مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

أبـو مـصـعـب الـزبـيـري

د/ أمينة مزيغة:

 باحثة بمركز دراس بن إسماعيل     

          مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله، أبو عبد الله، القرشي، الأسدي، المدني، الزبيري، عرف بصحبته للإمام مالك، ولد حوالي سنة ست وخمسين ومائة، نشأ رحمه الله بالمدينة وسكن بغداد وكان والده أميرا على اليمن، وكان علاّمة قريش في النسب والشعر والخبر، شريفا معظما عند الخاصة والعامة، شاعرا ظريفا.

          قال مصعب: قال لنا أبي اطلبوا العلم، فإن لم يكن لك مال أكسبك مالا، وإن يكن لك مال أجداك جمالا.

          قال الزبير بن بكار: كان وجه قريش مروءة، وعلما، وشرفا، وبيانا، وقدرا، وجاها، وكان نسابة قريش.

         قال القاضي عياض: وكان علامة قريش في النسب والشعر والخبر، شريفا معظما عند الخاصة والعامة، شاعرا ظريفا.

         قال ابن أبي خيثمة: قلت لمصعب بن عبد الله: إن هؤلاء يقولون القرآن كلام الله ويقفون، فيقولون من قال مخلوق ابتدع، ومن قال غير مخلوق ابتدع، ويحتجون بك ويزعمون أنك تقول بهذا القول، وإن مالكا يقوله، فقال ماعاذ الله، أما أنا  فأقول كلام الله وأسكت، وقلبي يميل إلى أنه غير مخلوق، ولكني أسكت لأنه بلغني عن مالك أنه يقول: الكلام في الدين كله أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهون القدر ورأي جهم وكل ما أشبهه. ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الله فأحب إلي السكوت عن هذه الأشياء لأن أهل بلدنا ينهونا عن الكلام إلا فيما تحته عمل. ولقد ناظرني إسحاق بن إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا كذا ولا أقول ذلك على الشك، ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي، فأنشدته قصيدتي التي قلتها في الواقفة فكتبها عني وأعجبته وهي:

       أأقعـد بعدما رجعت عـظــامي

وكان الـموت أقـرب ما يـلـينــي

       أجادل كل مـعـتـرض خصيــم

 وأجعـل دينـه عـرضا لـديـنــــي

       وأترك ما عـلمت رأي غـيري

 ولـيس الـرأي كالـعـلم الـيـقـيــن

       وما أنا والخصومة وهي لـبس

 تصرف في الشمال وفي اليميـن

       وكان الحـق لـيـس لــه خـفــاء

 أغــرّ كـغــرة الـفـلـق الـمـبــيـن

          سمع مالك بن أنس، وأباه عبد الله بن مصعب، والضحاك بن عثمان، وهشام بن عبد الله المخزومي، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز الداروردي، وغيره كثير.

          حدث عنه: ابن ماجة، والزبير بن بكار، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وغيرهم كثير.

          من مصنفاته: “نسب قريش” و” النسب الكبير”وغير ذلك.

          توفي ببغداد في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين، قيل سن ست وثلاثين ومائتين، وقيل سنة سبع وثلاثين ومائتين.

 

          ترتيب المدارك وتقريب المسالك 1/508.

          سير أعلام النبلاء 9/96.

          جمهرة تراجم فقهاء المالكية 3/1251.

          الأعلام 7/248.

          معجم المؤلفين 12/291.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق