الرابطة المحمدية للعلماء

احتفاء عالمي بالتراث الفكري والحضاري المغربي

كلاوديا ماريا تريسو: رسالة ابن بطوطة الإنسانية “التعارف هو السبيل إلى الاحترام المتبادل”

فازت الدكتورة الإيطالية كلاوديا ماريا تريسو أستاذة اللغة العربية
بجامعة تورين بإيطاليا عن ترجمتها لرحلة ابن
بطوطة الطنجي”تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” إلى اللغة
الإيطالية، كما فاز الدكتور المغربي عبد السلام الشدادي، أستاذ التاريخ الإسلامي
بجامعة محمد الخامس بالرباط عن ترجمته لمقدمة ابن خلدون إلى اللغة الفرنسية. وذلك
في إطار الدورة الأولى لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز
العالمية للترجمة. وبذلك يتأكد عمق الإسهام العلمي والحضاري للمغرب المسلم عبر
تاريخه المطبوع بالانفتاح على القيم الكونية من خلال رموز شامخة  كابن رشد وابن خلدون وابن حزم وابن بطوطة..

وهو ما
عبرت عنه كلاوديا ماريا تريسو بتأكيدها أن ابن بطوطة “ما زال ينقل للعالم
رسالته الإنسانية وعنوانها: التعارف هو السبيل إلى الاحترام المتبادل”، من
خلال سعيه المتواصل للبحث عن المشترك الإنساني. وهو ما جعلها تراهن على أن تسهم من
خلال ترجمتها لهذه الرحلة على تعزيز قيم السلام والتسامح والاحترام المتبادل.. مؤكدة
أن الخطوة
الأولية للسلام هي المعرفة..

وفي هذا
السياق أشادت الباحثة بمساهمة ابن بطوطة في رسم ملامح الحياة اليوميّة في أبعادها
الاجتماعية الغنية، مبرزة أن قيمتها الاستثنائية تنبع من كونها بخلاف الكتابة
التاريخية السائدة “تروي تفاصيل الحياة الاجتماعية وحياة النساء بل حتى
أساليب لعب الأطفال في العصور الوسطى”، وهو نمط من الكتابة غير مألوف بالنسبة
لأدب القرون الوسطى.. كما أكدت أن الحضارة العربية الإسلامية آمنت أكثر من أية
حضارة أخرى بقيمة الترجمة؛ حيث بذل أبناؤها كل ما في وسعهم سعيا لتحقق التعارف بين
الشعوب رغم اختلاف لغاتهم ومللهم ونحلهم..

وقد أضافت  كلاوديا
ماريا تريسو أن السبب
الأول لاختيارها لرحلة ابن بطوطة أنها “تعكس أهم مفاهيم الإسلام، المتمثلة في
التواصل الحضاري والثقافي بين الأمم والشعوب “ليتعارفوا”. كما أنها “تقدم
للقارئ وصفا دقيقا لكل شعب من شعوب دار الإسلام في القرون الوسطى”،  إلى جانب أن طابعها الموسوعي يسمح لمختلف الباحثين
أن ينهلوا من المعارف التي تضمنتها كل حسب تخصصه. فضلا عن أن الرحلة تتضمن مختلف
أنماط الأدب العربي من نثر وشعر وقصص وسيرة ذاتية..

وللإشارة
فقد استغرقت ترجمة رحلة ابن بطوطة حوالي سبع سنوات، وبيع منها في إيطاليا حوالي
3000 نسخة، وقد صنفت الرحلة بكونها ثاني أهم كتاب بعد الإنجيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق