مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات وأبحاث

رُوَّاة المُوطَّأ عَن مَالك بن أَنَس رَحِمَه الله:ـ الرويات المشهورة المتداولة ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

تمهيد:

الحمد لله الذي رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى أهل بيته الطاهرين، وصحابته الغر الميامين.

وبعد؛ فقد روى الموطأ عن مالك خلق كثير من العلماء من أقطار مختلفة منهم: المدني، والعراقي، والمصري، والمغربي، والتونسي، والأندلسي..، وقد أوصلهم القاضي عياض في المدارك إلى ما يزيد على الخمسين رجلا؛ ثم قال: “فهؤلاء الذين حققنا أنهم رووا عنه الموطأ ونص على ذلك أصحاب الأثر والمتكلمون في الرجال”[1].

 ثم ذكر بعد ذلك القاضي عياض الروايات المشهورة المتداولة بين العلماء فقال: “والذي اشتهر من نسخ الموطأ مما رويته، أو وقفت عليه، أو كان في رواية شيوخنا رحمهم الله -، أو نقل من أصحاب اختلاف الموطأ؛ نحو عشرين نسخة، وذكر بعضهم أنها ثلاثون نسخة” [2].

وسأقتصر في هذا المقال على الروايات التي بقيت أصولها المخطوطة في الخزائن، أوطبعت وتداولها العلماء بينهم، وهي في حدود علمي تسع روايات وهي كالآتي:

الموطأ

رواية علي بن زياد التونسي(183هـ)[3]:

هو أبو الحسن علي بن زياد العبسي التونسي. وقيل أصله من العجم ولد بطرابلس، ثم انتقل إلى تونس فسكنها. وقال ابن شعبان وغيره هو من عبس.

قال أبو العرب علي بن زياد من أهل تونس ثقة مأمون (خير) متعبد بارع في الفقه ممن يخشى اله عز وجل مع علوه في الفقه. سمع من مالك وسفيان الثوري والليث ابن سعد، وابن لهيعة وغيرهم. وسمع بإفريقية قبل هذا من خالد بن أبي عمران، لم يكن بعصره بإفريقية مثله. سمع منه البهلول بن راشد وسحنون وشجرة وأسد بن الفرات وغيرهم.

 وروى عن مالك الموطأ، وكتب سماعه من مالك الثلاثة. قال ابو سعد بن يونس: هو أول من أدخل الموطأ وجامع سفيان المغرب، وفسر لهم قول مالك ولم يكونوا يعرفونه. وكان قد دخل الحجاز والعراق في طلب العلم وهو معلم سحنون الفقه..

 وكان أهل العلم بالقيروان إذا اختلفوا في مسألة كتبوا بها إلى علي بن زياد ليعلمهم بالصواب. قال وكان علي خير أهل أفريقية في الضبط للعلم…وقال سحنون: ما أنجبت أفريقية مثل علي ابن زياد. وكان يقول ما فاته المصريون إلا بكثرة سماعهم. وذلك أني اختبرت سره وعلانيته. والمصريون إنما اختبرت علانيتهم. قال أسد: كان علي بن زياد من نقاد أصحاب مالك. قال وإني لأدعو له مع والدي. وفي رواية أني لأدعو في إدبار صلاتي لمعلمي، وابدأ بعلي بن زياد، لأنه أول من تعلمت منه العلم. قال البلخي: لم يكن في عصر علي بن زياد أفقه منه ولا أورع[4].

قال الشيخ محمد الشاذلي النيفر محقق موطأ مالك برواية علي بن زياد :” يمثل موطأ ابن زياد أول التأليف في الإسلام ثم أول تأليف ظهر بإفريقية وأول رواية للموطأ ظهرت على وجه الأرض، فقيمة هذا الأثر بالغة الأهمية وهو مأرب المتطلعين للبحث، الذين يريدون الاتصال بأول ما ألف في القرن الثاني، وعمدة الوقوف على تطور الموطأ”[5].

الموطأ

رواية محمد بن الحسن الشيباني(189هـ) [6] :

هو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني الكوفي مولاهم، صاحب أبي حنيفة النعمان أصله من دمشق من قرية تدعى حرستا، قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط ونشأ بالكوفة…توفي بالري.

طلب العلم في صباه، فروى الحديث، وأخذ عن الإمام أبي حنيفة النعمان، لكن لم يجالسه كثيرا لأن الإمام توفي ومحمد حدث، ثم تتلمذ على أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، وتولى القضاء زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد ثم عزله.

كان يقول: أقمت على باب مالك ثلاث سنين، وسمعت من لفظه سبع مئة حديث ونيفا[7].

ورواية محمد بن الحسن الشيباني للموطأ من مسموعات الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله [8].

الموطأ

رواية عبد الرحمن بن القاسم العتقي(191هـ)[9]

هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جناده العتقي المصري، ابتدأ في طلب العلم وهو كبير، فسمع من المصريين والشاميين، روى عن الليث بن سعد، وعبد العزيز بن الماجشون، ومسلم بن خالد الزنجي، وبكر بن مضر، روى عنه أصبغ، وسحنون، وعيسى بن دينار، والحارث بن مسكين، ويحيى بن يحيى الأندلسي[10].

 وأثنى عليه العلماء لعلمه وفضله وجلالة قدره فقال مالك: مثله كمثل جراب مملوء مسكا[11]، وقال عنه أيضا: فقيه[12]، وقال الدارقطني: ابن القاسم صاحب مالك من كبار المصريين وفقهائهم[13]، وقال ابن معين : ثقة، وقال أبو زرعة : هو رجل صالح ثقة. وله في صحيح البخاري حديث واحد[14].

ورث عن أبيه مالا، ورأى في المنام من يقول له: عليك بعالم الآفاق[15]. فانفق ذلك المال في سفرته إلى مالك، صحب مالك عشرين سنة، وتفقه عليه، وكتب عنه كثيرا، واجتهد في ملازمته وتأدب بحضرته ويقول: أنخت بباب مالك سبع عشرة سنة ما بعت فيها ولا اشتريت شيئا[16]، وقد حمل عن مالك علما كثيرا، قال أبو زرعة: كان عنده ثلاثمائة جلد عن مالك من المسائل[17]، وقال يحيى بن يحيى: كان ابن القاسم أكثر أصحاب مالك حديثا بمصر منا، وأعلمهم بعلم مالك وآمنهم عليه، وقال ابن الحارث: هو أفقه الناس بمذهب مالك[18].

أما روايته للموطأ فقال النسائي: ابن القاسم ثقة، رجل صالح، سبحان الله ما أحسن حديثه وأصحه عن مالك، ليس يختلف في كلمة، ولم يرو أحد الموطأ عن مالك أثبت منه، وليس أحد من أصحاب مالك عندي مثله[19]..وقال ابن عبد البر:روايته في الموطأ صحيحة قليلة الخطأ، وكان فيما رواه عن مالك متقنا حسن الضبط[20]، وقال ابن وضاح: لم يكن عند ابن القاسم إلا الموطأ الذي روى عن مالك، وسماعه من مالك يعني ـ المسائل ـ كان يحفظها حفظا، وقال الخليلي: هو أول من حمل الموطأ إلى مصر وهو إمام[21].

الموطأ

رواية عبد الله بن وهب المصري (197هـ) [22].

هو أبو  محمد عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري مولاهم الحافظ، روى عن عدة من الاعلام، على رأسهم الإمام مالك، و الليث بن سعد، وابن لهيعة، وابن جريج، وخلق كثير، قال الذهبي:” كيف لا يكون من بحور العلم، وقد ضم إلى علمه علم مالك والليث ويحيى بن أيوب وعمرو بن الحارث وغيرهم”، وقال أبو حاتم الرازي:” هو صدوق صالح الحديث”، وقال أحمد بن حنبل:” ابن وهب يفصل السماع من العرض، ما أصح حديثه وأثبته، وقد كان يسيء الاخذ، لكن ما رواه أو حدث به وجدته صحيحا” ووثقه يحيى بن معين، وكان مالك رحمه الله يكتب إليه: إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر. ولم يفعل هذا مع غيره، وقد ذكر عنده ابن وهب وابن القاسم فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه[23].

الموطأ

رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي(221هـ) [24] :

هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب، الإمام الثبت القدوة، شيخ الاسلام، أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي المدني، نزيل البصرة، ثم مكة. وسمع  من جلة الحفاظ الأثبات كابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، والدراوردي، وحماد بن سلمة،  وآخرون، وروى عنه الجهابذة كالبخاري، ومسلم، وأبو داود، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، وعبد بن حميد، وعمرو بن منصور النسائي، وأبو زرعة الرازي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وخلق كثير[25].

حظي القعنبي بثقة علماء الحديث، وحلوه بصفات الثناء، والذكر الجميل، قال أبو زرعة الرازي: ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي[26]، وعن عبد الصمد بن الفضل: ما رأت عيناي مثل أربعة، فذكر منهم القعنبي[27]، قال يحيى بن معين: ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيعا والقعنبي[28].

ورواية القعنبي للموطأ عن مالك من أوثق الروايات قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: القعنبي أحب إليك في ” الموطأ ” أو إسماعيل بن أبي أويس؟ قال: بل القعنبي، لم أر أخشع منه[29]، وروى عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الواهي، عن الميموني: سمعت القعنبي يقول: اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة، ما من حديث في ” الموطأ ” إلا لو شئت قلت: سمعته مرارا[30]، وروى محمد بن علي بن المديني، عن أبيه قال: لا يقدم أحد من رواة ” الموطأ ” على القعنبي، وقال أبو حاتم: ثقة حجة لم أر أخشع منه، سألناه أن يقرأ علينا ” الموطأ ” فقال: تعالوا بالغداة، فقلنا: لنا مجلس عند حجاج بن منهال، قال: فإذا فرغتم منه. قلنا: نأتي حينئذ مسلم بن إبراهيم. قال فإذا فرغتم، قلنا: نأتي أبا حذيفة النهدي. قال: فبعد العصر. قلنا: نأتي عارما أبا النعمان، قال: فبعد المغرب. فكان يأتينا بالليل، فيخرج علينا، وعليه كبل ما تحته شئ في الصيف، فكان يقرأ علينا في الحر الشديد حينئذ[31]، قال عبد الله الخريبي – وكان كبير القدر -: حدثني القعنبي، عن مالك، وهو والله عندي خير من مالك[32]، وقال عثمان بن سعيد: سمعت علي بن المديني وذكر أصحاب مالك، فقيل له: معن ثم القعنبي، قال: لا بل القعنبي ثم معن[33]، وقال الامام ابن خزيمة: سمعت نصر بن مرزوق يقول: أثبت الناس في ” الموطأ ” القعنبي، وعبد الله بن يوسف بعده[34] ، ال محمد بن عبد الله الزهيري، عن الحنيني قال: كنا عند مالك، فقدم ابن قعنب من سفر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الارض[35]، وقال أبو عبد الله الحاكم: قال الدارقطني: يقدم في ” الموطأ ” معن بن عيسى، وابن وهب، والقعنبي، ثم قال: وأبو مصعب ثقة في ” الموطأ “[36].

الموطأ

رواية يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري (231هـ) [37] :

هو أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي مولى بني مخروم المصري، محدث مصر الإمام الحافظ الثقة، صاحب مالك والليث أكثر عنهما. روى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وخلق كثير. وروى مسلم عن رجل عنه، وكان من أوعية العلم مع الصدق والأمانة. قال أبو حاتم: كان يفهم هذا الشأن، يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقد أنصف معه الإمام الذهبي فقال ردا على كلام أبي حاتم: قد علم تعنت أبي حاتم في الرجال، وإلا فالشيخان قد احتجا به، نعم وقال النسائي: ضعيف. وأسرف بحيث أنه قال في وقت آخر: ليس بثقة وأين مثل ابن بكير في إمامته وبصره بالفتوى وغزارة علمه، وعلى هذا فقد روى البخاري عن رجل عنه أيضا، ويروى عن حماد بن زيد لقيه بالموسم[38].

وقد اعتنى ابن بكير بموطأ مالك بن أنس، وحرص على سماعه من مالك مرات عدة، قال بقي بن مخلد: سمع يحيى بن بكير الموطأ من مالك سبع عشرة مرة[39].

ورواية ابن بكير من مسموعات الإمام الذهبي قال: سمعنا الموطأ بإسناد شامي عال من طريقه. ووقع لي من حديثه حديث بعلو أودعته تاريخي وهو في جزء ابن نجيد[40]، وهو أيضا من مسموعات الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله[41].

الموطأ

رواية يحيى بن يحيى بن كثير الليثي (234هـ) [42] :

هو أبو محمد يحيى بن يحيى بن كثير بن وِسْلَاس بن شِملال بن منغايا الإمام الكبير الليثي الأمازيغي المصمودي الأندلسي القرطبي، أصله من قبيلة مصمودة الأمازيغية، دخل جده كثير الأندلس، وفي قرطبة ولد يحيى عام 150هـ، وسمع من أعلامها، على رأسهم الفقيه زياد بن عبد الرحمن بن زياد اللخمي المعروف بشبطون القرطبي الذي سمع منه موطأ مالك بن أنس، ثم رحل إلى الإمام مالك وعمره 28 سنة فسمع منه مباشرة الموطأ؛ إلا أبوابا في كتاب الاعتكاف شك في سماعها منه، فأثبت روايته فيها عن زياد شبطون عن مالك، لازم مالك رحمه الله إلى أن توفاه الله، وشهد جنازته، ثم رجع إلى قرطبة بعلم غزير، ونشر مذهب مالك هناك، وكان مالك رحمه الله يلقبه بالعاقل الأندلس[43].

ورواية يحيى الليثي للموطأ من مسموعات الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله[44].

الموطأ

رواية سُويد بن سعيد الحَدثاني  (240هـ) [45].

هو أبو محمد سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي الإمام المحدث الصدوق، شيخ المحدثين، الحدثاني الأنباري، نزيل حديثة النورة بليدة تحت عانة، وفوق الأنبار، رحال جوال، معمر صاحب حديث وعناية بهذا الشأن، لقي الكبار، وحدث عن: مالك بن أنس بـ ” الموطأ “، وحماد بن زيد، وعمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وشريك القاضي، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، وسوار بن مصعب، وأبي الاحوص، وحفص بن ميسرة الصنعاني، وعبد ربه بن بارق، ومسلم الزنجي… روى عنه: مسلم، وابن ماجة، وبقية شيخه، وأبو عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن سعد، وأحمد بن الأزهر، وأبو زرعة، وبقي بن مخلد، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، وإبراهيم بن هانئ، وعبيد العجل، والحسن المعمري، وإسحاق المنجنيقي، وجعفر الفريابي، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء راوي ” الموطأ ” عنه، وسعيد بن عبد الله بن عجب الأنباري، وعبد الله بن أحمد، والقاسم المطرز، وأبو القاسم البغوي، وأبو بكر الباغندي، وآخرون[46].

وضعف سويد عند علماء الحديث لقبوله التلقين بسبب ما اعتراه في آخر عمره من العمى قال ابن عدي:” وكان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه سمعت بن حماد يقول سويد بن سعيد الحدثاني ضعيف “[47] ، وقال البغوي: كان من الحفاظ كان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه وقال أبو حاتم: صدوق كثير التدليس. وقال أبو زرعة: أما كتبه فصحاح وأما إذا حدث من حفظه فلا وقال البخاري: عمي فلقن ما ليس من حديثه فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة[48].

وأنصف معه الإمام الذهبي فقال: كان من أوعية العلم ثم شاخ وأضر ونقص حفظه فأتى في حديثه أحاديث منكرة فترى مسلما يتجنب تلك المناكير ويخرج له من أصوله المعتبرة، قال البخاري: مات في شوال سنة أربعين ومائتين[49].

ورواية سويد بن سعيد الحدثاني للموطأ من مسموعات الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله[50].

الموطأ

رواية  أبي مصعب الزهري المدني (248هـ) [51] :

هوأحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الفقيه، قاضي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.، ولد بالمدينة النبوية، وأخذ عن إمامها مالك بن أنس رحمه الله، وروى عنه الموطأ، واخذه عنه الناس، فأصبحت روايته من الروايات المشهورة المتداولة بين أيدي الناس، كان آخر من روى عن مالك الموطأ، وهو من الثقات أخرج له البخاري ومسلم في صحيحهما، وكذا أصحاب السنن[52].

وتتميز روايته كما ذكر محققها د. بشار عواد معروف أنها آخر رواية نقلت عن الأمام مالك، رواها ثقة من أصحابه، فهي تمثل إذن النشرة الأخيرة التي ارتضاها مالك لكتابه، كذلك أنها الرواية المدنية الوحيدة التي وصلت إلينا كاملة، وفي هذا أهمية كبيرة؛ لأنها أخذت عنه ودونت في المدينة، ومنها انتشرت في الآفاق، كذلك أنها واحدة من الروايات التي كانت متداولة بين أهل العلم إلى عصور متأخرة، في حين أهمل الكثير من الروايات الأخرى مما يدل على أهميتها، كذلك أن فيها زيادات لا نجدها في غيرها من الموطآت[53] ، وهو من مسموعات الحافظ ابن حجر أيضا[54].

وفي الختام أحمد الله  تعالى الذي وفقني لإتمام هذا المقال حول: « رُوَّاة المُوطَّأ عَن مَالك بن أَنَس رَحِمَه الله »، راجيا منه سبحانه وتعالى أن ينفع به، ويذخر لي أجره يوم لقائه. 

وصل الله على نبينا المجتبى، وعلى آله وأصحابه أولي النهى.

 والحمد لله رب العالمين.

*************

هوامش المقال:

[1]-  ترتيب المدارك للقاضي عياض (1 /108).

[2]-  ترتيب المدارك للقاضي عياض (2 /108).

[3]-  طبع بتحقيق محمد الشاذلي النيفر، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1400هـ/1980م. في 290ص.

[4]-  ترتيب المدارك للقاضي عياض (1 /186).

[5]-  مقدمة تحقيق الموطأ رواية ابن زياد (ص: 9).

[6]- طبعات عدة طبعات في: لوديانا 1876م، ولكهنو بحيدر آباد الهند 188م، وقازان 1909م، وحققها عبد الوهاب عبد اللطيف، القاهرة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1962م، في 228ص، وطبعة ثانية 1387هـ/1967م، في 425ص، وطبع أخرى بيروت، دار القلم، 394ص.

[7]- انظر ترجمته ومصادرها في سير أعلام النبلاء (9 /134).

[8]- المعجم المفهرس (1 /38).

[9]-  طبع بتحقيق محمد علوي المالكي، جدة، دار الشروق 1405هـ/1985م، 591ص.

[10]- انظر ترجمته ومصادرها: في سير أعلام النبلاء (8 /121)، وتاريخ الإسلام (4 /1149)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (1 /260)، والديباج المذهب (18465).

[11]- الديباج المذهب (1 /465).

[12]- الديباج المذهب (1 /465).

[13]- الديباج المذهب (1 /465).

[14]- الديباج المذهب (1 /465).

[15]- ترتيب المدارك (1 /253)، الديباج المذهب (1 /465).

[16]- ترتيب المدارك (1 /254).

[17]- ترتيب المدارك (1 /251).

[18]- ترتيب المدارك (1 /252).

[19]- ترتيب المدارك (1 /251).

[20]- الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء:لابن عبد البر (1 /95)

[21]-  تهذيب التهذيب (6 /228).

[22]- حققه المستشرق الألماني ميكلوش موراني، في دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2002م.

[23]- انظر ترجمته ومصادرها في سير اعلام النبلاء (9 /233).

[24]- طبعت عن الدار التونسية سنة 1392 هـ بتحقيق عبد الحفيظ منصور،  وطبعت بالكويت في شركة الشروق، 1404هـ/1984م، ثم طبعت عن دار الغرب الإسلامي سنة 1991م بتحقيق عبد المجيد التركي.

[25]- انظر ترجمته ومصادرها في سير أعلام النبلاء (10 /257).

[26]- الجرح والتعديل ( 5 / 181)، وترتيب المدارك (1/ 398).

[27]-  تهذيب الكمال(16 /140).

[28]-  تهذيب الكمال(16 /140).

[29]- الجرح والتعديل ” 5 / 181. 

[30]- تهذيب الكمال(16 /140).

[31]- الجرح والتعديل ” 5 / 181.

[32]- ترتيب المدارك ” 1 /399

[33]-   تذكرة الحفاظ (1 / 383).

[34]-  تذكرة الحفاظ (1/ 384)

[35]- ترتيب المدارك (1 /398).

[36]- سير أعلام النبلاء (10 /263).

[37]- منه نسخة بالمكتبة السليمانية استنبول ، تقع في 206 لوحة، كتبت عام: 785هـ، وهي تامة عليها سماعات، ونسخة بالمكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم: 3780، في 273 ورقة، كتبت عام 600هـ، ناقصة الأبواب الأولى، وعليها سماعات لكبار العلماء الأثبات، ونسخة بالمكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، رقم: 5987، ضمن مجموع رقم: 43، ونسخة بالمكتبة الأزهرية، رقم: 445، واختصر هذه الرواية ابن تومرت الموحدي ومختصره مطبوع.

[38]-  تذكرة الحفاظ (2 /7).

[39]-  تذكرة الحفاظ (2 /7).

[40]-  تذكرة الحفاظ (2 /7).

[41]- المعجم المفهرس (1 /37).

[42]-  طبعت مرات عدة في: دلهي 1216هـ/1801م، وفي مصر طبع على الحجر، 1280هـ/1863م، في مجلدين، وفي فاس، 1310هـ/1892م، في مجلدين، وفي عام 1318هـ/1900م، في مجلدين، وفي لاهور 1889م، وقازان 1910م، وتونس 1280هـ/1863م، وفي مصر مطبعة البابي الحلبي 1349هـ/1930م، في مجلدين، وحققه محمد فؤاد عبد الباقي في مطبعة عيسى البابي الحلبي 1940م، في مجلدين.

[43]-  انظر ترجمته ومواردها في سير أعلام النبلاء (10 /519).

[44]- المعجم المفهرس (1/36).

[45]- طبعت بتحقيق: د.عبد المجيد التركي عن دار الغرب الإسلامي، بيروت سنة 1994م . 604ص.

[46]- انظر ترجمته ومصادرها في سير أعلام النبلاء (11 /410-411).

[47]- الكامل (3 /428).

[48]- تذكرة الحفاظ (2 /32).

[49]- تذكرة الحفاظ (2 /32).

[50]- المعجم المفهرس (1 /37-38)، والمجمع المؤسس للمعجم المفهرس (2 /554).

[51]- طبعت بتحقيق بشار عواد معروف، ومحمود محمد خليل، بيروت عن مؤسسة الرسالة سنة 1412هـ/1992م. في مجلدين، اعتمدا فيه على نسخة واحدة محفوظة بمتحف سالارجنك بحيدر آباد بالهند تحت رقم: 84، مع توفر نسخ جيدة  اخرى للكتاب، منها نسخة محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق رقم: 1879 في 8 أجزاء.

[52]- انظر ترجمته ومصادرها في سير أعلام النبلاء (11 /436).

[53]-  مقدمة د. بشار للموطأ برواية أبي مصعب (1 /41).

[54]- المعجم المفهرس (1 /37).

*****************

جريدة المصادر والمراجع:

 الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء: لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي، ت: عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإسلامية، حلب، ط1، 1417هـ/1997م.

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام: لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1،1407هـ/1987م.

تذكرة الحفاظ: لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الذهبي، دار الفكر العربي، بيروت: 1956م.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك: للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت 544هـ). تحقيق: محمد سالم هاشم. دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط1/ 1418هـ ـ 1998م.

تهذيب التهذيب: لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الفكر، ط1، 1404هـ/1984م.

تهذيب الكمال : لأبي الحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن المزي، ت: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1400هـ/ 1980م.

الجرح والتعديل: الإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ بدون تاريخ.

الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب: لابن فرحون المالكي ت: د. أبو النور، دار التراث، القاهرة، د.تا.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1417هـ/1997م.

الكامل في ضعفاء الرجال: لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365هـ). تحقيق: عادل احمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، وعبد الفتاح أبو سنة. دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ بدون تاريخ.

المجمع المؤسس للمعجم المفهرس: لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي العسقلاني ،  ت: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1413هـ/1992م.

  المعجم المفهرس أوتجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة: للإمام الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد ابن حجر العسقلاني، تحقيق، محمد شكور محمود الحاجي أمرير المياديني، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1418ﻫ – 1998م

موطأ الإمام مالك برواية ابن القاسم : ت : السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي، المجمع الثقافي، أبو ظبي، ط1، 1425هـ/2004م.

موطأ الإمام مالك برواية ابن زياد: ت : الشيخ محمد الشاذلي النيفر، دار الغرب الإسلامي

موطأ الإمام مالك برواية أبي مصعب المدني: ت : د. بشار عواد معروف، ومحمود محمد خليل، مؤسسة الرسالة، بيروت،  ط1، 1412هـ/1992م.

راجع المقال الباحث: عبد الفتاح مغفور

د. محمد بن علي اليــولو الجزولي

  • أستاذ باحث مؤهل بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق