وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أحمد بن محمد بن المهدي بن العباس البوعزاوي (1271 – 1337 هـ = 1855 – 1919 م)

حمد بن محمد بن المهدي بن العباس البوعزاوي

(1271 – 1337 هـ = 1855 – 1919 م)

 

يعد الفقيه أحمد بن محمد بن المهدي بن العباس البوعزاوي من أبرز فقهاء المالكية، وكان كثير الولوع بنسخ الكتب واقتنائها، حتى حصل على خزانة عظيمة لم يكن لها نظير في زمانه، له مؤلفات عدة، وأخذ عنه خلق كثير،  وحكى عنه جل علماء عصره، وكان رحمه الله عالما مشاركا في العديد من العلوم، فكان فقيها ومؤرخا ونحويا بارعا…

هو أحمد بن محمد بن المهدي بن العباس بن صابر البوعزاوي: فقيه مالكي من العلماء، نسبته إلى (بوعزه) في المغرب[1]، كان قبيله يعرفون بأولاد ابن صابر…

وكانت ولادته عام أحد وسبعين ومائتين وألف[2].

أوليته من بيت أولاد ابن العباس بفاس، بيت ثروة ووجاهة، ونباهة، وكانوا يعرفون قبل بأولاد ابن صابر، وهو الأب العاشر للمترجم، ثم اشتهروا أخيرا بأولاد ابن العباس ونسبهم، يرجع إلى الولي الصالح الكبير الشأن الشيخ أبي يعزى يلنور رضي الله عنه ونفعنا به، ونسبه من دكالة، ومن هسكورة، على خلاف في ذلك وكلاهما من البربر[3].

شيخنا العلامة المشارك المطلع الفقيه المحرر النحرير المفتي، كان قليل التدريس لضيق في عباراته، المعتني بالعلم مند صباه وواظب عليه، وكتب بخطه الحسن الدقيق عدة أسفار، فلا تجد تأليفا صغير الجرم للمغاربة إلا نسخه بخطه واقتناه لنفسه، حتى جمع من ذلك خزانة لا يستهان بها من اقتنائه للكتب، ومن الأسف أنها تفرقت بعد موته وضاعت ولم تعرف قيمتها[4].

وقال عبد الكبير الفاسي في كتابه المسمى رياض الجنة: كان رحمه الله عالما مشاركا في كثير من العلوم، فقيها نحويا ومؤرخا جماعا للدواوين والمؤلفات الخطية الغريبة، حتى حصل باجتهاده وسعيه في تحصيلها على خزانة كانت عديمة النظير في وقته، لما اشتملت عليه من خطوط العلماء، إلا أنها تفرقت أيادي سبا بعد موته، وبيعت في كافة مدن المغرب، وكان كثير التقييد سريع الكتابة، لا يترك شاذة ولا فاذة علمية أو تاريخية إلا كتبها حتى تجمع له من ذلك نحو 10 أجزاء ضخام[5].

وقد  أخذ رحمه الله عن عدة أشياخ وأجازه البعض أذكر منهم:

أبو عبد الله محمد المأمون الكتاني وسميه ابن الطاهر المعروف بابن الهاشمي، وأبو العباس كلا وسميه ابن الحاج، وابن سودة والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي وسميه ابن أحمد الصنهاجي الوزير وسميه الزين الفلالي، وابن عبد الواحد ابن سودة، وأبو عبد الله جنون، وأبو محمد عبد الله البكراوي، وأبو مروان عبد الملك العلوي، وأبو الفضل جعفر الكتاني، وأبو زيد عبد الرحمن الشرفي/ الوزير محمد صالح التادلي، وأبو عبد الله محمد المدني بن علي بن جلون وهو عمدته، وجماعة وافرة، وأجازه عامة الجد أبو المواهب عبد الكبير الفاسي، ومحمد بن أحمد بناني المراكشي…وأجازه غير من ذكرنا[6].

ألف هذا الفقيه الجليل تآليف عدة منها: مجموع فتاوي جمع فيها أجوبته وأجوبة بعض من عاصره من أهل الإفتاء، تقع في نحو ثمانية أسفار، وحاشية على المصباح، واختصار البذور الضاوية إلى غيرها من التآليف… [7].

توفي – رحمه الله- صبيحة يوم الأربعاء عاشر حجة متم عام سبعة بموحدة وثلاثين وثلامائة وألف، ودفن داخل روضة الشيخ محمد – فتحا- ابن عباد بكدية البراطيل داخل باب الفتوح بفاس [8].

[1] – الأعلام للزركلي (1/249) الطبعة الخامسة عشر 2002م/ دار العلم للملايين.

[2] – سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال ص 18 الطبعة الأولى 1417هـ – 1997م ، دار الغرب الاسلامي.

[3] – معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة لعبد الكبير الفاسي ص 88 الطبعة الأولى 2003م، دار الكتب العلمية / بيروت لبنان.

[4] – نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر (1/198) الطبعة الأولى 1427م-2006م دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع.

[5] – معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة لعبد الكبير الفاسي ص 88 الطبعة الأولى 2003م، دار الكتب العلمية / بيروت لبنان.

[6] – معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة لعبد الكبير الفاسي ص 90 الطبعة الأولى 2003م، دار الكتب العلمية / بيروت لبنان.

[7] – سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال ص 18 الطبعة الأولى 1417هـ – 1997م ، دار الغرب الاسلامي.

[8] – سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال ص 18 الطبعة الأولى 1417هـ – 1997م ، دار الغرب الاسلامي.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق