أثرى الدكتور يوسف احنانة الأستاذ السابق بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، وعضو المجلس العلمي المحلي بتطوان، لقاءً تكوينيا بمركز أبي الحسن الأشعري في موضوع: “المقاربات البيداغوجية والآليات الديداكتيكية الممكنة لتدريس النصوص الكلامية”، جرى ذلك صبيحة الأربعاء 21 يونيو 2023 بمقر المركز.

 استهل رئيس المركز الدكتور جمال علال البختي اللقاء بكلمة افتتاحية، أطر من خلالها النشاط وبين أهميته وقصوده، وأنه حلقة أولى من سلسة تكوينات مقترحة من طرف الباحثين بالمركز.

بسط الدكتور يوسف احنانة في مداخلته النظرية التكوينية والآليات التي يجب على المكونين سلوكها لأجرأة الدرس العقدي، وإخضاعه للبيداغوجيات الحديثة في مجال التربية والتعليم، وفق ما تسمح به قراءة هذه النصوص الكلامية؛ فهما وتحليلا، منطلقا في ذلك من اعتبارات ثلاث:

– الأولى: ما يتسم به الدرس العقدي من الاعتماد على المفاهيم المجردة وتحويلها إلى إمكانات مشخصة، ودور المدرس في ذلك انطلاقا من الآلية الديداكتيكية التي سيعتمدها.

– الثانية: ما تتطلبه هذه الآليات البيداغوجية من وسائل، قصد تبسيط المضامين العقدية بحسب مستويات التدريس المطلوبة (ابتدائي/ ثانوي/ جامعي)، وذلك لتجاوز الطريقة القديمة في تدريس هذه المادة القائمة على التلقين وشرح كتب الشيوخ وحواشيها ومختصراتها.

– الثالثة: استغلال منهجيات التدريس الحديثة في قراءة النصوص الكلامية، وذلك بالتركيز على أجرأة المعتقدات المجردة وجعل المعتقد قابلا للملاحظة والقياس، اعتمادا على المبادئ الآتية، وفق النظر الأشعري – بتعبيره -، وهي: عدم تكفير الموحدين من أهل القبلة، والجزم بصحة إيمان الناس باعتبار أن العمل شرط في الإيمان فقط وليس شطرا له، وعدم مخالفة الجماعة والخروج على الإمام.. وغيرها من الأمور التي اتفق الأشاعرة على وضعها أساسا في الاعتقاد.

ثم ختم اللقاء التكويني بتدخل جمهور الحاضرين من المتتبعين والمهتمين بالمناقشة والتذييل، ما أغنى هذه الحلقة العلمية وأعطاها بعدا منهجيا مفيدا.