مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

أبو العباس أحمد بن الجيلاني الأمغاري الحسني. (ت: 1352 هـ)

إعداد: دة أسماء المصمودي

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل:


    أحمد بن الجيلالي بن الحنفي الأمغاري الحسني، ذكره صاحب الدرر البهية عند كلامه على أولاد عبد الله ابن المولى إدريس بن إدريس باني فاس بأنه من الشرفاء الأمغاريين، وقد ذكره بطرة الكتاب.

   شيخ فقهاء الوقت الأعلام، مشهور العلم والنزاهة، فيلسوف الفقهاء، وفقيه المتصوفين ولسان المناطقة والمتكلمين، ثاقب الفهم، واضح الفكر، مشارك في الفنون، متفرد في علم النحو والفقه والكلام وغيرها، تولى عضوية الشورى، فكان مثال النزاهة، ظاهر الدليل، ثم انتخب عضوا ثانيا في المجلس العلمي بالقرويين، ثم شغل مركز رئيس بها، وقد كان حقيقا به؛ إذ هو من أجل الشيوخ فضلا، وأكثرهم نفعا، وللمكارم جمعا.

   قرأ العلم على الشيخ محمد بن المدني جنون الكبير وأخذ عنه وظيفته، والشيخ الطالب بن سودة، والشيخ عبد السلام بن الطايع بوغالب الحسني، والشيخ أحمد بناني كلا، والشيخ محمد بن التهامي الوزاني، والشيخ محمد فتحا بن عبد الرحمان العلوي الحسني، والشيخ عبد الله بن ادريس البدراوي الحسني، والشيخ أحمد بن الطالب بن سودة، إلى غيرهم من فحول العلماء. وأخذ التصوف عن الشيخ الجليل محمد بن عبد السلام بن عبود نزيل مدينة سلا. وقد كان له ولع كبير بالتدريس فظل يزاوله حتى قربت وفاته.  تخرج على يده فحول من الطلبة حتى كاد أن يكون شيخ الجماعة في آخر عمره، وكان في أول أمره استغرقت ذمته بعض أموال الناس فدخل من أجلها إلى المولى إدريس بفاس محترما من أجل أدائها أكثر من سبع سنين فكان فيها لا يفتر على التدريس. ولما بسطت الحماية يدها على المغرب عين نائبا لرئيس المجلس العلمي بفاس حين أسس المجلس  بكلية القرويين حوالي عام 1332هـ ، وكان الرئيس آنذاك هو الشيخ أحمد بن محمد ابن الخياط، وبقي صاحب الترجمة نائبا عنه إلى وفاته، ثم تولى الرئاسة بعده وبقي إلى أن توفي.

   يقول فيه الحجوي: لا أدري كيف أقول في تعريفه وهو العلم وفضله أظهر من أن يطويه القلم؛ إذ هو شيخ فقهاء الوقت الأعلام، والمحقق الضرغام، فارس معقول ومنقول، وأحد النظار الفحول، شهير في كل مصر، وبصير بحال أهل العصر، مشهور العلم والنزاهة والكياسة والنباهة، فيلسوف الفقهاء، وشيخ النبلاء، وفقيه المتصوفين، وبقية العاملين والصالحين المتصفين المنصفين، ولسان المناطقة والمتكلمين، ثاقب الفهم، واسع الفكر بادي البشر، مشارك في الفنون محققها والمعقول والتصوف أغلب عليه ولا سيما علم المنطق، فإنه أعرف أهل المغرب به غير مدافع، قرأته عليه مرات، فكان في لسانه كالحديد في يد داود عليه السلام، كما لازمته في النحو والفقه والكلام وغيرها مدة طويلة، وانتفعت به كثيرا.

له بعض المصنفات منها:

ـ تأليف في مسألة العمل بالتلغراف.

ـ جواب في مسألة هل يجوز إعطاء الزكاة للأم أم لا.

ـ جواب حول الجمع في ليلة المطر

ـ تأليف فيمن سافر دون مسافة القصر هل تلزمه الجمعة أم لا.

   كانت وفاته رحمه الله في الساعة العاشرة من يوم الخميس السادس ذي الحجة الحرام عام 1352 هـ وصلي عليه بعد صلاة العصر بجامع القرويين، ودفن بزاوية الشريف الجليل سيدي محمد بن علال الوزاني، داخل قبته بحومة الشرشور.

 

من مصادر ترجتمه:

ـ الفكر السامي، ص. 649 ـ 650

ـ إتحاف المطالع، لابن سودة، ج.2، ص.466

ـ  موسوعة أعلام المغرب، ج.8، ص. 3024 ـ 3025

ـ الدرر البهية والجواهر النبوية، ج.1، ص.160. 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق