الرابطة المحمدية للعلماء

عبد السلام شدادي يفوز بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية

منحت له الجائزة تقديراً لجهوده العلمية في دراسة ابن خلدون بوصفه نموذجاً للفكر العمراني البشري عند المسلمين

أعلن الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية أن جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لسنة 1429/2009، وموضوعها (الدراسات التي تناولت الفكر العمراني البشري عند علماء المسلمين)،  قد فاز بها البروفيسور عبد السلام محمد شدّادي، المغربي الجنسية، الأستاذ بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط حيث رشحته للجائزة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء .

وقد منحت له هذه الجائزة تقديراً لجهوده العلمية في دراسة ابن خلدون بوصفه نموذجاً للفكر العمراني البشري عند المسلمين؛ موضحاً مرتكزاتـه ومضامينه ومصطلحاته وأقسامه، فقدَّم عملاً متميزاً بالتنوع المعرفي الرصين، وأغنى دراساته بالمقارنة مع النظريات الاجتماعية الحديثة، مخاطباً الأوساط العلمية العالمية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية. وتجلَّى كل ذلك في كتابه “ابن خلدون: حياته ونظريته للحضارة”، وفي بحوثه الكثيرة في الموضوع نفسه.

وقد ألقى البروفيسور شدّادي كلمة أبرز فيها الأثر في نيل مكافأة العمل الذي كرَّس في سبيله المرء جزءاً كبيراً من حياته ومجهوداته وقال: مهما كان الشخص، فالمرء يشعر آنذاك أن العمل الذي قام به في حالة الانفراد والعزلة يستجيب إلى حاجيات وقيم مشتركة. وعندما يتعلَّق الأمر بجائزة ذات صيت عالمي مثل الجائزة العالمية للملك فيصل، فإن الانفعال يكون أبلغ وأشد بسبب القيمة العالية لتلك الجائزة لا على المستوى العربي فحسب بل على المستوى العالمي.

وعدّ  شدادي جائزة الملك فيصل العالمية دليلا على أن العالم العربي في طريق إعادة الارتباط بتقليده العلمي السامي، ذلك التقليد الذي جعل لأول مرة في التاريخ الإنساني من العـلم نشـاطاً كونياً باحتضانه للإرث اليوناني، والإيراني، والعبري، والسرياني، والهندي، وجزئياً الإرث الصيني، وبتنميته، وبجعله تراثاً للفكر الإنساني بقطع النظر عن كل اعتبار عرقي، أو عقائدي، أو سياسي.

وأوضح أن الاختيار الذي وقع هذه السنة على موضوع العمران البشري في الثقافة العربية يعزِّز ويوطِّد الرمزية التي تتجسَّد في هذه الجائزة ويدرجها في قلب الراهنية العالمية مشيرا إلى أن العـالم اليوم في طـور البحث عن مُثُل عُليا مشترَكة بوسعها أن توحِّد البشر، مثل عُليا حضارية تفتح أمامهم آفاقاً جديدة من أجل السلام، والوفاق، والحرية، والإبداع.
وقد منحت جائزة الأدب و اللغة العربية والأدب للسعودي عبد العزيز المانع، فيما حصل الأمريكي رونالد ليفي على جائزة الطب، ونال البريطاني السـير ريتشـارد هنري جائزة العلوم.

يذكر أن الفائز بالجائزة يمنح مبلغ مالي  قدره 750 ألف ريال (200 ألف دولار) إضافة إلى ميدالية ذهبية وشهادة براءة مكتوبة بالخط الديواني داخل ملف من الجلد الفاخر يحتوي على  سيرته الذاتية وأبرز إنجازاته العلمية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق