مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

شَرْحُ مُقَدِّمَةِ الرِّسَالَة لابن أبي زَيْد القَيْرَوَاني

  • نوع الإصدار:
  • عنوان فرعي:
  • سلسلة: [collection]
  • موضوع العدد:
  • العدد:
  • الكاتب: [katib]
  • المحقق: [mohakik]
  • عدد الصفحات: 300
  • عدد المجلدات:
  • الإيداع القانوني:
  • ردمك:
  • ردمد:
  • الطبعة1
  • تاريخ الإصدار:2021
  • اللغة: [languages_used]
  • العلم: [science]
  • عدد التنزيلات0
  • الناشر:[publisher]
  • عدد الملفات0

شَرْحُ مُقَدِّمَةِ الرِّسَالَة لابن أبي زَيْد القَيْرَوَاني،

تصنيف: الإمام الفقيه الأصولي المتكلم النظّار  أبي علي نَاصِر الدِّين مَنْصُور بن أَحْمَد المَشَدَّالِي (ت 731هـ)،

دراسة وتحقيق: د. عَبْدُ الكَرِيم بُومْرْكُود.

سلسلة: نوادر التراث 39

لا تخفى أهمية كتاب الرسالة لابن أبي زيد القيرواني، فقد بسط هذا المختصر الفقهي هيمنته على مقرّرات الدّرس الفقهي المالكي، منذ القرن الخامس للهجرة، وإلى يوم الناس هذا، ولم يزاحمه في مجالس تدريس الفقه بالمغرب الأقصى، سوى مختصري ابن الحاجب وخليل.

وقد تلقاها الناس بالقبول، وعكفوا على قراءتها وحفظها، وتناولها العلماء بالدرس والشرح والتحشية والتعليق...، حيث بلغت الأعمال التي وضعت عليها العشرات، ولم يخل قرن من القرون -التي جاءت بعد تأليفها- من تدريسها والتأليف عليها، فكان من البديهي أن تكثر وتتعدد شروح هذا العِلْقِ النفيس، وتتنوع ما بين مختصر ومطوّل؛ فمن العلماء الذين تناولوا متن الرسالة لابن أبي زيد بالشّرح: أبو بكر محمد بن مَوْهَب القَبْري(ت406ﻫ)، والقاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي(ت422ﻫ)، ومحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الفخار الجذامي المالقي (ت723ﻫ)، وأبو علي ناصر الدين منصور بن أحمد المَشَدَّالِي(ت731ﻫ)، وتاج الدين عمر بن علي الفَاكِهَاني(ت734ﻫ)، وأبو القاسم قاسم بن عيسى بن نَاجِي التنوخي القيرواني(ت837ﻫ)، وأبو العباس أحمد بن محمّد القِلْشَاني(ت863ﻫ).

  ويُعَدُّ شَرْحُ الإمام الفقيه الأصولي المتكلم النظّار، أبي علي ناصر الدين
منصور بن أحمد المَشَدَّالِي(ت731ﻫ)، من أنفع الشروح الموضوعة على الرسالة القيروانية وأكثرها فائدة، غير أنَّ المَنِيَّة لم تمهله لإكمال شرحه هذا الذي كان سيقع في عشرين مجلداً في حال إتمامه، ولم نعثر اليوم لهذا الكتاب سوى على نسخة من أوله بمكتبة كوبرلي بإستانبول، وقطعة أخرى بخزانة الإسكوريال بإسبانيا تحت رقم:1129.

وقد قرأ هذا الشرح الإمام أبو القاسم القاسم بن يوسف التجيبي(ت730ﻫ) على مُصَنِّفِه بداره الكائنة بمدينة بجاية، ووصفه بالشرح المُفِيد، وأطنب في الثناء على الإمام المشدّالي فقال: «لقيت ببجاية الشيخ الفقيه الإمام، أوحد الفضلاء الأعلام؛ أبا على منصور الزواوي المشدّالي، وآخر رجالات الكمال بإفريقيا والمغرب الأقصى؛ ممن جمع بين معرفة الفقه وأصوله، وأحكم حظًا وافرًا من العربية، وحصّل المنطق والجدل وغيرهما، وحاز السبق في علوم كثيرة، واستبحر فيها وتكلم في أنواعها، وناظر في جميعها، وتفنن في المعارف كلها... وقد اطلع على مذاهب الأئمة، خصوصًا مذهب مالك، فإنه انفرد بمعرفته، والقيام بتقريبه ونصرته؛ يُصَور ويُحَرر، ويُمَهد ويُقَرر، ويُزَيف ويُرَجح، مع ثُقوب ذهن، وصحة استنباط وفهم».

وليس غريبا ما ذكره التجيبي في حقّ شيخه الإمام المَشَدَّالِي، فإنه رَحَل إلى المشرق وقضى به نَيِّفًا وعشرين عاما في طلب العلم، وتتلمذ ولاَزَمَ سلطان العلماء، العِزّ ابن عبدالسلام السُّلَمِي(ت660ﻫ)، فتفنّن في العلوم والمعارف اللُّغوية والفقهية والأصولية؛ حتى إنه بلغ درجة الاجتهاد، كما قرّره تلميذه ابن مرزوق الجد وغيره، ويكفي في بيان مكانته العلمية قول تلميذه العلامة منصور بن علي الزواوي(ت بعد770ﻫ): «إنه ملأ بِجَايَة وأقطارها بالعلوم النظرية والفهوم النقلية والعقلية».

وبالرجوع إلى شرحه لمقدمة الرسالة، فإننا نجده شرحا في غاية الإفادة والإجادة، سلك فيه الإمام الفقيه أبو علي ناصر الدين المَشَدَّالي رحمه الله مسلكا علميا أصيلا في دحض أباطيل وافتراءات الذين قالوا بخلق القرآن، من الجهمية والمعتزلة، ومن نحل قولهم من الفُرُق، فهو يكشف عن زيف وزيغ أقوال أهل البدع والشبه والضلالات بالأدلة القاطعة الدامغة، في ضوء الفهم الصحيح للنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والأدلة العقلية، بعبارة واضحة، ومنهج علمي رصين، دَالٍّ على معرفة صاحبه بالتوحيد والمنطق والعقائد، مُفْصِحٍ عن تبحره في اللغة والحديث والفقه والأصول.

وقد حُقّقت القطعة الأولى من الكتاب، المحفوظة بخزانة كوبرلي بإستانبول.

Science

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق