مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

وَاسِطَةُ العِقْدِ الثَّمِينِ في أَسَانِيدِ الكُتُبِ التي انْعَقَدَ عَلَى صِحَّتِهَا إِجْمَاعُ المُسْلِمِين

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 150
  • عدد المجلدات:
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:2021
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

وَاسِطَةُ العِقْدِ الثَّمِينِ في أَسَانِيدِ الكُتُبِ التي انْعَقَدَ عَلَى صِحَّتِهَا إِجْمَاعُ المُسْلِمِين من رواية مولانا الخليفة أمير المؤمنين المتوكل على ربّ العالمين أبي عِنان ابن موالينا الأئمة أمراء المسلمين أيّده الله بالنصر العزيز والفتح المبين،

تَصْنِيفُ: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مَرْزُوق التلمساني المعروف بالخطيب (تـ 781هـ)،

دراسة وتحقيق: د. عبد الرحمن بن محمد هيباوي.

سلسلة كتاب مجلة لسان المحدث: 1

لا يخفى أنّ المغاربة منذ القديم، قد أُشْرِبوا محبة حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، فأقبلوا على سماعه وحفظه إقبالا منقطع النظير، وكانت المساجد والمدارس والزوايا تَعِجُّ بالمجالس الحديثية، بل كان بعدد من الجوامع الكبرى بالمغرب، ومنها جامع القرويين بفاس؛ كراسي علمية خاصة بإقراء كتب السنة، ولها أحباس خاصة بها من عقارات وأملاك، حبّسها الأمراء والأثرياء، لدعم المحدثين وتشجيعهم على الانقطاع للإقراء والتدريس بتلك الكراسي، ممّا أسهم في نشر السنة المطهرة، والتعريف بالشمائل المحمدية المنيرة، وتوحيد المؤمنين، وجمع كلمتهم على البر والتقوى.

وكان من أشهر سلاطين المغرب الذين رفعوا منار الحديث النبوي، وارتسموا برسوم المحدثين: السلطان أبو عنان فارس بن أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب المريني(ت759هـ) الذي حكم المغرب في منتصف القرن الثامن للهجرة، وتذكر المصادر أنه كان يعقد مجلسا علميا حافلا بدار ملكه بمدينة فاس، فيتحلّق فيه كبار علماء المغرب لمدارسة العلوم والفنون، وتجري فيه بينهم المناظرات والمطارحات العلمية، وكان السلطان يتصدر بنفسه مجالس إقراء الحديث، ومن أبرز الآخذين عنه في هذه المجالس الحديثية: العلامة المؤرخ الشهير عبد الرحمن ابن خَلْدُون(ت808هـ)، الذي صرّح أنه سمع علىه جلّ كتاب صحيح الإمام البخاري فقال:«سمعت معظمه على السلطان الكبير أمير المسلمين أبي عنان فارس ابن السلطان أمير المسلمين أبي الحسن قدّس الله روحه بدار ملكه من فاس في مجالس متعددة، وأجازني سائره، حدثني به عن جماعة من الأشياخ الذين كتبوا له بالإجازة من الديار المصرية».

ومن ثمرات مجالس أبي عِنَان العلمية هذا الكتاب القيم ـ الذي أتشرّف اليوم بتقديمه لعموم القراء والمهتمين، ضمن منشورات الرابطة المحمدية للعلماء في إطار سلسلة كتاب مجلة لسان المحدث، وهو للإمام العلامة المحدث المسند الفقيه الوزير أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق التلمساني الجدّ المعروف بالخطيب(ت781هـ)؛ خرّج فيه أسانيد السلطان أبي عِنَان المريني ورواياته عن شيوخه لكتب الحديث الستة التي هي أصول الإسلام، وعليها مدار الأحكام، وقد أشاد في مقدمته بمعرفة السلطان أبي عنان بعلم الحديث وإسهامه في نشره وتعليمه، فقال: «فَحَظُّ الجميعِ الإصغاءُ لما يُبْدِيه من الفوائدِ الفرائدِ ويُعِيده، ويَنْشُرُهُ من الغرائب العجائب ويُفِيده، وعَرْضُ ما كان يُحَصِّلُه بطول الزمان عليه ويستفيده، وتصحيحُ ماجَمَعَه حِفظُه وتقييدُه، وكان أوّلُ ما نَدَبَ علماء حَضْرَتِه إليه، وحَرَّضَهُم المرّة بعد المرّة عليه، وأَفَادَهُم معرفة علومه بين يديه، عِلْمُ الحديث ومعرفة استناده، ووجه إرساله وتعليقه وإسناده، فأسمعهم أسانيد الأخبار، وَرَوَّاهم عن الثقات الأخيار، وصدَّر مجالسه الشريفة بذكر الأسانيد، ورواية المجموعات والمسانيد».

ويُوَثِّقُ ابن مرزوق في هذا الثَّبَت اللّطيف أهمّ الأسانيد التي اتصل بها السلطان المذكور بمؤلفي الكتب الستة، وهي صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وجامع الترمذي، وموطأ الإمام مالك، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، ويلاحظ أنه أدرج ضمن هذه الكتب كتاب الموطأ للإمام مالك؛ وأخرج كتاب سنن ابن ماجه، وواضح أنه صنع ذلك نظرا لمكانة كتاب الموطأ عند المغاربة، وترجيحهم له؛ لأسبقيته وإمامة مصنفه، علما أن الكتب الحديثية المشتهرة بعد انتهاء عصر التدوين كانت تنحصر في خمسة كتب، ويطلق عليها الكتب الخمسة، أو الصحاح الخمسة؛ حتى أتى الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي(ت507هـ) فأضاف إليها سنن ابن ماجه، وخالفه في ذلك الحافظ أبو الحسن رَزِين بن معاوية السَّرَقُسْطِي(ت535هـ) فاعتبر الموطأ ضمن الكتب الستة،  قال الحافظ أبو الفضل ابن حجر(ت852هـ): «وبعض أهل العلم لا يَعُدُّ السّادس إلاّ المُوَطّأ؛ كما صَنَعَ رَزِين السرقسطي، وتبعه المجد ابن الأثير في جامع الأصول».

افتتح ابن مرزوق هذا الكتاب بمقدمة نفيسة في بيان أهمية الإسناد، وضرورة طلبه والحفاظ عليه، ثم ذكر قبسا من عناية السلطان أبي عنان المريني بتجديد أمر الدين، وإحياء السنن، وبعد ذلك استعرض أسانيد السلطان أبي عِنَان إلى الكتب الستة، مُبْتَدِئا بصحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، ثم  سنن الترمذي، ثم موطأ مالك، ثم سنن أبي داود، ثم سنن النسائي، مُنتقيا أصحّ الأسانيد وأعلاها، ذاكرا الشيوخ المُسْنِدِين الذين أجازوا السلطان برواية تلك الكتب، مُفْصِحا عن طرق التحمل، مع سياق بعض المرويات العالية، والإتحاف ببعض اللّطائف الإسنادية، والواقع أنّ الكتاب مشحون بفوائد غزيرة تتعلق بتعريف رجال الأسانيد، وذكر وفيات الرواة، وضبط أسمائهم وألقابهم ومواطنهم.

Science

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق