني أصلا السلاوي على التحقيق. فقد كنت ذكرت وفاته عام أربعة عشر ومائتين وألف تبعا لصاحب كتاب الاستقصا، وبعد مدة وجدت أن الشيخ دينية في تاريخه ذكر وفاته في هذه السنة وأقام حججا على ذلك معترضا على صاحب الاستقصا، كان علامة مشاركا أخذ العلم بفاس، وكانت له رحلة إلى الحج، توفي بمدينة سلا. [4].

 

[1] -  شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (1/583) الطبعة الأولى دار الكتب العلمية.

[2] -  الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (6/161) الطبعة الثانية.

[3] -  الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (6/161) الطبعة الثانية.

[4] -  إتحاف المطالع لعبد القادر بن سودة (1/101)  دار الغرب الإسلامي بيروت.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق