مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

طليعة التنوير في مقدمات التفسير، ويليه تفسير سورة الفاتحة

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 656
  • عدد المجلدات: 1
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:1445/2024
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

طليعة التنوير في مقدمات التفسير، ويليه تفسير سورة الفاتحة.

للإمام المفسر أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن ابن زاغو التلمساني (ت845هـ).

دراسة وتحقيق: الحسن الوزاني.

سلسلة: نوادر التراث (45).

إن كلام الله تعالى خير الكلام، وإن من أشرف العلوم تفسير معاني كلام الله وتدبره، ولا يتأتى ذلك إلا لأولي العلم والألباب؛ الذين لهم القدح المعلى في معرفة علوم الكتاب العزيز، وعلوم اللغة العربية، وسائر مهمات العلوم الشرعية؛ من عقائد وفقه وأصول، وغيرها من العلوم التي يحتاج إليها الـمفسر؛ للنظر في آيات القرآن الكريم وتفسيرها على الوجه المرضي المحمود.

وفي هذا السياق ظهر علم أصول التفسير، واعتنى جماعة من أئمة التفسير رحمهم الله تعالى بتأصيله والتأليف فيه، من خلال وضع مقدمات بين يدي تفاسيرهم للقرآن الكريم، وهي مقدمات تتناول فضل القرآن العظيم، وثواب قراءته وتعليمه وتفسيره، وما يستوجبه النظر فيه من العلوم والمعارف، وتفسير معنى الأحرف السبعة التي ورد ذكرها في الحديث المشهور، وكذلك ما يتعلق بجمع القرآن وكتابته، وأسمائه وإعجازه، والتحذير من خطر الخوض في تأويله بجهل وسوء نية، وغير ذلك من القضايا والمباحث.

وقد كان لعلماء الغرب الإسلامي دور بارز في وضع لبنات علم أصول التفسير، من خلال ما أنتجه بعض العلماء من مقدمات بديعة في هذا المجال، منهم من ضمّها إلى تفسيره وجعلها مدخلا لتأليفه، كما فعل الإمام أبو محمد عبد الحق بن عطية المحاربي(ت542ﻫ) في مقدمة المحرر الوجيز، وأبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي(ت671ﻫ) في مقدمة الجامع لأحكام القرآن، وأبو القاسم محمد بن جُزَيّ الكلبي الغرناطي(ت741ﻫ) في مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل.

ومنهم من ارتأى أن يجعلها مؤلفا مستقلا، كما هو صنيع العلامة أبي بكر محمد ابن عبد الله ابن العربي المَعَافِرِي الإشبيلي(ت543ﻫ) في كتابه قانون التأويل.

والكتاب الذي بين أيدينا جمع بين دفتيه مؤلفين من نوادر ما أنتجته مدرسة الغرب الإسلامي في الدرس القرآني عامة، والتفسيري على وجه الخصوص، وهما: «طليعة التنوير في مقدمات التفسير»، و«تفسير سورة الفاتحة»، للعلامة الـمُفَسِّر المشارك أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المغراوي المعروف بابن زَاغُو(ت845ﻫ).

فبالنسبة للكتاب الأول «طليعة التنوير»، فهو عبارة عن مقدمة في أصول التفسير وضعها المؤلف برسم شروعه في تفسير القرآن الكريم، وكان قد لَخَّصَهَا وَجَرَّدَها مما أملاه في هذا الغرض؛ شيخه العلامة الكبير أبو يحيى عبد الرحمن ابن الإمام محمد الشريـف التلمساني(ت826ﻫ)، مع تتمات وزوائد كثيرة.

ولذلك فإن هذه المقدمة تكتسي قيمة علمية كبيرة، باعتبارها لبنة مهمة تنضاف إلى البناء المنهجي للدرس التفسيري بالغرب الإسلامي، وقد أبدع مؤلفها في ترصيف مادتها، وترتيب فصولها، بحيث لم يُعِد الموضوعات نفسها التي تناولها من سبقه من المؤلفين، وإن كان استفاد مما كتبوه، بل ابتدع لنفسه فيها مباحث جديدة تدلّ على سعة اطلاعه، وجودة فهمه، وتبحره في مختلف العلوم والمعارف التي يحتاج إليها الخائض في كلام الله تعالى؛ تفسيرا وفهما وتدبرا.

وجعل العلامة ابن زاغو كتابه هذا، في ثمانية أبواب متراصة متناسقة؛ افتتحها بالباب الأول في بيان فضل القرآن العظيم، وما يناله حَامِلُهُ وَتَالِيهِ من الأجر الجسيم، وأكد في الباب الثاني على فضل علم التفسير، وإثارة معاني القرآن الكريم بالنقل والنظر والتأويل، وعرض في الباب الثالث أسماء التنزيل، وما تُوجِبُه من الـتشريف والتعظيم، وشرح في الباب الرابع معنى كلمات: «القرآن»، و«التفسير»، و«التأويل»، وتناول في الباب الخامس آداب الـمُفَسِّر ومُذَاكِريه وحاضريه، وذكر في الباب السادس أجزاء القرآن اللفظية والمعنوية، وأحصى عدد حروفه وكلماته وآياته، وبيّن معنى الأحرف السبعة، وجعل الباب السابع خاصا بما هو من القرآن مقصود جامع بالذات، وما هو تابع من المقاصد الجزئيات، وتطرق في الباب الأخير لترتيب القرآن المجيد، ووجه افتتاحه بالتحميد، واختتامه بالتعويذ.

وأما الكتاب الثاني؛ فهو تفسير سورة الفاتحة، وهو أيضا لا يقلّ أهمية عن المقدمة التفسيرية، فقد مهّد لها المصنف بالحديث عن الاستعاذة والبسملة، وتوسّع في شرح مبانيهما من الألفاظ والكلمات، وبيان ما اشتملت عليه عباراتهما من المعاني والأسرار والفضائل العظيمة، ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة أم القرآن الكريم، فتحدث عن فضلها، وأسمائها، وَمَحَلِّ نزولها، وعدد أجزائها، وما انْطَوَت عليه من المقاصد الجميلة، ثم تفسيرها كلمة كلمة وآية آية. والحقيقة أن المؤلف أطال النَّفَسَ في الـشرح، واستثمار مختلف العلوم؛ من لغة وبيان وإعراب، وفقه وأصول وحديث، ومنطق، وغيرها، ولا غرابة في ذلك فالمؤلف ‘ ممن جمع أشتات العلوم، وتميّز بالنبوغ في زمانه، ووصف بالتحقيق والإتقان في تآليفه.

Science

‫2 تعليقات

اترك رداً على د. منتهى أبوعين إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق