مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

جوانب من شاعرية الخنساء الحلقة الأولى

تمهيد:
لاريب أن للشاعر العربي مكانته المرموقة في القبيلة العربية فهو لسانها المعبر عنها، والناطق بأمجادها وبطولتها، وشعره مستودع حكمتها وديوان أخبارها، وهو الذي يذيع أحسابها ومحامدها، ويهجو خصومها وأعداءها، ولم تكن المرأة العربية كذلك إلا أحيانا قليلة،  كالخنساء التي احتفى بها العرب جميعهم وحملت لواء شواعر العربية منذ الجاهلية إلى الآن.
وهي أيضا “المرأة التي فرضت نفسها على المجتمع العربي يومئذ، كما فرضت نفسها على تاريخ الأدب العربي، على نحو لم تظفر به شاعرة قبلها ولا بعدها” (1) ،  وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها(2).

تمهيد:

لاريب أن للشاعر العربي مكانته المرموقة في القبيلة العربية فهو لسانها المعبر عنها، والناطق بأمجادها وبطولتها، وشعره مستودع حكمتها وديوان أخبارها، وهو الذي يذيع أحسابها ومحامدها، ويهجو خصومها وأعداءها، ولم تكن المرأة العربية كذلك إلا أحيانا قليلة،  كالخنساء التي احتفى بها العرب جميعهم وحملت لواء شواعر العربية منذ الجاهلية إلى الآن.

 وهي أيضا “المرأة التي فرضت نفسها على المجتمع العربي يومئذ، كما فرضت نفسها على تاريخ الأدب العربي، على نحو لم تظفر به شاعرة قبلها ولا بعدها” (1) ،  وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها(2).

وهي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر واسمها تماضر(3).

وقد كانت الخنساء من شواعر العرب المعترف لهن بالتقدم وجعلها ابن سلام الجمحي الثانيةَ في طبقة  أصحاب المراثي بعد متمم بن نويرة (4)، وقد قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مع قومها من بني سليم، فأسلمت معهم، فذكروا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده، وهو يقول: «هيه يا خناس» ، ويومئ بيده(5). وبَلغ من وَجدها على أخويها صخر ومعاوية أنها عميت من البكاء.

وقد اشتهرت الخنساء أيما اشتهار بالرثاء حتى صار مجرد اسمها عند العرب يضرب في مناحة الأقوام وبكاء الإخوان الكرام، قال أبو زيد: “والخنساء أذهب في عمود الرثاء”(6)،

وقال أحد الشعراء:

واستوف عمر الدهر في نعمة///دون مداها موقف الحشر

مصيبة الحاسد في مكثها/// مصيبة الخنساء في صخر(7)

وقال آخر:

إذا كُسِرَ الرَّغيفُ بَكَى عليه/// بُكَا الخنساء إذْ فُجِعَتْ بِصَخْرِ(8)

شاعرية الخنساء في ميزان النقاد والأدباء:

شهد الشعراء والأدباء والنقاد معا بشاعرية الخنساء، وجعلوا منزلتها عالية بين الشعراء بصفة عامة، وشواعر العربية بصفة خاصة، سواء الجاهليون منهم أو الإسلاميون، فمن الجاهليين النابغة الذبياني- وكان بمنزلة الناقد في العصر الجاهلي- وهو القائل لما أنشدتهُ الخنساء شعرها في سوق عكاظ قصيدتها التي تقول في مطلعها:

ما هاج حزنك أم بالعين عوار///أم ذرفت أم خلت من أهلها الدار(9)

“لولا أن أبا بصير – يعني به الأعشى- أنشدني لقلت إنك أشعر الجن والإنس”.

وجرير يقول عندما سُئِل مَنْ أشعر الناس؟ قال: أنا لولا هذه الفاعلة – يعني الخنساء- قيل له: فبم فضلتك؟ قال بقولها:

إن الزمان وما تفنى عجائبه///أبقى لنا ذنبا واستؤصل الراس

أبقى لنا كل مجهول وفجعنا///بالحالمين فهم هام وأمـــــــراس

إن الجديدين في طول اختلافهما///لا يفسدان ولكن يفسد الناس(10)

أما المبرد فذكر الخنساء وليلى الأخيلية فقال:” وكانت الخنساء وليلى بائنتين في أشعارهما، متقدمتين لأكثر الفحول، ورب امرأة تتقدم في صناعة، وقلما يكون ذلك “(11).

ويقول ابن طيفور:” وأشعر النساء في الجاهلية والإسلام خنساء، وهي تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية، ولها أشعار مشهورة وأخبار مذكورة”(12).

وقد كان القدماء يرون أن الخنساء كانت تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل شقيقها معاوية بن عمرو، وقتل أخوها لأبيها صخر، وكان أحبهما إليها، لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة، كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا، ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر(13).

وتبعهم المحدثون في ذلك فالرافعي يقول في تاريخ آداب العربية :” وما شعرت الخنساء حتى كثرت مصائبها؛ وكانت قبل ذلك كغيرها من النساء: تقول البيتين والثلاثة، حتى قتل أخوها صخر «…» فأجادت وأطالت؛ لأنها أصبحت مصروفة الهم إلى نوع من الحب في نوع من الشعر”(14)، وتقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن:” مات صخر… وسجل التاريخ الأدبي للعرب مولد شاعرة قدر لها أن تشغل المكان الأول بين شواعر العربية”(15).

وإن كنا نذهب إلى غير ذلك فيما يتعلق بشاعريتها التي تفتقت في شبيبتها ونراها تقول في ردها خِطبة دريد بن الصمة أبياتا جميلة وإن لم تكن أجمل شعرها، ولم تكن بعدُ قد فجعت بمصيبتها تلك والقصيدة كالتالي:

لئن لم أؤت من نفسي نصيبا /// لقد أودى الزمان إذا بصخرِ

أتكرهني  هبلت  على دريد /// وقد أصفحت سيد آل بدرِ؟

أيوعدني حجية كل يوم /// بما آلى معاوية بن عمرِو

وهم أكفاؤنا في كل خير/// وهم أكفاؤنا في كل شرِّ

معاذ الله يرضعني حبركى/// قصير الشبر من جشم بن بكرِ

يرى شرفا ومكرمة أتاها /// إذا أغدى الجليس جريم تمرِ

لئن أصبحت في جشم هديا /// إذاً أصبحت في ذل وفقرِ

قُبَيِّلَةٌ إذا سمعوا بذعر /// تخفّى جمعهم في كل جُحرِ(16)

وقد ذكرت الدكتورة عائشة بنت الشاطئ أنها مقطوعة من ستة أبيات في «أنيس الجلساء» والصحيح أنها في ثمانية أبيات كما أثبتناها أعلاه من الكتاب نفسه.

وإن كانت الأبيات في الحقيقة –كما تقول السيدة عائشة بنت الشاطئ- ليس فيها ما يلفت، إلا أن تكون على قصرها شاهدة بموهبة مواتية في فجر الشباب، وهي بعدُ تلقي ضوءا على شخصية الفتاة(17).

وكذلك قولها في السباق بين أبيها وأخيها صخر وقد قيل لها: إن مدحت أخاك فلقد هجوت أباك، ومطلع القصيدة:

جارى أباه فأقبلا وهما///يَتَعَاوران مُلاءة الحُضْرِ

حتى إذا نَزَتِ القلوب معا///لَزَّت هناك العُذْرَ بِالعُذْرِ

وعَلَا هُتَافُ الناس أيُّهما///قال المُجِيبُ هناك لا أَدْرِي(18)

وهذه القصيدة أيضا قالتها قبل وفاة أخويها، وهي الأخرى لا تدخل في إطار الرثاء الذي اشتهرت به، غير أن ما يميز شعرها بعد وفاة أخويها هو غلبة العاطفة الصادقة وبعض الأحاسيس الخاصة التي طبعت شعرها منذ فجيعتها، وهو الشيء الذي زاد من عمق شاعريتها، والأصح أن مصيبتها في الحقيقة جعلتها تنحصر في غرض شعري واحد لا تكاد تخرج عنه حتى يعاود عيناها القذى، وكذلك السهود، تقول الخنساء:

أبت عيني وعاودها قذاها/// بعوار فما تقضي كراها(19)

والقصيدة من محاسن شعرها، وقولها أيضا:

أبت عيني وعاودت السهودا///وبت الليل مكتئبا عميدَا

لذكرى معشر ولّوا وخلّوا///علينا من خلافتهم فقودَا(20)

وقد كانت السيدة عائشة بنت الشاطئ – رحمها الله – قد تنبهت إلى هذه الملاحظة حول شعر الخنساء حيث تقول:” اشتهار شاعرتنا الجاهلية الأولى بالرثاء واتجاهها بكل طاقتها الشعرية إليه بعد فجيعتها في صخر، ربما كان مبررا لرأي النقاد في مجالها الفني، ومعطيا بعض العذر لهم، إذا هم قصروه على الرثاء، وإن تكن الدراسة الناقدة – غير المتأثرة بسيطرة الفكرة- تهتدي إلى روائع من شعرها في غير الرثاء” (21)، وسيطرة الفكرة والتسليم بها دون مناقشتها مناقشة بناءة أهم ما ابتلينا به في دراساتنا النقدية والأدبية العربية؟!.

الأغراض الشعرية في شعر الخنساء:

حكمت الخنساء على نفسها بأن لا تخرج عن إطار الرثاء إلا نادرا، ورسمت لنفسها مسار شاعريتها ، فلم يثنها تغير الزمن أو بعد العهد  بمصيبتها عن مناحتها وهي القائلة في أخيها صخر:

وسوف أبكيك ما ناحت مطوقة///وما أضاءت نجوم الليل للساري(22)

ولم يثنها أيضا ظهور الإسلام عن ذلك، وكذلك لقاؤها بنبي الهدى محمد [صلى الله عليه وسلم]، الذي استنشدها شعرها فأنشدته ، ومع ما في الموقف من عظمة لم تجد قريحة الخنساء بالبيت أو البيتين في مدح خير الورى والأنام وهي التي جادت من قبل على صخر بأشعار جليلة خلدت اسمها بين شعراء الأدب العربي وشواعره ؟!

 وهي التي بخلت أيضا على زوجها ورفيق دربها مرداس السلمي بعد وفاته ورثتْه ابنتها عمرة بأشعار كثيرة ذكرها أبو تمام في حماسته في باب الرثاء، وهي التي بخلت أيضا على أبناءها الثلاثة الذين استشهدوا في معركة القادسية واكتفت بقولتها الشهيرة:” الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته” (23)، والعبارة لا تشفي غليل الغرباء فكيف تشفي صدر أم ثكلى. فهل فقدانها لصخر هو فقدان للسند المادي للخنساء في نفس الوقت ؟ تقول الخنساء:

ذكر صخر إذا ذكرت نداه///عيل صبري برزئه ثم باحا(24)

وقد ذهب المبرد في تعليقه على بعض أشعارها في رثاء معاوية إلى أنها قالت هذا الشعر في معاوية أخيها قبل أن يصاب صخر أخوها، فلما أصيب صخر نَسيت به من كان قبله(25). والصحيح أنها رثت معاوية أيضا بأشعار أخرى بعد وفاة صخر في قصيدتها التي مطلعها:

تعرقني الدهر نهسا وحزا///وأوجعني الدهر قرعا وغمزا 

ولكن الأشهر أن رثاءها كان في أخيها صخر.

قال ابن رشيق في العمدة: “والنساء أشجى الناس قلوبا عند المصيبة، وأشدهم جزعا على هالك، لما ركب الله – عز وجل- في طبعهن من الخور وضعف العزيمة. وعلى شدة الجزع يُبنى الرثاء”  (26)، وقال الحصري:” ومن أحسن المراثي ما خلط فيه مدح بتفجع على المرثي، فإذا وقع ذلك بكلام صحيح، ولهجة معربة، ونظام غير متفاوت، فهو الغاية من كلام المخلوقين”(27)، والجزع والتفجع ظاهران أشد الظهور في شعر الخنساء.

والرثاء هو المجال الفسيح الذي تطلقت فيه عواطف المرأة؛ لأنه نوع من النواح والبكاء، وإن المرأة لتلجأ إلى دموعها أول ما تلجأ إذا حزبها الدهر أو كربها القضاء، وإنها لتلتذ الحزن وتستديمه، وتوالي البكاء فتستطيله، وفاء وحسرة، أو ضعفا ورقة، ثم تنفس عن نفسها إن كانت شاعرة بمقطوعات تسكب فيها لوعتها وحرقتها”(28)، ومن ثم كان للرثاء في شعرهن خصائص تميزه عن الرثاء في شعر الرجال خاصة فيما يتعلق بجانب العاطفة وجانب المعاني والأخيلة.

لعل الخنساء قد حصرت في غرض الرثاء حتى جعل البعض يعتقد أن  الخنساء لم تقل في غرض آخر غير الرثاء، والمطلع على ديوانها يلمس نماذج من قصائدها التي خرجت فيها عن نطاق الرثاء وإن كانت غالبا ما تحن إلى العودة إليه فتراها تعود إليه وتروي ظمأها بالبيت أو البيتين داخل القصيدة نفسها في غير الرثاء.

تقول الخنساء في تحريض قومها أن يطلبوا بدم صخر أخيها:

أبني سليم إن لقيتم فقعسا///في محبس ضنك إلى وعر(29)

وقولها أيضا تحرض بني سليم وعامرا على غطفان لقتلهم معاوية في القصيدة التي مطلعها:

لا شيء يبقى غير وجه مليكنا///ولست أرى حيا على الدهر خالدا

ألا إن يوم ابن الشريد ورهطه///أباد جفانا والقدور الرواكدا(30)

والقصيدة في عشرة أبيات في أنيس الجلساء.

 وقولها تمدح بني عامر لقتلهم هاشم بن حرملة:

سلم على قيس وأصحاب عامر/// بما فعلوا بالجزع إن كنت شاكرا(31)

وقد حصر بعض المحدثين نبوغ المرأة في الرثاء وحده حيث يقول:” ولا ينفي هذا أن الأنثى قد تعبر عن الحزن؛ لأن الحزن لا يناقض استعداد الشخصية للتسليم، والاستناد إلى غيرها، ولهذا كانت الشاعرة الكبرى التي نبغت في العربية باكية راثية وهي الخنساء”(32). وهو كلام يقدح في شاعرية المرأة العربية ويحصرها في حيز ضيق، وما هكذا كانت شواعر العربية التي خاضت في جل الأغراض الشعرية كباقي الشعراء إلا ما شذ عن ذلك واختص بالرجال كالقول في الحماسة ووصف المعارك والحروب وأهوالها مما لا سبيل إلى التطرق إليه، والصحيح أن رثاءهن تميَّز بمميزات خاصة حتى أصبح لصيقا بالنساء شديد الصلة بهن، يقول أحمد الحوفي في حديثه عن إجادة النساء للرثاء:” لأنه – أي الرثاء- وثيق الصلة بنفوسهن وميلهن، فهن رقيقات الشعور، ضعيفات الاحتمال، سريعات الانفعال، فياضات العيون، لا يطقن فقد الأحباب، وهن أشد حزنا وأحد لوعة من الرجال”(33).

العاطفة في شعر الخنساء:

بلغت الخنساء أقصى مراتب الشهرة برثائها الحزين ونشيجها المؤلم، ولوعتها التي لا تنقضي، وجالت في أعماق النفس تجتلي الضعف الإنساني أمام الموت الهائل، مستسلمة حينا، ورافضة في أكثر الأحيان، تمجد القوة والنصر، وتبتغي الحياة فلا تلقى إلا دمارا وهلاكا وموتا زؤاما.

وقد ملأت الدنيا انتحابا ودموعا وعويلا، وحفرت أشعارها حفرا في قلب كل موتور حزين، وعبرت بأشعارها الرقيقة أصدق تعبير عن مرارة الثكل، وألم الموت، وصورت التجربة الإنسانية المؤلمة أدق تصوير، فكان شعرها خالدا نحسه، ونتجاوب معه، وننفعل به(34).

من هنا كانت العاطفة المحرك الأساسي لشعر الخنساء سواء على مستوى المعاني أو على مستوى الأخيلة، وهي أيضا التي تقود الفكرة وتوجهها؛ لذلك غالبا ما نجدها تكرر بعض الصور الفنية في شعرها، وإنما ذاك لأن عاطفتها تدور في سياق واحد وهو مصابها المفجع في مفقوديها وفي أخويها صخر ومعاوية خاصة، ونجد القدماء يشيرون إلى أن مصابها في مفقوديها يشكل نقطة تحول في مسار شاعرة العرب الأولى.

والمرأة العربية – كما قال عبد الله عفيفي – أحمل الناس لنازلة وأصبرهم على ملمة، إلا إذا انتزع الموت منها أليفا حميما أو عزيزا عظيما. فهي تسير في شعاب من الأحزان طلقة العنان بل إنها لتضاعف أحزانها، وتؤرث ضرام حشاها، بما تنهجه يومذاك من خطة وتشتمل عليه من عادة. على أن نساء العرب في مواقف الحزن طبقات بعضها فوق بعض. فهنالك المتجملة المؤتزرة بالصبر، التي تشتفي بالبكاء، وتكتفي بالرثاء. ثم تأتي بعد هذه الصالقة والشاقة والحالقة(35)، وهكذا كانت الخنساء، فهي التي رثت بشعرها وشقت صدارها وحلقت رأسها، ولم يجد الصبر منفذا إلى قلبها الذي غلبت عليه العاطفة المتألمة.

وهذه العاطفة المتألمة أيضا والصادقة هي التي توجه معانيها وأخيلتها والتي غالبا ما تخرج عن طابع الأنوثة الحي في قلب الشاعرة إلى طابع الرجولة الخشن والذي تعبر عنه في شعرها الفياض، وقد تنبه القدماء إلى هذه الخاصية في شعر الخنساء، فقد كان بشار يقول: ما قالت امرأة شعرا إلا ظهر الضعف فيه، فقيل له: أو كذلك كانت الخنساء، قال: تلك فاقت الرجال (36).

معانيها:

قال ابن رشيق في عمدته:” وسبيل الرثاء أن يكون ظاهر التفجع بين الحسرة مخلوطا بالتلهف والأسف والاستعظام، إن كان الميت ملكا أو رئيسا كبيرا”(37). وصخر سيد العشيرة والبطل عند الخنساء لا محالة، ومكانه في قلبها مكان السيد والملك والرئيس في عشيرته وهي القائلة فيه:

أعيني جودا بالدموع على صخر/// على البطل المقدام والسيد الغمر(38)

 وقد أحسنت الخنساء ما شاءت في عرض هذا التفجع وتحويله إلى صور فنية رائعة ومعانٍ جليلة تصور عمق الأسى والحزن في نفسها، وقد قيل قديما: إن التأسي يسهل المصاعب، ويهون المصائب(39)، ولا هكذا كانت الخنساء، فما سهلت مصاعبها ولا هان مصابها على أخويها.

ولم تكن حالتها النفسية لتخرج بها عن معاني تلك الحالة، لذا جاءت مجمل معانيها مليئة بعبارات الحزن والفجيعة والأسى الذي يتجاوز بعض الأحيان حده المألوف، ويدخل في الغلو المبالغ فيه، وذهب البعض إلى أنها تعْمد إلى ذلك لكي تغطي به ضعف المعاني أحيانا.

غير أنني أرى أن الخنساء شاعرة الفطرة والعاطفة بامتياز. أما معانيها فلا سبيل إلى تجددها لأنها تدور في فلك واحد وهو الرثاء، وهو الذي يدور بدوره حول مفقودين محددين أبت الخنساء أن لا تتعدى سواهم في الرثاء؛ فتارة تقول القصيدة في رثاء أخيها صخر، وتارة في معاوية وتارة فيهما معا، كما في القصيدة التي مطلعها:

تعرقني الدهر نهسا وحزا///وأوجعني الدهر قرعا وغمزا(40)

فهي وإن خرجت عن هذا الغرض فإنها تدخل في غرض الحض على طلب الثأر من مقتل مرثييها كقولها في تحريض بني سليم وعامر على غطفان لقتلهم معاوية، أو مدح الثائرين لإخوانها .

ومن جيد معانيها قولها في أخيها صخر:

يذكرني طلوع الشمس صخراً ///وأذكره لكل غروب شمس(41)

ويقال: إنها أرادت بطلوع الشمس وقت الغارة، وبغروب الشمس وقت الأضياف(42)، وقد سئل الأصمعي عن قول الخنساء فقالوا له: لماذا أنها خصت الشمس دون القمر والكواكب فقال: لكونه كان يركب عند طلوع الشمس يشن الغارات وعند غروبها يجلس مع الضيفان، فذكرته بهذا مدحًا لأنه كان يغير على أعدائه ويتقيد بضيفه(43)، وهو من جيد المعاني. ومن معانيها الدقيقة أيضا قولها:

لم تره جارة يمشي بساحتها///لريبة حين يخلي بيته الجار(44)

وقد جعل الحاتمي قولها:

فلولا كثرة الباكين حولي///على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي ولكن/// أعزي النفس عنه بالتأسي(45)

أشرد مَثلٍ قيل في التأسي، وقد جعلت العذر في تركها قتل نفسها كثرة الباكين حولها(46).

تقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن في تعليقها على مقطوعات من شعرها:” وأخص ما تتميز به هذه المقطوعات، النزعة التأملية، ومن ثم كثرت فيها الحِكَمُ دون تكلف أو اصطناع. وقلما تخلو مقطوعة من تعبير عن مشاعر إنسانية، ووجدان مرهف، ولوعة صادقة تثير الشجن”(47).

من أمثالها السائرة أيضا والتي استشهد بها الثعالبي قولها:

ومن ظنّ أنْ سيُلاقي الحروبَ///بِأَنْ لا يُصابَ فقَدْ ظَنَّ عَجْزَا(48)

وقد جعل اليوسي -رحمه الله – في محاضراته قولها:

وإن صخراً لتأتمُّ الهداة به///كأنه علم في رأسه نار

أمدحَ بيت قالته العرب (49).

ومن جيد معانيها التي تحمل نفسا حكميا قولها:

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تلقَ السُرورَ///وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها(50)

فصبر النفس عندها يعقبه السرور وجزعها لا سبيل له إلا الشقاء، وهو من معانيها النادرة التي تحث فيها على الصبر الذي أبت إلا أن تهجره وتقيم النوح والبكاء بدله في جل شعرها الذي تخاطب فيه عينها أو نفسها، ويجوز أن يكون هذا البيت ملخص تجربة  شاعرة العرب الأولى في النوح والبكاء على مفقودِيها الذين سخرت  لهم مجمل شعرها.

وقد أكثر الأدباء والبلغاء من الاستشهاد بمعانيها في شعرها لطرافتها ودقتها معا.

سمات قصائد الخنساء:

1- بناء قصيدة الخنساء:

من خلال ملازمتي لديوان الخنساء مدة وإن كانت قصيرة فقد أصبح بناء قصيدة الخنساء يتبادر إلى ذهني بمجرد الدخول في مطلع القصيدة، فما هي إلا سنة محمودة ابتدعتها وسارت عليها في مجمل قصائدها من الديوان.

وبناء قصائدها لا يختلف عن بناء القصائد الجاهليات خاصة المراثي منها، سواء من حيث المطلع، أو من حيث الموضوع العام للقصيدة، وقد كان متمم بن نويرة وهو من الشعراء المشهورين في الرثاء رثى أخاه مالكا بأشعار جياد منها هذه القصيدة التي نسوق بعض أبياتها للتمثيل على بناء قصيدته في الرثاء في العصر الجاهلي ومطلعها:

لعمري وما دهري بتأبين هالك///ولا جزع مما أصاب فأوجعا

لقد كفن المنهال تحت رداءه///فتى غير مبطان العشيات أروعا(51)

ثم ينتقل إلى الإشادة بمناقب أخيه حيث يقول:

وما كان وقافا إذا الخيل أجحمت///ولا طائشا عند اللقاء مدفّعا

ولا بكهام بزه عن عدوه///إذا هو لاقى حاسرا أو مقنعا(52)

وإن كانت الخنساء قد أبدعت في الرثاء إبداعا خولها لقب «شاعرة الرثاء»، فليس لقبها هذا لمجرد غلبة الرثاء على معظم شعرها، وإنما ذاك والله أعلم لأنها استطاعت التجديد داخل غرض شعري واحد فلا يَمَلُّ قارئ ديوانها من شعرها وإن كان ما يطغى عليه التفجع والحزن حتى ما تكاد تخلو قصيدة منه إلا نادرا.

2- مطالع قصائد الخنساء في مراثيها:

يعد المطلع بابا من أبواب البلاغة، وقد قال ابن رشيق:” وبعدُ: فإن الشعر قفلٌ، أوله مفتاحه. وينبغي للشاعر أن يجوّد ابتداء شعره، فإنه أول ما يقرع السمع وبه يستدل على ما عنده من أول وهلة”(53).

ويرى علماء الشعر والبلاغة أن براعة الاستهلال لا تتحقق في الشعر إلا إذا كان مطلع القصيدة دالا على ما بنيت عليه، مشيرة إلى غرض الشاعر من غير تصريح، فيستدل المستمع بذلك على القصد من عتاب أو هجاء، أو تهنئة أو رثاء، أو فخر أو مدح أو ثناء. وأحسن الابتداءات عند القزويني ما ناسب المقصود، ويسمى براعة الاستهلال(54).

ومن سمات مطالع قصائد الخنساء الاستهلال بمخاطبة الدموع والعين وترغيبها في الجود بالدموع، وإليك نماذج من مطالع قصائدها على النمط المذكور، تقول الخنساء:

يا عين جودي بالدمو///ع المستهلات السوافحْ(55)

وقولها:

أعيني هلا تبكيان على صخر /// بدمع حثيث لا بكيء ولا نزر(56)

وقولها أيضا:

هريقي من دموعك أو أفيقي/// وصبرا إن أطقت ولن تطيقي(57)

وهكذا يستمر خطاب الدمع والعين كقولها «يا عين» في معظم قصائد الخنساء، إن لم نقل كلها، إلا ما شذ عن ذلك. حتى ما تكاد تختلف بأكثر من لفظ يستبدل بآخر، لتسوية صنعة النظم وخضوعا لحكم القافية(58)، وإنما هذا الحكم يسري على الصدر وحده إذ سرعان ما يتحول عجز البيت إلى صور فنية جميلة ومن نماذجها يغطي نسبيا عن هذا التكرار المعيب

كقولها:

يا عين جودي بدمع منك مسكوب/// كلؤلؤ جاء في الأسماط مثقوب(59)

وقولها أيضا:

يا عين جودي بدمع غير منزور /// مثل الجمان على الخدين محدور(60)

فلئن كان صدر البيت مكررا في ألفاظه أو من مرادفاتها «يا عين جودي بدمع» فعجز البيت يتخلى عن هذه الصفة، بحكم شاعريتها التي تستطيع التعبير عن شعور واحد ومكرر بصور مختلفة.

وخطاب الدموع في مطلع قصيدة الرثاء خير مبين على الغرض العام للقصيدة، والموازنة أيسر سبيل للفهم وأبين للمبتدئ والمتعلم، فها هو ابن الرومي يستهل قصيدته في رثاء ابنه الأوسط بقوله:

بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي/// فجودا فقد أودى نظيركما عندي

بُنيّ الذي أهدته كفاي للثرى /// فيا عزة المهدَى و يا حسرة المهدِي

ألا قاتل الله المنايا ورميها/// من القوم حبات القلوب على عمد(61)

وهي كما ترى مستهلة بخطاب العين أو الدموع، ومعناها قريب من مطالع قصائد الخنساء.

وبلاغة مطالع الخنساء تكمن أساسا في القدرة على الإيجاز في الكلام بقدر يفهم منه الموضوع العام للقصيدة.

3- التخلص في شعر الخنساء:

حسن التخلص أيضا مطلب من مطالب البلاغة ونعني به الانتقال مما شُبِّبَ الكلام به، وهذا الباب غالبا ما تُضمنه الشاعرةُ الحديث عن  مناقب الفقيد ومحامده وآثاره في القوم، وكذلك فضله عليها، وما يتحلى به من مكارم الأخلاق ومحامدها في العصر الجاهلي من جود وكرم وسيادة وحسن ضيافة، وقد قال القدماء: إن أجود الرثاء ما جمع إلى التفجع على المرثي تعداد مناقبه ومدح مآثره، يقول المبرد :”فأحسن الشعر ما خلط مدحاً بتفجع” (62) تقول الخنساء:

على فرع رزئت به خناس///طويل الباع فياض حميد

جليد كان خير بني سليم /// كريمهم المسوّد والمسود(63)

وقولها أيضا:

فنال الذي فوق أيديهم ///من المجد ثم انتمى مصعدا

ويحمل للقوم ما عالهم/// وإن كان أصغرهم مولدا

جموع الضيوف إلى بيته///يرى أفضل الكسب أن يحمدا(64)

وقولها في مدحه بالمجد:

وما بلغت كف امرئ متناول ///بها المجد إلا حيث ما نلتَ أطول

وما بلغ المهدون في القول مدحة ///  ولا صفة إلا الذي فيك أفضلُ(65)

4- الانتهاء: 

حسن الانتهاء أو الختام كما يسميه البلاغيون لا وجود له في شعر الخنساء حيث تظل مسترسلة في أبياتها، من غير وجود خاتمة تشير إلى انتهاء القصيدة. وللانتهاء أهمية كبرى فهو قاعدة القصيدة وآخر ما يبقى منها في الأسماع وسبيله أن يكون محكما: لا تمكن الزيادة عليه، ولا يأتي بعده أحسن منه. وإذا كان أول الشعر مفتاحا له وجب أن يكون الآخر قفلا عليه(66).

وإنما عذر الخنساء في ذلك مشاعرها الجياشة التي لا تتيح لها إمكانية التوقف عن هذا التعداد، سوى ما يشغلها عنه لوقت آخر تجود فيه بقليل أو كثير، حتى ليخيل للقارئ أن القصيدة مجرد نزوة عابرة ناتجة عن ذكرياتها الراسبة في عمق تفكير الشاعرة التي قضت ما تبقى من عمرها في رثاء مفقوديها ومصابها الجلل.

5- طول القصائد وقصرها:

إن المتأمل لديوان الخنساء يهتدي لملاحظة مهمة مفادها قصر القصائد، بمعنى أن  شعرها في مجمله عبارة عن مقطوعات شعرية، وذلك من إحدى سمات شعر النساء خاصة، يقول أحمد الحوفي في تعليقه على المقطعات في شعر النساء:” وقصائدهن مقطعات، فليست لإحداهن مطولة. وأطول قصائد الخنساء – وهي زعيمتهن في طول القصائد أيضا- قصيدتها التي مطلعها:

ألا يا عين فانهمري بغزر///وفيضي فيضة من غير نزر

أبياتها عشرون بيتا. وقصيدتها التي مطلعها:

ما هاج حزنك أم بالعين عوار/// أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

أبياتها خمسة وثلاثون(67).

وقديما قيل لأحد الشعراء وهو عقيل بن علقة: لمَ لا تطيل الشعر؟ فقال يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق. وسئل أبو عمرو بن العلاء هل كانت العرب تطيل؟ فقال: نعم، ليسمع منها، قيل: فهل كانت توجز؟ قال: نعم، ليحفظ عنها(68).

ولا يخفى أن إيجازها ساهم في سماع شعرها وحفظ الكثير منه، وديوانها من الدواوين التي سلمت نسبيا من الضياع والتلف، ومن جهة ثانية فقصر القصائد في شعر الخنساء أو غلبة المقطوعات دافعه الأساسي هو الدفقات الشعورية التي تطول أو تقصر بعفوية وبساطة دونما تكلف أوتصنع والتي تتحكم في طول القصيدة وقصرها ، وهي التي تعبر أيضا عن حرارة الموقف الذي يجتاحها من لوعة الحزن والتذكر المفجع.

ـــــــــــــــــ

الفهارس:

1- الخنساء لعائشة بنت الشاطئ ص: 35.

2- شرح مقامات الحريري 3/168.

3- الأغاني 15/54.

4- طبقات فحول الشعراء 1/203.

5- الإصابة في تمييز الصحابة 8/110.

6-زهر الآداب وثمر الألباب 4/999.

7- يتيمة الدهر 3/57، معجم الأدباء 3/1046.

8-معجم الأدباء 3/1129.

9- أنيس الجلساء ص: 73، ويروى:

قذى بعينك أم بالعين عوار///أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

10- شرح مقامات الحريري 3/168، والأبيات في ديوانها بتحقيق الدكتور إبراهيم عوضين ص:396 كالآتي:

إن الزمان وما يفنى له عجب/// أبقى لنا ذنبا واستؤصل الراس

أبقى لنا كل مجهول وفجعنا/// بالحالمين فهم هام وأرماس

إن الجديدين في طول اختلافهما ///لا يفسدان ولكن يفسد الناس

11- الكامل في اللغة والأدب 4/39.

12- بلاغات النساء ص:167.

13- الإصابة في تمييز الصحابة 8/110.

14- تاريخ آداب العرب 2/61.

 15- الخنساء لعائشة بنت الشاطئ ص: 45.

16- أنيس الجلساء ص: 119.

17- الخنساء ص: 86.

18- أنيس الجلساء ص: 138.

19- أنيس الجلساء ص: 248.

20- أنيس الجلساء ص: 44-45، ويروى:

بكت عيني وعاودت السهودا///وبت الليل جانحة عميدا

21- الخنساء ص: 60.

22- أنيس الجلساء ص:111.

23- أنيس الجلساء ص:22.

24- أنيس الجلساء ص:61.

25- الكامل 4/48.

26- العمدة في محاسن الشعر وآدابه 2/765-766.

27- زهر الآداب 4/999.

28- المرأة في الشعر الجاهلي ص:612.

29- أنيس الجلساء ص:106.

30- أنيس الجلساء ص: 48.

31- أنيس الجلساء ص: 121. وفي البيت خَرْمٌ.

32- مقدمة كتاب نزهة الجلساء في أشعار النساء ص:17-18.

33- المرأة في الشعر الجاهلي ص:664.

34- ديوان الخنساء بتحقيق أنور أبو سويلم ص: 5-6.

35- المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها 1/142.

36- الخنساء ص: 67.

37- العمدة في محاسن الشعر وآدابه 2/757.

38- أنيس الجلساء ص: 139.

39- الأفضليات ص:289.

40- أنيس الجلساء ص: 143.

41- أنيس الجلساء ص: 151.

42- الكامل 3/113.

43- المستطرف في كل فن مستظرف ص:507.

44- أنيس الجلساء ص:82.

45- أنيس الجلساء ص: 152-153، وقد جعل الأب لويس شيخو بعد البيت الأول هذين البيتين:

ولكن لا أزال أرى عجولا///ونائحة تنوح ليوم نحس

هما كلتاهما تبكي أخاها///عشية رزئه أو غب أمس

46- الأفضليات ص:290.

47- الخنساء ص:109.

48- لباب الآداب ص:143.

49- المحاضرات لليوسي1/495.

50- صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال ص:571.

51- المفضليات ص:265.

52- المصدر نفسه ص:266.

53- العمدة في محاسن الشعر وآدابه 1/351.

54- الإيضاح في علوم البلاغة ص:363.

55- أنيس الجلساء ص:85.

56- أنيس الجلساء ص:12.

57- أنيس الجلساء ص:127.

58- الخنساء ص:115.

59- أنيس الجلساء ص:12.

60- أنيس الجلساء ص:89.

61- ديوان ابن الرومي 2/624.

62- التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا ص:61.

63- أنيس الجلساء ص:63.

64- أنيس الجلساء ص:43.

65- أنيس الجلساء ص:184.

66- العمدة في محاسن الشعر وآدابه1/379.

67- المرأة في الشعر الجاهلي ص:665-666.

68- العمدة في محاسن الشعر وآدابه 1/308-309 بتصرف.

***

فهرس المصادر والمراجع:

– زهر الآداب وثمر الألباب، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، مفصل ومضبوط ومشروح بقلم المرحوم الدكتور زكي مبارك، حققه وزاد في تفصيله وضبطه وشرحه محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الرابعة، دار الجيل، بيروت، لبنان.

– معجم الأدباء، تأليف ياقوت الحموي الرومي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، الطبعة الأولى عام 1993م، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان.

– أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء، اعتنى بضبطه وتصحيحه وجمع رواياته وتعليق حواشيه وفهارسه الأب لويس شيخو اليسوعي، طبع في بيروت بالمطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين سنة 1896م.

– الخنساء، عائشة عبد الرحمن [بنت الشاطئ]، سلسلة نوابغ الفكر العربي، الطبعة الثانية عام1963م، دار المعارف.

– العمدة في محاسن الشعر وآدابه، لابن رشيق القيرواني، تحقيق: الأساتذة توفيق النيفر ومختار العبيدي وجمال حمادة، المجمع التونسي للآداب والفنون «بيت الحكمة».

– لباب الآداب، الثعالبي، تحقيق: أحمد حسن لبج، الطبعة الأولى، 1417 هـ – 1997 م، دار الكتب العلمية،  بيروت ،لبنان.

– المفضليات، المفضل بن محمد بن يعلى الضبي، شرح وتحقيق أحمد محمد شاكر ومحمد عبد السلام هارون، الطبعة التاسعة عام 2006م، دار المعارف، القاهرة، مصر.

– الأفضليات، لابن الصيرفي، تحقيق الدكتور وليد قصاب والدكتور عبد العزيز المانع، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، عام 1402هـ /1982م.

– المحاضرات لليوسي، تأليف الحسن اليوسي، تحقيق وشرح محمد حجي وأحمد الشرقاوي إقبال، الطبعة الثانية عام 2006م، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان.

– الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني، حققه وعلق عليه وفهرسه الدكتور عبد الحميد هنداوي، الطبعة الثانية عام 1422هـ/2002م، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، القاهرة.

– المرأة في الشعر الجاهلي، للدكتور أحمد محمد الحوفي، الطبعة الثانية، دار الفكر العربي.

– المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها، لعبد الله عفيفي، الطبعة الثانية 1350هـ/1932م، مكتبة الثقافة، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية.

– ديوان الخنساء بتحقيق أنور أبو سويلم، شرحه ثعلب، أبو العباس، أحمد بن يحيى بن سيار الشيباني النحوي، حققه الدكتور أنور أبو سويلم، الطبعة الأولى عام 1409هـ/1988م، دار عمار للنشر والتوزيع.

– نزهة الجلساء في أشعار النساء، للإمام جلال الدين السيوطي، مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع.

– الكامل في اللغة والأدب، لأبي العباس المبرد، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الثالثة 1417 هـ / 1997 م، منشورات دار الفكر العربي، القاهرة.

– بلاغات النساء وطرائف كلامهن وملح نوادرهن وأخبار ذوات الرأي منهن وأشعارهن في الجاهلية وصدر الإسلام، لابن طيفور، مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، عام الطبع 1326هـ/1908م.

– شرح مقامات الحريري، للشريشي، وضع حواشيه إبراهيم شمس الدين، الطبعة الثانية عام 2006م، دار الكتب العلمية،  بيروت ،لبنان.

-الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني، تحقيق الدكتور إحسان عباس، الدكتور إبراهيم السعافين، الدكتور بكر عباس، دار صادر بيروت، الطبعة الثالثة سنة 2008م.

– طبقات فحول الشعراء، محمد بن سلام الجمحي، قرأه وشرحه أبو فهر محمود محمد شاكر، منشورات دار المدني بجدة.

– الإصابة في تمييز الصحابة، لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، الطبعة الأولى عام 1415 هـ، دار الكتب العلمية ، بيروت، لبنان.

– يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، لأبي منصور الثعالبي،  تحقيق الدكتور مفيد محمد قمحية، الطبعة الأولى 1403هـ/1983م، دار الكتب العلمية ،  بيروت، لبنان.

– ديوان ابن الرومي، تحقيق الدكتور حسين نصار، الطبعة الثالثة عام 1424هـ/2003م، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة.

– المستطرف في كل فن مستظرف، لشهاب الدين محمد بن أحمد بن منصور الأبشيهي، الطبعة الأولى 1419 هـ، منشورات عالم الكتب،  بيروت.

– صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، للقاضي حسين بن محمد المهدي، منشورات بوزارة الثقافة اليمنية، لسنة 2009م.

– تاريخ آداب العرب، مصطفى صادق الرافعي، راجعه وضبطه عبد الله المنشاوي ومهدي البحقيري، مكتبة الإيمان.

– ديوان الخنساء دراسة وتحقيق الدكتور إبراهيم عوضين، الطبعة الأولى 1405هـ/1985م ، مطبعة السعادة.

– التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا، لأبي العباس المبرد، تقديم وتحقيق: إبراهيم محمد حسن الجمل، مراجعة: محمود سالم، منشورات نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق