الرابطة المحمدية للعلماء

آفاق البحث في التراث الحديثي بالمغرب1

في سياق النشاط العلمي الموازي لبرنامج التكوين بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، ألقى الدكتور عبد اللطيف الجيلاني رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء، محاضرة علمية تحت عنوان: "آفاق البحث في التراث الحديثي بالمغرب"، وذلك يوم الأربعاء 30 أبريل 2008 بقاعة المحاضرات بالمؤسسة
 
استهل الدكتور الجيلاني محاضرته بإبراز أهمية دراسة علم الحديث النبوي، ثم ساق أدلة من القرآن والسنة وآثار السلف رضوان الله عليهم بَيّن من خلالها شرف أهل الحديث، وما امتازوا به عن غيرهم من الناس، والمكانة التي حظي بها هذا العلم في قلوبهم رغم صعوبة مسالكه، وصلافة نَهجه، وتشعب أنواعه وفروعه؛ حتى أُثِر عن بعضهم ـ وهو الإمام عبد الرحمن بن مهدي ـ أنه كان يقول: «الناس أحوج للحديث من الأكل والشرب».

وفي نفس السياق أكد الجيلاني ضرورة انقطاع المتخصصين في هذا الفن وتفرغهم التام، مع المشاركة في باقي الفنون، وأشار إلى الأمور التي جعلت المحدثين يَظْهرون على من سواهم وينبغون في تخصصهم وخصّ منها: «ربط العلم بالعمل».



والتفت بعد ذلك إلى واقع الدراسات المعاصرة في السنة النبوية مُبرزاً دور الثورة الطِّبَاعية التي شهدها العالم في إخراج كمّ هائل من مصادر السنة النبوية إلى الوجود، مما ساعد الباحثين والدارسين في هذا المجال على إصدار دراسات علمية في جميع فروع وأنواع هذا الفن، مُبيّنا أن هذه الأعمال انبثقت عن جهود فردية وجماعية كبيرة، وأن اهتمام المعاصرين بدراسة مناهج المحدثين والتركيز على هذا النوع هام جدا؛ً لأن أساس العلم الصحيح هو المنهج الصحيح .

كما دعا الجيلاني إلى ضرورة ربط علوم السنة النبوية بالعلوم الأخرى، إذ إن كثيراً من المفسرين والفقهاء والأدباء كانت لهم عناية بالحديث؛ بل منهم من كان محدثا، فالاعتناء بمثل هذه الأعمال ودراستها يحتاج إلى نَفَس حديثي لِيَجِد الباحث فيها بُغيته.

أما بخصوص التراث الحديثي بالمغرب، فأكد الدكتور الجيلاني ضرورة معرفة المراكز والمكتبات التي تضم هذا التراث، والبحث والتنقيب والتقميش عنه في كتب فهارس المخطوطات، وسؤال أهل التخصص في ذلك، وأشار إلى أن بلادنا تضم كنزاً كبيراً من هذا النوع يلزمنا الاعتناء به، وتحقيقه وإخراجه إلى الوجود، وبيّن أن من الأعمال المحققة المنشورة الكثير يحتاج إلى إعادة تحقيق وحُسن إخراج من قِبل المُختَصين.

وختم الباحث محاضرته بمقترحات أكدت على دعوة أهل التخصصات الأخرى إلى المشاركة في علم الحديث من جهة، وضرورة اشتغال المتخصصين في علم الحديث النبوي ومشاركتهم في باقي العلوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق