مظاهر وآثار الشح والبخل
والبخل لا يقتصر على المال فقط بل يمكن أن يتخذ أشكالاً متنوعة، قال ابن حجر: (فالمراد إلقاؤه في قلوب الناس على اختلاف أحوالهم، حتى يبخل العالم بعلمه فيترك التعليم والفتوى، ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره، ويبخل الغني بماله حتى يهلك الفقير، وليس المراد وجود أصل الشح لأنه لم يزل موجودًا)[27].
عدم رد السلام على الناس احتراماً وتأدباً معهم، وهذا حق من حقوقهم وجب رده، والتقصير في ذلك يعتبر بخلا في حقهم، فعن عبد الله بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ فِي الدُّعَاءِ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ)[28].
عدم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر اسمه، فعن حسين بن عليّ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البخيل من ذُكِرْتُ عنده ثمّ لم يُصَلِّ عليَّ) [29].
حرمان المساكين والفقراء من حقهم في الزكاة والصدقة: فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ رَجُلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُطَوَّقَهُ فِي عُنُقِهِ)، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [سورة آل عمران، الآية: 180][30].
وعن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ يَأْتِي رَحِمَهُ، فَيَسْأَلُهُ فَضْلًا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ إِلَّا أُخْرِجَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ جَهَنَّمَ حَيَّةٌ يُقَالُ لَهَا شُجَاعٌ يَتَلَمَّظُ فَيُطَوَّقُ بِهِ)[31].
مخالفة أوامر الله جلت قدرته بترك الانفاق في سبيله، قال جلت قدرته: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [سورة محمد، الآية: 38].
عدم الاهتمام بمصالح الناس والتخلي عن قضاء حوائجهم، والغفلة عن فضل ذلك، قال الإمام الشافعي:
وأدّ زكـــــــــاة الجـــــــــاه واعلــــــــم بــــــأنّها كمثل زكــــــــاة المــــــــال تمّ نصــــابتها
وأحســـــــــــــن إلى الأحرار تملك رقـابـــــــهم فخير تجــــــارات الكـــــــرام اكتــــســابها
ومن يــــــــذق الدنيــــــا فإني طعــــمـــــــــتها وسيــــق إلينـــــــا عذبهــــــا وعــــذابــــها
فلــــــــم أرهـــــــــــا الا غـــــــرورا وبــــــاطلا كما لاح في ظهر الفـــــلاة ســــــرابها[32].
حرمان النفس من الأجر والتواب العظيم الذي أعده الله جلت قدرته للمتصدقين والمتصدقات: قال جلت قدرته: (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) [سورة محمد، الآية: 38]. قال سلمانُ الفارِسيُّ: (إذا ماتَ السَّخِيُّ، قالتِ الأرضُ والحَفَظَةُ: رَبِّ تَجاوَزْ عن عَبْدِكَ في الدُّنيا بِسَخائِه، وإذا ماتَ البَخِيلُ قالت: اللَّهُمَّ احْجُبْ هذا العَبْدَ عن الجَنَّة، كما حَجَبَ عِبادَك عَمَّا جَعَلْتَ في يَدَيه مِنَ الدُّنيا) [33].
البخيل ينفر منه الناس لشدة بخله واهتمامه فقط بمصالحه دون مراعات مصالح المحتاجين فيحرم من درجة الإيمان، فعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ أَوَ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)[34]، وقال بِشْرُ الحَافِي: (النَّظَرُ إِلَى البَخِيلِ يُقَسِّي القَلْبَ، وَلِقَاءُ البُخَلَاءِ كَرْبٌ عَلَى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) [35].
والشح سبب في قطع صلة الرحم، وهجرانهم، والإعراض عن زيارتهم، وعدم مواساتهم في أفراحهم وأحزانهم، قال الماوَرْديُّ: (الحِرصُ والشُّحُّ أصلٌ لكُلِّ ذَمٍّ، وسببٌ لكُلِّ لؤمٍ؛ لأنَّ الشُّحَّ يمنَعُ من أداءِ الحُقوقِ، ويبعَثُ على القطيعةِ والعُقوقِ)[36].
الحكم الشرعي للبخل
يقول ابن تيمية: (وَالْبخل جنس تَحْتَهُ أنواع كَبَائِر وَغير كَبَائِر)، واستدل بقوله تعالى: (وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله هُوَ خيرا لَهُم بل هُوَ شَرّ لَهُم سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة) [سُورَة آل عمرَان، الآية: 180] [37].
قال ابن تيمية: (إن البخل من الكبائر وهو منع الواجبات: من الزكاة وصلة الرحم، وقرى الضيف، وترك الإعطاء في النوائب، وترك الإنفاق في سبيل الله. وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات والتولي يوم الزحف، والسحر، وأكل الربا كل ذلك من الكبائر)[38].
قال الإمام الشَّافِعِي رحمه الله، في تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [سورة التوبة، الآية: 53]، وقال عز ذكره: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [سورة آل عمران، الآية: 180]. قال الشَّافِعِي رحمه الله: فأبان الله -عزَّ وجلَّ- في هاتين الآيتين فرض الزكاة؛ لأنه إنما عاقب على منع ما أوجب، وأبان أن في الذهب والفضة الزكاة)[39].
وأشد درجات البخل كما قال ابن قدامة المقدسي: (أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة، فكم من بخيل يمسك المال، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهي الشهوة فيمنعه منها البخل. فكم بين من يبخل على نفسه مع الحاجة، وبين ما يؤثر على نفسه مع الحاجة، فالأخلاق عطايا يضعها الله عز وجل حيث يشاء) [40].
سخاوة النبي صلى الله عليه وسلم وجوده وكرمه
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي بيت الجود الكرم الذي عُرف به النّبي صلّى الله عليه وسلم باعتباره النموذج الأمثل في حسن الخلق والتجرد من ملذات الدنيا ونعيمها الزائل. وقبل الوقوف عند الأحاديث التي تبين سخاوة النبي صلى الله عليه وسلم وجوده وكرمه لابد من تعرف السخاء وبيان مفهومه ومقصوده، قال الحافظ ابن حجر: (والسخاء بمعنى الجود، وهو بذل ما يقتنى بغير عوض، وضده البخل، وهو منع ما يطلب مما يقتنى، وشره ما كان طالبه مستحقا، ولا سيما إن كان من غير مال المسئول)[41].
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: (كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ..) [42].
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: (ما رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْوَدَ وَلَا أَنْجَدَ وَلَا أَشْجَعَ وَلَا أَرْضَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) [43].
وقال أنس رضي الله عنه: (مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ. قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ. فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا. فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عطاء لا يخشى الفاقة) [44].
وقال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيِّب، أنّ صفوان، قال: (والله! لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي، وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ. فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ الناس إلي)[45].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتصدق بما لديه وإن طلبه محتاج بشيء أعطاه كل ما يحتاجه، فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه: (أَنَّهُ بَيْنَمَا يَسِيرُ هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ النَّاسُ، مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ:( أَعْطُونِي رِدَائِي، لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَماً لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا، وَلَا كَذُوبًا، وَلَا جَبَاناً) [46].
وعن حكيم بن حِزام رضي الله عنه قال: (سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: هَذَا الْمَالُ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي: يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى) [47].
وعرف النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة جوده ورحمته بالمحتاجين والمساكين والنفقة عليهم فعن ابن الْمُنْكَدِر، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ: لَا) [48].
في بيان الدواء الذي يطهر القلب من الشح والبخل
من بين الوسائل الناجعة والمسعفة في طهارة القلوب من الشح والبخل، والتي تناولها بالذكر الكثير من علماء التربية الصوفية، منها صحبة الشيخ المربي، وذلك بعد التوبة والعزم على بداية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، باعتبار أنّ الشيخ المربي هو الذي يأخذ بيد السالك يشخص له الداء ويصف له الدواء الذي سيخرجه من سجن الهوى ويدخل به إلى حضرة المولى طاهراً نقياً صفياً من كل الآفات المهلكة التي تحجُب القلوب عن معرفة الله تعالى. ونستعرض في هذا المضمار أبرز ما ذكره العلماء في بيان الدواء الذي يطهر القلب من الشح والبخل، ومن ذلك قول الإمام أبي حامد الغزالي: (وإنما علاج كل علة بمضادة سببها فتعالج حب الشهوات بالقناعة باليسير وبالصبر، وتعالج طول الأمل بكتره ذكر الموت والنظر في موت الأقران وطول تعبهم في جمع المال وضياعه بعدهم وتعالج التفات القلب إلى الولد بأن خالقه خلق معه رزقه، وكم من ولد ولم يرث من أبيه مالاً وحاله أحسن ممن ورث وبان يعلم أنه يجمع المال لولده يريد أن يترك ولده بخير، وينقلب هو إلى شر وأن ولده إن كام تقيا صالحا فالله كافيه، وإن كان فاسقاً فيستعين بماله على المعصية وترجع مظلمته إليه (....)، ويعالج أيضاً قلبه بكثرة التأمل في الأخبار الواردة في ذمِّ البخل، ومدح السخاء وما توعد الله به على البخل من العقاب العظيم) [49].
ومن الأدوية النافعة يضيف الإمام الغزالي رحمه الله: (كثرة التأمل في أحوال البخلاء، ونفرة الطبع عنهم، واستقباحه لهم، والتفكر في مقاصد المال، وأنه لماذا خلق؟. وما هو ثواب إنفاقه في سبيل الله ومرضاته؟. فإذا عرف الإنسان هذا، وعرف أنّ البذل خير له من الإمساك في الدنيا والآخرة، هاجت رغبته في البذل إن كان عاقلاً. فإن هاجت شهوة الإمساك، قمعها برؤية ثمرة الإنفاق وثوابه، وحسن عاقبته)[50].
ويضيف الإمام الغزالي كذلك: (أنّ البخيل يعالج أيضاً قلبه بأن يتفكر في مقاصد المال وأنّه لماذا خلق ولا يحفظ من المال إلا بقدر حاجته إليه، والباقي يدّخره لنفسه في الآخرة بأن يحصل له ثواب بذله فهذه الأدوية من جهة المعرفة والعلم فإذا عرف بنور البصيرة أن البذل خير له من الإمساك في الدنيا والآخرة هاجت رغبته في البدل وإن كان عاقلاً فإن تحرّكت الشهوة فينبغي أن يجيب الخاطر الأول ولا يتوقف فإن الشيطان يعده الفقر ويخوفه ويصده عنه) [51].
قال الصنعاني: (واعلم أن البخل داءٌ له دواء، وما أنزل الله من داءٍ إلاّ وله دواء وداء البخل سببه أمران:
الأولُ: حبُّ الشهواتِ التي لا يُتَوصَّلُ إليها إلَّا بالمالِ وطولِ الأملِ.
والثاني: حبُّ ذاتِ المالِ والشغفُ بهِ وببقائِه لديْهِ.
وعلاجُ الشهواتِ القناعةُ باليسيرِ، وبالصبرِ، وعلاجُ حب المال وطولِ الأمل الإكثارُ منْ ذكرِ الموتِ، وذكرِ موتِ الأقرانِ، والنظر في طولِ تعبهم في جَمْعِ المالِ، ثمَّ ضياعِه بعدَهم، وعدمَ نفعِه لهم. وقدْ يشحُّ بالمالِ شفقةً على مَنْ بعدَه منَ الأولادِ، وعلاجُه أنْ يعلمَ أن اللَّهَ هوَ الذي خلقَهم فهو يرزقُهم، وينظرُ في نفسِه فإنهُ ربَّما لم يخلِّفْ لهُ أبوهُ فَلْسًا، ثمَّ ينظرُ ما أعدَّه اللَّهُ تعالى لمنْ تركَ الشحَّ وبذلَ ماله في مرضاةِ اللَّهِ تعالى، وينظرُ في آياتِ القرآنِ المجيد الحاثَّةِ على الجودِ المانعةِ عن البخلِ، ثمَّ ينظرُ في عواقبِ البخلِ في الدنيا، فإنهُ لا بدَّ لجامعِ المال، منْ آفاتٍ تُخْرجُهُ على رُغْمِ أنفهِ وذل أمره) [52].
وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: واعلم: أن علاج كل علة بمضادة سببها، فيعالج حب الشهوات بالقناعة والصبر، وطول الأمل بكثرة ذكر الموت، ويعالج التفات القلب إلى الولد، بأن من خلقه معه رزقه، وكم ممن لم يرث شيئا أحسن حالاً ممن ورث، فليحذر أن يترك لولده الخير، ويقدم على الله بشر، فإن ولده إن كان صالحا فالله يتولاه، وإن فاسقاً فلا يترك ما يستعين به على المعاصي، وليردد على سمعه ما ذكرناه في ذم البخل ومدح السخاء)[53].
ويضف ابن قدامة المقدسي: (أنه إذا كثرت المحبوبات في الدنيا، كثرت المصائب بفقدها، فمن عرف آفة المال لم يأنس به، ومن لم يأخذ منه إلا قدر حاجته، وأمسك ذلك لحاجته فليس ببخيل، والله أعلم)[54].
وبعد الإكثار ذكر الله الذي ينور القلب وخاصة الذكر المأذون المأخوذ عن الشيخ العارف الله الخبير بعيوب النفس وتلوناتها سيحس السالك لطريق أهل التصوف بمجموعة من الواردات الربانية التي ستساعده على التخلص من كل الآفات القلبية، خاصة آفة البخل والشح، وسيتيقن بعد ذلك من أنّ الصدقة والإنفاق في سبيل الله مفتاح لكل أبواب الخيرات، وسبب لتزكية القلوب، والنفقة تخرج حب المال من القلب، قال ابن القيم: (فالفقير الآخذ لصدقتك يستخرج منك داء البخل، كالحجام يستخرج منك الدم المهلك)[55].
وسيذرك السالك لطريق أهل التصوف أنّ النفقة تضاعف الأرزاق وتحفظ صاحبها من كل الكرب والآفات. كما أنه سيتخلص من وسواس الشيطان الذي يعد بالفقر ويأمر بالفحشاء، وأنه عندما ينفق ماله سيقع في الفقر والحاجة، قال جلّت قدرته: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَامُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، الآية: 268].
---------------------
- شعب الإيمان، للبيهقي، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: د: عبد العلي عبد الحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند، الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة: الأولى، 1423هـ - 2003م، الجود والسخاء، ج: 13، ص: 292.
- صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، ثم صورته دار إحياء التراث العربي ببيروت، عام النشر: 1374 هـ - 1955م، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، ج: 4، ص: 996 رقم الحديث: 2578.
- شعب الإيمان، للبيهقي، الجود والسخاء، ج: 13، ص: 323.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، لعبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى 1420هـ -2000م، آل عمران 170، ص: 158.
- مساوئ الأخلاق ومدمومها، لأبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر الخرائطي السامري، حققه وخرج نصوصه وعلق عليه: مصطفى بن أبو النصر الشلبي، الناشر: مكتبة السوادي للتوزيع، جدة، الطبعة: الأولى، 1414هـ - 1993مـ، باب ما جاء في ذم البخل، والكراهة له، ص: 169.
- غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب، لشمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي، الناشر: مؤسسة قرطبة – مصر، الطبعة: الثانية، 1414هـ -1993م، مطلب: في بيان الفرق بين الشح والبخل، ج: 2، ص: 427.
- صحيح البخاري، المحقق: د. مصطفى ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، دار اليمامة – دمشق، الطبعة: الخامسة، 1414هـ - 1993م، كتاب الدعوات، باب: التعوذ من فتنة الدنيا، ج: 5، ص: 347 رقم الحديث: 6027.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: أحمد محمد شاكر، الناشر: دار الحديث – القاهرة، الطبعة: الأولى، 1416 هـ - 1995م، ابتداء مسند أبي هريرة، ج: 7، ص: 276 رقم الحديث: 7473.
- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الناشر: دار العلم للملايين – بيروت، الطبعة: الرابعة 1407هـ - 1987م، فصل الباء [بحظل]، ج: 4، ص: 532.
- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، لأحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس، الناشر: المكتبة العلمية – بيروت، (ط/ت)، [الباء مع الخاء وما يثلثهما] (ب خ ل)، ج: 21، ص: 37.
- المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهانى، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، الناشر: دار القلم، الدار الشامية - دمشق بيروت، الطبعة: الأولى - 1413هـ، كتاب الباء بخل، ص: 109.
- معجم اللغة العربية المعاصرة، الدكتور أحمد مختار عبد الحميد عمر، بمساعدة فريق عمل، الناشر: عالم الكتب، الطبعة: الأولى، 1429هـ - 2008م، (ب خ ل)، ج: 1، ص: 166.
- عمدة القاري شرح صحيح البخاري، لبدر الدين العينى، عنيت بنشره وتصحيحه والتعليق عليه: شركة من العلماء بمساعدة إدارة الطباعة المنيرية، لصاحبها ومديرها محمد منير عبده أغا الدمشقي، وصوَّرتها دور أخرى: مثل (دار إحياء التراث العربي، ودار الفكر) – بيروت، (ط/ت)، ج: 22، ص: 118 رقم الحديث، 15661.
- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، لأحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، [الباء مع الخاء وما يثلثهما] (ب خ ل)، ج: 1، ص: 37.
- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي، تحقيق: الدكتور أحمد محمد الخراط، الناشر: دار القلم، دمشق، (ط/ت)، ج: 4، ص: 111.
- شرح سنن النسائي، المسمى: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، المؤلف: محمد بن علي بن آدم بن موسى الإثيوبي الوَلَّوِي، الناشر: دار المعراج الدولية للنشر (جـ 1 - 5)، دار آل بروم للنشر والتوزيع (جـ 6 – 40) الطبعة: الأولى، 1416 - 1424 هـ، كتاب الجهاد، فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، ج: 26، ص: 141.
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1492هـ، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر، ج: 16، ص: 122.
- تفسير الطبري- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع: مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر - د عبد السند حسن يمامة، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان - القاهرة، مصر، الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001م، القول في تفسير السورة التي يذكر فيها النساء، ذكر من قال ذلك، ج: 7، ص: 564.
- المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهانى، كتاب الشين، شجر، ص: 446.
- غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب، لشمس الدين، السفاريني الحنبلي، مطلب: في بيان الفرق بين الشح والبخل، ج: 2، ص: 427.
- صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب: قول الله تعالى: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)، ج: 2، ص: 522 رقم الحديث: 1374.
- صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وبتبشير المنفق بالخلف، ج: 2، ص: 590. رقم الحديث: 993.
- الأدب المفرد، لمحمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: المطبعة السلفية ومكتبتها – القاهرة، الطبعة: الثانية 1379هـ، باب الشح ص: 106.
- سنن أبي داود، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - محمد كامل قره بللي، الناشر: دار الرسالة العالمية، الطبعة: الأولى، 1430هـ - 2009م، كتاب الجهاد باب في الجرأة والجبن، ج: 4، ص: 165. رقم الحديث: 2511.
- المعجم الأوسط، للطبراني، تحقيق: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد - أبو الفضل عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر: دار الحرمين – القاهرة، عام النشر: 1415 هـ - 1995م، باب الميم من اسمه: محمد، ج: 5، ص: 328.
- صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب: مثل المتصدق والبخيل، ج: 2، ص: 523 رقم الحديث: 1375.
- البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج، لمحمد بن علي بن آدم بن موسى الإتيوبي الولوي، الناشر: دار ابن الجوزي – الرياض، الطبعة: الأولى، 1426 - 1436هـ، باب رفع العلم، وقبضه، وظهور الجهل، والفتن في آخر الزمان، ج: 41، ص: 539.
- الدعاء للطبراني، المحقق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1413هـ. باب ما جاء في العجز في الدعاء، ص: 39 رقم الحديث: 61.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسند أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين، حديث الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما، ج: 3، ص: 258.
- السنن الكبرى، للبيهقي، المحقق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2004م، كتاب الزكاة باب ما ورد من الوعيد فيمن كنز مال زكاة ولم يؤد زكاته، ج: 4، ص: 137. رقم الحديث: 7224.
- المعجم الكبير، أبو القاسم الطبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، دار الناشر: دار الصميعي، الرياض، الطبعة الأولى، 1415 هـ - 1994م، باب الجيم، داود بن أبي هند عن، الشعبي، ج: 2، ص: 322. رقم الحديث: 2343.
- بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، لمجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، تحقيق: محمد علي النجار، الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1416هـ-1996م، الباب الثاني عشر - في الكلمات المفتتحة بحرف الزاي، بصيرة في الزكاة، ج: 3، ص: 134.
- مختصر منهاج القاصدين، لا بن قدامة المقدسي، قدم له: الأستاذ محمد أحمد دهمان، الناشر: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، دمشق، عام النشر: 1398هـ- 1978م، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، فصل في البخل وذمه، ص: 204.
- صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير، ج: 1، ص: 67 رقم الحديث: 45.
- شعب الإيمان، للبيهقي، المحقق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2000م، الجود والسخاء، ج: 7، ص: 442.
- أدب الدنيا والدين، للماوردي، الناشر: دار مكتبة الحياة، الطبعة: بدون طبعة، تاريخ النشر: 1986م، الباب الرابع أدب الدنيا فصل في البر، ص: 224.
- الاستقامة، لابن تيمية، المحقق: د. محمد رشاد سالم، الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة: الأولى، 1403 هـ -1983م، فصل في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ج: 2، ص: 266.
- المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، لا بن تيمية، جمعه ورتبه وطبعه على نفقته: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الطبعة: الأولى، 1418هـ، فصل الاعتقاد، عقيدة أهل السنة في أهل الكبائر، مخالفة أهل البدع. الجمع بين نصوص الوعد والوعيد، أمثلة وتعاريف، ج: 1، ص: 125.
- تفسير الإمام الشافعي، جمع وتحقيق ودراسة: د. أحمد بن مصطفى الفرَّان (رسالة دكتوراه)، الناشر: دار التدمرية - المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: 1427 - 2006م، ج: 2، ص: 924.
- مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة المقدسي، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، فصل في فضل الإيثار وبيانه، ص: 205.
41 . فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وتصحيح تجاربه: محب الدين الخطيب، الناشر: المكتبة السلفية – مصر، الطبعة: الأولى، 1380 - 1390هـ، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، ج: 10، ص: 457.
42 . صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب: حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل، ج: 5، ص: 244. رقم الحديث: 5686.
- أخلاق النبي وآدابه، للشيخ الأصبهاني، المحقق: صالح بن محمد الونيان، الناشر: دار المسلم للنشر والتوزيع، الطبعة: الأولى، 1998م، ج: 1، ص: 276 رقم الحديث: 86.
- صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا وكثرة عطائه، ج: 4، ص: 306. رقم الحديث: 2312.
- صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا وكثرة عطائه، ج: 4، ص: 306. رقم الحديث: 2312.
- صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب: الشجاعة في الحرب والجبن، ج: 3، ص: 138، رقم الحديث: 2666.
- صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب: قول النبي ﷺ: هذا المال خضرة حلوة، ج: 5، ص: 365. رقم الحديث: 6076.
- صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب: حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل، ج: 5، ص: 244 رقم الحديث: 5687.
- إحياء علوم الدين، للإمام أبو حامد الغزالي، ربع المهلكات، كتاب ذم البخل وذم حب المال، ج: 3، ص: 162.
- إحياء علوم الدين، للإمام أبو حامد الغزالي، ربع المهلكات، كتاب ذم البخل وذم حب المال، ج: 3، ص: 162.
- إحياء علوم الدين، للإمام أبو حامد الغزالي، ربع المهلكات، كتاب ذم البخل وذم حب المال، ج: 3، ص: 162.
- سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام، للصنعاني، حققه وخرج أحاديثه وضبط نصه: محمد صبحي حسن حلاق، الناشر: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع – السعودية، الطبعة: الثالثة، الباب الرابع، باب الترهيب من مساوئ الأخلاق التحذير من الشح، ج: 8، ص: 217.
- مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة المقدسي، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، فصل في حد البخل والسخاء، ص: 207.
- مختصر منهاج القاصدين، لا بن قدامة المقدسي، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، فصل في حد البخل والسخاء، ص: 207.
55. عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، لابن قيم الجوزية، تحقيق: إسماعيل بن غازي مرحبا، راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران، الناشر: دار عطاءات العلم الرياض، الطبعة: الرابعة، 1440 هـ-2019م، الباب العشرون: في بيان تنازع الناس في الأفضل من الصبر والشكر، ص: 116.