وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أعلام وأدباء العدوتين الرباط و سلا

الحلقة الخامسة عشر: أحمد بن عبد السلام ملين الرباطي

ذة. رشيدة برياط  

 

هو القاضي أبو العباس السيد أحمد ملين الأندلسي الرباطي، كان رحمه الله من أجل العلماء الملازمين للتدريس، الجانحين للتحرير والتحبير والتحقيق، أخذ عن الكثير من علماء فاس...من أهل الجد والصرامة في الأحكام، حسبما تلقيناه عمن أخذ عنه من شيوخنا الأعلام، وللمترجم ذكر في تأليف شيخنا أديب فاس الشريف مولاي أحمد بن المأمون البلغيثي، الذي سماه بيان الخسارة لمن حط من قدر التجارة، ترجمه في جملة أهل العلم والفضل والدين الذين كانوا يتعاطون هذه الخطة الدينية [1]..

  درس المترجم ملين بفاس على جماعة من العلماء، كالفقيه ابن عبد الرحمن السجلماسي، ومن كان في درجته من الفقهاء، كما تلقى عن شيوخ الرباط من أدرك من علمائه، كالفقيه ابن الغازي، والخطيب المكي بوجندار وغيرهما. ورحل إلى المشرق عام أربعة وثمانين ومائتين وألف، فحج وزار ودرس على علماء الحرمين  الشريفين.

  أخذ عنه حماعة من أبناء الرباط كالعلامة القاضي أبي خامد البطاوري، وأبي العباس جسوس والمفتي الكبير الجيلاني ابن إبراهيم وسواهم من طلبة الرباط ونجبائه [2]..

  ولما ولي قضاء الرباط، قام بأعبائه فكان خير قائم لايهاب بطش ظالم، ولا يخشى لوم لائم، متبثا لدا النقض والابرام من أهل الجد والصرامة في الأحكام، حسبما تلقيناه عمن أخذ عنه من شيوخنا الاعلام، وللمترجم ذكر في تأليف شيخنا أديب فاس الشريف، مولاي أحمد بن المامون البلغيثي الذي سماه بيان الخسارة، لمن حط من قدرة التجارة، ترجمة في جملة أهل العلم والفضل والدين الذين يتعاطون هذه الخطة  الدينية والدنيوية، والحرفة السنية النبوية [3]...

  ولى بعد وفاة ابن إبراهيم المتقدم، وذلك عام سبعة وتسعين، وقد أخبرني شيخنا حامل لواء الإفتاء بالرباط السيد الجيلاني بن إبراهيم أن ولاية المترجم لم تكن إثر وفاة ابن إبراهيم، بل بعد مدة تربص فيها السلطان مولاي الحسن، ريثما ينظر من يصلح، وبقي أهل الرباط فوضى لا قاضي لهم، إلى أن وقع اختياره على المترجم.

وقد قضى شطرا كبيرا من حياته في التدريس والتحبير، وقد تعاطى التجارة  إيمانا منه أن الرجل بالعمل والكد، إذ التجارة حرفة العرب المختارة،....[4].

  كانت وفاته في اليوم الخامس من المحرم فاتح العام الخامس من هذا القرن على ما أخبرني به شيخنا السيد الجيلاني المتقدم، والذي وجدته مقيدا بخط شيخنا القاضي الفاضل أبي حامد، أنها كانت أواخر ذلك العام والمقيد عن ولده الفقيه السيد الحاج محمد ملين، أنها أوائل عام ستة من هذا القرن، وقبره معروف بالزاوية المعطوية الرباطية، قدس الله روحه وجعل في الفردوس غبوقه وصبوحه [5]..

  وجاء في كتاب إتحاف المطالع: " في يوم الخميس محرم توفي أحمد بن عبد السلام ملين الأندلسي الرباطي، من أجل علماء الرباط، كان مشاركا أديبا مطلعا قاضيا بالرباط عام سبعة وتسعين ومائتين وألف. توفي ببلده ودفن بالزاوية المعطاوية. وثم رأيت أنه توفي في السنة بعدها [6]..

 

[1] -  الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 655 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.

[2] -  أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين الرباط وسلا (2/25).

[3] -  تعطير البساط بذكر تراجم قضاة الرباط  لخديم العلم والأدب والتاريخ محمد بوجندار ص 40 .

[4] -  الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 655 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.

[5] -  تعطير البساط بذكر تراجم قضاة الرباط  لخديم العلم والأدب والتاريخ محمد بوجندار ص 42 .

[6] -  إتحاف المطالع لابن سودة (1/298) الطبعة الأولى دار الغرب الإسلامي بيروت.

 

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق