مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

معجم الهيآت والإشارات والرموز في التراث العربي (الحلقة الثانية والثلاثون)

– ل-

[63] اللُّجَم: “اللُّجَم العاطوسُ وَهِيَ سَمَكَةٌ فِي البَحْرِ وَالعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهَا”(1)؛ ومن دلالات اللجم في التراث العربي:

الشؤم والتطير:قال رؤبة:أَلَا تَخَافُ اللُّجَمَ العَطُوسَا(2)

 – م-

[64] المجلد: المجلد “قِطْعَةٌ مِنْ جِلْد تُمْسِكُهَا النَّائِحَةُ بِيَدِهَا وتلْطِم بِهَا وَجْهَهَا وَخَدَّهَا، وَالجَمْعُ مَجَالِيدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ […] التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِمَيْلَاءِ النَّائِحَةِ مِجْلَد، وَجَمْعُهُ مَجَالِدُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهِيَ خِرَقٌ تُمْسِكُهَا النَّوَائِحُ إِذا نُحنَ بأَيديهنّ”(3)، ودلالتها في التراث العربي:

1- المصِيبَة والحُزن: قال الفرزدق:

أَلَا تَخَافُ اللُّجَمَ العَطُوسَا(2) 

– م-

[64] المجلد: المجلد “قِطْعَةٌ مِنْ جِلْد تُمْسِكُهَا النَّائِحَةُ بِيَدِهَا وتلْطِم بِهَا وَجْهَهَا وَخَدَّهَا، وَالجَمْعُ مَجَالِيدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ […] التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِمَيْلَاءِ النَّائِحَةِ مِجْلَد، وَجَمْعُهُ مَجَالِدُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهِيَ خِرَقٌ تُمْسِكُهَا النَّوَائِحُ إِذا نُحنَ بأَيديهنّ”(3)، ودلالتها في التراث العربي:

1- المصِيبَة والحُزن: قال الفرزدق:

خَرَجْنَ حَرِيرَاتٍ وَأَبْدَيْنَ مِجْلَدًا         وَجَالَتْ عَلَيْهِنَّ المكتبة الصُّفْرُ(4)

وقال المثقب العبدي:

كَأَنَّمَا أَوْبُ يَدَيْهَا إِلَى             حَيْزُومِهَا فَوْقَ حَصَى الْفَدْفَدِ

نَوْحُ ابْنَةِ الجَوْنِ عَلَى هَالِكٍ           تَنْدُبُهُ رَافِعَةَ المِجْلَدِ(5) 

[65] المِخْصَرَة: المخصرة “ما اخْتَصَر الإِنسانُ بيده فأَمسكه من عصا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قضيب وما أَشبهها وقد يتكأُ عليه”(6)، ومن دلالات المخصرة في التراث العربي:

1- الظهور للناس: وفي الحديث: «كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال (ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتب شقية أو سعيدة)»(7).

2- التأهبُ للخطبة: قال صفوان الأنصاري:

وَسَارَتْ لَنَا سَيَّارَةٌ ذَاتُ سُودَدٍ         بِكُومِ المَطَايَا وَالخُيُولِ الجَمَاهِرِ

يَؤُمُّونَ مُلْكَ الشَّامِ حَتَّى تَمَكَّنُوا           مُلُوكًا بِأَرْضِ الشَّامِ فَوْقَ المَنَابِرِ

يُصِيبُونَ فَصْلَ الْقَوْلِ فِي كُلِّ خُطْبَةٍ         إِذَا وَصَلُوا أَيْمَانَهُمْ بِالمَخَاصِرِ(8)

وقول الكميت بن زيد:

أَهْلُ التَّجَاوُبِ فِي المَحَا            فِلِ وَالمَقَاوِلِ بِالمَخَاصِرْ(9) 

يقول الجاحظ: “وأيضا إن حمل العصا والمخصرة دليل على التأهب للخطبة، والتهيؤ للإطناب والإطالة، وذلك شيء خاص في خطباء العرب، ومقصور عليهم، ومنسوب إليهم. حتى إنهم ليذهبون في حوائجهم والمخاصر بأيديهم، ألفا لها، وتوقعا لبعض ما يوجب حملها، والإشارة بها”(10).

وفي كتاب «البيان والتبين» ذكر الجاحظ مطاعن الشعوبية على خطباء العرب بأخذ المخصرة عند مناقلة الكلام، مما يدلك على استحسان العرب شأن المخصرة، وفي حديث عبد الله بن أنيس ذي المخصرة، وهو صاحب ليلة الجهنيّ، وكان النبي عليه السلام أعطاه مخصرة وقال: «تلقاني بها في الجنة»، يقول الجاحظ: “وقد لا يلبس الخطيب الملحفة ولا الجبة ولا القميص ولا الرداء. والذي لا بد منه العمة والمخصرة”(11).

ومما يدلك على أهميتها أيضا ما ذكره الجاحظ من أن معاوية أرادَ سحبان وائل على الكلام، وكان قد اقتضبه اقتضابا، فلم ينطق حتى أتوه بمخصرة، فرطلها بيده فلم تعجبه حتى أتوه بمخصرة من بيته(12).

[66] المدَمَّى: ” المُدَمَّى مِنَ السِّهامِ: الَّذِي أَصابه الدَّمُ فحصَل فِي لوْنِه سَوادٌ وَحُمْرَةٌ مِمَّا رُمِيَ بِهِ العَدُوّ؛ قَالَ: وَيُطْلَقُ عَلَى مَا تَكَرّر بِهِ الرَّمْيُ، وَالرُّمَاةُ يتَبرَّكون بِهِ”(13)، ومن دلالات المدمى في التراث العربي:

1- التبرك: فكان الرجل إذا رمى العدو بسهم فأصاب ثم رماه به العدو وعليه دم جعله في كنانته تبركا به.

وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «قالَ: رَمَيْتُ يَوْمَ أُحُدٍ رَجُلًا بسهمٍ فقتَلْتُه، ثُمَّ رُمِيتُ بِذَلِكَ السَّهم أعْرِفُه، حَتَّى فعَلْتُ ذَلِكَ وفعَلُوه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فقلتُ هَذَا سهمٌ مُباركٌ مُدَمًّى، فجعلْته فِي كِنَانَتي، فَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ»(14).

قال جواد علي: “وكانوا يتبركون بأشياء منها المدمى من السهام، الذي ترمى به عدوك ثم يرميك به”(15).

[67] الِملْح: “المِلْح: مَا يُطَيَّبُ بِهِ الطَّعَامُ، يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ، والتأنيث فِيهِ أَكثر. وَقَدْ مَلَحَ القِدْرَ  يَمْلِحُها ويَمْلَحُها مَلْحاً وأَملَحَها: جَعَلَ فِيهَا مِلْحاً بقَدَرٍ. ومَلَّحها تَمْليحاً: أَكثر مِلْحها فأَفسدها، وَالتَّمْلِيحُ مِثْلَهُ”(16)، ومن دلالات الملح في التراث العربي:

1- الحُرمَة والذِّمَام: ” يُقَالُ: بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ مِلْحٌ ومِلْحَةٌ إِذا كَانَ بَيْنَهُمَا حُرْمَةٌ”(17)، لذلك نجدهم في الجاهلية يعقدون الحلف على المِلح تعظيما لشأنها عندهم، قال الجاحظ في حديثه عن مطاعن الشعوبية على خطباء العرب فذكر جملة أشياء منها: “التماسح بالأكف، والتحالف على النار، والتعاقد على المِلح، وأخذ العهد الموكّد واليمين الغموس”(18).

فقد ” كان أهل الجاهلية إذا أرادوا أن يعقدوا حلفًا، أوقدوا نارًا وعقدوا حلفهم عندها، ودعوا بالحرمان والمنع من خيرها على من ينقض العهد ويحل العقد، وكانوا يطرحون فيها الملح والكبريت، فإذا استشاطت قالوا للحالف: هذه النار تهددتك، يخوفونه بها حتى يحافظ على العهد والوعد”(19)، وإنما يفعلون ذلك تعظيما لأمر النار عندهم؛ قَالَ أَبو العَبَّاسِ: “العَرَبُ تُعَظِّمُ أَمر المِلح وَالنَّارِ وَالرَّمَادِ”(20).

2- الصَّداقة والمودَّة: قال جواد علي في «المفصل»: “أما الملح، فإنه عنصر مهم من عناصر الحياة عند الأمم القديمة. والخبز والملح هما رمز الصداقة والمودة حتى اليوم”(21).

3- التفَاؤُل: فقد “كان العبرانيون يفركون المولود بالملح. واستقبال المواليد بمثل هذه الأمور من العادات الشائعة عند كثير من الأمم القديمة، وهي عادات وشعائر دينية أيضًا. فإن الشعوب القديمة لم تكن تفرق كثيرًا بين العادات والشعائر بخلاف الحال في الزمن الحاضر. ولاستقبال المولود بدلك جسمه بالحلو أو بالملح أو بما شابه ذلك، معنى التفاؤل”(22).

ـــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1- لسان العرب 13/174.

2- ديوان رؤبة بن العجاج ص:71، وفي المعاني الكبير 1/270 كالتالي:

لَا أُبَالِي اللُّجَمَ العَطُوسَا

3- لسان العرب 3/174.

4- ديوان الفرزدق ص:225.

5- ديوان المثقب العبدي ص:28-29.

6- لسان العرب 5/79. 

7- صحيح البخاري 1/458، [ رقم:1296]. 

8- الأبيات في البيان والتبيين 3/116-117.

9- ديوان الكميت ص:136.

10- البيان والتبيين 3/117. 

11- البيان والتبيين 3/92.

12- البيان والتبين 3/120.

13- لسان العرب 5/306.

14- النهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 135-  136.

15- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 12/389.

16- لسان العرب 14/116.

17- لسان العرب 14/119.

18- البيان والتبيين 3/7.

19- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 7/379.

20- لسان العرب 14/119.

21- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8/244.

22- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8/244. 

*********************

المصادر والمراجع:

– البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، بتحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، منشورات مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة السابعة عام 1418هـ/ 1998م.

– الجامع الصحيح المختصر [صحيح البخاري]، للإمام البخاري، تحقيق الدكتور مصطفى ديب البغا، الطبعة الثالثة: 1407هـ/1987م، منشورات دار ابن كثير، اليمامة، بيروت.

– ديوان الفرزدق، شرحه وضبطه وقدم له الأستاذ علي فاعور، الطبعة الأولى: 1407هـ /1987م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– ديوان الكميت بن زيد الأسدي، جمع وشرح وتحقيق الدكتور محمد نبيل طريفي، الطبعة الأولى عام 2000م، دار صادر، بيروت.

– ديوان المثقب العبدي، عني بتحقيقه وشرحه والتعليق عليه حسين كامل الصيرفي، منشورات جامعة الدول العربية معهد المخطوطات العربية، عام 1391هـ /1971م.

– ديوان رؤبة بن العجاج، اعتنى بتصحيحه وترتيبه وليم بن الورد البرونسي، منشورات دار ابن قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت، بدون تاريخ. 

– لسان العرب، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور، الطبعة السادسة عام 2008 م، دار صادر، بيروت، لبنان.  

– المعاني الكبير في أبيات المعاني، لابن قتيبة الدينوري، صححه المستشرق الكبير سالم الكرنكوي، منشورات دار النهضة الحديثية، بيروت، لبنان.

– المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، للدكتور جواد علي،  منشورات دار الساقي، الطبعة الرابعة 1422هـ/ 2001م.

– النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين ابن الأثير، تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي، منشورات المكتبة العلمية، بيروت عام: 1399هـ / 1979م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق