الحلقة الثالثة عشر: عبد الرحمن لبريس
عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم لبريس الأندلسي الرباطي، العلامة المشارك المطلع الفقيه النزيه اللغوي الأصولي المنطقي، الفلكي المعدل الفرضي اليحسوبي العروضي، تلقى مبادئ العلم في سن مبكرة، وأخذ العلوم على يد كبار شيوخ عصره، وهو مفخرة المغرب وعالم من أعلام الرباط .
وهو أبو زيد عبد الرحمن بن الوجيه المحتسب أبي محمد عبد الله لبريس الأندلسي الرباطي، قرأ أولا بالرباط على شيخ الجماعة أبي إسحاق التادلي مدة أثناء أعوام السبعين بعد المائتين والألف، ثم توجه لفاس فمكث بها نحو أربع سنين، فقرأ الفقه على الفقيه كنون الكبير، وقرأ الحديث على سيدي قاسم القادري، ورجع إلى الرباط، وقد امتلأ وطابه فاعتكف على الدرس مع تعاطي الأسباب في سوق البز، فدرس عقائد المرشد بشرح الشيخ الطيب بن كيران، وكان يحضره جماعة من طلبة ذلك الوقت، وقرأ الخلاصة والكل قراءة تحقيق، ثم صار يقرئ الشريف مولاي رشيد، وكان يلقبه الدماميني[1].
أخذ عن إبراهيم التادلي، ومحمد المدني جنون، وسيدي قاسم القادري، وأخذ عنه مولاي الرشيد بن عبد الرحمن بن هشام، والقاضي المكي بن محمد البطاوري، في جماعة آخرين.
استخدمه السلطان سيدي محمد بمرسى الدار البيضاء، وألف حاشية على شرح الزموري على الخزرجية، واختصر شرح الشيخ بناني على السلم، وله كتاب في الوثائق نهج فيه منه منهج ابن عرضون، وله كتابة كثيرة على الألفية لابن مالك، ترتب وحج عام 1307هـ، وبالمدينة كانت منتيه رحمه الله [2].
وبعد انقضاء أمد الخدمة عاد للرباط وقت قضاء القاضي أبي عبد الله بن إبراهيم، فانتدب للقراءة عليه بين يديه، فافتتح المختصر من ربع الزكاة بمسجد القبة،...ثم لما توفي القاضي ابن إبراهيم وانتصب القاضي أبو العباس ملين، عينه نائبا في قضا الدار البيضاء، إذ كانت إذ ذاك مضافة للرباط، فمكث بها قاضيا عدلا نزيها إلى أن توفي القاضي أبو العباس، وانتصب أبو عبد الله لبريري الثاني، فطلب أبو زيد من السلطان مولاي الحسن الإذن في الحج فأذن له، وتوجه عام 1207هـ، فحج وظهر فضله في مكة واجتمع مع علمائها، وكانت وقعت بينهم مذاكرة في شأن يوم عرفة واختلفوا، فاستظهر عليهم بما لديه من علم التعديل فاعترفوا له[3].
أما خصوص وفاته رحمه الله ، فقد جاء في كتاب إتحاف المطالع: " عبد الرحمان بن عبد الله بن إبراهيم لبريس الأندلسي الرباطي، العلامة المشارك المطلع المنجم الفلكي الداركة المعقولي، له حاشية على شرح الزموري على الخزرجية؛ وله تقايد مختلفة، توفي في الحجاز بعد أداء فريضة الحج..."[4].
وجاء في كتاب الاغتباط:" ولما تم حجه توجه للمدينة المنورة فوافته منيته قرب المدينة، فأقبر هناك قرب ضريح الإمام البرعي صاحب الأمداح"[5]..
[1] - الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 534 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.
[2] - الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الاعلام (8/150) الطبعة الثانية المطبعة الملكية الرباط.
[3] - الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 534 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.
[4] - إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع ج1 ص 307 دار الغرب الإسلامي بيروت.
[5] - الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 534 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.