الرابطة المحمدية للعلماء

منتدى المواطنة النشيطة.. وتعزيز ثقافة وقيم حقوق الإنسان

د. عبادي: التربية على المواطنة وتنمية السلوك المدني مسؤولية مشتركة بين الجميع

في خضم الاحتفال بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبمبادرة من طرف جامعة محمد الخامس السويسي الرباط،  انتدب السيد عبد العزيز مزيان بلفقيه، مستشار صاحب الجلالة، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للتعليم، السيد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، للمشاركة في منتدى المواطنة النشيطة، الذي نظم في رحاب جامعة محمد الخامس السويسي، يومي الأربعاء والخميس 27 ـ 28 ماي 2009.

وفي كلمته بالمناسبة نوه الدكتور أحمد عبادي بهذه المبادرة، التي تتوخى بلوغ أهداف حقوقية وقيمية وثقافية وسلوكية وتربوية وتضامنية. وأوضح، فضيلته، أن هذا المنتدى ينطلق من الإدراك التام بأن التربية على المواطنة وتنمية السلوك المدني هو عمل يقوم على القرب، ومسؤولية متقاسمة بين الجميع، مستحضرا الدور الرئيس للمدرسة المغربية في ترسيخ ثقافة الحق والواجب، وكفايات المواطنة والسلوك المدني قيما، ثقافة وممارسة، كما أنه يشكل فضاء للحوار والتبادل والتفكير المشترك حول سبل الارتقاء بالمواطنة النشيطة، وتثمين الممارسات الجيدة والتجارب المتميزة، ومكافأتها، وتوطيدها والنظر في إمكانية تعميمها، بوصفها نماذج جديرة بالاستلهام والاقتداء.

من جهة أخرى أشار د. عبادي إلى الرأي الذي سبق وأن قدمه المجلس الأعلى للتعليم، في إطار مهامه الاستشارية،  في موضوع “دور المدرسة في تنمية السلوك المدني” سنة 2007، انطلاقا من وعيه التام بحتمية ترسيخ قيم المواطنة وفضائل السلوك المدني في الممارسة اليومية للأفراد والجماعات والمؤسسات، وتشجيع المبادرات والبرامج التي تشهدها المدرسة المغربية في التربية على قيم المواطنة وحقوق الإنسان وفي تنمية السلوكات الإيجابية، اعتبارا لكون اضطلاع منظومة التربية والتكوين بهذه المهمة يعد وظيفة من وظائفها الطبيعية، إلى جانب الأسرة ووسائل الإعلام وباقي المؤسسات التربوية والتأطيرية.

بهذا المعنى، يضيف د. عبادي، تعد المدرسة من أقوى المؤسسات التربوية التي تتمثل إحدى وظائفها الأساسية في ترسيخ قيم المواطنة وفضائل السلوك المدني لدى الأفراد والجماعات، قصد تأهيلهم للاندماج المواطن في المجتمع، والإسهام الفعال في تنميته. لذلك فإن رهان نجاح المدرسة المغربية اليوم، يرتبط بالأساس بمدى التزام الفاعلين التربويين، وبإسهام هادف لشركائها، بتمكين ملايين المتعلمات والمتعلمين المتعاقبين عليها من تعلم جيد ومؤهل، وبمدى قدرة المؤسسة التعليمية على أن تجعل من كل متعلم مواطنا واعيا، قادرا على الموازنة الذكية بين حقوقه وواجباته، ملتزما بمسؤوليته، ومنفتحا على الغير وعلى العصر. وما نجاح عينة من المؤسسات التعليمية اليوم في التجسيد العملي لروح المواطنة النشيطة ولفضائل السلوك المدني، إلا دليل على الإرادة القوية والانخراط الحازم للفاعلين التربويين بتلك المؤسسات، في مشاريع التربية المدنية، الكفيلة بترسيخ مدرسة الاحترام والمواطنة.

وإيمانا من المجلس الأعلى للتعليم بأهمية المبادرة التي أطلقتها جامعة محمد الخامس السويسي ضمن فعاليات هذا المنتدى، ذكر الدكتور أحمد عبادي أن المجلس معتز بتخصيص “جائزة استحقاق المدرسة المواطنة” لأحسن مبادرة وممارسة مواطنة، وكل أعضائه أمل في أن يعمم هذا الاستحقاق قريبا على مختلف المؤسسات الوطنية للتربية والتكوين، في ارتباط مع الأوراش الجارية لتعميق إصلاحها البيداغوجي والتدبيري والتأهيلي.

يذكر أن أعمال المنتدى تمحورت حول ممارسات وقيم المواطنة، عبر ورشات وموائد مستديرة، بهدف خلق مجال جهوي من أجل التحاور وعرض وتقديم الممارسات المواطنة الجيدة، وكذا المساهمة في إغناء وتطوير المخزون الثقافي الخاص بقيم المواطنة والديمقراطية والسلم، وكذا إرساء شبكة وطنية تعنى بالتحاور والمناقشة حول الممارسات المواطنة الجديدة وكذا عرضها وتقديمها وتوسيع دائرة نشاطها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق