أبو اسحاق إبراهيم بن عبد القادر بن إبراهيم الرياحي التونسي
إعداد: دة/أسماء المصمودي
باحثة بمركز دراس بن إسماعيل
إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي، أبو إسحاق: فقيه مالكي من أهل المغرب، ولد في تستور ونشأ بتونس، وولي رئاسة الفتوى فيها. شيخ المالكية بها، إمام جليل، جامع بين التبحر في العلوم والآداب ومكارم الأخلاق، وجمع شتات المعالي، مدرس مؤلف نفاع.
كان صاحب الترجمة رضي الله عنه أولا على الطريقة الشاذلية، و لما قدم للديار التونسية سيدي الحاج علي حرازم رضي الله عنه سنة 1211هـ، اجتمع بصاحب الترجمة و تعرف به و نزل عنده في بيته وقويت الصحبة بينهما، وشاهد منه الكرامات التي لا تحصى، وسمع من مناقب الشيخ المذكور وفضائل طريقته ما لا يقف على حد استقصا، فاشتاقت نفسه للدخول في هذه الطريقة المحمدية فصار يردد ذلك في خاطره مرة بعد أخرى حتى أفصح بالدخول فيها، وكان من أكابر المفتوح عليهم فتقلد حينئذ بوشاحها، وحل أقفال كنوز المعارف، فأخذ الطريقة التجانية ونشرها بتونس وأقام أورادها وأسس لها زاويته المشهورة، واجتمع بالشيخ التجاني وأخذ عنه وبكثير من أفاضل العلماء منهم الشيخ الطيب بن كيران وتباحثا من العلوم الكثير، وحضر درس السلطان في التفسير ودخل سلا وأجازه فقيهها العلامة الشيخ محمد الطاهر المير السلاوي، كما أخذ عن أعلام كالشيخ حمزة الجباس والشيخ الكواش والشيخ حسن الشريف والشيخ محمد المحجوب وأخيه عمرو والشيخ أحمد بوخريص والشيخ الطاهر بن مسعود والشيخ إسماعيل التميمي، وأبناء الطيب وعلي والشيخ المناعي والشيخ البحري والشيخ ابن سلامة والشيخ الطاهر بن عاشور وغيرهم . وغالبهم أجازه إجازة عامة متصلة السند. ثم في سنة 1216هـ زار فاسا في بعثة من لدن باي تونس بطلب إعانة في مسغبة كانت بتونس.
حج حجتين الأولى سنة 1241هـ، أدى بها فرضه والثانية سنة 1253هـ، وفيها اجتمع بأعلام بالإسكندرية ومصر والحرمين الشريفين منهم محدث المدينة المنورة الشيخ محمد عابد ابن الشيخ أحمد بن علي ابن شيخ الإسلام محمد المزاح الألوي السندي المدرس بالحرم النبوي، وأجازه بما حواه ثبته المسمى بحصر الشارد في أسانيد الشيخ عابد، وكذا أجازه مجموعة من العلماء، تصدى لبث العلوم وأجاد وأفاد، وتقدم للفتوى سنة 1248هـ، له تآليف منها:
ـ حاشية على شرح الفاكهي
ـ ديوان خطب منبرية
ـ ديوان شعر في المديح وغيره.
ـ نظم الأجرومية.
ـ رسائل في نوازل وقتية.
ـ شرح لطيف على الخزرجية والنرجسية العنبرية في الصلاة على خير البرية. ـ رسالة في الرد على المنكرين على الطريقة التجانية وغيرها.
قال في حقه العارف بالله سيدي أحمد سكيرج في كتابه كشف الحجاب: و منهم علامة الزمان بالإطلاق و فرد الأوان بلا شقاق خاتمة المحققين و فاتحة أهل اليقين الولي الكامل و الحجة الواصل البركة الأجل ، والغطريف الأفضل أبي اسحاق سيدنا إبراهيم بن عبد القادر الرياحي التونسي رضي الله عنه ، هذا السيد الجليل من أفاضل أصحاب سيدنا رضي الله عنه الذين حصلت لهم العناية الدائمة ونالوا الخلافة بعده في الهداية والإرشاد، والأخذ بيد العباد أخذ الوالد الشفيق بيد أعز الأولاد، وقد ترجم له في البغية عند قول المنية في تعداد بعض العلماء الجلة الذين حصل لهم الفتح على يد سيدنا رضي الله عنه فقال: أما رابعهم فهو شيخ الإسلام و قدوة الأنام، حامل لواء العلم والعرفان المخصوص حيا وميتا برحمة الصريخ وإغاثة اللهفان، ناصر هذه الطريقة الأحمدية وحامي ذمارها ومطلع شموسها وأقمارها الشيخ أبو إسحاق سيدنا إبراهيم الرياحي التونسي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا بمحبته ورضاه، كافية عن التعرض لتفصيل مجمل ذلك في هذه الأوراق وحسب مثلي عند ذكر مآثره الإطراق هيبة لجلالة ذلك المقام و أن يكون قصارى أمره في ذلك العي و الإفحام.
ولد سنة 1180هـ وتوفي في رمضان سنة 1266هـ ببلده عن ست وتمانين سنة، وحضر جنازته الأمير والمأمور والخاصة والجمهور ودفن بزاويته المذكورة.
من مصادر ترجتمه:
ـ شجرة النور الزكية، ج.1، ص ص. 554 ـ 555
ـ الفكر السامي، ص. 630
ـ فهرس الفهارس، ج.1، ص. 437ـ 439
ـ الأعلام للزركلي، ج. 1، ص. 48.
ـ كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، ص. 132.