زَهْرُ الخَمائل من دَوْحِ خَتْمِ الشَّمائل، للعلامة أبي العباس أحمد بن قاسم جَسُّوس الرباطي(ت1331هـ)،

 ويليه: خَتْمٌ على الشَّمَائِلِ النَّبَوِيَّةِ للتِّرْمِذِي، للعلامة المشارك أبي عبدالله محمد المفضل بن الهادي بن أحمد المكناسي الشهير بابن عزوز(ت1319هـ)،

تقديم وتحقيق: نجاة زنيزن.

سلسلة: لطائف التراث 6

من لطائف المصنفات التي ميّزت آثار كثير من علماء المغرب المتأخرين، ما يُسمّى بكتب الختم، أو الختوم على الكتب الشهيرة المتداولة بالدرس والإقراء في المجالس والحلقات العلمية، مثل كتاب الموطأ، أو الصحيحين، أو الشفا للقاضي عياض، أو الأجرومية في النحو، أو مختصر خليل في الفقه، وغيرها من الكتب التي يتناولها العلماء بالإقراء والشرح، وعادة ما يتزامن إعداد هذا النوع من التصنيف، مع حفل إنهاء إقراء الكتاب الذي وُضع الختم عليه.

ومن التصانيف الحديثية المعتبرة، التي احتلت مكانة كبيرة في حِلَق التدريس والإقراء، وحَظِيَت بعناية كبار المحدثين المغاربة: كتاب «الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية»، للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرَة الترمذي (ت279ﻫ)، وكان من أبرز العلماء المغاربة الذين تَصَدَّوْا لإقراء هذا الكتاب وشرحه: العلامة محمد المفضل بن الهادي المكناسي الشهير بابن عزوز (ت1319ﻫ)، والعلامة محمد بن القاسم بن محمد القادري (ت1331ﻫ)، والعلامة أبو العباس أحمد بن قاسم جَسُّوس الرباطي(ت1332ﻫ)، والشيخ محمد بن جعفر الكتاني (ت1345ﻫ)، والعلامة عبدالسلام بن عمر المدَغْرِي الحسني العلوي (ت1350ﻫ)، والعلامة عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان ابن زيدان العلوي(ت1365ﻫ)، والعلامة محمد بن أحمد بن المكي السوسي(ت1369ﻫ) وغيرهم.

وتعريفا بهذا اللّون الطريف من تراثنا العلمي الزاخر، وإحياءً لبعض عيونه؛ اختار مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، نشر ختمَيْن لطيفين ماتِعَيْن على كتاب الشمائل، ضمن سلسلة لطائف التراث؛ أولهما «زَهْرُ الخَمَائل من دَوْحِ ختم الشمائل» للشيخ العلامة الفقيه المحدث الأديب أبي العباس أحمد بن قاسم جسوس الرباطي(ت1332ﻫ)، وثانيهما: خَتْمُ على الشمائل النبوية للترمذي، للعلامة المشارك أبي عبدالله محمد المفضل بن الهادي بن أحمد المكناسي، الشهير بابن عزوز (ت1319ﻫ)، وقد شرح الشيخان، جسوس وبنعزوز في ختميهما، الأثرين الواردين عن ابن المبارك، وابن سيرين، اللّذين خَتَمَ بهما الترمذي كتابه، واعتنى العلامة جسوس بترجمة رُوَاة الأَثريْن، ثم شرح ألفاظهما شرحا مفصلا، مُعَزَّزا بالأدلة والنصوص الشرعية، ومُطَرَّزا بأقوال العلماء، وأشعار الأدباء، وعَقَدَ فصولا في فضل العلم والعلماء وبيان آداب المتعلمين، ثم أنهى خَتْمَه بشرح حديث التسبيح «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن»، أما العلامة ابن عَزُّوز، فضمّن خَتْمَه التنويه بشرفعلم الحديث، وفضل الاشتغال به، وفصّل القول في بيان آداب طالب العلم الشرعي، وأورد في آخر ختمه، جملة من الأدعية والأذكار النبوية، الواردة في ختم المجالس، تكفيراً لما قد يقع فيها من الخطأ والزلل، كما دأب عليه الصالحون، واختاره وسار عليه العلماء الربانيون.