مركز الدراسات القرآنيةدراسات عامة

أحوال الصحابة الكرام مع القرآن العظيم

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم خير من يقتدى بهم في تعاملهم مع القرآن الكريم بعد رسول الله ﷺ؛ لأنهم تتلمذوا على يديه، ونهلوا من مشكاة نبوته وأخلاقه، فآمنوا به إيمانا صادقا، وجاهدوا في نصرته وترسيخ العقيدة الإسلامية الصافية في قلوب العباد ونشر الدين في سائر البلاد.
وقد كان لاهتمام الصحابة بالقرآن الكريم النصيب الأكبر في معرفة دين الإسلام وتعلمه وتبيانه، فقد تعلموه من رسول الله ﷺ فحفظوه في الصدور والسطور، واعتنوا بضبطه لفظا ومعنا، واستنهضوا هممهم في إدراك دلالاته العميقة ومقاصده الزاخرة، واجتهدوا في تنزيل أحكامه وتحقيق حكمه في حياتهم والاستبصار بها في ظلمات الكفر والسفاهة، وتبليغ هداياته وإرشاداته إلى الناس كي يمشوا سويا على صراط مستقيم.
وكان النبي ﷺ قدوة الصحابة رضي الله عنهم في تلاوتهم للقرآن، واتخاذه مرشدا وهاديا في كل أمور الدين والدنيا، كما يتضح جليا في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بسنده عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، وجاء فيه: «...قُلْتُ [السائل سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ]: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ. فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ، ثُمَّ بَدَا لِي قِيَامُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ؟ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا حَتَّى انْتَفَخَتْ أَقْدَامُهُمْ، وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَاتِمَتَهَا فِي السَّمَاءِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّخْفِيفَ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَصَارَ قِيَامُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَطَوُّعًا مِنْ بَعْدِ فَرِيضَتِهِ ... الحديث«  [1].
فالرسول ﷺ يقوم بالقرآن في ليله ويعمل به في نهاره، فهو يلازمه آناء الليل والنهار ولا يفارقه لحظة. فقد روي عن أبي ذر قال: «قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها، والآيةُ «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»[المائدة: 118] [2].
ففي هذا الحديث بيان تدبر النبي ﷺ للقرآن وخشوعه في الصلاة. فعن مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَفِي ‌صَدْرِهِ ‌أَزِيزٌ ‌كَأَزِيزِ ‌الرَّحَى ‌مِنَ ‌الْبُكَاءِ صلى الله عليه وسلم»[3]، وهذا يدل على بلوغ النبي ﷺ المنتهي في التقوى والخشية والخشوع والخضوع لله تعالى.
فكان النبي ﷺ للصحابة مثالا تطبيقيا للقرآن الكريم، كلما وقعوا في مشكلة هرعوا إلى الاقتباس من سيرته السديدة، كما فعل ابن عمر رضي الله عنه لما « أَرَادَ الْحَجَّ، ‌عَامَ ‌نَزَلَ ‌الْحَجَّاجُ ‌بِابْنِ ‌الزُّبَيْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ كَائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ، وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ يَصُدُّوكَ، فَقَالَ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أسوة حسنة﴾ [الأحزاب: 21]. إِذًا أَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، ثُمَّ خَرَجَ...الحديث»[4].
فالصحابة رضي الله عنهم أكثر الناس تدبرا للقرآن الكريم، وفهما لمعانيه، وإدراكا لدقائقه وأسراره؛ لأنهم تلقوه من مشكاة النبوة والرسالة والحكمة تلقيا مباشرا، ولذا كان بعضهم يمضي ساعات من الليل أو النهار في تدبر آية واحدة.
وهذا ما جعل الصحابة الكرام يخشعون ويبكون عند تلاوتهم للقرآن، فسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان رجلا أسيفا، لاتميز قراءته من كثرة البكاء، فعن عبد الله بن عمر قال: «لَمَّا اشْتَدَّ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ قيلَ له في الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ: إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ...الحديث«.[5]
كما كان عمر يُسمَعُ نشيجُه وهو يتلوا القرآن في الصلاة. فعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ‌نَشِيجَ ‌عُمَرَ وإِنِّي لَفِي الصفِّ خَلْفَهُ فِي صَلَاةٍ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ يُوسُفَ حَتَّى انْتَهَى إِلى ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: 86][6].
وأما عثمان رضي الله عنه فإنه كان دائم المواظبة على تلاوة القرآن وتدبره، فكان يقوم به الليل إلا هجعة من أوله. قَالَ ابْنُ عُمَرَ نزل قَوْلُهُ تَعَالَى: قوله عز وجل: ﴿أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولو الألباب﴾[الزمر:10] ‌فِي ‌عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه [7].
وكان ابن مسعود يجتمع بالناس فيقرؤون القرآن من المصحف فيشرح لهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «من أراد أن يأخذ القرآن غضا طريا كما أنزل فليأخذه من ابن أم عبد»[8]، «وروي عن الأعمش قال: مر أعرابى بعبد الله بن مسعود وهو يقرئ قومًا القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: ‌يقتسمون ‌ميراث محمد صلى الله عليه وسلم. وقال عبد الله بن عمرو: عليكم بالقرآن، فتعلموه وعلموه أبنائكم، فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظًا لمن عقل. وقال ابن مسعود: لا يسأل أحد عن نفسه غير القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله. وعن أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله أهلين من الناس. قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته"»[9].
والمقصد الأهم من القرآن هو العلم للعمل، فبتلاوة القرآن وتدبره يزداد المؤمن علما صحيحا لدين ربنا وشريعة إلهنا عقيدة وشعائر ومعاملات وأخلاقا. ولعل ما ورد في نصوص الشريعة من الحث على الإكثار من تلاوة القرآن، وترتيب الأجر الكبير عن ذك إنما هو من أجل فهمه للعمل به.
والصحابة الذين هم الرعيل الأول والنموذج الأفضل لكافة المسلمين في جميع العصور ينبهون على أن الغاية من ملازمة القرآن هي العمل به.
ومن مظاهر ليونة قلوب الصحابة لتلاوة القرآن وتدبرهم ألفاظه ومعانيه وخضوعهم لأوامره ونواهيه وتأثرهم بمعانيه، ما روي عن إبراهيم التيمي قال: خَلَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، ذَاتَ يَومٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: ‌كَيْفَ ‌تَخْتَلِفُ ‌هَذِهِ ‌الْأُمَّةُ وَنبِيُّهَا وَاحِدٌ، وَكِتَابُهَا وَاحِدٌ، وَقِبْلَتُهَا؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ، فَقَرَأْنَاهُ، وَعَلِمْنَا فِيمَ أُنزل، وَإِنَّهُ سيكون بعدنا أقوام يقرؤون الْقُرْآنَ، وَلَا يَعْرِفُونَ فِيمَ نُزِّلَ، فَيَكُونُ لِكُلِّ قَوْمٍ فِيهِ رَأْيٌ، فَإِذَا كَانَ لِكُلِّ قَوْمٍ فِيهِ رَأْيٌ اخْتَلَفُوا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا اقْتَتَلُوا، فَزَبَرَهُ عُمَرُ وانتَهَرَهُ، فَانْصَرَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدُ، فَعَرَفَ الَّذِي قَالَ، ثُمَّ قَالَ: (إيهٍ) أعِد عليّ)) [10].
وما روى مسلم وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[البقرة: 284] قَالَ: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ: الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: ‌سَمِعْنَا ‌وَعَصَيْنَا، بَلْ قُولُوا: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾[البقرة: 285] قَالُوا: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾[البقرة: 285]  فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي إِثْرِهَا ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾[البقرة: 285]، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللهُ تَعَالَى، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] قَالَ: نَعَمْ ﴿رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾[البقرة: 286]  قَالَ: نَعَمْ ﴿رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾[البقرة: 286]  قَالَ: نَعَمْ ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة: 286]  قَالَ: نَعَمْ»[11].
وروي عن سعيد بن مرجانة قال: «جلست إلى عبد الله بن عمر فتلا هذه الآية: ﴿لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ﴾[البقرة: 284]  إلى آخرها فبكى حتى سمعت نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس فأخبرته بما تلا ابن عمر، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لقد وجد ‌المسلمون ‌منها ‌حين ‌نزلت مثل ما وجد عبد الله فأنزل الله عز وجل: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها﴾ الآية [البقرة:286].
وكانت الوسوسة مما لا طاعة للمسلمين به فصار الأمر بعد إلى قضاء الله تعالى أنّ النفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت في القول والفعل»[12].
وكان الصحابة إذا نزلت الآية تلقوها بالإيمان والتسليم والخضوع، وإذا عوتبوا في آية ارتدعوا وانزجروا، وأخذوا العبرة وصححوا الأخطاء. كما قال الله جل وعلا: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد:١٦]، وإذا نزلت بهم مصيبة وحلت بهم هزيمة يسألون عن سبب ذلك، فينزل من القرآن ما يبين لهم ذلك، كما وقع في غزوة أحد حيث تساءلوا عن سبب الهزيمة فيها قائلين: ﴿أنى هذا﴾ أَي: من أَيْن أوتينا وَنحن مُؤمنُونَ وَالْقَوْم مشركون؟! ﴿قُلْ هُوَ من عِنْد أَنفسكُم﴾ بمعصيتكم رَسُول الله حِين أَمركُم أَلا تتبعوا المدبرين [13]، فاستغفروا وأتابوا وأنابوا إلى الله التواب الحليم، فالصحابة الكرام يعيشون بالقرآن ومع القرآن، ولذلك كانت منزلتهم عالية ومقامهم رفيعا. فعن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود قال: أتى رجل ابن مسعود فقال: يا أبا عبد الرحمن، علمني كلمات جوامع نوافع، قال: تعبد اللَّه ولا تشرك به شيئًا، ‌وتزول ‌مع ‌القرآن ‌حيث ‌زال. [14]
أمثلة من عمل الصحابة بالقرآن الكريم:
المثال الأول: عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: «ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال: وهل بلغكم الخبر؟ فقالوا: وما ذاك؟ قال: حرمت الخمر، قالوا: أهرق هذه القلال يا أنس، قال: فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل»[15].
المثال الثاني: عن الْبَرَاء، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنْ الْأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أو سبعة شَهْرًا، وَكَانَ ‌يُعْجِبُهُ ‌أَنْ ‌تَكُونَ ‌قِبْلَتُهُ ‌قِبَلَ ‌الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ العصر، وصلى معه قوم، فخرج مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ.[16]
المثال الثالث: ورد في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها  في حديث الإفك الطويل.
...» ثم أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى ‌مِسْطَحِ ‌بْنِ ‌أُثَاثَةَ ‌لِقَرَابَتِهِ منه وفقره: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا، بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو ‌الْفَضْلِ ‌مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[النور: 22]. قال أبو بكر الصديق: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا...»[17].
المثال الرابع: عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حذيفة، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسِ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولا كانوا أو شبابا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لِي عَلَيْهِ، قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابن عباس: ‌فاستأذن ‌الحر ‌لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ. فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ به، فقال له الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿خُذِ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾[الأعراف: 199]. وإن هذا من الجاهلين. والله مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وقافا عند كتاب الله»[18].
المثال الخامس: عن إسحاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: «كَانَ أَبُو طَلْحَةَ ‌أَكْثَرَ ‌الْأَنْصَارِ ‌بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران: 92]. قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران: 92]. وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ). فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ»[19].
قال الإمام القرطبي رحمه الله  في تفسير قوله تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران: 92]: «فإن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - لم يفهموا من فحوى الخطاب حين نزلت الآية غير ذلك. ألا ترى أباطلحة حين سمع الآية لم يحتج أن يقف حتى يرد البيان الذي يريد الله أن ينفق منه عباده بآية أخرى أو سنة مبينّة لذلك. فإنهم يحبون أشياء كثيرة...
وأعتق ابن عمر نافعاً مولاه، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار قالت صفية بنت أبي عبيدة: أظنه تأول قول الله عز وجل ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران: 92].
وروى شبل عن أبي نجيح عن مجاهد قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم فتح مدائن كسرى، فقال سعد بن أبي وفاص: فدعا بها عمر فأعجبته، فقال إن الله عز وجل يقول: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران: 92] فأعتقها عمر - رضي الله عنه -.
وروى عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد الربيع بن خثيم قالت: كان إذا جاءه السائل يقول لي: يا فلانة أعطي السائل سكراً فإن الربيع يحب السكر.
قال سفيان يتأول قوله جل وعز ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران: 92].
وروي عن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أنه كان يشتري أعدالاً من السكر ويتصدق بها. فقيل له: هلا تصدقت بقيمتها؟ فقال: لأن السكر أحب إليَّ فأردت أن أنفق مما أحب.
وقال الحسن: إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون، ولا تدركون ما تؤملون إلا بالصبر على ما تكرهون»[20].
المثال السادس: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ: ‌‌﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ [البقرة: 245] قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ‌وَإِنَّ ‌اللَّهَ عز وجل ‌يُرِيدُ ‌مِنَّا ‌الْقَرْضَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ» قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدَهُ، قَالَ: قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي عز وجل حَائِطِي، قَالَ: وَحَائِطٌ لَهُ فِيهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ، قَالَ: وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ، وَعِيَالُهَا فِيهِ، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاحِ، فَنَادَاهَا: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ فَقَالَتْ: لَبَّيْكَ، قَالَ: اخْرُجِي، فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي عَزَّ وجل»[21].
المثال السابع: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 2]، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ رَفِيعَ الصَّوْتِ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَبِطَ عَمَلِي، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ! وَجَلَسَ فِي أَهْلِهِ حَزِينًا، فَتَفَقَّدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: تَفَقَّدَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا لَكَ؟ فَقَالَ: أَنَا الَّذِي أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، وَأَجْهَرُ بِالْقَوْلِ، حَبِطَ عَمَلِي وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَأَتَوْا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ: "لَا، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
قَالَ أَنَسٌ: وَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ كَانَ فِينَا بَعْضُ الِانْكِشَافِ، فَجَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ كَفَنَهُ، فَقَالَ بِئْسَمَا تُعَوِّدُونَ أَقْرَانَكُمْ. فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ-»[22].
خاتمة:
فهذا نزر قليل من الأمثلة التي أريد بها أن ترسم في ذهن المسلم معالم طريقة الصحابة الكرام في تعاملهم مع القرآن الكريم اقتداء بهدي النبي ﷺ، وإلا فإن الأمثلة في هذا الباب جديرة بأن تجمع في كتب وأسفار ويستنبط منها منهج علمي عملي للتعامل مع القرآن العظيم. وهذا المنهج الذي تلقوه الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقيا مباشرا قائم على التسليم بأن المقصد الأول والأعظم هو فهم القرآن للعمل به؛ لأنه رسالة الله تعالى إلى عباده، وهذا يستوجب من كل مسلم أن يلقي السمع والإصغاء والإنصات لكل خبر أو أمر أو نهي أو وعد أو وعيد في كل آية من كتاب الله تعالى لينتفع به، كما يفعل الصحابة الكرام وهم يتلقون آيات كتاب الله من فم رسول الله فيحرصون على استيعاب ما فيها من المعاني والأحكام للعمل بها فور تلقيها بدون تراخ أو تسويف، فإذا استشكلوا معنى من المعاني فهما أو تنزيلا سألوا عن ذلك رسول الله ﷺ أو من هو ذو علم من الصحابة، وبعد إزالة الإشكال واتضاح المراد باشروا تطبيق الآية والعمل بها. وأما الاشتغال بالوسائل أو بالمقاصد التبعية وإهمال المقصد الأصلي والأهم وهو الفهم والتنزيل فيمنع الاستفادة من القرآن في تقويم سلوكنا ومعاملاتنا وتأثيره في حياتنا كما هو حالنا اليوم، فضاعت أخلاق القرآن وبقيت الرسوم والأشكال، والله المستعان.
المصادر المعتمدة:
[1] أخرجه أحمد في مسنده، ‌‌مُسْنَدُ الصِّدِّيقَةِ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رضي الله عنها، رقم: 24269، 40/315.
[2] أخرجه ابن ماجه في سننه، بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ،  رقم: 1350، 1/429.
 [3] رواه أبو داود في سننه، بَابُ الْبُكَاءِ فِي الصَّلَاةِ، رقم: 904، 1/340.
[4] أخرجه البخاري في صحيحه، بَاب: طَوَافِ الْقَارِنِ، رقم: 1559، 2/591، ومسلم في صحيحه، ‌‌بَابُ بَيَانِ جَوَازِ التَّحَلُّلِ بِالْإِحْصَارِ، وَجَوَازِ الْقِرَانِ، رقم: 1230، 4/51.
[5] رواه البخاري في صحيحه، بَاب أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ، رقم: 650، 1/241.
[6] رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه، باب القراءة في صلاة الصبح، رقم: 2803، ج3، ص: 403.
[7] ينظر: المصنف لا بن أبي شيبة، من كان يأمر بقيام الليل، رقم: 6774، 4/445، وأسباب نزول القرآن للواحدي، تحقيق: عصام بن عبد المحسن الحميدان، الدمام: دار الإصلاح، الطبعة: الثانية، ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م، ص:368.
[8] رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/534 رقم: 2407.
[9] شرح صحيح البخارى لابن بطال، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، الرياض: مكتبة الرشد، الطبعة: الثانية، ١٤٢٣هـ - ٢٠٠٣م، 10/ 266.
 [10] رواه ابن منصور في سننه، فضل القرآن، رقم: 42، 1/176، والبيهقي في شعب الإيمان، فصل في ترك التفسير بالظن، رقم: 2283، 2/425.
[11] رواه مسلم في صحيحه،  ‌‌بَابُ بَيَانِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ، رقم: 125، 1/80.
[12] رواه البيهقي في شعب الإيمان، ‌‌فصل «فيما يجاوز الله عن عباده ولا يؤاخذهم به فضلا منه ورحمة، رقم: 329، 1/297.
[13] تفسير ابن أبي زمنين، تحقيق: أبو عبد الله حسين بن عكاشة - محمد بن مصطفى الكنز، القاهرة: الفاروق الحديثة، الطبعة: الأولى، ١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م، 1/332.
[14] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، رقم: 32304، 16/498.
[15] رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب: قوله: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عمل الشيطان﴾، رقم الحديث: 4341، 4/1688.
[16] رواه البخاري في كتاب الإيمان، بَاب: الصَّلَاةُ مِنَ الْإِيمَانِ، رقم الحديث: 40، 1/23.
[17] رواه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب: حديث الإفك، رقم الحديث: 3910، 4/1517.
[18] رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، رقم الحديث: 4366، 4/1702.
[19] رواه البخاري في صحيحه، كِتَاب الزَّكَاةِ، بَاب: الزَّكَاةِ عَلَى الْأَقَارِبِ، رقم الحديث: 1392، 2/530.
[20] القرطبي، محمد، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، القاهرة: دار الكتب المصرية، الطبعة: الثانية، ١٣٨٤ هـ - ١٩٦٤ م.
 [21] رواه البيهقي في شعب الإيمان، ‌‌فصل في الاختيار في صدقة التطوع، 3453، 3/250.
 [22] رواه أحمد في مسنده، رقم: 12399، 19/391،  والبخاري في "خلق أفعال العباد، ‌‌قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الصَّلَاةِ بِالْجَهْرِ، ص: 110، وابن حبان في صحيحه، رقم: 3503، 4/322.
Science

د. مصطفى اليربوعي

باحث بمركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق