مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

صور من غرائب حفظ المغاربة والأندلسيين لكتب الحديث والسيرة وغيرهما من فنون العلم

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 292
  • عدد المجلدات:
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:2020
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

صور من غرائب حفظ المغاربة والأندلسيين لكتب الحديث والسيرة وغيرهما من فنون العلم،

جمع وتأليف: الدكتور محمد السرار.

سلسلة: دراسات وأبحاث 20

لا يخفى على المهتمين اشتهار العرب بالحفظ، واستجادتهم ترديد الأشعار والحكم والأمثال الشائعة في مجالسهم عن ظهر قلب، وذلك منذ العصر الجاهلي؛ باعتبارهم أُمَّةً أُمية، ثم تعزّزت مكانة الحفظ بعد مجيء الإسلام الذي رغّب في حفظ كتاب الله تعالى، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إنّ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب))، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِيَ، فَحَفِظَهَا فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا)).

ولم تتقلص مكانة الحفظ في القرون الإسلامية الأولى مع انتشار الكتابة والتدوين؛ بل استمر طائفة من أهل العلم في تقديم حفظ الصدر على حفظ الكتاب، وهو ما يعكسه قول القائل:

ليس بعلمٍ ما حوى القِمطر

ما العلم إلا ما حواه الصدر

وقال الآخر:

إذا لم تكن حافظا واعيا

فجمعك للكتب لا ينفع

قال ابن خلّاد : ((حرف تحفظه بقلبك أنفع لك من ألف حديث في دفاترك)).

ويُعَدّ الحفظ لدى كثير من العلماء مظهرا من مظاهر إحكام معاقد العلم، وضبط مباحثه وفصوله، وهو كذلك وسيلة مُعِينَةٌ على فهمه، وتنميةِ الملكة فيه، ولهذا شاع في كتب التراجم والمناقب امتداح الحفظ، وتمجيد الحفاظ ؛ وقد أفرد العلماء تصانيف خاصة في الحث على الحفظ وذكر أشهر الحفاظ، منها كتاب: طبقات الحفاظ، لأبي الوليد ابن الدّبّاغ الأندلسي(ت546ﻫ)، وكتاب: الحفظ والنسيان، لأبي موسى المَدِيني(ت581ﻫ)، وكتاب: الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ، لأبي الفرج ابن الجَوْزِي (ت597ﻫ)، وكتاب: الأربعون في طبقات الحفاظ، لأبي الحسن علي بن المُفَضَّل المقدسي الإسكندراني المالكي (ت611ﻫ)، وكتاب تذكرة الحفاظ، لشمس الدين الذهبي (ت748ﻫ)، والذيل عليه، لشمس الدين الحُسَيْني الدمشقي الشافعي (ت765ﻫ)، وكتاب: تذكرة الحفاظ وتبصرة الأيقاظ، ليوسف بن حسن الصّالحي الحنبلي، المعروف بابن المِبْرَد (ت 909ﻫ).

ثم سَارَ على نهجهم، واحتذى حذوهم: العالم الجليل الشريف النبيل فضيلة الدكتور محمد السّرّار الإدريسي - رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة، فألّف هذا الكتاب الطّريف الماتع الموسوم بـ: «صُوَرٌ مِنْ غَرَائِب حِفْظِ المَغَارِبَةِ والأَنْدَلُسِيِّينَ لِكُتُبِ الحَدِيثِ والسِّيرَةِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ فُنُونِ الْعِلْمِ»، قصَدَ فيه التنبيه إلى علو كعب المغاربة والأندلسيين، ونبوغهم في مجال حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة وغير ذلك من الفنون العلمية، فبَرْهَنَ في كتابه على شيوع ظاهرة الحفظ في الأوساط العلمية بالمغرب والأندلس؛ باستحضار عدد كبير من تراجم العلماء؛ الذين اشتهروا بحفظ كتب بعينها في الحديث والسيرة، وغيرهما من فنون العلم، وقبل ذلك؛ مهّد لكتابه بمدخل كَشَفَ فيه اللِّثَام عن ظاهرة الحفظ، وما يتعلق بها من قضايا وتنبيهات، ثم انتقل إلى الكلام على حفظ المغاربة لكتب الحديث والسيرة، ثم تناول بعد ذلك حفظهم للكتب في سائر العلوم.

ومن مزايا هذا الكتاب - الذي يُؤرخ لظاهرة مُهمّة طبعت تاريخنا العلمي والثقافي-  اشتماله على نخبة من الإفادات المستجادة، والأنقال النادرة؛ التي اقتنصها المؤلف من مصادر كثيرة ومتنوعة، ومن محاسنه أيضا؛ تسلسل فصوله من الخاص إلى العام، وحسن تنظيم مواده، وترصيف تراجمه، ناهيك عن رصانة لغته، وسلاسة أسلوبه.

Science

الدكتور محمد السرار

• رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالرابطة المحمدية للعلماء

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق